رسائل التبصير : كشف الغام التحرير  - الرسالة السابعة لغم ( توحيد البعث )

﴿ ١ - ٤

 
 
شبكة المنصور
صلاح المختار

أولى لك أن تتألم لأجل الصدق من أن تكافأ لأجل الكذب

مثل غربي

 

تذكير ببديهية

 

رغم قناعتنا بان الكثير من البعثيين السابقين ، وهم كثر ، يتحدثون بصدق واخلاص عما يسمى ب ( توحيد البعثيين ) لمواجهة تحديات الحاضر ، ورغم ايماننا ثانيا بان وحدة الحزب هي المدماك الاساسي الصلب لحمايته من الاختراقات ومحاولات التفتيت المنظم ، ورغم قناعتنا الثابتة ، ثالثا ، بان من حق اي انسان ، سواء كان بعثيا او غير بعثي ، ان يناقش اي موضوع ويطرح اي مطلب ومنها وحدة البعث ، رغم كل ذلك فان طرح شعار ( توحيد الحزب ) في هذا الظرف الحساس يمنحنا الحق كل الحق كما منح الاخرين حق طرح رأيهم ، في الرد ومناقشة ما يطرح بصراحة تامة ، لانه ينطوي على الغام خطيرة كثيرة قد تكون مدمرة ، وتكمن خطورتها في انها غير منظورة بل قد تبدو وكأنها دواء شاف من الامراض الكثيرة المؤذية ! من هنا فان تناول هذا الموضوع بالتحليل الهادئ والموضوعي والبعيد عن العاطفة هو وحده الذي يضعنا جميعا في المكان الامين والصحيح هذا حينما يتعلق الامر بنقاوة وصدق من يطرح هذا الامر ، وهذا النوع من الناس هو الذي يهمنا ونحترم رايه ولا نكل من الحوار معه ، ولكن حينما يتعلق الامر باهداف اعداء متعددين ، وهم كثر ايضا ، فان تدخلهم المباشر او غير المباشر في طرح وترويج موضوع ( توحيد الحزب ) ، يجعل المسألة مفتوحة الاحتمالات ، ومنها احتمال وجود مخطط معادي لاختراق الحزب عبر شعار حبيب على قلوبنا وهو  ( وحدة الحزب ) ، فيصبح الامر  بحاجة لتدقيق متعدد الجوانب وحذر جدا لتجنب الوقوع في فخاخ اعداء الامة والحزب . 

 

ان النقاش والحوار الهادئين والجادين البعيدين عن الاتهامات والبحث عن الحقيقة والموقف الصحيح هو  الطريق الوحيد لتجنب الفخاخ المنصوبة لنا كبعثيين والخروج بموقف يخدم ، اولا وقبل كل شيء ، الامة العربية التي تتعرض لاخطر مراحل التأمر  المدروس ثم بعد ذلك يخدم الحزب ويعزز وحدته التنظيمية ويكرس ، ويجذّر ، ثوابته العقائدية والتنظيمية والستراتيجية التي تشكل الضمانة الوحيدة لحفظ اهم ما في حياة الحزب : الاصالة البعثية .  ان الاصالة البعثية هي روح الحزب وهويته وبدونها لا يبقى بعث ولا تحرر ولا وحدة عربية ولا اشتراكية بعثية  .

 

واود لفت النظر الى ان كاتب هذه السطور وهو يدون هذا التحليل ويتناول ما حدث في الوطن والحزب منذ ستينيات القرن الماضي ، لم يستند الى مصادر سمع منها او قرأ لها ، وهي حالة تجعله مصدرا ثانويا ، بل انه كان شاهدا عاش الاحداث التي يتناولها وكان مساهما نشطا في بعضها ، او قريبا جدا ممن صنعها ، ولهذا فهو مصدر اول ورئيسي لمن يكتب عنها . انني لست كاتبا قرأ عن  الاحداث بل بعثي انتمى للحزب في عام 1958 وكان عمره 14 عاما ، وشارك في الاحداث بصورة ثانوية وبصورة رئيسية ، ولذلك امتزجت حقائقها بدمي ووجداني وضميري وذاكرتي وهنا تكمن قوة حجتي واهمية ما ساقوله ، وامل ان يستفيد مما ساقوله من لم يشارك في الاحداث وسمع عنها او قرأ حولها ويريد الان اصدار حكم او تبني راي .

 

بعض الطروحات الخطرة والملتبسة

 

ولكي نكون في قلب الموضوع ونعالجه بصواب لابد من عرض بعض ما يطرح الان من قبل افراد او كتل صغيرة سواء كانت بعثية سابقة او لم تكن بعثية ، ونحلل معانيه ودلالاته ونتائجه القريبة والبعيدة ، ونكتفي في هذا الجزء بتعليقات مركزة على كل اطروحة لاجل التنبيه الى خطورة ما فيها ، مسمين بقدر الامكان الاشياء باسمائها الحقيقية وهذا ليس تهجما ابدا :

 

1 – البعث فيه اجنحة  وتيارات ولابد من توحيدها : هذه الاطروحة تروجها منذ الاحتلال جهات عديدة لكنها عجزت عن اثبات وجود اجنحة او تيارات  على الارض ، لان الواقع العراقي يرفض هذه الاطروحة ويكذبها ، كما ان من يقول ذلك هم عبارة عن انفار كانوا في هوامش الحزب قبل الغزو ، ولم يكن لهم دور بعد الغزو لا كبعثيين ولا كبعثيين سابقين .  والملاحظ ان الاعلام المعادي للعراق والمقاومة والامة العربية هو الذي يروج لهذه الاطروحة ، خصوصا قناتي الجزيرة والعربية وجريدة الشرق الاوسط ، في مسعى واضح لنفي وجود بعث قوي ومتماسك في مواجهة الاحتلال وقوى الردة .

 

2 – البعث مات وعلينا احياءه ، لقد تجرأ البعض وكشف عن هدفه الحقيقي بترويج فكرة ان البعث مات منذ عام 1979 لذلك دعا الى احياءه ! وهذا الطرح مشبوه بكل المقاييس لانه ينطلق من ، ويدعم ، متطلبات سياسة الاجتثاث ،بنفي دور البعث في النضال والبناء وتحقيق انجازات عظمى قبل وبعد الغزو . فهل يوجد بعثي حقيقي يقول ذلك ؟ واين يقال ذلك ؟ بالطبع ولكشف دوافع هذا الطرح المشبوه بكل المعايير يطرح خارج الحزب وقبل قيام الحزب بعملية النقد الحتمية لمرحلة ما قبل الغزو وفقا للضوابط الشرعية والتنظيمية المعروفة . فاذا كان البعثي يعاقب على تجاوز بسيط كالثرثرة خارج الحزب فما هو عقاب من يقول كلاما ينسف الحزب ويقدم دعما كاملا لاتهامات الغزو والتي استخدمها لتبريره وارتكاب جرائم بشعة ؟

 

3 – لا شرعية لمن يعمل باسم البعث الان نتيجة الفوضى والانقسامات : هذه الاطروحة تأتي لتؤكد ما سبقها في سياق متكامل لنفي وجود بعث قوى ومقاتل ، فادعاء وجود تيارات وانقسامات متناقضة يفضي الى محاولة اثبات وجود فوضى تجرد اي طرف من الشرعية الحزبية . هل هذا الادعاء شيء غير الاجتثاث كما وضعه بريمير الذي حل الحزب على اعتبار ان انكار االشرعية ورفض الاعتراف بها  ، هو الخطوة الحاسمة لتفتيت الحزب وهو مقدمة لابد منها للقضاء على مقاومي الاحتلال ؟  ان نفي شرعية البعث او الشرعية الحزبية هو محور اساسي في سياسة بريمير والاحتلال .

 

4 – من يعمل خارج الحزب الشرعي جزء منه رغم انه مفصول وربما منذ اكثر من 40 عاما : هل سمع احد بكلام غريب كهذا يتناقض مع المنطق والقانون واي تنظيم سواء لشركة او جمعية او حزب ؟ انفار فصلوا قبل اربعة عقود ومارسوا كل انواع العداء للبعث وفي مقدمتها رفض الحزب ودانته والعمل من قبل بعضهم مع انظمة واجهزة مخابرات ضد الحزب ونظامه الوطني في العراق ، ومع ذلك يريد هؤلاء التحدث باسم الحزب وان يكونوا داخله !  هل سبق لاحد ان سمع طروحات غير منطقية كهذه ؟ ان الحزب يتألف من مناضلين ملتزمين بنهجه العام خصوصا بالانضباط الحزبي والاخلاص للحزب والدفاع عنه فكريا وستراتيجيا بوجه اي طرف اخر  ، اما من هاجمه في السابق وتأمر عليه واصبح خارجه فانه لم يعد بعثيا على الاطلاق ، الا في حالة واحدة فقط وهي انه اكتشف خطأ موقفه السابق كليا ويريد تصحيحه وفي هذه الحالة عليه ان ينقد نفسه بتقرير الى قيادة الحزب التي تنظر في امر اعادته للتنظيم .

 

5- الحزب فشل في المرحلة السابقة لذلك لابد من اعادة النظر بكل شيء : مرة اخرى هذه الطروحة تنتمي الى دعايات الاحتلال والقوى  المعادية التي بررت غزو العراق بفشل البعث وارتكابه اخطاء، هل فشل البعث حقا؟ ان للبعث انجازات عظمى شهدها واقع العراق والمنطقة واعترفت بها حتى الامم المتحدة ، ومنها ازالة الامية كليا والفقر  ومجانية التعليم والصحة وبناء جيش العلماء والمهندسين الذي نقل العراق الى مصاف الدول المتقدمة ، وتاميم النفط وتسخيره لخدمة الشعب ، وحل المشكلة الكردية ديمقراطيا وبناء صناعات متطورة واحياء الزراعة ، الخ ، ان هذه بعض الانجازات التي تثبت نجاح البعث وليس فشله . واخيرا ان زيف هذه التهمة تكشفها الحالة التي وجدت في الاقليم كله بسبب تميز انجازات البعث فلو كان البعث فاشلا فهل تتحمل امريكا واكثر من 30 دولة تكاليف وتبعات شن حرب عالمية ابتدأت في عام 1991 ومازالت  مستمرة وكانت الحرب الكارثية الاعظم ليس بالنسبة للعراق فقط بل بالنسبة لامريكا ايضا ؟ ان الساذج فقط هو من يجهل هذه الحقيقة الستراتيجية والسياسية التي تحكم منطقتنا منذ عام 1990 .

 

6 – يجب التخلي عن افكار اثبت الواقع خطئها مثل الاشتراكية والوحدة العربية : هل يختلف هذا الطرح عن طروحات الكيان الصهيوني وامريكا ؟ بالتأكيد كلا ، لان الغاء الوحدة العربية والاشتراكية من مبا دئ البعث هو الاجتثاث بعينه ، فهوية البعث تزول بالتخلي عن الوحدة العربية والاشتراكية ويتحول البعث الى حزب كاي حزب عادي وتقليدي وهذا هو الاجتثاث بصيغته المموهة ، فهل هذا هو المطلوب وطنيا وقوميا ؟ ام ان المطلوب هو تعزيز  الطابع الوحدوي والاشتراكي للبعث ومعالجة الاخطاء والاخفاقات التي حدثت بصورة علمية وواقعية وفي اطار  تقاليد الحزب التنظيمية وضوابطه العقائدية ؟ ان هذا المطلب هو مطلب رجعي وردة حقيقية عن عقيدة البعث في افضل احواله ، وضرورة امريكية اسرائيلية في الاطار الستراتيجي العام . وقبل هذا وذاك يجب التذكير بان الوحدة العربية والاشتراكية لم تفشلا في عراق البعث بل فشلت النماذج التي قدمت لهما خارج العراق وهي نماذج لا تمثل كل ما لدى الامة من خيارات وممكنات .

 

7- وحدة الحزب هي الامل الوحيد في انقاذ الحزب ومواجهة محاولات تصفيته ، ولذلك يجب ان تبنى عبر مؤتمر يضم كل البعثيين الذين اصبحوا خارج الحزب وكل الاجنحة والتيارات وتشكيل قيادة مؤقتة تتولى قيادة الحزب الى ان يعقد المؤتمر ، وان تقوم القيادة الجديدة بالعمل على الانخراط في العملية السياسية في العراق . ما معنى هذا تحديدا ؟ انه يعني اولا واخيرا بان المطلوب هم لململة الاف البعثيين الذين خرجوا من الحزب او اخرجو منه ، والذين تعرض الكثير منهم المؤثرات غيرت هويتهم ، واصبحت هوياتهم متناقضة بحدة ولا يمكن الجمع بينها على الاطلاق ، واذ جمعت فان البعث  يصبح حزبا غريبا على البعث الاصيل لانه متناقض فيه تيارات وقوى متناقضة كل منها يجره باتجاه ، وهذا بحد ذاته يحعله مشلولا ، اما اذا افترضنا ان جهات عديدة تريد اختراق البعث وتصفيته عبر ادخال الاف الاشخاص فيه وجعلهم يتحركون لتحديد مسارات جديدة للحزب ودفعه لتبني مواقف تتناقض مع هويته ومبادئه ، باسم الديمقراطية وحق التصويت ، فان ذلك هو التطبيق الحي والخلاق والانموذجي لسياسة اجتثاث البعث ! ان التوحيد الذي يدعو اليه البعض بهذه الطريقة ليس سوى وصفة قاتلة للحزب لانها تضمن اغراقه في صراعات جديدة تبدو اخطر واعقد من صراعات الستينيات داخل الحزب التي سنتناولها بشيء من التركيز لاهميتها وخطورتها .

 

8- تتحمل قيادة الحزب مسئولية الانشقاقات التي حصلت منذ عام 1966 ولذلك يجب تنحيتها ومحاسبتها ومعاقبتها : هكذا هي الحال انفار خارج الحزب يحكمون على قيادة الحزب بالمسئولية عن الانقسامات دون تحقيق او ادلة ، كما تفرض القيم القانونية العامة وضوابط النظام الداخلي للحزب ، مع ان هذا الموضوع محسوم منذ الستينيات كما سنوضح فيما بعد ، ويريدون لقيادته المتنخبة ان تتنحى وتنصب قيادة جديدة ( كيف ؟ ) فهل هذا المطلب معقول ؟ دعونا نلجأ للمنطق العادي ونتسائل : هل مطلب من يريد تنحية القيادة الشرعية والمنتخبة جزء من مطلب التوحيد ام انه خطوة عدائية تستبعد اي توحيد لانها تولد حتما رد فعل رافض وعنيف لها ؟  ما معنى هذا التناقض هل هو خطأ عابر ام موقف متعمد مبني على حسابات معينة ؟

 

9- محاولة تشويه صورة الرفيق القائد المؤسس احمد ميشيل عفلق وتحميله مسئولية كل مشاكل الحزب وكوارث لامة منذ ما قبل تأسيس الحزب : ان هذا الطرح واضح الهدف وخطير جدا وهو احد اخطر المؤشرات على وجود دفع مشبوه منظم معاد للبعث عقيدة وستراتيجية ، لان البعث والاصولية البعثية مرتبطة مباشرة وعضويا بالقائد المؤسس احمد ميشيل عفلق شخصيا ، باعتباره من وضع اسس عقيدة الحزب ولذلك سمي ب ( القائد المؤسس ) ، واهم سمات الحزب التي تميزه عن غيره من الاحزاب ومنحته هويته الخاصة والتاريخية هي من ابداعات احمد ميشيل عفلق ، مثل الربط الجدلي بين القومية والاشترا كية والربط الجدلي الاخر بين الاسلام والقومية العربية وتأكيد عفلق على قومية التنظيم ورفض قطريته ووضع عفلق لمميزات الاشتراكية البعثية ، وتحديده لمفهوم الحرية والديمقراطية في البعث ، واهم من كل ما سبق وضع عفلق لقاعدة تميز البعث الاساسية على المستوى التربوي وهو مفهوم الانقلابية اي تحرير الذات من مفاسد وتاثيرات المجتمع كي يستطيع البعثي ان يكون طليعيا .

 

ان الترابط بين البعث وعفلق هو ترابط المنتج والانتاج ، ولذلك اصبح مفهوما وثابتا ان استهداف عفلق يستبطن حتما استهداف البعث ، وهذه حقيقة اثبتتها كل عمليات الانشقاق التي حصلت في الستينيات وكانت تريد  تغيير هوية الحزب ، حيث بدأت باستهداف عفلق . ان استهداف  احمد ميشيل عفلق هو مخطط لتبديل هوية الحزب العامة وتحويله من حزب ثوري وتاريخي الى حزب عادي وتلك خطوة لابد منها للسيطرة على الحزب وتسخيره اما لخدمة اهداف غير قومية ولا وطنية او للتمهيد لتبديل اسمه . وفي هذا الاطار يجب التاكيد على حقيقة تاريخية حاسمة وهي ان اقتران البعث باحمد ميشيل عفلق ، فكرا وعقيدة وتربية ، يجعل السطو على اسمه مستحيلا اذا بقي عفلق المرجعية الاصلية للحزب ، من هنا فان استهداف عفلق ماهو ا لا خطوة اساسية على طريق اجتثاث البعث . ان العفلقية هي جوهر البعث وميزته الاساسية ومن المستحيل الفصل بينهما باي شكل من الاشكال ، خصوصا وان عفلق مات ولم ينحرف عن مبادئ الحزب التي وضعها بل تمسك بها حتى نهاية حياته .

 

لذلك فان من بين اهم شروط وحدة الحزب شرط تكريس العفلقية بصفتها توأم الحزب السيامي ومصدر تماسكه العقائدي ومحدد هويته الخاصة . وتكمن اهمية هذه الحقيقة في ان كاتب هذه السطور كان شابا بعثيا مندفعا في اعوام 1963 و1964 وقع في خطأ تيار برز وقتها ينتقد القائد المؤسس ويحمله مسئولية كارثة الحزب ، وكنا نظن بان الصراع داخل الحزب كان بين اليسار واليمين – ساتناول هذه المسألة بشيء من التفصيل لاحقا -  وكان القائد المؤسس يردد وقتها كلاما لم نفهم انه حقيقي الا بعد خراب البصرة وهو ان ( الهجوم على قيادة الحزب وتحميلها مسئولية اخطاء قادة فيه نتاج ازمة اخلاق )  ، وكنا وقتها قد رفضنا منطق القائد المؤسس .

 

اما الان وبعد اكثر من اربعة عقود من التجارب المريرة والمعقدة فان الحقيقة التي فرضت نفسها تقول بكل وضوح ان القائد المؤسس رحمه الله لم يكن مسئولا عن اخطاء تجربة البعث وقتها وانه كان قائدا حقيقيا وكان على حق ، وكان يتصرف من ابناءه المشاغبين بروح الاب القائد الحزين على الحزب الذي تعرض للمصائب بفضل حماقة الابناء .  نقولها الان وبفخر المناضلين الصامدين بوجه اشرس حرب على الامة : نعم لا بعث بدون عفلق ، نعم لا حزب قومي وثوري ووحدوي بدون القاعدة الفكرية التي وضعها عفلق وتأثر بها المرحوم عبدالناصر  ، الذي بدأ قطريا مصريا ثم انتقل الى قومي عربي بفضل انتشار فكر البعث القومي ودعم البعث المطلق لعبدالناصر قائدا عظيما لامتنا ، كما تأثرت ملايين العرب والاف المثقفين العرب بفكر البعث العفلقي . انه شرف لنا ان نكون عفالقة ما دمنا احياء لان العفلقية هي الاثبات الاول والاخير لصدق بعثية اي حزبي والمعيار السليم لتحديد الطابع القومي التقدمي لاي حركة عربية حديثة .

 

10 – تصوير ما حصل في الحزب كأنه مؤامرة من داخله وليس مؤامرة من خارجه : في هذا الاتهام نرى الاصابع المخابراتية الامريكية وربما الايرانية لان هذا الطرح يبرئ من تأمر على الحزب والعراق وينكر وجود مخطط لتدمير العراق للقضاء على الانموذج العظيم الذي بناه البعث في العراق ويحمل الحزب مسئولية الحروب التي فرضت على العراق ، فهل يوجد دليل اوضح من هذا على ان من يتهم الحزب بذلك ويبرئ امريكا وايران هو شخص معاد للبعث ؟

 

11- يجب تبديل اسم البعث لانه اقترن بالعديد من الاخطاء والكبوات : هذا طرح يفسر نفسه ويحدد من يقف وراءه لذلك لا يحتاج الى الرد عليه سوى بتأكيد ان تغيير اسم الحزب كان ومازال الهدف الرئيسي لكل اعداء الامة العربية الذين يرون في وجود حزب عقائدي وتاريخي كالبعث العقبة الاساسية التي تمنع نجاح المخططات المعادية كما اثبتت تجربة العراق منذ عام 1991 حتى الان حيث دفنت احلام امريكا في رمال العراق بعد غزوه .

 

هذه بعض الطروحات التي روجت في الاعلام منذ سنوات ، والسؤال الاساسي هو : كيف نحكم على هذه الطروحات ؟ ومن اي زاوية وباي معيار نتوصل للحكم الصحيح عليها ؟ وكيف نتوصل للموقف الصحيح الذي يخدم الامة في محنتها الحالية والحزب وهو يواجه اقسى واخطر مؤامرة لتصفيته من قبل امريكا والكيان الصهيوني وايران ؟ الجواب هو التذكير ببعض ثوابت الحزب الفكرية والتظيمية والستراتيجية فلعل ذلك كفيل بتنبيه من جرفه تيار العواطف النبيلة ووضعه على حافة مرتفع خطير قد يقذف به من القمة الى القعر  ، كما انه قد ينبه من لم يعرف البعث وعقيدته بصورة سليمة نتيجة غلبة تأثيرات السلطة وضم اشخاص الى الحزب لم يهضموا عقيدة البعث او يفهمهوها .

 

 

يتبع

مايس – ما يو  ٢٠١٠

 

salahalmukhtar@gmail.com

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس  / ٢٠ جمـادي الاخر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠٣حزيران / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور