تركيا النسخة ( السنية  ) لإيــران !

 
 
شبكة المنصور
ماهر التويتي

أغلب الظن بأن العقلية المعادية للقومية العربية  قد أحست بنجاح  الحروب الوهمية بين أمريكا وإيران  وكذلك البطولات الهلامية لحسن البرمكي  في خلق رأي عام في الشارع العربي مؤيد لتوجهات إيران واطماعها الاستعمارية ، ترافقت تلك الفقاعات مع حصول استقطاب طائفي في الوطن العربي غير مسبوق  ، لكنه مدروس وبعناية من دهاقنة الصهاينة ودوائر الإمبريالية ،  وأدى ذلك لخلق قطبين  طائفيين متنافرين ، حتى وصل الامر عند الكثير بتقديم مصلحة الطائفة على المصلحة العليا للوطن والأمة ، وأدت الحروب الاعلامية بين ايران والغرب والتضخيم والمبالغة بقوة إيران بتولد شعور بالقوة  عند عامة الطائفيين من الشيعة ، بأن هناك قوة شيعية " قد تصبح نووية " تناطح الغرب وتقف في وجهه ، في الجهة المقابلة تولد عند عامة السنة  شعور بالخطر لإنه اصبح للطائفية الشيعية قوة اقليمية كبيرة تحميهم ، وقد لا يأمنوا من بأسهم  في ظل ما تروج له وسائل الإعلام بعجز الغرب عن لجم إيران ، فكان لا بد من خلق قطب إقليمي "سني" يستقطب  السنة  اليائسين وفي نفس الوقت الخائفين من "أبناء عمومتهم " الشيعة المستقوين بإيران ، وهذا الدور كان معدا لتركيا منذ وقت بعيد ، وهذا يفسر رفض الغرب انضمام تركيا  للإتحاد الاوروبي  لإن تركيا كانت ترفض بغنج هذا الدور مفضلة الدخول في المنظومة الغربية ، لكن استمرار الضغط وكذلك الاقناع المتسلسل والإغراء بجزء من الكعكة العربية جعل تركيا تتخلى عن غنجها وتوافق على تقمص الدور المرسوم لها في مخطط " الشرق الاوسط الجديد " ، الذي يعتمد على نحر القومية العربية  وإيجاد طوائف تستقطبها اطراف اقليمية " غير عربية " مُسيطر عليها .

 

لذلك لم يكن مستغربا الترويج غير المسبوق للثقافة التركية عبر المسلسلات  وغيرها ، لجعل تركيا أكثر تقبلا في وسط الشعب العربي ، وجاء الموقف من عدوان غزة  وتبادل ركل المؤخرات بين تركيا والكيان الصهيوني كجزء من لعبة تلميع الوجه التي لعبتها ولا زالت تلعبها اسرائيل مع ايران ، و بعد إنتهاء عدوان غزة بيوم واحد وقعت تركيا مع اسرائيل 60 معاهدة عسكرية ، بل صرح وقتها وزير الدفاع التركي بالتصريح التالي " بيننا علاقات تحالف استراتيجي ما دامت مصالحنا المشتركة تقتضي ذلك" !!!! المصدر

 

ولو تساءلنا ما هي المصالح المشتركة بين تركيا وإسرائيل ؟؟ ولماذا إذن اشبعنا اردوغان بخطابات رنانة " على طريقة حسن البرمكي " ما دام هناك تحالف استراتيجي !! ، هل يستطيع من يؤيدون الدور التركي الإجابة ؟

أم  أن ضجيج وصراخ اردوغان مسموح به بل ومرسوم له من قبل النخبة الحاكمة من يهود الدونمة ، الذين يشاركون إخوتهم في الكيان الصهيوني  المصير ذاته ، لذلك عقدوا تحالف إستراتيجي كما صرح بذلك وزير الدفاع التركي ، والجميع يعرف ماذا تعني كلمة  " تحالف استراتيجي " ، ولمن يتغابى عن معرفة ماذا تعني ، فإنه يعني تحالف في الأهداف والغايات والمصالح والمصير ، أي بمعنى أكثر تبسيطا فإنه في حالة حصول حرب حقيقية  على اسرائيل فإن تركيا ستقف إلى جانبها ، بل إنها فعليا تمثل أحد الخطوط الدفاعية لإسرائيل ، وتعتبر الحديقة الخلفية لإسرائيل.

 

وأخيرا يجب لفت النظر إلى ان هذه الأفكار لا تعني أننا ضد تركيا أو ضد إيران بل تعني إننا نشعر بالقلق من مواصلة إلغاء كل دور عربي وجعل دول الإقليم غير العربية هي القوى المحركة للأحداث والمقررة لمسارها سواء بالتنسيق المباشر أو غير المباشر مع أمريكا ! ذلك ما يجب رفضه الآن وإلا فان النظام الشرق أوسطي سيقام وستكون فيه تركيا وإيران القوى المقررة مع الكيان الصهيوني ، وهذا هو المطلب النهائي للقوى الثلاثة أمريكا والكيان الصهيوني وإيران .

 

Almaher09@gmail.com

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس  / ٢٠ جمـادي الاخر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠٣حزيران / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور