شطار الطائفية ودماء العراق الجريح

 
 
شبكة المنصور
داود الجنابي

في الوقت الذي تسيل فيها دمائنا وسقوط شهداؤنا في بابل والبصرة وبغداد ،وتزيد من حجم مأساة شعبنا ، ويتصاعد حجم خسائرنا البشرية ، يظل أولئك القابعين في المنطقة الخضراء،يتصارعون على الكراسي والمنافع الشخصية ،هؤلاء الذين تفننوا في عذاباتنا ،سوف يظلوا يلوكون اتهاماتهم التي لا تبعد جريمة ولا تواسي أم أصيبت بفقدان ولدها، نكرات السياسية هؤلاء اثبتوا للقاصي والداني أنهم افشل خلق الله على الأرض في كل شيء أولها الأخلاق وأخرها الانتماء إلى تربة هذا الوطن، يقينا حجم مصيبتانا كبيره تبدأ من الاحتلال البغيض الذي ارتكب أبشع الانتهاكات بحق إنسانيتنا في بلدنا،وانتهاءً بتسيد الأحزاب الطائفية التي ترقص على جثث شهداؤنا كل يوم، الحقيقة الثابتة اليوم في المشهد السياسي العراقي هي وضوح صورة " العهر السياسي "بكل إبعاده، ففي الوقت الذي تنهش المفخخات والعبوات اللاصقة أجسادنا ،تطل علينا الوجوه الكالحة ممن يسمون أنفسهم اليوم بالسياسيين أو عمائم صدئ وتحجر ما تحتها ،ليحدثونا عن " الشراكة في الحكومة" أو عن "الاجتماع القمة المرتقب بين المالكي و علاوي" الذي سيغير وجه التاريخ ويضع نظريات مهمة في "التفاضل والتكامل" .يبدو إن أمر بلدنا ، أصبح أمرا مستعصيا،

 

وهذا الأمر ليس عجيبا، بل هو شيء طبيعي في ظل وجود تكتلات طائفية وأدوات للمحتل الأمريكي وعرابين وسماسرة للتدخل الأجنبي ،ومادامت الصراعات الطائفية هي التي تسود المشهد الحالي،من المؤكد إن المصائب والمشاكل ستكون هي العنوان البارز فيه،وإذا أضفنا له تعطش شخوص المشهد السياسي إلى الكراسي الوثير التي تتيح لهم "المال والجاه" ،مع وجود محتل بشع يتلاعب بمقدراتنا وفق "مصالحه" وتدخل إيراني كريه ومقيت يسعى لابتلاع البلد استناد لمشروعه القاضي بالهيمنة والسيطرة على المنطقة ، وإذا ما أردنا إن نربط الأمور الجارية ألان في بعضها البعض ،

 

علينا مراجعة الملفات للسبع سنوات الماضية ،التي تميزت بالفساد وقتل وتشريد واعتقالات وانتهاكات بارزة في كل شيء في العراق،تلك الملفات التي ظلت طي الكتمان ومن دون الإفصاح عن المتسببين فيها من الفاسدين و القتلة والمجرمين و عصابات ، ولم تغير النتائج التي جاءت بها انتخابات السابع من آذار الماضي شيء من الواقع العصيب الذي يعيشه المواطن العراقي ،لكون افرزها لنتائج غير محسومة ،

 

أتاح للاصطفاف الطائفي العودة من جديد ،والإبقاء على ذات الشخوص الذين ارتكبوا المعاصي بحق هذا الوطن،" شطار الطائفية " المتواجدين على الساحة العراقية اليوم هم من يوغلون في استباحة دمائنا وتهجير أبنائنا،كما هم أيضا المسئولون عن تردي أوضعانا التي دمرها المحتل الأمريكي وقضى عليها التدخل الإيراني، يقينا في ظل فصول هكذا مشهد والتداعيات التي نعيشها اليوم ، إن أوجاعنا سوف تبقى تئن تحت وطأة السياط التي تكوي ظهورنا كل يوم بل كل ساعة ولحظة ،بعد كل الذي مر بنا ونحن نرتعد يومينا من هول ما يجري فوق رؤوسنا يظل "شطار الطائفية " في غيهم يعمهون ،ويتسارعون في إقامة حفلاتهم الماجنة على أشلائنا وشرب نخب موتنا اليومي، لا نستثني أحدا منهم على الإطلاق ،فمن وقف متفرجا على مذابحنا كأنما شارك في نصب المقاصل لنا،واسهم في وضع الحبل في أعناقنا .

 

وقديما قيل " إن لم تستحي افعل ما شئت" في الختام نكرر لا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم، والرحمة والغفران لشهداء العراق ،والخزي والعار لمن تلطخت يده القذرة بدماء أبريائنا  .

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين  / ٢٦ جمـادي الاولى ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ١٠ / أيـــار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور