فتنة الغزو والاحتلال ياهالكي

﴿ الحلقة الخامسة ﴾

 
 
شبكة المنصور
زامــل عــبــد

توقفنا في الحلقة الرابعة عند مقال المحلل الأمريكي روبرت دريفوس الذي نشرته ذي نبشن والذي جاء فيه الأتي  (( بالرغم من وجود أكثر من مئة ألف جندي أميركي ، فإن نفوذ أميركا في العراق يذوي بسرعة ــ ونفوذ إيران ينمو لأنه حالما اتخذ  الرئيس الأميركي السابق  جورج دبليو بوش قراره المصيري باجتياح الحكومة العراقية وتنصيب المنفيين المؤيدين لإيران في بغداد(( 


ويتضح اليوم أن سلاح الطائفية الذي استخدمه شريكا الاحتلال في محاولتهما  تدمير الدولة العراقية وخاصة المؤسسات ذات العلاقة بالسيادة والاستقلال الوطني و إجهاض المقاومة العراقية قد تحول الآن إلى سلاح في يد الشريك الفاعل في الغزو والاحتلال و الإعداد له من خلال  القوى السائرة في فلكه والعاملة وفق الأجندة التي تلبي حاجاته وتطلعاته التوسعية وصولا الى التغيير الفعلي في بنية المؤسسة الحاكمة ضمن منطقة الخليج  والمشرق العربي  ، وهنا اقصد الجانب  الإيراني إما لحسم الصراع مع شريكه الأميركي لصالحه داخل العراق ، أو لإبقاء المواجهة داخل العراق مع الولايات المتحدة التي تحاول الآن نقلها إلى داخل إيران نفسها  من خلال التأثير المباشر في حركة الرفض الشعبي لنتائج الانتخابات الإيرانية الأخيرة وخاصة تجديد الولاية لاحمدي نجاد ، أو لفرض صيغة جديدة لهذه الشراكة في العراق بالشروط الإيرانية        

   
ومخاوف الدكتور أياد علاوي  التي أشرت لها بإيجاز في الحلقة السابقة هي نفسها التي  تسيطر على الشارع العراقي اليوم ونرى عدم الاطمئنان للغد ، والذي يحصل هو بعينه الاستسلام الكامل لإرادة المحتل الإيراني ، كما قال  الدكتور أياد علاوي في إحدى لقاءاته الصحفية ما نصه (( ولأن الناس الذين تحدثت معهم في الإدارة الأميركية يقولون إن العراق أهم من أن تسمح الولايات المتحدة بتفجيره من الداخل  ، كما قال الجنرال رأي أوديرنو القائد العسكري لقوات الاحتلال الأميركي في العراق)) ، تنفجر اليوم الحرب السرية في العراق بين الشريكين الإيراني والأميركي كما قال تقرير نشرته فوربس الأميركية في التاسع عشر من شهر آذار 2010 ، ولكون لهذه الحرب السرية سببان

 

* الأول أن شريكي الاحتلال ما زالا حريصين على عدم وصول رسالة إلى الشعب العراقي بأن جبهة الاحتلال قد بدأت تتفكك مما يعزز مقاومته ضد الاحتلال بكل أشكاله

 

* والسبب الثاني أن الشريكين لم يفقدا الأمل بعد في التوصل إلى صيغة جديدة لشراكتهما في إدارة الاحتلال بعد إعادة انتشار القوات الأميركية المرتقبة   


لكن النتيجة المؤكدة للصراع الإيراني الأميركي على العراق هي أن الشعب العراقي يظل الضحية الأولى والأخيرة لهذاالصراع ،  وأن هذا الصراع نفسه مثله مثل النهج الطائفي لســــياسة الاجتثاث الإيراني في العراق والتي تم تنفيذها من خلال مفردات عده أهمها قانون السيئ  الاجتثاث ولاحقه المسألة واللاعدالة  وحملات التهجير  والقتل المنظم الذي طال الكوادر والنخب العلمية والقيادات العسكرية والطيارين العراقيين الذي ابلوا البلاء المشهود في الحرب المفروض على العراق من قبل نظام الملا لي  ومن يقف ورائه طوال ثمان سنوات ، كما انه سوف يظل مسوغا قويا لإطالة أمد الاحتلال الأميركي للعراق  والتدخل الغير مشروع من قبل النظام الإيراني ألصفوي  وقياداته الدينية بالشأن العراقي وتحت مسميات وشعارات  حماية أتباع أل البيت عليهم السلام  من المنهج التكفيري الذي تعلنه القاعدة التي ترتبط بشـــــــــــكل وأخر بمنهجية النظام الإيراني وكما أفرزته الإحداث ،  أما النتيجة الثانية المؤكدة فهي أن اليوم الذي تتمكن فيه أمريكا وحلفائها من الإعلان عن انتصارهم في الحرب على العراق ما يزال بعيدا  وعسير جدا بالرغم من حجم الآلة العسكرية والتقنية التكنولوجية التي تسخرها القوى الغاشمة ، وهو إعلان ما زالت الإدارة الأميركية عاجزة عنه لان المستنقع العراقي الذي زجت نفسها فيه على ضوء المعلومات التي  قدمها الذليل أحمد ألجلبي وقيادة الدعوة العميل والمجلس الأدنى في مؤتمر واشنطن ولندن وصلاح الدين  فاجئها بما لم تتوقعه وخاصة اشتداد عضد الصفوة المناضلة من  قيادة وقواعد البعث الخالد واستيعابها حجم الهجمة  والانتقال من الدفاع الى الهجود المنظم والمقتدر إضافة الى اتساع القاعدة الشعبية الرافضة للاحتلال وما نتج عنه وبالرغم من رؤية البعث الخالد للانتخابات الاخيره إلا أن الواقع افرز اتجاه الرأي العام وما الموقع المتقدم الذي حصلت عليه الكتلة العراقية إلا دليل على ذلك  


ومن اجل بيان الحقائق الى الشعب العراقي الأبي  وأنا على يقين أن المواطن الصالح الذي  أدرك الحقيقة اخذ يتلمس الأمور بجوهرها وحقيقتها ، أقول  إن  كاتب تقرير فوربس، مليك كايلان،  الذي اشر إليه أيضا تفسيره لما جرى في مدينة بغداد المنصورة بإذن الله القوي العزيز خلال عام 2006 و2007  والمحافظات الأخرى  (( يبدو حاليا أنه انحياز أميركي ضد عملية الاجتثاث التي ترعاها طهران، فالولايات المتحدة التي راقبت بسعادة عملية التطهير الطائفي الدموية للحاضنة السنية للمقاومة العراقية في العاصمة بغداد وقادت إلى عملية التهجير الجماعي لملايين العراقيين داخل العراق وخارجه، لم ترد أن يكون ثمن الاستقرار في العراق هو تمكين إيران استراتيجيا في المنطقة)) وقد أكد كايلان أيضا على أن  قوة إرهاب النفوذ الذي أحرزته إيران في العراق تحت مظلة الاحتلال الأميركي بقوله لا يوجد أي شك في أن أي سياسي عراقي له أي قيمة هو بحاجة إلى التحدث مع طهران في الأقل لكي يبقى على قيد الحياة !؟؟؟ ، واستمرار هذا الصراع الأميركي  الإيراني على العراق ينذر بالمزيد من المعاناة للعراق و بقدر ما  ينذر بالمزيد تدهور العلاقات العربية – الإيرانية وهنا ليس من اجل الاندفاع المباشر لحماية  العراق ومنع  الاستلاب له أو تقسيمه الى كيانات متقاتلة متناحرة تؤدي الى تشرذمه وتفتيته بشكل مروع ومهول يؤدي الى  الانتقال الى الأقطار العربية كانتقال النار في الهشيم لا سامح الله، بل لدرء الخطر القادم الذي بدأت الأنظمة العربية تتلمسه بالمباشر  والذي يحصل اليوم نبه عنه الشهيد القائد في أكثر من مؤتمر أو لقاء مباشر مع الزعماء العرب أو من خلال مواقف حزب البعث العربي الاشتراكي  التي توثقها بياناته ونشراته ، ومن عدم الاستقرار الإقليمي ، ويهدد باندلاع حرب أميركية – إيرانية عندما تصر إيران على أن يكون الدور الأساسي ضمن محيطها الإقليمي لها ، أي تجريد الكيان الصهيوني من الموقع الذي أريد له  ، وهذا لا يعني التعارض فيما بين القوتين بقدر الاختلاف على الزعامة والصدارة ، حذر رئيس الأركان الروسي مؤخرا من أن نتائجها ستكون كارثية على الشرق الأوسط وعلى العالم ، غير أن المؤكد أن العرب سيكونون المتضرر الأول منها ، بينما يجدون أنفسهم اليوم مسحوقين بين السندان الإيراني وبين المطرقة الأميركية، وتجد دولهم نفسها مخيرة بين أهون الشرين، وبين السيئ وبين الأسوأ منهما     

 

يتبع لاحقا

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد  / ٢٥ جمـادي الاولى ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠٩ / أيـــار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور