حزب دعوة اسلامي أم دعاة عـلى طريقة الشـيـطان الأكبر ؟ العقدة الهالكية هل هي عقد العوز المادي والمعنوي أم ماذا ؟

﴿ الحلقة الاخيرة ﴾

 
 
شبكة المنصور
زامــل عـبــد

تناولت في الحلقات الثلاث جزأ بسيطا من الخلفية الفكرية واسباب نشوء حزب الدعوة العميل في العراق زرعا من اطراف لها مصلحة في الصراع الذي سيسببه هذا التكوين الشعوبي على مستوى العلاقات الاجتماعية او الدينية لانه يعتمد اساسا الاثارة الطائفية المذهبية للوصول الى اهدافه ونواياه الشريره ومن اجل الوقوف على الحيثيات التي تحكم هكذا تصرف وسلوك لابد من التطرق ولو بشكل مبسط الى الخلفية الذاتيه لرموز وعناوين هذا الحزب ، فان المتابع للشأن العراقي قبل وبعد 7 / 3 / 2010 يلاحظ الخلفية الفكرية التي تستند على روح الاجتثاث والحقد والكراهية لكل العناصر المتنفذه في تنظيم حزب الدعوة العميل والتي تحكم العلاقه فيما بينه والاحزاب والكتل والتيارات التي تتقارب معه فكريا او تتعارض في نفس الوقت والحال اكثر بغضا مع القوى الوطنية والقومية كونها تشكل المعيار الذي يحدد حركة ابناء الامه التواقين الى الحرية والاستقلال والسيادة الوطنية القومية والذين ينظرون الى الاسلام بانه الروح المحركة لمكامن الانسانية في الامه ،

 

ولكن الواقع الذي افرزه الغزو والاحتلال ابرز وبالمباشر العمالة والارتباط الكامل بالاجندة الاجنبية وما سلوك وتصرف الهالكي رئيس حكومة الاحتلال الرابعة المنتهية ولايته الا تعبيرا حيا لهذه الرؤية ، والذي ظهر بارادة الغازي المحتل باسمه الحركي جواد المالكي من اجل رفض نتائج الانتخابات النيابية الاخيرة التي أظهر اتجاه الرأي العام فيها نحو التغيير في الالية التي اعتمدتها الادارة الامريكية فيما يسمى بالعملية السياسية العراقية و الترسيخ الديمقراطي لتكون التجربة العراقية هي النموذج في المنطقة ، وهنا ارى القصد الوطن العربي من حيث اشاعة الصراعات بين ابنائه كما هو الحاصل في العراق بفعل السلوك الطائفي والمحاصصاتي للاحزاب والتيارات والحركات التي تتخذ من الاسلام المسيس منهاجا للوصول الى اهدافها وغاياتها الشريرة ، ان جملة الافعال التي اتخذها الهالكي وحزبه هي بمثابة التمرد الفاضح على مايسمى بالدستور الدائم العراقي الذي مررته ادارة الغزو والاحتلال من خلال ادواتها والدور الايراني المتمم بل الشريك الفاعل في تدمير العراق وهدم الهيكلية المؤسسـاتية والبقاء في سدة السلطة ،

 

فمن التهديد بالقوة التي يشير اليها قوله ماننطيها تعقيبا على ابيات شعرية اطلقها احد المداحين المتعيشين على فتات النفاق والدجل مرورا بجملة التفاسير القانونية المسيسة لمواد القانون والدستور الهادفة الى حرمان القائمة العراقية من حقها بتشكيل الحكومة وصولا الى الطعن بالنتائج واعادة الفرز في بغداد و التى اظهرت ان النتائج كانت صحيحة على عكس الادعاء الكاذب من قبله بالرغم من التواطىء الذي ظهرته المحكمة الاتحادية بتفسيرها النص الخاص بالكتلة الفائزة مضاف الى ذلك الاتهامات التي يطلقها بين الحين والاخر الهالكي او عناصر من كتلته او حزبه العميل والتي اخرها ماذهب اليه المتلون المنافق وائل عبد اللطيف الذي تشهد له وحدات الجيش العراقي وخاصه صنف المدفعية مدى ضحالة شخصيته ودجله وحيدر العبادي الذي لابد من قيام العراقية باقامة الدعوى ضدهما وحاخامهم الهالكي لادعاتهما وبالشكل الذي ينم وبدون تردد على جوهرهما وضلوعهما بكل ما يسيء للعراق والعراقيين ،

 

اصرار الهالكي على رفض النزول عن كرسى رئاسة الوزراء له ما يبرره ، فالرجل وبحكم تاريخه الشخصي وكونه قادماً من بيئة متواضعة محكومة بعقدة العوز المادي والمعنوي والطبقة الاجتماعية البسيطة والشعور بالاضطهاد والرغبة بالانتقام ، حيث عمل عندما كان هاربا عن وجه العدالة لخيانته الوطن وتعامله مع جهة اجنبية على حساب الامن القومي والوطني في سوريا بائعا للسبح او المحابس في حي السيدة زينب عليها السلام رغم انه كان مسؤولا عن فرع حزب الدعوة العميل في سوريا ، بالاضافة الى خلفيته في ممارسة العمل الامني السري والعنيف في لبنان ضد العراق وتجربة الهادفة الى تنضيج المشروع القومي النهضوي ،

 

هذه الخلفية اهلته تاهيلا مميزا في التحصن ضد الديمقراطية والمقدرة على مواجهتها بشتى الطرق ، كما ان وصوله الى رئاسة الوزراء في عام 2005 بحكم الصدفة المحضة وكحل وسط بين عادل عبد المهدي وابراهيم الجعفري تركت في نفسيته عقدة كبيرة ساهمت في تحول سلوك الرجل من شخصية عادية جدا غير ملفتة للنظر الى شخصية متنمرة بعد اعتلائه الكرسى لحكومة الاحتلال الرابعة ، تمارس الديكتاتورية بصورة غريزية غير واعية لادراكها ان القوة التى منحت لها بحكم الكرسى والسلطة ستضيع الى الابد في حال فقدانه المنصب وهي حالة اشبه ما تكون بالانتحار بالنسبة لشخصية بطبيعة شخصية نوري جواد العلي صنعتها الصدفة والسلطة معا ، هذا الظرف النفسي لنورى العلي تلاقى تماما مع الرغبة الايرانية التى ترفض باي صورة من الصور ان يكون رئيس القائمة العراقية الدكتوراياد علاوى رئيسا لوزراء العراق نظرا للتناقض والعداء بين طروحات الرجل وطموحات طهران في العراق فالايرانيون يريدون حكما شيعيا للعراق ومن ذات المكونات السياسية التي زرعتها في العراق والتي تعد وبدون أي جدال موطىء القدم الايراني المتقدم في الداخل العراقي وليس حاكما شيعيا فشيعي مثل علاوى هو اخطر عليهم من كل السنة وان تطرقي لهكذا مسميات ممجوجه الغرض منه تقريب الصورة للاخ القارىء ، ومن هنا نجد ان مصالح المالكي الشخصية والضيقة تلاقت مع مطامح ايران الاستراتيجية والبعيدة التى تريد عراقا تابعا لها تقوده امعات لا تملك قرارها ولذلك فان المالكي غير عابئ بعامل الوقت فهو رغم انتهاء ولاية حكومته يمارس صلاحياته كرئيس للوزراء ، وفي حساباته انه لن يسلم الرئاسة الا بالقوة وهو مستعد لذلك فقد اعاد التذكير عدة مرات انه هو القائد الاعلى للقوات المسلحة وبالتالي فهو مطمئن الى انه هو من يمسك زمام الامور فاما ان يعود رئيسا للوزراء واما ان يبقى رئيسا للوزراء منتهية ولايته يتصرف ما يريد خارج اطار اى مسوغ قانوني وهو تصرف انقلابي محض حول الديمقراطية التي يدعونها في العراق من وسيلة للحل الى مشكلة حقيقية لا نعرف بعد كيف يمكن ان تحل ،

 

وما هو ملفت حقا في ظل هذه المعادلة هو الغياب العربي الواضح عن المشهد بالرغم من الخطر الجسيم المحدق بالعراق وشعبه و البعد التفتيتي الذي يهرول حوله الطاقم الشعوبي المتسلط على العراق وشعبه وبارادة امبريا صهيونيه صفويه ، ورغم المناشدة التى اطلقها الطالباني اعلاميا" لدى زيارته الرئيس مبارك ، فالذي جرى في لبنان بعد الانتخابات والازمة الرئاسيه والايادي الخفية التي كانت تعمل من اجل اعادة لبنان الى حرب الكانتونات المليشياويه ، هي تعاد في العراق اليوم بفعل ذات العقول النافذه ، ولكن الدور العربي لعب حضوريا المهمة الواجبه وحلت مسالة رئاسة الجمهورية وحلت عقدة تشكيل الحكومة بعد الدور القطرى وقتذاك ، وهنا يمكن ان يتكرر في الحالة العراقية ولكن على ارضية احترام نتائج صناديق الاقتراع وارادة الشعب العراقي، لان اي حل لا يراعى ارادة الشعب العراقي سيؤذى العراق والعراقيين ولن يجلب لهم الامن والسلام، فهل يفعلها العرب في العراق كما فعلوها في لبنان ؟؟


ألله أكبر   ألله أكبر   ألله أكبر


المجد والخلود لشهداء الحرية والعزة والكرامة الذين عبدوا طريق الخلاص بدمائهم الطاهرة الشريفة يتقدمهم القائد الشهيد صدام حسين رحمة الله عليه وارضاه في عليين


المجد وكل العزة للعرب ومجاهدي الامه
وليخسأ الخاسئون

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس  / ٢٠ جمـادي الاخر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠٣حزيران / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور