المقاومة العراقية : إضاءات على كتاب الصحوة : النفوذ اليهودي في الولايات المتحدة الاميريكية  للكاتب ديفيد ديوك (عضو الكونكرس الاسبق) - المسألة اليهودية

﴿ الحلقة الخامسة ﴾

 
 
شبكة المنصور
الوليد العراقي

يبدو ان كل مظلومي العالم الادعياء ينظرون الى العرب ارضا وشعبا  وكأنها مهدا وحقا مباحا لاسترداد حقوقهم المسلوبة ومن قبل الشعوب الاخرى ومن قبل التاريخ  والاكاذيب التي شوهتهه ..فاليهود مظلومون والصفويون مظلومون وجنوب شرق اسيا العاملون في الخليج العربي سيأتي اليوم القريب لينظموا الى قائمة المظلومين من قبل العرب ومن ثم ينادون بحقوقهم الوطنية المسلوبة في تلك الديار التي غفى اهلها ولم ينهضوا بعد من خدرهم الذي اصاب الكثير منا وخاصة ما يسمون بالساسة العرب..

 
نرجع الى موضوعنا بعد تلك التوطئة البسيطة وهي مظلومية اليهود والمحرقة التي نالت منهم على يد الغربيين وليس العرب ,واما العرب فيقول اليهود انهم ظلموهم كما يروي تاريخهم المصنوع بجدارة في اروقة الموساد ومنذ ان تاسس وتمددت اذرعه في كل العالم الغربي والشرقي والمتقدم والمتخلف على حد سواء..

 
يقول تشرشل رئيس وزراء بريطانيا الاسبق وهنا نعتقد انه يداري محنته من تمدد نفوذ اليهود نحو الشرق ومن اجل ان لا تصاب بريطانيا بالاحباط بسبب هذا المتمدد في اعظم دولة انذاك وهي الاتحاد السوفيتي يقول(ولا حاجة للمبالغة في الدور الذي لعبه هؤلاء اليهود العالميون في خلق البلشفية ,وفي تفجير الثورة الروسية).كما يحتمل هذا القول ان تشرشل راح يداري مشاعره العطوفة تجاه اليهود ليحاول التضليل على دور اليهود في صنع القوة المضادة للمعسكر الغربي..هنا تكمن محنة الساسة الغربيون الاوائل في القرن العشرين من ان اليهود كونوا الكماشة العالمية من خلال سيطرتهم على المعسكر الغربي والشرقي وهيمنتهم على القرار العالمي وما زالت بريطانيا العظمى تجد نفسها سيدة العالم حينذاك ولا تريد التفريط بمفاتيح السياسة الاستعمارية وسقوطها من قبضتها بيد اليهود ولاي سبب كان لكن في ذات الوقت لا تريد اثارة حفيظة اليهود ضدها كون لهم انصار كبار..

 
درسنا في بريطانيا وبحكم الزمن اللازم للحصول على شهادة الدكتوراه كان لا بد ان يكون لنا اصدقاء فرادا وعوائل بريطانيين ..وفي احدى اللقاءات مع عائلة بريطانية على سبيل المثال لا الحصر حصل جدال بين الزوج وزوجته اثناء الجلسة التي كان محورها علاقة العرب واليهود  ونكبة العرب في فلسطين لترد الزوجة بأنفعال شديد على زوجها فتقول له )كفى دفاعا عن اليهود فما نحن البريطانيون اليوم الا عبارة عن شعب مستعمر من قبل اليهود)؟ثم راحت متدفقة قائلة له امامنا :(انظر الى وظيفتي البائسة وهي عبارة عن موظفة في شركة ماركس-سبنسر العالمية اليهودية بقيادتها وبرأس مالها ومتى ما ارادوا فبأمكانهم ان يطردوني من وظيفتي  وانا على ارض بلادي بريطانيا العظمى,اليس هذا استعمار يهودي لبريطانيا العظمى يا بريطاني؟).

 
ثم راحت  راحت مسترسلة والغضب في عينيها وتقول(كفى كذبا على انفسنا وكفي كذبا من ساستنا فلقد ظلمنا الشعب الفلسطيني كثيرا والشعب العربي بشكل عام من خلال تعاطفنا المصطنع مع اليهود الذين سيطروا على قرارنا خاصة بعد الحرب العالمية الثانية حتى رحنا نفتح صدورنا واذرعنا لهم عطفا وحنانا بسبب المحرقة التي صوروها لنا ساستنا وضخموها الالاف المرات لصالح اليهود وتلك هي صناعة يهودية بامتياز خسرنا من خلالها حتى بلادنا لصالح اليهود وخسرنا شعوب اخرى اكثر عمقا ورحمة بنا لو اجدنا التصرف معهم وهم العرب من خلال جريمتنا بصنع وعد بلفور المشؤوم وضحاياه من الفلسطينيين العرب المهجرين اليوم في كل اصقاع الدنيا).

 
هذا هو الانسان البريطاني الشعبي الذي ان اثرته بعد ان اثرت به سوف يدلي لك بالحقيقة  ويعري لك كذبة المحرقة اليهودية المراد منها والمخطط من خلالها استيلاء اليهود على القرار العالمي والعلو في الارض كما يروي تاريخهم المبرمج والذي يطبقونه كما جاءهم وبأي وسيلة من خلال الغاية تبرر الوسيلة التي عملوا بها ونجحوا ايما نجاح..جرائمهم بحق الشعوب وهي اكبر محارق داروها على الكثير من اراضي الشعوب  قد غطى عليها الاعلام اليهودي الموجه والمبرمج بشكل منقطع النظير لا لانهم اذكياء ولكن لكونهم اصحاب اهداف عالمية رصدوا لها كل عقولهم وكل اموالهم  ودون سلاح يذكر وببراعة  نادرة تغلبوا على اعدائهم الذين هم اذكى منهم واغنى منهم وهم العرب,هؤلاء القوم الذين لا يقرأون ولا يجيدون فن القراءة الاعلامية  اليهودية  وفن نقدها وتحليلها ومن ثم كبحها قبل حصول الزلزال..

 
يقول الكاتب ديوك(وعلى الرغم من اهمية شخصية مثل تشرشل الا انه كان صوتا وحيدا.لقد عللت النفس بان تشرشل ربما كان مخطئا بشان الثورة الروسية)..المعروف عن تشرشل انه قائد سياسي محنك وحاد الذكاء وله القدرة على قراءة المستقبل ولهذا انبرى بطلا بريطانيا وعالميا سواءا اتفقنا معه ام لم نتفق لكن تلك هي حقيقته وتلك هي سيرته حين قال له البعض من مستشاريه(ان الشعب البريطانيا اصبح ميالا الى الفن والى الملذات والرقص والخمرة والسهر وغيرها من الانشطة البشرية ونحن التو خرجنا من الحرب العالمية وعلينا سيادة الرئيس ان نخاف على شعبنا من الانحراف عن اهدافنا التي قاتلنا من اجلها واعطينا انهارا من الدمار ودمرت مدننا فيرد عليهم بكل برود(كيف حال التربية والتعليم وكيف حال القضاء في بريطانيا فيجيبون بخير ليكون رده:اذن لا تخافوا على مستقبل بريطانيا حيث ما ترونه من سلوكات اجتماعية ما هي الا موجات تمر بها الشعوب المقهورة بالحرب والمتعبة منها وهي ظواهر مرحلية سرعان ما تختفي وترجع العقول الى حقيقتها بعد اشباع رغباتها وغسل مخلفات الحروب من النفس البشرية ومن ثم تعود كما كانت ).
 
يقول الكاتب ديوك((ان التقارير التي طلبتها من الكونكرس والتي وصلتني على شكل مغلف ضخم من ورق المانيلا يظهر بلا مواربة الطبيعة اليهودية للثورة الروسية ووجدت فيها ان تشرشل في احدى التقاريرالتي حررت عام 1958 اي بعد خمسين سنة من كتابتها وارسالها يقول)ربما ليس من الحكمة ان يقال هذا بصوت مرتفع في الولايات المتحدة الاميريكية ,ولكن الحركة البلشفية موجهة منذ نشأتها وما زالت توجه من قبل اقذر اليهود والروس وتخضع لسيطرتهم).)).

 
نحن هنا لا بد ان نترك احتمالا للحساسية الموجودة بين المعسكر الغربي والمعسكر الشرقي وان لا ننسى استغلال اليهود ودورهم في قيام الثورة البلشفية الموازن للمعسكر الغربي ربما يكون احد الاسباب التي تدفع الساسة الغربيين للكتابة بتلك الطريقة  التي تطعن باليهود حد القذارة كون الغربيون لا يجدون من مصلحتهم ان اليهود يساهمون بتشكيل قوة اعظم تقاسمهم اطماعهم التي تفوق الوجود اليهودي على الارض قطعا,لكن ان يكون اليهود في صالح الغرب ويخططون من اجله ويحتلون اراضي دول اخرى كفلسطين بمساعدته لتكون دولة اليهود القاعدة المتقدمة لهم فهذا قطعا متفق عليه وهم له مساندون..اذن هناك تعاطف غربي مع اليهود ولكن هناك ايضا خطوط حمر للحراك اليهودي اذا ما تعدى مصالح الشعوب التي تنمو بها المؤسسات اليهودية شريطة ان تفجر مشاكلها خارج خارطة المعسكر الغربي وشريطة ان تكون معلقة بأذيالهم كالطفل المدلل لكنه الملتزم والتابع لامه وابيه...

 
وهنا اريد ان اطرح على القارئ العربي الذي يهمني اولا وعلى الاعلامي العربي القومي الذكي الذي هو جزء مني وانا مكمل له ومن ثم على الساسة العرب السؤوال التالي الافتراضي وهو:لو ان العرب مجتمعين قرروا جمهورا وحكومات بعدتهم وعديدهم الثلاثماءة مليون نفر انهم قرروا غلق كافة الممرات المائية والجوية والارضية وأنهم لغموا كل ابار النفط بالمتفجرات  وتحولوا الى شعب انتحاري واعلنوا ذلك للعالم فأما ان ينفذوا ما اتفقوا عليه وخلال اسبوع او ينسحب الكيان الصهيوني من كل الاراضي التي احتلها عام 1967 فورا ويتم اعلان الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف او الكارثة العالمية,ماذا نتوقع ردود فعل  دول العالم ومنها الدول العظمى المتعاطفة مع الكيان الصهيوني الغاصب وحتى مجلس الامن والامم المتحدة؟سيكون الرد حتما هو الانسحاب اليهودي من الاراضي العربية وبضغط مباشر وفعال من قبل حلفاؤهم الغربيين وعلى رأسهم الولايات المتحدة وبريطانيا,بل وسوف تنصاع السياسة العالمية لمطالب العرب لا لمطالب اليهود التوسعية..اذن لا توجد هناك ولاءات مطلقة بالسياسة بل هناك مصالح  هي التي تحكم هذا العالم الذي نحن جزؤ منه..هنا سوف ينسى العالم المحرقة اليهودية وسوف يستبدلها بالمحرقة العربية الكبرى ويتم التعاطف مع العرب خوفا من الخراب العالمي الشامل ان اراد العرب فعل ما يستطيعون فعله من اجل وجودهم ومن دون اثارة طلقة واحدة بل بالقرار الجرئ كما اسلفنا وصدقهم في تنفيذه ان لم يعترف العالم بمطالبهم ..

 
انظروا كيف استطاع اليهود السيطرة على القرار العالمي من خلال التهديد بالقنبلة النووية التي هي اساسا يهودية علما وفكرا وتخطيطا سياسيا ,فالعالم الشهير اليهودي انشتاين يصمم افكار القنبلة في اميريكا بعد ان كانت بداياته في موطنه الاصلي المانيا قبل نزوحه الى العالم الجديد ..اذا اسرارها بيده وفي تلافيف دماغه وعندما اقترح صنعها من قبل الولايات المتحدة برسالته الى الرئيس الاميريكي روزفيلد..تمت موافقته على المشروع خلال ثلاثة اشهر  وتم تكليف احد زملاء انشتاين بتنفيذ المشروع  وقد نفذ ونجح..صحيح ان القنبلة اصبحت تحت سيطرت الجنرالات الاميريكان لكن اسرارها في عقول العلماء الالمان اليهود ومن ثم استطاعوا توجيهها لصالح قضيتهم  من خلال التهديد بافشاء سرها عالميا ..هنا انصاع العالم الغربي لمطالبهم وبعد ثلاث سنوات من استخدام القنبلة ضد اليابان بدأ الغرب بتنفيذ وعد بلفور وتم احتلال فلسطين وتشكيل وطن قومي لليهود عام 1948..

 
اذن هناك موجبات للنصر على الاعداء وهي توفر عناصر القوة لديك ومن ثم توفر العنصر البشري الفدائي من اجل تنفيذ خطتك باستخدام عناصر قوتك مفترضين اننا كعرب نحكم من قبل سياسيين قوميين ابطال امثال تشرشل وامثال روزفلد وستالين وغيرهم من خلال تحالفهم المصيري لفعل شئ تاريخي ما ..اما الذي حصل بعد كل المحارق العربية فهو جهد فردي قومي وقطري  غير قادر على التنفيذ الستراتيجي لاعادة الحقوق العربية..ظهر جمال عبدالناصر لوحده وكأن القادة العرب الاخرين قوى مضادة له ومجموعة من الخونة في جيشه حتى نخروه ونخروا مصر وافشلوا مشروعه الوحدوي  والقومي في التحرر والانتعتاق من ارث الاستعمار..ثم جاء صدام حسين وحاول اعادة تجربة عبدالناصر وبشكل مختلف باختلاف الاتجاه السياسي الايديولوجي لكن لذات الاهداف القومية حتى خلقت له الاف المشاكل والمصدات والمؤامرات ومن اخوته العرب حقدا وانانية وهدفا ان لا تكون دولة قوية  عربية قومية بجوارهم وكانت النتيجة ان نخر العراق ومن ثم تم احتلاله وبالتالي اعدم الرئيس صدام حسين وكأنه النصر العربي الحديث..تلك محارق عربية كبرى قام بها العرب ضد العرب وقطعا بتخطيط يهودي  متقن مباشر وغير مباشر فضلا عن التدبير الصفوي الذي الهمته ايران لبعض القادة العرب قبل وبعد الاحتلال وهي محرقة اخرى جرت للعراقيين بفعل مجوسية وصفوية العصر عصر اللاقرار عربي موحد وهو ذاته الذي كان يحصل دوما في تاريخنا من خيانات بين الاخوة من اجل كرسي الحكم  والذي اضاعنا من الاندلس الى الصين الى روسيا الى البلقان الى الى ...

 
ان الثورة الاعلامية العربية القومية الحقة ظهرت ملامحها اثر صدمة احتلال العراق وبدأت اقلام فدائية تقول الحقيقة بعد التحري عنها بعناء ,كما بدأت منظمات واحزاب  وحركات ونقابات بصنع بوابات لاصواتها بالقتال المر رعبا وخوفا من جبروت الحاكم العربي قبل العدو الاجنبي..تلك البدايات الجادة هي الامل في فضح كل المحارق التي حلت بالوطن العربي ومن ثم تعرية المحرقة اليهودية التي ضخمها الموساد ومن تبعه الى ان اخذت معظم حيز الاعلام العالمي وانهالت الدموع الاجاج عليها وهي ليست كذلك .. اكاد ان اقول ان هناك صحوة اعلامية عربية لارسمية بل مهنية واحيانا فردية وهذا يبشر بخير لصالح امتنا ومن اجل وجودنا على ارضنا بفكرنا القومي الرسالي الانساني الذي بدأ يتحسس الوجع ويرفض الظلم  ويقتحم المنوع علينا طويلا.. لقد بدأنا على قلتنا نقرأ ونكتب جيدا وبظمير ومسير الميل يبدأ بخطوة وصولا الى المؤسسة الاعلامية العربية القومية  القادرة على التصدي والصمود والانتصار بالجهاد المر...

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الثلاثاء  / ٠٤ جمـادي الاخر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ١٨ / أيـــار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور