المقاومة العراقية : إضاءات على كتاب الصحوة : النفوذ اليهودي في الولايات المتحدة الاميريكية  للكاتب ديفيد ديوك (عضو الكونكرس الاسبق) - المسألة اليهودية

﴿ الحلقة السادسة ﴾

 
 
شبكة المنصور
الوليد العراقي

مما سبق  كان على الحكام العرب الذين اعتلوا السلطة لو كانوا وطنيين وقوميين ان يقرأوا كتابات تشرشل جيدا-هذا ان كانوا يجيدون القراءة والكتابة- واني لاشك في ذلك-وان يستغلوا فكرته القائلة ان اليهود هم من سقاطة الشعوب وهم من اقذر خلق الله وهم قوم انتهازيون  لا فرق عندهم بين الشرق وبين الغرب سوى مصالحهم اين تكون..نعم كان على الرسميين العرب ان يستغلوا تلك العقدة التي يعيشها تشرشل تجاه اليهود ومن ثم يتعاونوا معه  بكل وسيلة من اجل ابطال حراك اليهود وضغطهم على الحكومة الملكية البريطانية لتشكيل وطن قومي لهم على ارض فلسطين العربية..علما ان ظاهرة دعوى اليهود لتشكيل وطن قومي ظهرت علنا في القرن التاسع عشر  وامتدت الى منطقتنا الاسلامية منذ تغلغل اللوبي الصهيوني في ثنايا الدولة العثمانية وعرضهم على السلطان عبدالحميد مشروعهم في تكوين وطن قومي لهم على ارض العرب..من هنا يمكن القول استنتاجا ان الحكام العرب حينذاك اما كانوا جهلة رعاة اميون لا يعرفون ما يدور حولهم او كانوا عملاء من الدرجة الممتازة التي خدمة الغرب والصهيونية  وكما يلي:


اولا:تسهيل انشاء وطن قومي لليهود على ارض فلسطين .


ثانيا:تخليص الغرب والشرق من شرور تلك المجموعة البشرية القذرة وتصديرها خارج البلدان التي ابتلت بها ومنها بريطانيا العظمى والمانيا حينذاك.


ثالثا:وطبقا للخدمات الجليلة والتسهيلات الغربية والشرقية لليهود لان يحتلوا فلسطين ولكي يعيشوا بين الشعب العربي عنوة, اذا لا بد من ثمن يدفعه اليهود لتلك البلدان وهو ان يكون الكيان الصهيوني قاعدة متقدمة في القلب العربي والشرق الاوسط لخدمة المصالح الغربية والشرقية مقابل ظمان حمايتهم على تلك الارض.


رابعا:تفتيت الوطن العربي ومنع العرب من حلمهم في الوحدة ومن ثم اجبار العرب على الاعتراف به كزء من وجود المنطقة وبالتالي مشاركة العرب سياسيا واقتصاديا من خلال ايجاد سوق شرق اوسطية سيده الكيان الصهيوني العالمي.

 
تمدد اللوبي الصهيوني نحو الشرق واستطاع التغلغل في قلب الثورة الروسية والسيطرة عليها ومن ثم قيادتها وبالتالي قيادة الشيوعية الاممية..لقد نظم روبرت ويلتون المراسل  الروسي لصحيفة لندن تايمز ,قائمة عام 1918 تبين انه كان  في تلك الايام 384 مفوضا حزبيا شيوعيا عسكريا من بينهم زنجيان وثلاثة عشر روسيا وخمسة عشر صينيا واثنان وعشرون اميريكيا واكثر من ثلاث مئة يهودي,من بين هؤلاء اليهود كان 264 قد قدموا من الولايات المتحدة منذ سقوط الحكومة الامبريالية(Wilton,R.1920.Last days of the Romanovs.New York:George H.Doran Co.,p.148).

 
يقول الكاتب ديوك((ليس هناك بالطبع أي سبب لتكذيب تقرير التايمز او تقرير الكابتن شويلر الذي نقل عنه المراسل الروسي ويلتون.لم اصدق عيني وانا اتفرس في الاوراق المبعثرة على غطاء المائدة البلاستيكي الموضوع على طاولة طعامي,اذ استغربت ,كيف يمكن ان لا يكون لدى الثورة الروسية فعلا سوى 13 روسيا من اصل 384 عضوا في هيئتها الحاكمة العليا.ان وصف تشرشل اليهود بانهم امسكوا الشعب الروسي من شعر رؤوسهم ,قد بعث الحياة في تلك الصفحات التي تلقيتها من ارشيفنا القومي .وما ان بدأت اتصفح العناوين التي التقطتها بفضل قراءتي حتى اخذ الارشيف القومي يتابع تقديم اكثر الوثائق غرابة لا تكاد تصدق.اذ لم  يكن ضابط مخابراتنا فقط يقدم الى رئيس الولايات المتحدة الاميريكية حول الطبيعة اليهودية للشيوعية ,بل كتب سفير الولايات المتحدة الاميريكية الى روسيا(ديفيد ار فرانسيس),كذلك,ففي برقية بعث بها في كانون الثاني يناير عام 1918 الى حكومتنا يقول:(ان القادة البلشفيك والذين هم في غالبيتهم من اليهود .90% منهم من المنفيين العائدين,لا يأبهون كثيرا بروسيا واي بلد اخر بل هم عالميون وتوسعيون للانطلاق بثورة اشتراكية في جميع انحاء العالم .ديفيد ديوك –السفير الاميريكي الى روسيا اثناء الثورة.)Francis,D.R.1921.Russia from the American Embassy.New York.C.,Scribner,s&Sons. P.214).)).


كما ارسل السفير الاميريكي في روسيا الى الارشيف القومي نسخا من ملفات مراسلاته القادمة من(اسكتلند يارد Scotland yard)والمخابرات البريطانية اذ بعث مدير المخابرات البريطانية الى اميريكا وغيرها من البلدان تقريرا مطولا في 16 يوليو 1919 حول البلشفية في الخارج وكان عنوان التقرير (مراجعة شهرية لتقدم الحركات الثورية في الخارج)ويتظمن هذا التقرير المطول قائمة بالحركات الشيوعية في البلدان الكبرى في العالم .تدعي الجملة الاولى من الفقرة الاولى  من الصفحة الاولى من هذا التقرير الحكومي البريطاني ان اليهود يتحكمون بالشيوعية العالمية(Nationa Archives,Dept of State Decimal file,1910-1929,file861 00/5064.)

 
لا غرابة في ما جرى من قبل اليهود ومن دورهم بالثورة الروسية التي ركبت الشيوعية العالمية بتخطيط وتوجيه من اللوبي الصهيوني العالمي املا من اليهود وهو يساورهم على مد التاريخ انهم سادة العالم وانهم شعب الله المختار وهم الاعلون مرة بين امم الارض في زمن سالف,وعليه لا بد من اعادة وبث الروح في تلك الامجاد التي  شحنها تاريخ اليهود المنقول والمصنوع لتحقيق هذا الهدف..لقد استطاعت الشيوعية الاممية التوغل وبسرعة فائقة بين كل شعوب الارض ومنها الشعب العربي بدعوى تخليص العالم من الفقر والمساوات المطلقة بين طبقات المجتمع؟! ..لكن في ذات الوقت اصبحت الفكرة الشيوعية الاممية التي تعتبر الدين افيون الشعوب عاجزة ان تتجذر في الوجدان العربي المبني وراثيا على اهمية الحس والحاجة الروحية للبشر من خلال الاديان السماوية التي هبطت جميعها على تلك الارض المقدسة واخر تلك الاديان هو الدين الاسلامي الحنيف.هذا الدين الذي اصبح المانع والصاد للفكر الشيوعي الاممي المادي البحت,فكان ان فشلت افكاره في منطقتنا وامسى الشيوعيون  ليسوا اكثر من مجاميع منتشرة هنا وهناك في العالم العربي ومطاردة  بلا هوادة من قبل مجتمعنا  المؤمن,والذي سواده قطعا لا يعرف خلفيات هذا الفكر وقادته اليهود ,والا لحرق الشيوعيين حرقا لا رفضا من قبل الشعب العربي المتمسك بدينه خاصة في بدايات الثورة البلشفية وتصدير افكارها يهودية الاصل الينا ..الشيوعيون بقوا بلا ايديولوجية ثابتة وهنا اقصد العرب منهم كون رسالتهم الاممية من حيث يدرون او لا يدرون هي نشر الفكر اليهودي المتلبس بالتقدمية والاممية والانسانية والمساوات بين البشر وهي بمجملها لا تتعدى  كونها افكارا من بنان العقل اليهودي الطموح والذي تم كشفه مبكرا من قبل قادة ومفكري العالم وساسته الذين يجيدون القراءة والكتابة لا الحكام العرب ,تلك الجوقة الرعاة  الذين تمرسوا على حب وعشق الاكل والشرب بأنواعه  واجادوا جماع النساء وبطريقة حيوانية متوحشة  لا ترقى الى انسانية الرجل والمرأة والعلاقة الحميمة السامية بينهما...

 
على اية حال يمكن للمرء ان يستخلص من البعض من الاراء التي تم التطرق اليها والمنقولة عن حلفاء اليهود كما هو بالظاهر والمتعاطفين معهم ومع محارقهم ,ان اليهود مجموعة انتهازية قذرو ومنبوذة من قبل العالم شرقه وغربه ,مجموعة بشرية  استطاعت بدعايتها ومظلوميتها المفتعلة ان تحول سطح الكرة الارضية بمجملة الى حائط للمبكى ,لترى هنا وهناك وحتى من العرب من يبكي لبكائهم ويردد شكواهم من الجور والظلم والمحارق دون وعي ودون جرأة في الغوص في الذات اليهودية اولا والغوص في ادمغة الساسة الكبار في العالم الذين يجدون اليهود عبارة عن بقايا من البشر الاثري النزير الذين حاروا في كيفية التخلص منهم فكان ان ساقوهم قطعانا الى ارضنا حالهم حال الغجر الرحل كون الارض العربية قد غابت عنها اليوم وفي الامس شمس الحضارة وبصيص الثقافة المنورة للعقول والمبرمجة لها بما ينفع الامة ويحافظ على وحدتها وكينونتها واحترامها بين الامم..

 
ليس هذا فقط لكن الطامة الكبرى التي تحصل اليوم بين الاروقة الاعلامية العربية خاصة وبين المؤتمرات التي تعقد هنا وهناك في الوطن العربي ما زالت تبحث عن هوية القومية العربية وهل هي فعلا موجودة كحقيقة تستحق الدفاع عنها ام اننا نحن كعرب عبارة عن مجموعة من القوميات والقبائل والافخاذ والعشائر والعوائل وكل هو قومية بحد ذاتها؟؟؟ طرح متأخر جدا وطرح متخلف جدا بل ومدمر جدا والاكثر من هذا غريب جدا.اليس القومية العربية موجودة اصلا  منذ عصور غابرة واليس الدولة العربية الاسلامية العظمى التي بناها اجدادنا في زمن الامويين كانت عربية  بنيت وتشكلت بسواعد عربية اصيلة مجاهدة تحترم وجودها وميزتها العربية القومية؟ثم اليس كل الكتاب وكل المستشرقين وكل التاريخ يكتب وكتب عن العروبة وعن القومية العربية بتاريخها الثر العظيم فكيف لنا ان نشكك بقوميتنا ونعقد مؤتمراتنا ولقاءاتنا للبحث في ماهية القومية العربية ..اليس هذا هو الهدف الموسادي الذي نجح فيه ليوصلنا الى حافة الشك بقوميتنا وتلك هي بحد ذاتها اكبر محرقة تنال من الوجود العربي..

 
كان على المشككين بالوجود العربي من العرب –وهم حتما متملصون من واجبهم القومي  وعليه يطرحون تلك الافكار الشاذة- كان علينا نحن كعرب ان نستمع الى الاعلام العالمي وهل سنجد من انسان يحترم نفسه ويبغي وجوده يجادل او يناقش حقيقة قوميته؟اذا كانت السامية ازمة اليهود ومفروضة بالتهديد على العالم فالعربية حقيقة  كل العالم يعترف بها ولها لغة عالمية معترف بها في اروقة الامم المتحدة وفي بقية المنظمات العالمية الاخرى, فيما زال القليل المشوه من العرب يبحث عن حقيقتها وكأنها مجهولا يبحث عن هوية..

 
الانكليز يعتزون بقوميتهم ولم نسمع ولم نقرأ يوما انهم بحثوا حقيقة القومية الانكليزية او شككوا بوجودها لتصبح ازمتهم اليومية كما نحن اليوم وعليه لم تعد مشكلة بالنسبة لهم  كونها جزء منهم وهم جزء منها وكذلك القومية الفرنسية والصينية والالمانية والتركية والروسية وغيرها من القوميات الاخرى ..

 
الاعلام العربي الملتزم والمجاهد الذي راح يترعرع بعد ان ولد من رحم الامة بعد صدمتها باحتلال العراق عليه ان يتصدى لتلك الدعوات الظالمة التي معظمها لو بحثنا جذورها لوجدناها من داخل الوطن العربي الذي استسلم للاعلام المعادي لقوميتنا وخاصة الاعلام والضخ الصهيوني المفرط..هناك فرق ان نؤمن بقوميتنا بلا جدال لانها حقيقة  وبين خيبتنا في اننا لم  نستطع توحيد امتنا العربية لخلل فينا لا في قوميتنا بعد ان استهوتنا السلطة وحياة المحميات ووجود الخدم والحشم العالمي الذي راح يخدمنا طالما نمتلك النفط وطالما نمتلك الدولار بعد ان طردنا دينارنا من هويتنا واستبدلناه بما يستعمرنا  برغبتنا الطاغية..كفى نوما فقد صحى العالم المتحضر والمثقف على الكذبة اليهودية قبل قرن  ونيف ليقزم افكار اليهود ويوصفهم بالقردة  والقذرين وسقاطة الشعوب واني لاخاف علينا ان نصبح يوما من الايام شتات مهجرين نبحث عن وطن قومي لنا دون ان يلتفت الينا احد..

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس  / ٠٥ جمـادي الاخر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ١٩ / أيـــار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور