أيعقل أن ألاف مؤلفة من علماء المسلمين

لازالوا في سبات عميق عن الخطر الصفوي الخميني القادم ؟

 
 
شبكة المنصور
د. صباح محمد سعيد الراوي / كييف – أوكرانيا

منذ أن جاء المقبور الدجال الخميني متسلطا على الشعب الايراني، مدعوما من السي آي أيه والاستخبارات الغربية والموساد الصهيوني، وقيامه بخداع الشعب الإيراني وباقي أمة الإسلام بشعاراته الكاذبة الزائفة وثورته الصفوية التعيسة التي ألبسها ثوب الاسلام زورا وبهتانا، ولازال بعض علماء الدين الاسلامي في سبات عميق عما يتم التخطيط له في ليل مظلم من قبل ورثة الخميني، الذين ورثوا عنه ما يسمى مبدأ تصدير الثورة للعالم... وهو المبدأ الذي يرمي إلى إعادة إحياء الامبراطورية الكسروية الصفوية.... هدفهم الخليج العربي... ثم سوريا ولبنان، وبعض مناطق جمهوريات آسيا الوسطى وأفريقيا...

 

والناظر للاخطبوط الفارسي الخميني الصفوي وطريقة امتداده سيرى العجب... فالفرس يصرفون الملايين والمليارات لأجل تواجدهم في أمكنة حساسة من العالم تحت مسميات كاذبة وشعارات تافهة... بينما يئن عدد ضخم من الشعب الايراني تحت وطأة الفقر المدقع والعوز المبرح وانعدام الخدمات الأساسية في عدد من المدن والقرى.... ففي افريقيا صار لهم موقع قدم وانتشار كثيف في جمهورية جزر القمر (العضو المنسي والمهمش والمغيب في الجامعة العربية) بالدرجة الأولى... التي تخرج رئيسها من حوزة قم... وهناك تواجد مكثف للبنانيين متعاطفين وموالين للفرس ولحزب الفرس اللبناني في دول افريقية عديدة وكثيرة... وهم تجار أغنياء ولهم حضور لافت للنظر في تلك الدول... ويساعدون الفرس علنا على نشر مذهبهم المنحرف عبر افتتاح جميعات خيرية ومستشفيات ومراكز ثقافية وما شابه...

 

كذلك في بعض جمهوريات آسيا الوسطى التي كانت يوما ما تابعة للاتحاد السوفييتي قبل انهياره، وبالأخص منها جمهورية أذربيجان... ناهيك عن أفغانستان وباكستان، وسوريا (مع عميق الأسف)، ولبنان واليمن وبعض مناطق السعودية... حتى وصلوا إلى بعض دول أوروبا، عبر عملائهم المحسوبين على الشعب العراقي، وخاصة ما يسمى بـ "المجلس الصفوي الأحقر" التابع للعقور الزنيم...

 

قلت أن بعض علماء الدين الاسلامي لازالوا في سبات عميق، فهم مشغولون بالحديث عن مفطرات الصوم والحيض والنفاس وتوبة الفنانات ورضاع الصغير والكبير والطلاق والزواج.... وهوامش الأمور التي لا داعي لإفراد حلقات وندوات خاصة لها، بل يمكن الحديث عنها بشكل جزئي وليس مفصلا... وأكثر ما يزعج في حديث بعض المشايخ، وللاسف الشديد، هو التوسعة واضاعة الوقت... فإذا ما سأله شخص عن أمر ما... تراه يحمد الله ويصلي على رسوله ثم يتوسع في الشرح والحديث والاتيان بجملة من هنا وجملة من هناك حتى يمل من ينتظر منه الاجابة ويتمنى لو أنه لم يسأله!!!

 

المهم...

 

اقول أن البعض ليس في سبات عميق فحسب، بل تراه وكأنه يعيش في غير هذا العالم، وكأنه لايشاهد فضائيــات، ولايستمع لنشرات أخبار.... ولايقرأ ما يحدث حوله أو في العالم، وكأنه لايقرأ إلا القرآن فقط – مع تعظيمنا لهذا الكتاب العظيم وتشرفنا به – يعني لايطلع على كتب ولايزور مكتبات ولا يتثقف بأمور الحياة... وكأنه خارج السرب... وهؤلاء مصيبة بالفعل، ليس على الدين وحده بل على المجتمع أيضا... وأخص منهم هؤلاء الذين لازالوا يمجدون بالخميني وبما يسمى ثورته "البائسة الخائبة"... ويعتبرون أن الخلاف مع الصفويين هو خلاف في أمور فرعية وليس في صلب أمور الدين...

 

يعني والله أنا أستغرب من هؤلاء القوم، وخاصة الذين يظهرون على فضائية الفرس المسماة زورا وبهتانا بإسم الكوثر، بينما هي فضائية السموم والكفر والالحاد والاستهزاء من طرف خفي برجالاتنا وتاريخنا وحضارتنا وكتبنا ومشايخنا الأوائل..... طيب... ألا يدري ضيوف هذه القناة الخبيثة الصفوية السامة أن هناك بلدا عربيا محتلا اسمه العراق يعيث فيه المجوس الفرس فسادا ونهبا وتقتيلا ؟ إذا لم يتابعوا أخبار العراق وما يجري فيه من جرائم يندى لها الجبين، فأية أخبار يتابعون ؟ أخبار سيرلانكا مثلا أم خبر زواج هيفا ونانسي ؟؟

 

يخرجون علينا بتصريحات عجيبة غريبة تجعل الحليم حيرانا... يقولون لك نحن وإياهم في معركة واحدة مع الصهاينة... العدو المشترك لنا.... والواجب الآن أن نزيح الخلاف جانبا لنتفرغ سويا لمواجهة الخطر الصهيوني القادم!!!!

 

أكثر من ثلاثون عاما ولا زال البعض يكرر نفس الكلام، ولازال يستعد للمواجهة مع الصهاينة وهي المواجهة التي لم تحدث إلا بين العرب والصهاينة فقط... وكان الفرس خارجها منذ البداية وسيبقون خارجها!!! لأنهم بخبثهم يدفعون العرب للمواجهة ويبقون هم خارج الاطار وهذا ما حدث منذ أن جاء الخميني وإلى يومنا هذا....

 

أما الأمر الخطير في هذا، فهو حين يكون أحد هؤلاء المشايخ في موقع مسؤولية ما في بلده، او يقف على منبر فيها يخطب بالناس... وأثناء خطبته يمجد بالخميني وبثورته البائسة ويجمهوريته الصفوية النجسة من على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم... وقد حدث هذا أمامي أنا شخصيا، وفي سوريا ولبنان، مع الأسف... حيث في سوريا كان الخطيب ناريا في الدفاع عن الخميني وجمهورية إيران "المجوسية" التي أطلق عليها مسمى لا أريد إطلاقه هنا... وراح يذكر بما يسمى "فضائل وشمائل" الخميني وجمهوريته ووقوفها إلى جانب بلاده ودعهما اللامحدود لها!!!

 

الخطيب كان في منطقة تقع في أحد أطراف دمشق، تدعى داريا... حيث هناك مقام مزعوم للسيدة سكينة ابنة الخليفة الراشدي الرابع علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه، وحيث يتوافد الفرس بكثرة لزيارة ذلك المقام بحجة "التبرك به"...

 

راعني ما سمعت منه، وراعني أكثر حين تفحصت بعض الوجوه الجالسة في المسجد، هناك بعض الناس بدا الأسى والتجهم على وجوههم وكأنه لم يعجبهم ما قال الخطيب، وهناك بعض الناس الذين تبدو عليهم سمات البساطة.... وربما عدم التعلم والاطلاع... وكانت الطامة الكبرى والمأساة أنك حين تركب مع بعض سائقي التاكسي في دمشق، ترى صورة الخامنئي أو الخميني مقرونة مع صورة بشار الاسد وحسن نصر الفرس!!! والاذاعة في السيارة موجهة على قناة راديو تابعة لحزب الفرس اللبناني... هنا في هذا الموقف المأساوي، ولأنك عراقي كبير، مثقف متعلم، لا تملك إلا تجنب الحديث مع السائق "الجاهل" المعمي بصره وبصيرته بالتومان الفارسي.. وإن حاول هو فتح حديث معك حين يعرف أنك عراقي....

 

ربما لايدرك البعض مدى خطورة مثل هذا الخطيب على المجتمع الدمشقي، ومدى خطورة وسموم الأفكار التي يبثها بين الناس، ولا أدري إن كان مقتنعا بما يقول، أم أن ما أشيع عن حملات فارسية مكثفة بين أئمة مساجد دمشق تصاحبها دفعات بألوف الدولارات ومدعومة بطرف خفي من الحكومة السورية ومن المفتي السوري – حسبنا الله ونعم الوكيل – قد فعلت فعلها معه ومع غيره... فقد ذكرت عدة تقارير صحفية على الانترنت عن حملات كثيفة يقوم بها السفير الفارسي والجمعيات الفارسية في مختلف أرجاء القطر السوري من أجل نشر الفكر الصفوي الخميني، مستغلين فقر بعض الناس وحاجاتهم عبر مساعدتهم ماديا بشرط خفي وهو اعتناق الفكر الصفوي والانخراط مع الجمعيات والحوزات الفارسية التي صارت منتشرة بكثافة في سوريا ولبنان....

 

الغريب في الأمر أن الأمة الإسلامية تحوي الكثير من العلماء، وفيها الكثير من الخطباء، وفيها الكثير من المثقفين ثقافة إسلامية أو ممن يطلقون على أنفسهم مسمى مفكرين إسلاميين... أين هؤلاء عن التحذير من الخطر الصفوي القادم على الأمة العربية والذي هو أشد خطرا من الخطر الاسرائيلي المحتل لفلسطين ؟

 

طيب...

 

هل يعقل أن أمة فيها ألوف العلماء المسلمين لم يخرج منها إلا عدد محدود على أصابع اليد يحذر من الخطر الفارسي الصفوي القادم ؟ هل يعقل ويمكن تصديق أن العرب ليس فيهم إلا الشيوخ طه الدليمي، وعدنان العرعور، وعثمان الخميس، ومحمد العريفي وأبواسحق الحويني ؟ يعني خمسة فقط يخرجون علانية يحذرون من خطر الفرس والباقي نيام ؟ وإذا أردنا أن نكون متفائلين أكثر نرفع العدد إلى عشرة شيوخ!!! فهل عشرة شيوخ يكفي عددهم لمواجهة عشرات بل مئات من الصفويين المنتشرين مثل السرطان في كل مكان ؟

 

هل يمكن تصديق أن قمرا اصطناعيا فيه مئات المحطات العربية ليس فيه إلا قناتين فقط تدافعان عن أهل الإسلام بوجه أكثر من ثلاثين محطة فارسية صفوية حاقدة تبث السموم والأفكار المنحرفة والشذوذ والانحلال الأخلاقي تحت مسميات مختلفة، ناهيك عن الشتائم واللعن والطعن بالصحابة وأمهات المؤمنين ؟؟ هذا عدا عن التشكيك بعقيدة المسلمين والطعن في قادتهم الكبار عبر التاريخ، مثل هارون الرشيد والمعتصم وغيرهم، وصولا إلى شهيد العراق الباقي في قلوبنا صدام رحمة الله عليه وعلى باقي اخوانه الشهداء ؟؟

 

يا أيها المؤرخون العرب والمثقفون العرب ومدوني التاريخ... هناك حاقد صفوي نجس، اسمه ..... الفالي، يلقي المحاضرات الكاذبة هنا وهناك... يطعن بقادتنا وقادة فتوحاتنا الاسلامية الكبرى التي نفتخر ونتشرف بها... يطعن بهارون الرشيد رضي الله عنه ويقول إنه كان يفتح الدول لأجل الغنائم ولأجل صب المزيد من الاموال تحت قدمي زوجته "السيدة الجليلة زبيدة"... هذا الحاقد النجس الذي يقول إن نفسه تأبى أن تقول أمير المؤمنين عن هارون الرشيد لأنه كان انسانا ماديا!!! أين أنتم من الرد على هكذا حاقد حقير يشوه تاريخنا أمام بعض الغوغاء الجهلة الذين يصدقون ما يقول ويصلون على سيدنا "محمد وآله" بتلك الطريقة الفارسية الكريهة الوقحة ؟؟

 

والله أمر غريب...

 

أين أصحاب الاقلام، وأين المتعلمين، وأين المؤرخين، وأين الكتاب عن هؤلاء وعن الخطر الذي يمثلونه والذي لابد آت يوما ما؟

 

إنها صرخة إن شاء الله لن تذهب في واد... كما قال الشيخ السوري عدنان العرعور أمس على قناة صفا، والذي بشرنا بأن هناك الكثير الكثير من ضباط الأمن السوريين بدأوا يستفيقون للخطر الفارسي الصفوي المحدق بسوريا الحبيبة، وبدأو يدركون الحقيقة النجسة العفنة النتنة للفرس القابعين في قم النجسة، وأن مشروع هؤلاء الانجاس هو السيطرة على العالم العربي بأسره بدءا بالعراق ثم سوريا ولبنان على السواء... وقال الشيخ أيضا أن الكثير من التقارير التي تكتب الآن من هؤلاء الضباط وترفع للمسؤولين تقول إن دولة الفرس تقطع لسان من يقول كلمة الخليج العربي بدلا من الخليج الفارسي... فكيف سيكون حالها مع العالم العربي وهي بهذه الكراهية الشديدة لكلمة "العربي "...

 

آخر ما أقوله، وهي نصيحة أذكر بها نفسي أولا ثم الأخوة في العراق أولا، وخاصة في النجف وكربلاء وغيرها، إذا أردت فعلا أن تتعرف على الفكر الصفوي الخميني المنحرف الشاذ، الذي اتخذ خفية وزورا وبهتانا وظلما مذهب سيدنا الامام الجليل الكريم العظيم، حعفر الصادق، أتقى أهل عصره وأعلم أهل زمانه، حفيد سيدنا أبوبكر الصديق رضي الله عنه، واستاذ إمامنا أبوحنيفة النعمان، (وهذا الامام وهذا المذهب منهم بريء كما بريء الذئب من دم سيدنا يوسف) فما عليك إلا متابعة برامج صفا، وخاصة برامج الدكتور طه الدليمي، في رحاب الفكر، مساء يوم الاثنين من كل اسبوع، وبرنامج الحقيقة الذي يعرض مساء كل يوم أربعاء... وعندها ستكتشف كم هم حقراء هؤلاء المعممين الدجالين الكذابين، وكم أنت مسكين يا مسكين الذي انخدعت بهم طوال هذه السنوات وسرت ورائهم تلطم وتبكي وتشق الجيوب وتدفع الخمس على لا شيء... سوى لأن تزداد أرصدتهم في أوروبا، ولتزداد جيوبهم وكروشهم انتفاخا...

 

اتصل أمس أخ عراقي اسمه أبوفاطمة، أقسم بالله العظيم أنه كان مخدوع بهؤلاء القوم، وأنه تركهم وترك فكرهم العفن المنحرف الشاذ، وعاد لطريق الاسلام الصحيح من خلال متابعة برامج قناتي صفا ووصال، وحين سأله الشيخ عما كان يتعلمه منهم في الحوزات أجاب: بأنهم كانوا لا يعلمونهم إلا اللطم والتطبير والبكاء وشق الجيوب ودفع الخمس....

 

يا ايها العرب ويا أيها المسلمون...

 

نحن في خطر داهم عظيم... إسمه الخطر الفارسي الصفوي الخميني الكسروي، وهذا الخطر وهذه الدولة اشد خطرا من خطورة اسرائيل والصهاينة على العرب...

 

صحيح بدأ الكثير يستفيقون لهذا الخطر... إلا أن مواجهته ضرورية والانتباه له ضروري أكثر... وأعجبني مقالا نشرته البصرة أمس كان بعنوان: كنت من أنصار التقارب مع إيران وأشد المعجبين بها، ثم ....؟ للاستاذ الدكتور فكري سليم....... حبذا لو يقرأه الاخوة ليعلموا مدى نجاسة وحقارة هذه الدولة ومدى وضاعة وسفالة المسؤولين فيها....

 

هناك فقرة لافنة جدا للنظر في هذا المقال أنقلها ليطلع العرب جميعا على مجوسية إيران وحقدها وكسرويتها.... وخاصة هؤلاء الذين ينادون بالتقريب معها ويظنون واهمين أنها مع العرب – وسوريا بالذات – بنفس الخندق...

 

........ حيث كان الضيف أستاذاً جامعيا اسمه ديزفولي، كان يوقظ الفتن النائمة ويحرض أبناء مذهبه على البغض والكراهية، إذ وصف صحابة الرسول بالمنافقين المتآمرين لاغتصاب الخلافة، ووصف زوجات الرسول بالحاقدات الحاسدات بل وعقد مقارنة بينهن وبين امرأة لوط وامرأة نوح ليثبت أن خروج زوجات الأنبياء عن جادة الصواب وعصيانهم لله أمر وارد، لقد كان الرجل يشرح الأحداث بطريقة تدعو للفرقة وبمنهج ضعيف مضحك يستطيع تلميذ بسيط أن يفند كل ما قاله....

 

وقد أشرت إلى هذا النموذج ليس من أجل تفنيده أو تحليل ما ورد فيه وإنما لأثبت لأولئك التقريبيين أن لعن الصحابة وسبهم والإساءة إلى زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، وإثارة الفتن وشق الصف ليس أمراً منسياً لا وجود له اليوم كما يقول الإيرانيون، وإنما هو أمر يتكرر كل ساعة، فهل يستطيع أهل التقريب إيقافه؟ وهل يمكنهم مطالبة الإيرانيين بعدم تجديد طباعة كتب التحريض ونشر الفتنة والفرقة؟ وعدم التدخل في شؤون الدول العربية......

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء  / ١٢ جمـادي الاخر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٦أيـــار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور