المستور والمكشوف من أقوال الفيلسوف !

 
 
شبكة المنصور
نصير الشيخ - رابطة أهل الحق
كنت إلى وقت قريب جدا أتابع باهتمام برنامج على المكشوف الذي يقدمه السيد مشعان الجبوري رغم تثبيتي بعض الملاحظات التي اعتبرها هفوات على السيد مشعان وكنت أقول مع نفسي أذا كان الله عز وجل يغفر الخطأ والزلل فمن باب أولى أن ندوس على آلامنا وجراحتنا عندما يصحح من يخطئ مساره وينقلب على ذاته التي غويت في مرحلة ما خصوصا اذا ما صاحبها ندم على ما مضى من أفعال أضرت بالشعب من خلال مولاة الأعداء من حيث يدري الإنسان أم لا يدري وأذكر السيد مشعان ان المعارض الشريف لا يرتمي بأحضان الأعداء من امريكان وصهاينة وبريطانيين وهم سبب مآسي الأمة والإنسانية للبحث عن الخلاص من نظام نتقاطع معه أو نجد في ذلك الخلاص فرصة لإثبات ما نؤمن من مباديء وأفكار لمصلحة شخصية أو عامة لكي يساعدنا على تحقيق ذلك الهدف ويعرف السيد مشعان جيدا حجم الضحايا التي قدمها شعب العراق وكذلك حجم التدمير والاستنزاف لطاقاته ولا يوجد أي مبرر يتشبث به من يريد لان ذلك مردود صراحة ووضوحا من فوق سبع سموات وهو قول الحق سبحانه وتعالى في محكم آياته حيث قال جل شأنه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }المائدة51 . أذن من يبغي التغير فعليه ان يسعى اليه بجهده لا ان يدعو جيوش الكفر لاحتلال بلده وقتل شعبه هذه اشارة نذكر بها من يدعي الوطنية ... أعود إلى صلب ما أريد البحث فيه وهو ما دفعني اليه السيد مشعان وأقول انه ابغضني كثيرا وهو يرد على احد المتصلين في برنامجه ( على المكشوف ) حلقة يوم الأحد 23/5/2010 وحقيقة الأمر انه فاجئني وهو يتحدث بأنفعال شديد وتحدي غير مألوف لذلك قررت نيابة عن المتصل السيد أبو عدي ان أناقش السيد مشعان وبالحجة فأقول :.


1ـ ان الدكتاتورية التي تتحدث عنها جاءت إلى سدة الحكم عبر نضال وطني مرير أنتجت ثورة بيضاء بروح تسامحيه وكان من حقها ان تقتص من قتلة رجال البعث لكنها لم تفعل لأنها ثورة ناضجة غلبت المباديء على الإضغان ولذلك فأن تشبثها في المراحل الأولى من عمر الثورة بالسلطة كقيادة حق مشروع لها لان الثورة بعثية خالصة فرض الواقع السياسي آنذاك وتجارب الماضي ان تضع هذه التجربة في حدقات العيون لأنه لا مجال لانتكاسة جديدة قد تقضي على البعث فكر ومنهجا ومناضلين .


2ـ يعلم أو لا يعلم السيد مشعان بأن لكل تجربة وقادة خصوم بين مرتد وخائن وعميل وما أكثرهم عندما نستعرض حجم المؤامرات الدولية والإقليمية على الثورة ومن بين الخصوم أولائك المنسلخون من جلدتها بفعل تصرفات وأفعال تجد فيها قيادة البعث تجاوزا للمباديء فكانت العقوبة للمسيئين حدا لابد منه فتحول هؤلاء إلى معارضة ( سراق ، سقوط أخلاقي ، عمل مخابراتي لصالح الأعداء ، حقد أعمى على لمعان القيادة وشعبيتها ) . اما أولائك ممن يسمون أنفسهم أحزاب فالكل بين مرتبط بإيران أو أمريكا أو إسرائيل كالأحزاب الدينية الشيعية أمثال الدعوة والمجلس الأعلى فهم اذناب لإيران تحركهم كيف تشاء والأحزاب الكردية المرتبطة بإسرائيل علنا .


3ـ ان ثورة البعث قد تخطت من وجة نظر أعداء العراق والأمة حدود الثورات المسموح بها من حيث قراراتها وجرأتها وموقعها الإقليمي والدولي فهي صاحبة قرار التأميم الخالد وهي التي لا يستطيع أي نظام عربي تجاوز رأي قيادتها في تحديد مصير الأمة خصوصا بعد تصديها لإيران السوء ووأد مشروعها في تصدير ما يسمى بالثورة الإسلامية فيما يعد خطرها أقوى على وجود الكيان الصهيوني وقدرتها على تحطيمه كما فعلت عام 1991 حينما دكت الصواريخ العراقية تل أبيب بــ 39 صاروخا .


4ـ عندما يتحدث السيد مشعان عن قيام قيادة البعث ويتهمها بشن حروب على جيرانها واحتلال الكويت فإذا كان منصفا عليه ان يطرد الضغائن من نفسه ويحكم بعقل محايد فليستذكر معنا جيدا ألم تحتل إيران أراضي عراقية ، ألم يرفع الخميني شعار تصدير الثورة ، ألم يقوم عملاء إيران بالتفجيرات داخل العراق ومنها أحداث المستنصرية , ألم تقصف المدفعية الإيرانية المناطق الحدودية منذ 4/9/1980 إلى 22/9/1980 يوم الرد على العدوان وفي كل ذلك كان العراق يلتزم الصمت ويحبس أنفاسه محاولا ابعاد شر الحرب ولدى الأمم المتحدة أكثر من ( 300 ) ثلاثمائة مذكرة احتجاج وعندما نفذ صبر القيادة العراقية في ظل صمت عربي ودولي كان لابد من منطق ابعاد الكارثة وطبقا لفنون الحرب الرد السريع والحاسم ولشل وتحطيم قوة العدو ، ألم يستشعر العرب خطر إيران عليهم وإلا لما دفعت الأنظمة العربية المليارات للعراق لتغطية نفقات الحرب دفاعا عنها بعدما تيقنوا من ان مشروع ما يسمى بتصدير الثورة الإيرانية حقيقة وليس شعارا للاستهلاك ، ألم يقل الخميني في معرض بيان قبول وقف اطلاق النار أني أتجرع السم . ثم لو كان في تفكير القيادة مطامع إقليمية لاستهوتها سقوط المحافظات الإيرانية بيد القوات العراقية المحافظة تلو الأخرى .


اما موضوعة الكويت فالكل يعلم ان حكام الكويت صنيعة غربية كانت أداة بيد أمريكا وإسرائيل للتآمر على العراق بعد 8/8/1988 وقد كشفت الوثائق التي حصلت عليها الجهات العراقية بعد دخول الكويت كيف كانت الكويت متآمرة على العراق وتنكرت لجميل القيادة العراقية عندما ثأرت من إيران حين تعرض حاكم الكويت لاعتداء وسمي ذلك بيوم الكويت الذي دفع ثمنه طياري وفرسان القوة الجوية حياتهم بعد احتلال العراق على أيدي المخابرات الإيرانية وعملائها . ألم تستحوذ الكويت على أراضي وآبار نفطية حدودية مستغلة انشغال العراق بالحرب مع إيران ونذكر السيد مشعان انه في العام 1984 حضر وفد كويتي إلى العراق وقابل الرئيس الشهيد صدام حسين طالبا ترسيم الحدود بعد قضم الكويتيين لأراضي عراقية وتشييد مزارع عليها وحينها قال لهم الشهيد نحن الان منشغلون بالحرب ولا يهمنا هذا الأمر ، ماذا كان يفعل الجنرال شوار شكوف في الكويت وهو يدرب قوات كويتية على أهداف عراقية قبل الغزو العراقي ... ألم يوجه احد وزراء الكويت كتابا إلى جابر يقول ما نصه ( لقد نصحنا أصدقائنا في الاستخبارات الأمريكية بمواصلة الضغط الاقتصادي على العراق للحصول على مزيد من التنازلات ) ... ألم تقوم الحكومة الكويتية بإغراق السوق النفطي بالنفط الكويتي خارج الحصة المحددة من قبل أوبك بما اثر على عائدات النفط العراقية ألم يوجه الرئيس الشهيد صدام حسين خطابه في مؤتمر قمة بغداد المنعقد عام 1990 بكل معناه وقصد الكويت وقال عبارته المشهودة ( قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق ) في اشارة واضحة إلى حكام الكويت . وعندما احتل العراق الكويت ألم تحاول القيادة العراقية الوصول إلى حل يرضي جميع الإطراف ورفضت كل المحاولات من قبل أمريكا وعملائها ... لقد لعبت الكويت دورا قذرا في التأمر على العراق وشعبه لان الصهيونية أرادت تحجيمه حيث بات خطرا عليها وهكذا صرح قادة الكيان الصهيوني بعدما احتل العراق حينما قالوا ( لقد تحقق التوازن الستراتيجي مع العرب بعد زوال العراق ) ألم يندم الحكام العرب على فعلهم بدعم مشروع أمريكا في العراق وإزالة نظامه الوطني ولازالوا ... فما هكذا تورد الإبل ياسيد مشعان .


5ـ ان التهكم على عبارة العراق العظيم وانها جعلتكم كل واحد تحت نجمة على حد قولكم فنقول كان العراق عظيما وسيبقى كذلك فمن يستذكر التاريخ يجد فيه ضالته فالعراق أنجب رجالا ارهبوا الأعداء فهم أهل ثورة العشرين ... أهل الفالة والمكوار ...أخوة شعلان أبو الجون والشيخ ضاري المحمود ومن قلبهم تاريخ سعد والمثنى والقعقاع وصلاح الدين الأيوبي وهم من دك الصهاينة عام 1948 ووصلوا إلى حدود تل أبيب ، هم من وصلت جحافل جيشهم عام 1973 على السرف خلال ساعات ليدفعوا شر الصهاينة عن دمشق وهم من دكت طائراتهم جدار بارليف ... أليس هؤلاء من حطم أحلام الفرس في القادسية الثانية ... العراق العظيم الذي أنجب أبطال المقاومة الذين افشلوا مخطط ومشروع أمريكا في الشرق الأوسط الكبير ... أبناء ذي قار والبصرة والفلوجة هؤلاء هم أبناء العراق العظيم ... كيف تنكر على العراق ورجاله صفة العظمة والعظمة لله وأنت تدعي مشروع المقاومة بل تنسب نفسك اليها كيف تؤمن ياسيد مشعان بمشروع الديمقراطية الأمريكية القائم على سفك الدماء وانتهاك الحرمات واغتصاب الحرائر والأحرار في سجون المحتل وسجون الحكومة العميلة ، هل هذا هو مشروع المقاومة الذي تدعيه ... لماذا تجلب على نفسك الشبهات بعد ان كدنا ننسى قدومك مع الدبابات الأمريكية واعتبرنا ذلك من الماضي لأنك صرحت ظاهرا بمعاداة المحتل ... ان الرجال من يشار لهم بالبنان في أفعالهم وأقوالهم عندما تتطابق لا ان يدعي شيء ويفعل شيء مغاير وإذا كنت قد نسيت شيئا فالتاريخ حاوي لأفعالنا وأفعالكم وأفعال الاماجد من أبناء العراق ولا يفوتني ان استذكر موقفا أسجله لرجل كان ضمن من يسموا المعارضة هذا الرجل الذي غلب مبادئه على ما أصابه من ضرر يعتقده فأختار المباديء وحب الوطن ذلك الرجل الذي أكن له كل الاحترام والتقدير إلا وهو الأستاذ عبد الجبار الكبيسي أمين عام التحالف الوطني الذي عاد إلى بلده عندما أشدت حمم التهديدات الأمريكية ليعلن وقوفه مع القيادة ضد التهديدات الأمريكية بغزو العراق ونال بشرف استحقاق الوطنية ووسام التضحية عندما اعتقل لأشهر عدة لدى القوات الغازية على موقفه ذاك ...

 

هذا هو المعارض الحقيقي لا ذلك الذي كان يدفع باتجاه احتلال بلده ويقدم المعلومات الكاذبة إلى أجهزة المخابرات الأمريكية والصهيونية لتسويق مبرارات الاحتلال ولا من وقع على مشروع الاحتلال في مؤتمري لندن وصلاح الدين ليتحدث اليوم عن الوطنية والديمقراطية ... وإذا كان للسيد مشعان علينا من حق فهو نصيحة المؤمن لنقول له اعد النظر بما قلت وانئا بنفسك عن تحويل المسائل الشخصية إلى قضايا تسبغ عليها سمة العموم والوطنية وكأن قادة النظام الوطني السابق ليس لديهم سوى البطش والدماء فمن بنى العراق وأرسى قواعده ليصبح محط أنظار العالم ويغيض أعداء الشعب والأمة فأنك آثم عند الله والخيرين فأنا قد نسينا ما اقترفتم وارتضينا تصحيح موقفكم فلا تدفعنا إلى الندم على ما فعلنا ...

 

وإذا كنت لا ترى ألا بعين الضغينة فالشعب والأمة يرون بعين الحق والا فما دافع الماجدات العراقيات والعربيات ان يتبركن بتسمية أبنائهن بأسم صدام ذلك الرمز الذي ان استذكرنا رجولته وهو يلاسن خصومه وأعدائه أعداء العراق ومن على مقسلت الإعدام نقول تبا وسحقا لمن يذكرك يا أبا الشهداء بسوء فو الله لم تظلم أحدا وأنصفت المظلومين ، صنعت للعراق والأمة مجدا فليذهب إلى الجحيم كل من عاداك وأراد النيل منك بفعل أو كلمة .


{ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }الحشر10
صدق الله العظيم

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس  / ١٣ جمـادي الاخر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٧أيـــار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور