تعقل العرب وهوس الفرس
( مع التحية للأخوين الكبيرين معن بشور وعبد الحليم قنديل )

 
 
شبكة المنصور
أ.د. كاظم عبد الحسين عباس / أكاديمي عراقي

بادئ ذي بدء نسوق امام الجميع حقيقة لمسها بعضنا بالحضور كمراقبين في بعض جلسات المؤتمر القومي الشعبي العربي في حين شكلها آخرين عن طريق المتابعة المكثفة لأنشطة واجتماعات هذا المؤتمر العتيد ملخصها ان المؤتمر، قد حاول جاهدا أن يمسك العصا في منتصفها بين أطراف فيه تقف بقوة بوجه المشروع الفارسي التوسعي الطائفي وأخرى تحاول أن تتعامل بطريقة (متعقلة) تتعاطى مع السلوك النظري والميداني لايران بما تظن انه الأجدى والأقرب الى العقل و الى منطق حيثيات الأحداث السياسية في المنطقة والعالم. ونحن هنا سنحاور الطرف الثاني من أخوتنا وبعيدا عن أي منطق يشتمل على التخوين او سوء الظن، بل يتمسك بحبل الشفافية  واليقين التام بشرفهم وعروبيتهم وروحهم النضالية, لايصال الفكرة مقرونة بأي دليل يثبتها ميدانيا.

 

لا نظن ان عربيا او اي انسان مُطلع يستطيع ان ينكر ان ايران كانت ملاذا ومجهزا بالمال والمعنويات والتسليح لأطراف عراقية كانت تعارض الدولة العراقية منذ أواخر الخمسينات وحتى يوم الاحتلال الامريكي للعراق عام 2003. وكان الاكراد المتمردين بدءا ومن ثم المجلس الاسلامي الاعلى وفيلق بدر انتهاءا هم الادوات التي اعتمدتها ايران في اختراق الامن الوطني القومي العراقي ومطارق التآمر على استقراره ووحدة شعبه المؤلف من اطياف متعددة الاعراق والاديان والطوائف المنصهرة اجتماعيا كلها تحت راية العراق العربي منذ الازل. لقد كانت هناك حالة حرب حقيقية بين العراق وبين ايران بشكل مباشر او غير مباشر في كل حروب العصيان الكردي ضد الدولة العراقية وكانت القادسية الثانية مجرد امتداد لحالة الحرب التي سبقتها غير انها امتازت عنها في امر جوهري هام هو ان القادسية الثانية قد انطلقت كرد حاسم يحمل مكونات انهاء وقبر العدوانية الايرانية التي اجهدت الدولة العراقية واضعفتها على المدى الزمني الممتد لعشرات السنين.

 

     غير ان نهاية القادسية الثانية بالطريقة التي انتهت اليها بهزيمة المشروع الفارسي لتصدير الثورة سئ الصيت وبما يضع العراق بعد النصر كقوة اقليمية هي الأولى من نوعها عربيا وتحت قيادة عقيدة  سياسية عروبية قومية تقف على صخرة مناهضة صلبة للكيان الصهيوني المغتصب لأرض فلسطين أعييت كل المطارق التي هوت عليها لتفتتها وتسقط الراكنين على صلادتها وثبات ارادتها القومية التحررية الاشتراكية مضاف الى ذلك كل عوامل الاقتدار المتفرد في البناء والعمران والتصدي لكل حلقات التقدم والتطور العلمي لهذا البلد والذي حولته القيادة العراقية الثائرة الى البقعة المحررة للامة العربية وصار موطنا وملاذا لكل ابناء الامة سياسيين معارضين وموالين ومواطنين تتفجر طاقات عطاءهم في كل محاور بناء العراق – القاعدة المحررة للأمة العربية الواحدة. كل هذه العوامل وغيرها كثير جعلت العراق كدولة وكنظام أمام نوعين أساسيين من الأعداء:

 

الأول: الثأر الإيراني لسنوات القادسية التي تمسك الخميني بقاعدة الاستمرار في القتال فيها على أمل أن تتمكن ايران من اختراق جدارات الدفاع العراقية على خطوط القتال وعمقها المعروف وفي الداخل العراقي عبر ما أسسته ايران من قواعد اسناد لمشروعها الطائفي في المجتمع العراقي لتتمكن ايران من تصدير ثورتها. هذا عامل مضاف جديد الى عوامل كانت حاضرة دوما في عنق ايران لتمتد باتجاه العراق لهذا المبرر أو ذاك.

 

الثاني: العداء المستحكم بين الخط القومي العروبي الاشتراكي التحرري العراقي وبين الامبريالية والصهيونية.

 

لنتساءل وبمنتهى برود الأعصاب والعقلانية. ما المقصود بتصدير الثورة الإسلامية الإيرانية الطائفية الشيعية المنطلقة بحزم وثبات على طريق الانتصار لمظلومية الشيعة في العالم؟ ولماذا رفعها خميني قبل الحرب واثناءها؟ وهل من مبرر يقنع البشرية كلها من أن خميني ونظامه قد تخلى عنها بعد أن أعلن القبول بتجرع سم السلام عام 1988؟ 

 

نظن ان الاجابة الموضوعية والعلمية وبحياد تام سيقود الى تحقيق الموقف الموضوعي والعلمي أيضا الذي يخرج الجميع الى دائرة النور واشراق الشمس بعيدا عن السياسة في شقوقها المتشنجة أو المتعقلة.

 

إن إيران حين رفعت شعار التصدير لثورتها الإسلامية الشيعية الطائفية إلى العراق فإنها كانت تراهن على ولاء متوقع من شيعة العراق للدولة الشيعية الايرانية يجعلهم يقاتلون وطنهم انتصارا لها غير إنها تفاجئت عندما وجدت ان القيادة العراقية قد قاتلتها وانتصرت عليها بجيش قوام هيكله الأساس من وسط وجنوب العراق وان حصتها التي تخيلتها كبيرة قد انحصرت بعناصر الأحزاب الشيعية الطائفية المولودة في إيران والجناح العسكري لهذه الأحزاب المتمثل بفيلق بدر المجهز بمعدات فيلق كامل من أسلحة الدولة الإسلامية الايرانية.  

 

وكانت ايران تراهن على الانهيار السريع للنظام الوطني العراقي تحت تأثير ضرباتها البرية والجوية وانتفاضة توهموها لأهل الوسط والجنوب تترافق مع الهجمات العسكرية، فتسقط حكومة بغداد ويستلم السلطة مجلسها الأعلى وحزب الدعوة وتكبر كرة الثلج الطائفية عبر تصاعد الولاء الطائفي اللاحق. غير ان ثبات العراقيين وقدرتهم الاستثنائية في التكييف مع حرب الثمان سنوات قد أسقطت الحلم الفارسي، بل وغطست به الى أعماق صار معها مستحيلا مع بقاء النظام الوطني الذي اسقط المشروع الايراني والذي صار بقاءه كابوسا لتاريخ الدولة الفارسية كله ... ومن هنا وفي لحظة توقيع قرارات وقف الحرب كانت ايران تتجه باتجاهات اخرى بديلة لتثأر من هزيمتها وتنتقم من الجيش والقوة التي قبرت مشروعها وتسقط النظام الوطني الذي صار من المستحيل ان تسقطه بقدراتها او بقدرات اذرعها المعروفة. ومن هنا يفرض المنطق والعلم حالهما في الوصول الى نتيجة لا مناص من اقرارها، وهي ان ايران كانت طرفا في الاعداد لاسقاط الدولة الوطنية العراقية حتى لو وقف نصف العرب على استحياء من اعلان هذه النتيجة او الخوض في تفاصيلها تعقلا او انتظارا للحظة تعقل تاأتي من الطرف المقابل.

 

وحيث اننا ما زلنا نلتمس العلم والمنطق في حوارنا الأخوي هذا فان من بين ما سنتجاوز الخوض فيه هو من بدأ حرب الثمان سنوات غير اننا من غير الممكن الا أن نلامس الاهداف المعلنة، لكلا البلدين ليس لاثارة جدل عقيم، بل لتشكيل الافتراضات البحثية التي تحاكي هدف هذا الطرح  لنقنع انفسنا ان ايران مهووسة في برنامج تأسيس الدولة الشيعية ليس في اقليمها فقط، بل وفي العراق ثانيا والخليج ثالثا. وسأكتفي هنا بمنطق تبناه العديد من العرب وهو ان النظام العراقي كان نظاما قوميا مأخوذا بمنطق القوة التي أسسها واراد بها قطع الطريق على الثورة الاسلامية لهذا السبب أو ذاك من الأسباب الذاتية عراقيا و عربيا أو دوليا, ويقرن  هذا البعض من اخوتنا حججه بتخوين النظام الوطني العراقي والقول بانه كان ينفذ أجندة الغرب المعادية للثورة الاسلامية الايرانية من جهة، ويعطي طرف آخر الحق لايران باطلاق مصابيح الاشعاع في محيطها الاقليمي لثورتها الاسلامية الشيعية ذات التطلعات الأممية. يقابل ذلك توجه ايراني معلن بشكل سافر لتصدير الثورة الاسلامية وتأسيسا على قناعات راسخة، بان معاقل هذا التوسع غربا قد جهزها خميني وبقية اطراف الحوزة ومرجعياتها الشيعية من زمن بعيد وهي جاهزة للانتقال الى صفحات التنفيذ مع ساعة الصفر القادمة من طهران!.

 

ان جدل الثورة وطموحات الثوار المقرون بإرث المظلومية الممتد لأكثر من ألف وأربعمائة عام الذي ترتكز عليه قوائم الثورة الايرانية يظل أرجح وأقوى بكثير في تحريك أحداث ما بعد عام استلام خميني للسلطة والذي اقترن بعودة ميمونة ومباركة على متن طائرة فرنسية قد يكون طاقم قيادتها أمريكي _ أوربي لان من العبث القول ان شرطي أميركا وأوربا الشاهنشاه الايراني سيغادر ايران هكذا بسهولة وعفوية لاتدخل فيها مخابرات أميركا وبقية الدول الاوربية التي كانت تعول على الشاه في كل مخططات تواجدها ومصالحها في المنطقة. نحن ازاء حقيقة, يتم تجاهلها عمدا, وأمام افتراض يلوى عنقه ليصير هو المنبر والمنطلق الذي لاغبار عليه. وقد استطاع النظام الايراني القومي الشوفيني الطائفي أن ينفذ الى جسد العرب عبر هذه الاشكالية وجدلها ونقصد هنا الجدل في حصول الحرب انطلاقا من عنجهية عراقية، وليس بدافع تصدير الثورة الاسلامية وأن يستخدم عوامل نفوذ وتحريك استثمرت نتائج الغزو والاحتلال في محاور جوهرية وتلامس شغاف قلوب ورئات بعض العرب وتجعلهم يتعكزون على العقلانية في التعاطي معه:

 

1- تخصيص دعم مالي واعلامي لحماس يمنح ايران بالمقابل حق التوغل في الكيان الفلسطيني، وأهم من ذلك يسقط عن نظامها باعجوبة سحر تصنعه بضعة ملايين من الدولارات حتى دستور ايران القومي الطائفي.

 

2- البناء على الأساس الذي خلقته في لبنان بعد أن اسست حزب الله بخمسمائة عنصر عبروا عبر الاراضي العراقية بحجة دعم لبنان في مواجهة الكيان الصهيوني وطبعا بموافقة النظام الوطني العراقي انذاك الذي صار هدفا لرجال حزب الله كما هو معروف ومعلن. وعلى ذكر حزب الله فاننا نقول لكل العرب إن كان تقييمكم لحزب الله ايجابيا في لبنان فان عليكم ان تتحاوروا معه عن دور مناقض في العراق.

 

3- ان دعم منظمات الجهاد الفلسطيني قد برز بعد احتلال العراق أي ان ايران قد سدت الفراغ الذي كان يملأه العراق، وقد يكون هذا الدعم جزء من خطة النظام الايراني لاختراق الامن القومي العربي. وتماهى هذا الدعم مع طرد السفارة الصهيونية من ايران والذي استقبله العرب بمشاعر متأججة وعواطف جياشة كعادتهم دون أن يتوقف البعض ولو لوهلة ويتساءل: كيف يمكن لثورة اسلامية شيعية ان تبقي سفير اسرائيل فيها؟ ان بقاء هذا السفير ينسف كل بالونات الثورة الاسلامية وقواعدها التي تطلق هذه البالونات بل ويقطع عليها طريق النماء الذي خططت له لمئات السنين !!!

 

ونعود لنتساءل .. أيهما أهم وأخطر عند الدولة الصهيونية بقاء سفارتها في طهران أم اسقاط النظام الوطني العراقي المعادي للامبريالية والصهيونية كقيمة وكهدف استراتيجي للصهيونية؟ ورغم ان الموقف والاجابة اوضح من اشراقات الشمس والقمر، غير ان بعض العرب قد ظل يتعقّل ويمنّي النفس بفعل ايراني يصب في مصلحة العرب ووصل البعض في وهمهم الى حد الركون الى ايران كقوة تحرير للارض العربية بديلة عن العرب !!.

 

للحقيقة نقول:

اننا لسنا ضد التعقل مع ايران كدولة مسلمة وجارة، بل اننا معه على طول الخط. وهناك حقائق وأحداث كبيرة وكثيرة قد يكشفها الزمن لجهد وطني عراقي كبير حاول أن يديم التعقل ويوجد المزيد من قنواته ويوسع قواعده الايرانية غير اننا لا نريد لهذا التعقل أن يكون مسرحا تدبك عليه الأقدام الأيرانية وترقص الأجساد الطربة على أنقاض وجثث العرب. ولا نرضى لمثقفي الامة أن يطرحوا جسد الامة واهنا ضعيفا جبانا لانهم يستحون من الراقص الايراني ولكي يبرهنوا انهم عقلاء فحسب. ان البعض يا اخوتنا في الله والعروبة يرى في المرأة التي تستسلم للجلاد وتفتح ساقيها على انها عاقلة والبعض الآخر يرى انها فاجرة فالشرف أعز وأغلى من حياة فقدت الكرامة. والبعض يا أخوتنا في الله والعروبة يرى بصاحب الدار الذي يغمض عينيه عمن يسرق بيته ويغتصب زوجته أو ابنته متعقلا والبعض الآخر يرى فيه مجرما جبانا لايستحق الحياة. اننا مع الحوار الذي يجب أن تكون أبسط مقوماته أن يتوقف النظام الفارسي عن تدويل مشروعه الطائفي وأقصد بالتدويل هنا هو اضفاء حق التوسع في دول أخرى. ان ايران تنتشر طائفيا في العراق وبمساعدة أذرعها المعروفة والمستلمة للسلطة في بغداد المحتلة أمريكيا كعنوان رسمي. وايران دعمت الوضع في بغداد المحتلة عبر الحقائق الاتية:

 

1-  كانت هي الدولة الاولى التي أعترفت رسميا بمجلس الحكم الذي أسسه بريمر بعد الأحتلال مباشرة.

 

2- ان احزاب ايران الطائفية الشيعية ورجالاتها والاحزاب الشوفينية الكردية هي التي تحولت الى أركان للعملية السياسية للاحتلال وبدعم أيراني سافر.

 

3-  ان وجود التشكيلات أعلاه في الحكم يجعل من حكومة العراق تحت الاحتلال حكومة ايرانية بامتياز.

 

4- تحولت العديد من محافظات العراق منذ أسابيع الغزو الاولى الى مدن ايرانية بالمعنى التام للتسمية وتحكم مفاصلها الادارية قنصليات ايرانية ومقرات اطلاعات الايرانية ومنها على سبيل المثال لا الحصر كربلاء والنجف والبصرة والقادسية.

 

ان ارسال اي صحفي الى هذه المحافظات سيزودكم بما يذهلكم من المعلومات عن اخراج العديد من أهالي هذه المحافظات منها بهذه الطريقة أو تلك واسكان ايرانيين مقيمين او سواح للزيارة الدينية فيها وباعداد مليونية. لقد صار من الصعب إن لم نقل المستحيل على أهالي كربلاء والنجف مثلا شراء احتياجاتهم من مركز هذه المدن بسبب الاغلاق شبه التام لها لصالح العجم.

 

5- تم افتتاح المئات من مدارس ومراكز التدريب والتأهيل الطائفية ومنظمات المجتمع المدني وشركات السياحة وكلها واجهات للتفريس والسيطرة على حركة المجتمع العراقي.

 

6- تم افتتاح مقرات لفيلق القدس الايراني والمنظمات والمليشيات المدعومة من ايران والمشتغلة تحت امرتها في كل محافظات العراق وخاصة الواقعة جنوب بغداد. وانتشرت صور وجداريات آيات الله الايرانيين في كل زاوية ودائرة في هذه المحافظات ورفعت صور خميني في الجامعات ودوائر الدولة الرسمية فضلا عن الاماكن العامة.

 

كل هذه المظاهر وسواها تقودكم أيها العرب النجباء الى نتيجة واحدة، هي ان ايران قد انتصرت في العراق بواسطة الاحتلال الامريكي وهي تسير بخطى وخطوات ثابتة نحو تفريس مجتمعنا في محافظات جنوب بغداد وتسيير القافلة السياسية التي سلطها الاحتلال باتجاه فيدرالية شيعية تابعة لها. وقد يكون من نافلة القول هنا ان جارتنا المسلمة قد استثمرت الى حد بعيد نتائج المقاومة العراقية التي أوهنت الجسد الامريكي ماديا ومعنويا كما هو معروف لكم وان هذه المقاومة لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بالمقاومة المنسوبة الى التيار الصدري وزعيمه المقيم في ايران السيد مقتدى الصدر والذي يعتقد البعض من العرب للاسف الشديد انه تيار شعبي عروبي في حين انه تيار طائفي ايراني بامتياز وهو المسؤول عن معظم جرائم الابادة الطائفية في المناطق الشيعية ضد الشيعة العرب المعارضين للاحتلال والتمطط الايراني في العراق قبل جرائمه المعروفة في ابادة السنة ومظهرها الاوضح بعد تفجيرات مراقد الائمة الأطهار في سامراء. ولم تحسب ايران الى اللحظة في هوس اجراءات سيطرتها على العراق للمقاومة العراقية وتتصرف على اساس انها الطرف الفائز في لعبة الاحتلال وما يليه من زمن لاحق.

 

ان جوهر رسالتنا هذه هو اننا لا نستغرب ولا نستنكر مواقفكم العقلانية والمتعقلة في التعاطي مع الشأن الايراني ونأمل معكم كما تأملون أن تنمو تيارات ايرانية تجيد التعاطي مع هذا التعقل وتتفهمها وتحترمها حق التفهم وحق الأحترام. غير اننا وعلى ضوء معايشتنا لجزئيات لا يطالها الاعلام ولا تطالها رؤاكم وبصائركم الكريمة في العراق حاليا نقول لكم ان الاتجاهات الايرانية الآن تستثمر حياءكم وعقلانيتكم وتردد بعضكم بين الشك وبين اليقين ازاء المخطط الفارسي الذي نتعاطى معه نحن اخوتكم أبناء العراق ميدانيا ونواجه معه قرارات التصفية والاعتقال والتهجير القسري فضلا عن الاجتثاث التي طالت الى الآن قرابة سبعة ملايين عراقي في أقل تقدير فتنفذ المزيد من جزئيات مشروعها الاحتلالي تحت بيارق الطائفية.

 

واخيرا وليس آخرا نقول .. اننا نعرف ان المؤتمر القومي الشعبي العربي لا يمتلك قنابل ولا صواريخ ولا ترسانة ذرية. غير انه دون شك منبر وملتقى فكري وعقائدي عربي بأهداف معرفة نتعلق كلنا بايجابية بالغة بحبالها لادامة زخم العمل القومي الوحدوي والتحرري. وما يخيفنا حقا هو ان نجد تداخل الألوان واختلاط بعضها بحيث يضيع على البعض في خضمها اللون الحقيقي لما يجري في العراق الى الحد الذي يسمي الخطيئة والجريمة الايرانية بالخطأ كما فعل اخونا المناضل القومي عبد الحليم قنديل. ان ما نريده كعراقيين منكم ان لا تحشدوا ضد ايران ولا تقيموا عليها الحدود ولا تضغطوا على ازرار الصواريخ بل ان تقولوا لها لا .. كفى انسحبي من العراق واحترمي خيارات أهله وكفي عن توجيه الاحداث فيه بما يفضي الى ضياع عروبته وافساد ما تبقى من روح الوحدة بين أهله ووضعه على طريق التفتيت .. ليس الا... ان التعقل ايها السادة كطريق ومسلك مواجهة وحيد مع صاحب الغرض الاستراتيجي سيجعله متفوقا ومهووسا في المضي لانه موصوف سلفا بالعمى وعدم القدرة على رؤية شئ في توجهه نحو غاياته سوى غرضه.... وعلى ذلك ذلك فان الاذرع الايرانية مستمرة في نحر عروبة العراق ووحدته الوطنية ولن يوقفها أي تعقل في الوقف الرسمي او الشعبي العربي.

 

aarabnation@yahoo.com

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت  / ٠١ جمـادي الاخر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ١٥ / أيـــار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور