المرجع الأعلى إيراني والمرشد الأعلى إيراني

 
 
شبكة المنصور
أ.د. كاظم عبد الحسين عباس  - أكاديمي عراقي

في العراق المحتل شهدنا جميعا على دخول المرجعية (الدينية) بوضوح لا غبار ولا جدل عليه في العملية (السياسية)، رغم ان الغالبية المطلقة من شيعة العراق العرب كانوا يتعاملون مع المرجعية باحترام وتقدير لانها (دينية)، وكانت الدولة العراقية الوطنية منذ تأسيسها كذلك تحذو حذو أبناءها الفراتيين والجنوبين وفي أية بقعة عراقية أخرى احتراما لمشاعرهم الدينية, أي تتعامل مع الحوزة ومرجعياتها على أساس انها مؤسسة علوم دينية. الاحتلال فضح الدور السياسي لبعض أطراف حوزة النجف ومراجعها وخاصة مرجعهم الاعلى علي السيستاني حين اعتمده عبر عقد الشراكة الاحتلالية كمرشد أعلى (أو مرجع أعلى .. لافرق) للعملية السياسية ..

السيستاني شكل كتائب جند الحوزة في أيام الاحتلال الأولى لسد الفراغ (الأمني) وعين وكلاء له لأدارة المحافظات.

 

السيستاني أصدر التوجيهات باجراء الانتخابات تحت ظل الاحتلال أي انه هو من حاول اضفاء الشرعية الشعبية على العملية السياسية الامريكية .

 

 السيستاني هو من أصدر فتاوي تحريم أو عدم جدوى ضرب الأحتلال تحت ذريعة ان الاحتلال سيرحل ولحقن دماء العراقيين وهي مناورة مكشوفة للمساعدة على توطين الاحتلال ومنع مقاومته وحماية جنوده وآلاته العسكرية.

 

السيستاني هو من رعا قوائم الكتل الشيعة السياسية وفعل فعله في ارغام الناس (دينيا _ طائفيا) لانتخابها في كل الانتخابات الاحتلالية التي جرت بعد الاحتلال حيث من المعروف ان عموم شيعة العراق يقدسون أمر السيد.

السيستاني هو من عاون بمرجعيته السياسية  الطائفية على تمرير الدستور الصهيوني الطائفي العرقي المهشم لوحدة العراق.

 

الآن .. السيستاني هو مَن قاد الطائفية الشيعية وكتلها المتناحرة صدقا وكذبا الى اعادة توحيد كيانها لكي يضمن بقاءها على رأس سلطة الاحتلال بعد ان خسرت ككيانات منفردة في الانتخابات الاخيرة. واليه حج ممثل الاكراد الانفصاليين ليبارك الائتلاف الجديد _ القديم ومن منبره يعلنون الانضمام اليه وفاءا لتعاقدات مرحلة التهيئة للغزو المجرم.

 

نحن هنا نذكر فقط ببعض مجريات الأحداث في العراق المحتل ولا نسوق استنتاجات أو تحاليل قد تكون سليمة صائبة أو قد تكون خاطئة. نحن فقط نعدد بعض انجازات المرجع الاعلى علي السيستاني تحت ظل الاحتلال وبعون من الاحتلال وبتفاهم مشترك مع الاحتلال . ومن يقول لنا غير ذلك فاننا نساله ببساطة أن يقدم لنا نموذجا لفعل واحد حصل بعد الاحتلال لا ترضاه قوة الاحتلال كان يعطيني مثلا لمواطن عراقي واحد أعيد الى الخدمة التي فصلته منها قوانين الاجتثاث والالغاء دون موافقة المشرفين الامريكيين , المدنيين منهم او العسكريين.

 

الآن .. مَن هو علي السيستاني؟ ولماذا اعتمده الاحتلال مرجعا اعلى للعملية السياسية لست في باب تقديم سيرة ذاتية لرجل أحمل له ولمعنى الحوزة والمرجعية فهما خاصا مذ كان عمري عشر سنوات .. أي قبل اكثر من اربعين عاما . بل انا بصدد تكريس الوصول الى اقرار بديهات بسيطة أرجو ان تصل الى كل أهل الفرات الاوسط والجنوب وكل شيعي عراقي في كل مكان.

 

 السيستاني رجل ايراني المولد والجنسية .. وقد رفض التجنس مرارا وتكرارا بالجنسية العراقية آخرها بعد الاحتلال حين عرض عليه برلمان الاحتلال الجنسية .. وأنا شخصيا احترمه لهذا الاصرار على الابقاء على هويته الوطنية الايرانية ..

 

شيعة العراق اجمالا, وأنا لست من بينهم في هذه الجزئية على الاقل, يحترمون الحوزة ومراجعها, الاعلى فيهم والاوطأ, لاسباب دينية_ طائفية وليس لاسباب سياسية. وعليه فان عليهم الان وبعد ما تبين من تحول الرجل من مرجعيته الدينية الى مرجعية سياسية مطلقة تماهي وتتماثل وتتطابق مع صيغة المرشد الأعلى في ايران ان يرفعوا قيم الاحترام ومظاهر الطاعة والولاء للسيستاني. الرجل في موقعه الجديد بعد الاحتلال كمرشد أعلى قد أسقط الصبغة الطائفية – الدينية عن نفسه وتحول الى مرجع سياسي .. ومن بين أخطر ما تخلى عنه السيستاني هنا هو سلطته الدينية الطائفية العابرة للحدود الوطنية (سواءا قبلنا بذلك العبور أو رفضناه) لصالح سلطته السياسية ..

 

السيستاني هنا تحول من رجل دين شيعي الى رجل سياسة أيراني!

قبول السيستاني من الشيعة في عموم العالم ومنه العراق زعيما روحيا لا يعني بأي حال من الأحوال قبولهم به زعيما سياسيا. لانه في انتقالته من الروحية الدينية الى الواقعية السياسية قد تحول من امميته الأسلامية الى اقليميته الفارسية الأيرانية. وبذلك صار لزاما على شيعة الدول واحد من أمرين:

 

الاول: هو التخلي عن الالتزام الاخلاقي الديني الطائفي بالولاء للسيستاني لانه لم يعد رمزا دينيا ولا عالم افتاء أول في أمور الفقه والشريعة، بل مرشدا لعملية سياسية لا يتفق عليها عشرة عراقيين أو عرب أو مسلمين في أي مكان في أرض المعمورة على الاقل في كونها وليدة رحم غزو عسكري واحتلال من قوة غير مسلمة بل امبريالية صهيونية .

 

الثاني: أن يقبل أي شيعي على وجه الارض ومنهم المتحدث بانهم خونة للوطن وعملاء للمحتل وأزلامه ومنهم المرشد الأعلى الفارسي في النجف علي السيستاني.

 

مَن يرى في ما أذهب اليه هنا كفرا أو الحادا أو خيانة للمذهب فليقرأ لقادة ومنظرين شيعة متدينون فعلا وسياسيون. اقراءوا طروحات احد مؤسسي وقادة حزب الدعوة الفارسي الحوزوي ضياء الشكرجي مثلا الذي تملأ طروحاته التي تفضح التشييع السياسي الشبكة العنكبوتية. اذن السيستاني الايراني في العراق هو بمقام المرشد الاعلى علي خامنئي في ايران ..

 

اذن أميركا أغارت على العراق لتسقط دولته الوطنية وتؤسس محلها دولة الولي الفقيه.

قرت عيون الامريكان بهذا الانجاز الاعظم والاكثر عتمة بل سوادا في تأريخهم الاسود.

 

على شيعة العراق في كل أرجاء العراق أن يعلنوا بعد تدخل السيستاني في تغيير اتجاه نتائج الانتخابات الاخيرة واشرافه مع وطنه الام ايران على اعادة تشكيل وتفعيل العملية السياسية الطائفية العرقية خلافا لارادة الناخب العراقي أن يعلنوا انهم في حل من الحوزة ومراجعها أو مرشدها الاعلى وعليهم أن يبرهنوا لاخوتهم سنة العراق وأكراده وبقية طوائفه وأديانه المختلفة انهم احترموا المرجعية لانها دينية وانهم الان خارج قوانين ذاك الاحترام لان المرجعية قد أثبتت نفسها على انها مرجعية سياسية بامتياز ولاعلاقة لها لا بدين ولا بملة أو مذهب. وبغير موقف حازم وكتلي جمعوي مليوني فان الشيعة الحوزويون ينتحرون على أسوار الوطنية ويلتحقون طواعية بركب العمالة والخيانة الوطنية العظمى الذي سيحاسبهم عليه الشعب ورب العزة. ان أبواب الانضمام الى القوى الوطنية والقومية والاسلامية المعارضة والمقاومة للاحتلال هو الطريق الوحيد امام الشيعة الحوزويون لاعلان وطنيتهم وعراقيتهم وعروبيتهم .اللهم اشهد ..اللهم انا قد بلغنا.  

 

aarabnation@yahoo.com

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت  / ٢٤ جمـادي الاولى ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠٨ / أيـــار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور