غيض من فيض المتوهمين

( بالتعريف الكيفي للعدوان وللديمقراطية يصلون للسلطة ويتعلقون بها !.. )

 
 
شبكة المنصور
الدكتور محمود عزام

مر على العراق أكثر من 84 شهرا من تأريخ الغزو الهمجي والتدمير الكامل والإحتلال المباشر عام 2003 ..

ومر أكثر من 80 شهرا على (أول يوم يقولون فيه أن العراقيين باشروا لأول مرة  بتنفس نسيم الديمقراطية الجديدة التي طرحتها قوات الإحتلال لتخليص العراقيين من كوابيس عشرات السنين الماضية !)..

 

وتعاقبت في هذه الفترة الطويلة المظلمة من حياة العراق وتحت (مظلة النظام الديمقراطي الجديد!) مراحل ومواقف ووقفات ومآسي ومعانات غطّاها الدم والثأر والإنتقام والحقد وسرقة ونهب المال العام والخاص وتخريب لركائز وأعمدة الدولة ومؤسساتها وتفريط بثروات الشعب الوطنية من كفاءات ونخب ووطنيين ..

وفي هذه الشهور الطويلة تعاقب على رئاسة الوزراء في العراق المحتل ثلاث شخصيات.. إثنان منها إنتقالية وواحدة دائمة لأربع سنوات وهي السنوات الأخيرة..

 

إثنان من رؤساء الوزارات بعد الإحتلال ينتمون لحزب طائفي ورئيس وزراء واحد كان علمانيا..

رئيس وزراء واحد منهم جاء بالإتفاق لمرحلة قصيرة والشخصيتان التاليتان تسلمتا المسؤولية لأن كتلتهما فازت بالإنتخابات ..

 

وهكذا جرى العرف بأن الكتلة الفائزة بالإنتخابات هي التي تشكل الوزارة بغض النظر عما يقول الدستور وبدون الخوض بالتفسير!..

 

فتفسير العدوان والغزو والتدمير والنهب والإحتلال لديهم هو تحرير..

وتفسير الديمقراطية أنها تعني لهم الوصول للسلطة!..

وتميزت هذه الحقب الثلاث بكونها ذات منهج لايختلف كثيرا عن رغبة المحتل وتوجهاته وإن إتجه لمصلحة الجانب الإيراني في الحقبتين الرئيسيتين الأخيرتين..

المهم ..

 

كان الشعب ينتظر أن تلد لهم (الديمقراطية الجديدة ) لهذه الحقب الثلاث خبزا وأمنا وعملا وبيتا ومستقبلا ( وحتى لو كانت تحت حراب الأجنبي!)..فهذا الأمريكي المدجج بالسلاح الذي يقف أمام البيت العراقي وفي الحديقة ويتمتع بحصانة قانونية تؤهله لكسر كل الأبواب متى وأين يشاء وقتل كل السكان والإعتداء عليهم وحرق ممتلكاتهم ..

 

نقول هذا الأمريكي حسبما يدعي حكام الحقب الثلاث ومروجيهم وأدعيائهم ووسائل إعلامهم والمستفيدين والمنتفعين أنه ( تقف وراءه الولايات المتحدة الأمريكية وهي أكبر وأقوى وأعظم دولة في العالم من النواحي العسكرية والتكنولوجية والحضارية وهي راعية الديمقراطية والتقدم والإزدهار والمفتاح السحري لكل مشاكل العراق !)..

 

و( هذه الدولة وبإحتلالها للعراق ووجود هؤلاء الحكام هو الذي سيصلح الصناعة والزراعة والتجارة! )..

و(وسنرى كيف تصبح مستشفياتنا أفضل من مستشفيات مايو كلنك وتكساس! )..

 

وكيف ستصبح (جامعاتنا أرقى من جامعاتهم وتتحول مراكز بحوثنا العلمية الى مزار لكل حاملي جوائز النوبل في كل العلوم!) ..

 

وسنرى ( بعد سنة من عام 2003 كيف سيتحول الطفل العراقي الى صورة تتناقلها مجلات العالم في الصحة والعافية والسعادة!)..

 

و(ستعم الديمقراطية الجديدة كل بيت وشارع وزقاق ومدينة وقرية وبستان!)..

يقول المتوهمون: على الرغم من عوائد الى الدولة العراقية التي وصلت الى 300 مليار دولار إلا إن البعث والمقاومة لم يسمحوا (للنظام الجديد!) بتنفيذ برامجه!..

 

وهم بالطبع يقصدون البعثيين ورجال المقاومة العراقية من غير مئات الآلاف الذين تم إغتيالهم وإعتقالهم ..

ومن غير مئات الآلاف الذين تم تطبيق قوانين قطع الأرزاق والإجحاف والإبعاد من إجتثاث البعث والمسائلة والعدالة والإقصاء والفصل والطرد وحل المؤسسات بحقهم بكل ما فيها من ظلم وحقد وكراهية وإنتقام وثأر وإجحاف إنساني وفكري ووظيفي لأن أصل إصدار ومتابعة هذه القرارات كان  بهدف ( منع البعث من النمو والحياة).

 

ويتوهم من يقول :

إن أهم شيء حصل عليه العراق وشعبه هو الديمقراطية!..

بها ( حرروا العراق!)..

وبها( وصلوا الى السلطة!)..

وبها (يبقون فيها الى الأبد!)..

 

بسلاح الديمقراطية ذبحوا مليوني عراقي ويتّموا أكثر من مليوني طفل ورمّلوا أكثر من مليون إمرأة وبثّوا الحزن والألم في نفوس ما يزيد عن أربعة ملايين عراقي ..

 

ويتوهم من يفكر للحظة بأن (بهذه الديمقراطية المزيفة) ينتخب الشعب كل يوم سجانيه وقاتليه ومهجريه وسارقي ثرواته وقوته وسالبي كرامته ومزوري تأريخه ومرافقي قوات الإحتلال من راكبين وسائرين ومصفقين (بكل نزاهة وشفافية)!..

 

وسيمتطي سحابة الوهم من يتوقع أن:

(يتوسل شعب العراق بهم ليبقوا!) ..مهما كان تسلسلهم في قائمة الفائزين!..

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين  / ٠٣ جمـادي الاخر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ١٧ / أيـــار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور