حماس على نهج اسرائيل اللقيطة ,, تهدم بيوت الفلسطينيين !

 
 
شبكة المنصور
سعد السامرائي

كثيرين هم الذين يلتمسون الاعذار لافعال منظمة حماس بأعتبارها منظمة ثورية ترفض الاحتلال الصهيوني افرادها يناضلون من اجل الاهداف التي رسمها مؤسسيها كأحمد الياسين رحمة الله عليه الذي اغتالته صواريخ الغدر الصهيونية في اول شكل من اشكال القنص بواسطة الطائرات الاسلوب ذاته الذي استعملته امريكا البغيضة في استهداف الجيش العراقي المنسحب من الكويت وفي استهدافات اخرى متعددة لرموز وطنية عديدة ضاربين عرض الحائط بكل القيم والاخلاق والمحرمات الدولية .


وحماس هذه كانت تعمل على الساحة الفلسطينية تحت اسم المرابطون على ارض الاسراء قبل ان تعلن عن نفسها عام 1987 العام الذي اصدرت فيه بيانها الاول مباشرة بعد الانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت بين عامي 1987 – 1994 ثم صدر ميثاق الحركةعام 1988 وبعض ما جاء في ميثاقها انها لا تؤمن بأي حق لليهود الذين اعلنوا دولتهم في فلسطين عام 1948 لكنها تقبل مؤقتا بحدود 1967! ثم تعتبر صراعها صراع وجود مع المحتل الصهيوني وحماس كما يعرف الجميع هي امتداد لجماعة الاخوان المسلمين التي تأسست في مصر عام 1928 واصبح لها فروع في بلدان عدة . وقامت حماس بالعديد من العمليات الجهادية بواسطة ذراعها العسكري كتائب عز الدين القسام .


نستطيع ان نقسم افعال حماس تتابعيا الى ثلاثة اقسام الاول انتهاجها مبدأ الكفاح المسلح والعمل الجماهيري ومساهمتها في الانتفاضة ثم ثانيا تخفيف الكفاح المسلح والدخول في صراع مع منظمة فتح ومؤيديها على السلطة بعد فوزها بالانتخابات وتحول علاقاتها نحو تيار سوريا وايران وربيبتها ما يسمى بحزب الله , ثم ثالثا رضاها باتفاقيات ثلاثية مع العدو الصهيوني قبل و بعد العدوان الصهيوني من طرف واحد على غزة الذي اخطأت حماس بتسميته حرب كما اخطأ الكثير من مؤيديها من كتاب ومثقفين باعتبارها حرب وليس اعتداء او عدوان مما سمح للصهاينة ان يستمروا باستعمال ترسانتهم الحربية في تقتيل وتدمير غزة وابنائها ,وكانت النتيجة التي سعى اليها الصهاينة وهي ايقاف هذه العمليات الجهادية والفدائية ومنها اطلاق الصواريخ تجاه اسرائيل اللقيطة وثالثا ايضا انفتاحها و تقربها من الغرب في عدة لقاءات مباشرة وغير مباشرة والغرب كما معروف يسعى للاعتراف بإسرائيل اللقيطة، ووقف المقاومة المسلحة، والاعتراف بالاتفاقات الدولية المبرمة مع السلطة الفلسطينية، ثم ادخال حماس ما لم يستطيعوا القضاء عليها ضمن هذه المنظومة اي الاتفاقيات التي لا نهاية لها غير مزيد من الاسى وانتهاك الحقوق للشعب الفلسطيني واغتصاب ارضه وما جاورها .


قد تعتبر حماس ان ذلك ياتي ضمن الهدنة المؤقتة بينها وبين المحتلين بيد اننا نعلم ايضا ان المحتلين يعتبرون ذلك هدنة مؤقتة ايضا لحين اقتناص الفرصة في عدوان جديد لاحتلال جديد حتى تحقيق احلامهم المريضة بالسيطرة من البحر للبحر , اذن نحن نعتبر ان ما يروج لما يسمى هدنة مؤقتة هي خيار خائب وهي الرضوخ بعينه لمتطلبات الامبريالية والصهيونية العالمية مصيرها الدمار بسبب انه لم ولا يستفاد من هذه الهدنة لغرض استبدال ميزان القوة بين الطرفين , فما يتم بحق هو كأنما مشاهد حربية مقتطعة من فلم يكون الفوز والانتصار فيها للعدو الصهيوني وعملائه وحلفائه كمحصلة ودمار وتقتيل لشعبنا في لبنان وفلسطين لكن الطامة الكبرى هي ان ترى قادة الطرفين يظهرون بعدها منتفخين الصدر ليعلنوا انهم انتصروا على الكيان الصهيوني رغم التدمير الاتلافي ولانهم بقوا احياء ! .


وحماس كما قلنا واجهة من واجهات حزب الاخوان المسلمين انتهجت نفس السياسة للحزب بكل اخطائه وانحرافاته عن المبادىء ثم عن هدف الجهاد كوسيلة للتحرير والاسباب عديدة منها فشل تنظيمها بالعمل السري فتعرض ما تعرض من اعتقالات واغتيالات , ووهن قادتها الباقون وتفضيلهم الاستزادة من الرفاهية و فوائد السلطة ومغرياتها فنراها في تركيا مثلا ارتضت بالعلمانية كنظام يحكم البلاد بكل ما فيه من موبقات واختلافات و انحرافات عن الدين الاسلامي ورغم انها تجربة فريدة تستحق الدراسة والتأمل الا اننا سننتظر المستقبل ليكشف لنا فائدة او مساوىء هذا التنازل والقبول , وحزب الاخوان في العراق بلع علنا وبوقاحة ثقافاته وشعاراته وجلس صفا بصف مع المحتل الغاصب الايراني الذي يختلف عقائديا معه ومع الغاصب الامريكي الذي جاء لتدمير سند الاسلام والقومية العربية فهم لا يتحرجون الان من جلوسهم وتعاونهم مع العملاء لانهم اصبحوا في خانة واحدة , الا في مصر فلقد فشل الاخوان في اقتطاع جزء من كعكة الحكم لا بسبب تشددهم او التزامهم بالمبادىء بل لان كرسي الحكم يجلس عليه من لا يرغب بهم اصلا كشركاء ,ثم لا ندري اي الطرفين : الاخوان في الاردن أم حماس ترك الاخر او شعر بالاحراج من الاخر فحدث الانفصال الشكلي بينهما !,


اذن نستلهم من كل ما ذكرناه بايجاز الى ان حماس ليست حماس ( حركة المقاومة الاسلامية ) كما يزعمون وانها لاتختلف عن فتح ولا عن اي جهة فلسطينية قبلت بالتفاوض مع العدو واعترفت به ففتح ايضا كانت ترفض الاعتراف باسرائيل اللقيطة بشرط ان يتحقق لها سيادة سلطوية معينة وقد اعطاها ذلك الكيان الصهيوني وامريكا الامبريالية فاعترفت بوجود اسرائيل وتفاوضت معها.. وحماس الان ايضا تجاهد من اجل ان يتحقق لها سيادة سلطوية سواء كان بالانتخاب او بالتعيين او بالمشاركة! ولا اجد اختلال جوهري كبير بينهم وبين العملاء في العراق : دعاية ودعاية وحرب ضد الارهاب ثم ( والارهابيين حسب تفسيرهم هم الوطنيين الغيارى على البلد الرافظين الاستعمار وجميع انواع الاحتلال ) ثم انهم تلاميذ كلب الديمقراطية العالمية الذي جاء ليعلم ابناء الرافدين معنى المساواة والعدالة والحرية في الاختيار ,ثم تمت مسرحيتهم الهزلية وفاز منهم من فاز ورفضاقصد عملاء ايران النتيجة ( كما رفضت فتح !) واصر عملاء الناطقين بالحداثة وديمقراطية امريكا والتغيير على استلام الحكم على اساس انهم المصلحون وان فترة حكمهم السابقة كانت تمرين فيطلبون ان تدعوهم هم ايضا يجربون هذه المرة ايضا .. مجموعات تقزز يجلسون سوية ويعملون سوية والان تعترف مجموعة ان الحكام السابقين فاسدين جلبوا الويلات للعراق وشعبه , لكن هل سيتم محاسبتهم ؟! بالطبع لا لان الكل مشترك بجريمة تسليم العراق للمحتلين , لن يتم محاسبة تلك الزمرة لانها لم تحاسب من قبلها و لانها ستاتي بعد الزمرة الجديدة لتقول نفس الكلام عنهم وانهم هم المصلحون ( الا كما نأمل ونرجوا من انقلاب الامور لصالح المقاومة النقية الشريفة في العراق وينتصر اصحاب الحق على الباطل ويدحرهم خائبين ) وعلى ذلك دواليك والنتيجة واحدة الجميع سيشترك بالحكومة لانهم يعرفون ان الجميع غدار لان الشرف يابى ان يتوحد مع الغاصب.


وحماس بعد ان وجدت نفسها وحيدة مهملة في وقت فوزها بالانتخابات فالتيار العربي الداعم مؤيد لامريكا والغرب كان بصف الفتحاويين ( وافق شن طبقة ) لذلك كان تحالفها مع ايران رغم الاختلاف و خيانة المبادىء المزعومة هو الطريق الذي تكسب به قلب الغرب والصهاينة كي يدخلوها في لعبة الحكم وما يسمى بالدويلة الفلسطينية و لا مانع لديهم ان يحكموا غزة اولا ثم يتصارعوا مع المنظمات الفلسطينية الاخرى في الضفة كالذين سيتصارعون مع الحمساويين في غزة كل يسعى للقضاء على الاخر كي تعيش اسرائيل اللقيطة في سلام !.


لذلك كله ايضا كرسالة ثانية تأكيدية فاننا نرى حماس اليوم تأخذ زمام المبادرة من اسرائيل اللقيطة وتقوم بنفسها بتهديم بيوت الناس الامنين بحجة انها ارض حكومية لم يصرح عليها البناء , أرض حكومية تسعى حماس لتتسيد عليها كسابقيها الذين باعوا فلسطين من اجل حفنة تراب مشتت وهي بذلك ترسل الرسالة الصريحة للغرب من انها على استعداد للجلوس تحت مظلتهم والله يرحمك فلسطين ويرحم شعبك.

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين  / ٠٣ جمـادي الاخر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ١٧ / أيـــار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور