المقاومة العراقية

ابطال مدرسة النوارس الابتدائية وقبلهم ابطال مدرسة التسامي الابتدائية وكلاهما في الحويجة

 
 
شبكة المنصور
الوليد العراقي

لابد من عدم قمط حق الرجال الاطفال الاشاوس ودورهم البطولي في حربنا ضد المحتل البغيض..فقبل عام تقريبا جاءت قوة اميريكية محتلة الى مدرسة التسامي الابتائية للبنين وذلك بحسب ادعائهم للمتابعة الادارية لادارة المدرسة ..كان الجنود الاميريكيون مدججون بالسلاح كعادتهم فمنهم من ترجل داخل وحول المدرسة ومنهم بقى على اليته العسكرية ..كان التلاميذ عند وصول القوة العسكرية في الصفوف يستمعون الى الدرس الاخير من اليوم ..انتهى الفصل ودق جرس المدرسة ايذانا بانتهاء الدوام والخروج الى البيت..خرج الاطفال يحملون علائقهم المملوءة بخليط من القرطاسية وبعض كسر الخبز او التمر ان وجد وهم يتدافعون مع بعضهم ببراءة الاطفال توقا للوصول الى البيت حيث الام الحنون المنتظرة والاب الحاني ان وجد؟..


تفاجأ اطفالنا بوجود قوات الاحتلال في باب المدرسة والمنتشرة حولها ..حاول جنود الاحتلال الترحيب باطفالنا بكلمة (هلو هلو) وبعض الحركات البهلوانية الاخرى التي توحي بمداعبة الاطفال وكسبهم الى جانب تلك الوحوش الكاسرة من اجل تصوير المشهد وارساله الى البيت الاسود ان لاحظوا العلاقة الحميمة بيننا وبين الشعب العراقي الذي دجناه لصالحنا ..تجاهل اطفالنا الاشاوس كل هذا وذاك ليمرقوا من بين الجنود المحتلين وصولا الى باب المدرسة الخارجي..المدرسة توجد حولها كميات كبيرة من الاحجار المتناثرة..فما كان من الاطفال الا ان حملوا في ايديهم الناعمة الغضة ما يستطيعون من تلك الاحجار وانهالوا على عربات الاحتلال وجنودهم بالرجم مرددين اخرجوا من بلادنا اننا نكرهكم ..نحن لا نريد سلامكم علينا..اخرجوا اخرجوا منا هنا..ثم هرب الاطفال بين المنازل..


انصعق الجنود من تظاهرة اطفالنا ضدهم ومن رميهم لهم باحجار العراق القنبلية..الاغرب من هذا ان بعض جنود الاحتلال راح يصوب بسلاحه نحو هؤلاء الاطفال الابرياء ليخيفهم مع الكيل بالشتائم والكلمات النابية ضد اطفالنا الابطال..فر اطفالنا كالنوارس الى اهليهم بعد ان نفذوا المهمة وببراءة الاطفال المحصنين ضد الاحتلال واهله..لتبقى الهدايا من الحلوى والاقلام والكتب واللعب مرزومة في اماكنها في عربات الاحتلال البغيض..الاطفال لم يعطوا الجنود فرصة الاحتفال بالعطايا ولا الاطفال مهتمين بالذي حملوه لهم جنود الاحتلال..وكل قاتل بطريقته وانتصر اطفالنا وباءت محاولة المحتل بالفشل لعدم قدرته على استمالة الابطال الصغار وقناعهم بوجوده جاثما على ارض بلادهم ومنتهكا حرمة بيوت اهليهم وسجان ابائهم واخوانهم ومنتهك حرمة بلادهم كما يرويه لهم اهليهم الابطال..


انتهي هجوم الاطفال الاشاوس وراحت محاظر التحقيق من قبل جنود الاحتلال مع ادارة المدرسة ان علمونا وشخصوا لنا الاطفال الذين هاجمونا بالحجارة؟؟؟!!!يريد جنود الاحتلال الجبناء ان يتعرفوا على الاطفال من اجل القاء القبض على ابائهم واخوانهم ..الاغرب من ذلك ان محاظر التحقيق تلك استمرت عدة ايام واعتبرت المنطقة في نظر الاحتلال في قائمة الارهابيين.. لكن مخاتير المنطقة والادارة المدرسية استطاعوا استيعاب غضب الاحتلاليين ومن ثم اغلق محضر التحقيق وبعد ايام من ترددهم لهذا الغرض الردئ ..


غريبة هي الدنيا وغريب هو العالم الجديد الذي يحقق حتى مع الاطفال الذين يرفضون احتلال بلادهم ليوصفون بالارهاب..ترى من الذي اجاز لك يا اميريكا الشر ان تستبيحي ديارنا وهل كنت قد درست اهل العراق جيدا من انهم هم واطفالهم سيقاتلونك الى ان يخرجوك من الديار ومهما عانوا من العوز وشضف العيش الذي فرضتيه عليهم من خلال حل الجيش ودوائر الدولة وقوى الامن الداخلي واخيرا مصادرة الحصة التموينية وكلها يعرفها الشعب العراقي المقاوم البطل انها وسائل ترهيب من اجل تركيع شعبنا لمطالبك القذرة ونيات حلفاؤك من اليهود والمجوس بالسيطرة على مقدرات بلادنا وتقاسمها هي وخيراتها لكن هيهات يحصل ذلك ونحن نقاتلك حتى بأطفالنا الابطال الذين كلما رأوا جنودك المحتلين يفاجئونهم اما برفض العطايا او بالهجوم بالاحجار احتقارا للقوة الاعظم التي ارادت ان تبطش بنا فبطشنا بها بقوة الله سبحانه اولا وبشكيمة وايمان اهلنا الميامين ثانيا..


اذن لا غرابة في منطقة الرجال الاشرار ومنطقة الهنود الحمر وهي الحويجة وكما وصفها قادة الاحتلال الذين دخلوا المنطقة بمرارة ورعب في بداية الاحتلال فكانت المدينة الاخيرة في العراق التي يتجرأ جنود الاحتلال على دخولها..نعم لا غرابة ان يفاجئهم ابطالنا الاطفال في ابتدائية النوارس للبنين برفض الهدايا والرد على جنود الاحتلال بان اخرجوا من ديارنا ايها المحتلون يا قتلة اباءنا واخواننا واقرباءنا..ايها الغرباء اخرجوا..فهم ابناء هؤلاء الرجال الصناديد الذين اذاقوا الاحتلال وعملائه الامرين وهم ابناء تلك الامهات الماجدات اللواتي ضحينا بكل شئ من اجل الوطن وكن الظهير القوي لازواجهن واباءهن واخوانهن واقرباءهن ..تلكن هن بنات الحمولة اللواتي ينحني لهن الزمن الضعيف كي يؤخذ منهن ما افتقده من طاقة الوجود وطعم الحب للوطن وطهارة العشق للرجال الاوفياء وعظمة التربية لرجال عراق المستقبل من اطفالنا الاشاوس..


اما ما يقال هنا وهناك من وجود عملاء اذلاء فلا يمكن وصفهم الا انهم صديد الشعب العراقي الجسور والذي ينتهي الى مزابل الشعوب وقمامة التاريخ الذي لا يرحم الادلاء الاذلاء يوم ينتهي كل شئ وتتحرر البلاد وتتقابل الوجوه ويتم سرد الوقائع بالافلام التوثيقية التي تعري من تعرية وتستر من تستره بجلباب المقاومة الشهير الذي يحتفظ به التاريخ رمزا للبطولة والفداء..

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد  / ١٦ جمـادي الاخر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٣٠أيـــار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور