تمخض ( السيرك ) فولد فأرا

 
 
شبكة المنصور
نصري حسين كساب

اسرائيل تعربد .. امريكا تأسف .. بنو يعرب ويشجب كالعادة يستنكرون .


ثلاثون عاما مضت ولازال الصراع الكاسر في الساحة العربية يحتدم ، ايمان او لا ايمان .. جهاد ام قعود و استسلام .. يختلف بنو يعرب على كل شيء الا شعار واحد عزل الدين عن المعركة واستبعاد استعماله كأمضى اسلحتنا فيها ..


ثلاثون عاما مضت والمؤامرة تلو المؤامرة على فلسطين والعراق ، ابتلت الامة بمعظم مراكز السلطة والتفكير والتوجيه ، وقف على الدجاجلة والمشعوذين .. وزمام الامور منوط بالاكثرين صخبا ولجاجة ومراء وانكار ، وكفرا وفسادا والحادا ، سادت مجتمعات بنو يعرب ويشجب المنكر لكل قيمة ، ودمار الفضيلة ونشر الرذيلة ، العميل المستأجر هو بطل الساحات .. قسموا الناس الى قطعان من السائبة ، ورسموا لها الحدود والمقاييس .. انزلوا الوطن العربي الى حضيض المهانة والذل والاستهتار ..


لو كنت رسام لرسمت اثنان وعشرون قائدا كل واحد منهم حاملا ( خرج ) كيس صغير مكتوب عليه اسم وطنه الذي يقوده للضلال والجهالة والانعزال والانفصال ، ويحيا شعار اولا !


العراق بقيادة الرئيس صدام حسين عندما حافظ على الوحدة الوطنية ، وخاض معركة الصمود بوجه المؤامرات الاستعمارية ، وثبت هوية العراق بعد فترة من النكسات والانقسامات ، والانحرافات ، والتشويهات ، وخاض معركة ضد الاطماع الصهيونية والصفوية الفارسية ، واعلن ان الدين هو اساس النجاح والازدهار والعطاء ، واعلن ان فلسطين عربية من النهر الى البحر ، ودعم الجهاد والمجاهدين في فلسطين ، فتحوا عليه ابواب جهنم من كل حدب وصوب ، وهذا ما اعترف به الصهيوني ( ديك تشيني ) قائلا اننا اسقطنا حكم العراق و اعدمنا صدام حسين لأنه جعل الشعور العام السائد في فلسطين هو الشعور بالقوة ، والتصميم ، والتفاؤل ، والثقة العظيمة بتدمير اسرائيل .


صدام حسين قبض على مبادئه الروحية ومرتكزاته الاخلاقية ، فأتهموه وجعلوا منه معتديا خارج عن الاجماع ، سائر في ركب الشر .


مباديء الله ، ان من لا دين له لايمكن ان يكون مواطنا شريفا او مناضلا مخلصا ولو تمنطق بكل مافي الدنيا من ثوريات وايديولوجيات ، فكيف يمكن ان نثق فيمن لايخشى الله في وطنه وامته وعرضه وشرفه ، لا يأمر بالعروف وينهي عن المنكر ؟


فلسطين بعد اكثر من 62 عاما وعشرات الالاف من الشهداء ، اغتالوا ابا عمار و صار لها حكومتين وهميتين ، وسلطة تبصم كما يريد قطعان الصهاينة المستوطنين . والعراق اكثر من سبع سنين يسوسه رعاع خصائصهم وميزاتهم العمالة والخيانة والخروج من اطار الانسانية ، مجرمين حيوانات أبقة ، لا ذمة ولا وازع ولا ضمير .. بهائم تحكمها نزواتها ، حولوا العراق جناح الامة الشرقي الى زرائب ، ومزابل ، ومواخير ! حتى النجف وكربلاء صارت اوكارا للدعارة الصفوية الفارسية .


بالامس ارتكب الصهاينة جريمة بشعة ، قتلوا احرارا من امة العرب والاسلام ، واقتادوا من لم يقتل بالقوة والعنف للسجون والمعتقلات ، وكل جريمتهم انهم مع الحرية ارادوا كسر حصار فرضته اسرائيل و امريكا والرباعية والبعض من بنو يعرب على اهلنا في فلسطين .


سارع العربان للقاءات والاجتماعات والتقطت ( الكاميرات ) صورهم ، يبتسمون ويتعانقون ، وايديهم متشابكة ، شجبوا واستنكروا ، ثم تجمعوا على موائد سخية وحفلات غنية ، وعادوا لتبني الاستسلام والخنوع والمذلة ، واليوم يصدرون بيانا مشترك يبشر الامة بمزيدا من الاذلال والهوان .


اتمنى ان يبادر احد الشباب العرب لعمل رسالة دكتوراة في علم الأحصاء عن الزيارات والاجتماعات والمؤتمرات الثنائية والثلاثية والرباعية ، ومؤتمرات القمة للقادة العرب من سنة 1964 ، ويقيم نتائج تلك التحركات ومدى تأثيرها سلبا وايجابا ، في حالة الاغفاء والاغماد والركود التي تشتمل هذه الامة من المحيط الهادر الى الخليج الثائر !


يا ما سمعنا لا ناهية جازمة في البيانات العربية ، ويا ما سمعنا بحشد طاقات الامة ، ويا ما سمعنا عن التئام الصف ، والمعركة اقرب من حبل الوريد ..


اليوم بصلاة الفجر تجرأ الامام ودعى ربه : ( اللهم انصر اخواننا المسلمين في فلسطين والعراق ) وبالطبع كلنا صرخنا أمين ، وعدنا لبيوتنا نحتسي الشاي ونتابع القنوات الفضائية !


تمضي الايام بنا الهوينا ، ويتمخض السيرك العربي فيلد فأرا .

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الثلاثاء  / ١٨ جمـادي الاخر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠١ / حزيران / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور