واقعية البعث نابعة من إيديولوجيته الثورية

 
 
شبكة المنصور
داود الجنابي

منذ إن وضع صناع الإستراتيجية الأمريكية الخطط العدوانية على العراق ،وضعوا أيضا خططهم في التضليل الإعلامي بقدر متساوي على العراق وعلى حزب البعث الذي يقود العراق. الثابت إن الخداع والتضليل صنعة أجادها الإعلام الأمريكي منذ القدم ، فقد اعتاد الإعلام الأمريكي على تقديم حقائق مشوهة أو مبتورة أن لم تكن تخالف الحقيقة كلياً،هنا لا أريد إن ادخل في تفاصيل التضليل الذي مارسته الولايات المتحدة الأمريكية على العالم في حربها على العراق ومن ثم احتلاله ،بل أريد إن أتحدث عن ما يتناقله البعض عن "اللاوقعية التي يعيشها البعثي" والتي غالبا ما نسمعها من بعض الأصدقاء وممن يعتبرون أنفسهم مناهضين للاحتلال الأمريكي،وكثير ما نسمع " نريد حديث عن الواقع لا عن الشعارات" .

 

وهذا في الحقيقة جزء مهم من عملية الخداع التي مارسها المحتل وعملائه وأعداء البعث ،كما أنها وسيلة من اجل إظهار البعث بأنة "بعيد عن الواقع" نقول البعث منذ ولادته الأولى كان واقعيا في نظرته إلى حال الأمة العربية التي كانت ترزح تحت نير الاستعمار والتبعية والتخلف والانحطاط، وكانت ولادته البعث تمثل في صيرورتها ولادته جيل جديد من أبناء هذه الأمة يؤمنون بالتغير والانقلاب على الواقع الذي تعيشه أمتهم ،بعد إن وجدوا منطلقات ومبادئ صادقة تنقذهم من الواقع المر الذي يعيشون فيه لذلك كان البعث العظيم الذي امن بضرورة وحتمية نهوض الأمة من سباتها العميق ، هذه الواقعية التي وجدها البعث ليس من فراغ بل من دراسة عميقة للواقع العربي آنذاك، واستنادا إلى ذلك ناضل البعث العظيم وقدم الشهداء تلو الشهداء على طريق تحرير الأمة لكي تطلع بدورها التاريخي والحضاري، البعث اعتمد في نضاله على الدراسة الدائمة للعلاقة بين "الذات والموضوع"، بين "الفكر والواقع" وكل ما يتصل بطبيعة الفكر وعلاقته بالواقع،وفي المسافة بين الفكر والواقع تبنى المفاهيم ،على أسس علمية واضحة ، وفي المنطلقات النظرية التي اقرها المؤتمر القومي السادس لحزب البعث العربي الاشتراكي تتحدد الميزة الأساسية لإيديولوجية البعث وهي " العلمية" فإيديولوجية البعث هي "علمية" وهذا يقود إلى نتيجة هي إن العقل العلمي بطبيعته ينفتح دائما على الواقع ويتغذى من كل التجارب ويرفض الأطر المسبقة.

 

واليوم إذا نعيش الاحتلال وكل إفرازاته الإجرامية على ارض العرق، يواجه مناضلو البعث أشرس عدوان همجي واعتى المجرمين ، ومشاريع استعمارية ،وكان مناضلو البعث اوفيا اشد ما يكون الوفاء للمبادىء التي امنوا بها وناضلوا من اجلها ،وكان لشهداء البعث منذ الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 والذي بلغ اكثر من 180 الف شهيد ،الدليل على البطولة ونبل الصامدين المجاهدين ،وحجزت لهم مواقع في مرتبة الخالدين ينطبق عليهم قول رب العزة في محكم كتابه" إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ" من هنا نقول إن البعث كحركة عقائدية صادقة ،هي حصيلة الدراسة العلمية للواقع والقوى الفاعلة في ذلك الواقع ، وبذلك الذين يتهموننا ب(اللاواقعية) أنهم يخدمون الدعاية الأمريكية ويتناغمون مع الأعداء للنيل من البعث العظيم ، ولكن هؤلاء واهمون جدا ،لكون تراث البعث وتاريخه وتجاربه في النضال دليل على إن البعث هو الحزب الوحيد الذي تمكن دراسة الواقع وتمكن من إقامة تجاربه ،والدليل الأخر هو إن البعث الذي قضى أكثر من 60 عاما في سوح النضال ، وتجدده باستمرار ، وشدة التأمر علية ،دليل على واقعيته العلمية المتطابقة مع فكره ومبادئه ،ومن هذا المنطق الواقي تمضي قوافل شهداء البعث من جيل إلى جيل وفي كل مرحلة نضالية من سفره الخالد يتسلم رايته رجال صدق ما عهدوا الله علية واضعين نصب أعينهم نهوض أمتهم وتحرير أرضيها من رجس الاحتلال.

 

إن البعث ومناضليه هم أكثر التصاقا بواقع أمتهم ،والبعث حزب ليس وليد اليوم كما هو حال العديد من الأحزاب السياسية ،بل عمره النضالي ممتد إلى سنوات طويلة من الجهاد والتضحيات الجسام من اجل تحقيق أهدافه العظيمة، نعم نحن نرى ما يعانيه الواقع خاصة في العراق من "طائفية مقيتة " و"احتلال بشع " و"عصابات إجرامية وفرق موت بشعة" و" سجون سرية وانتهاكات لكرامة الإنسان" نعم نقول ذلك كله ونعترف بان الاحتلال الأمريكي والصفوي والصهيوني متواجد بعنف على ارض العراق ،فهل المطلوب منا نترك ما تربينا علية من مبادئ وأفكار من اجل إن نكون"واقعين" .؟

 

نحن أكثر الأحزاب السياسية نفهم الواقع ونحلله ،ولم نكن في يوم أصحاب شعارات جاهزة وقوالب جامدة ،إن سر قوة البعث تكمن في قدرته على استقراء الواقع ووضع المعالجات له ،

 

إن هذه الاتهام هو واحد من أساليب التشويه التي يمارسها أعداء البعث من اجل التضليل والخداع ، واللافت للنظر هناك بعض الأصوات التي تدعي الوطنية تلوك هذه الاتهامات عن قصد أو غير قصد ،فهي بذلك تقدم خدمة كبيره للدعاية الأمريكية وتسهم في عملية التضليل التي تمارسها أجهزة تلك الدعاية ،ان البعث العظيم هو الرد الأمثل والمناسب على كل إمراض الواقع التي تستوطن الان في الواقع العراقي والعربي ،هل بلغت ،اللهم اشهد.

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء  / ٢٨ جمـادي الاولى ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ١٢ / أيـــار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور