فتنة الغزو والاحتلال ياهالكي

﴿ الحلقة الأخيرة ﴾

 
 
شبكة المنصور
زامــل عــبــد

توقفت في الحلقة التاسعة عند معنى الطائفية وشرورها والغرض من استخدامها سلاح سياسي بيد أعداء الأمة العربية لما تشكله نقيض حاد لتطلعات وأماني الشعب العربي و القوة التي تمكن العدو من النفاذ إلى النفــــس وشــــل القدرات والإمكانات التي يواجه بها قوى العدوان واليوم أود الرد على كل الأحزاب والتيارات والحركات الطائفية وشخوصها المتخرصين على حزب البعث العربي الاشتراكي  وناعتيه بالطائفية و التعصب القومي وقد تمادى بعض الرعاع الموتورين ومنهم ألهالكي بنعته بالنازية فأقول إن نشر المحبة والإخاء والمساواة بين المواطنين هو المنهج الذي انتهجه حزب البعث العربي الاشتراكي منذ التبشير بأفكاره والأهداف في منتصف الثلاثينات من القرن الماضي والتي يراها الوسيلة الفاعلة في امتلاك ألامه مقدراتها وتحقيق أهدافها في بناء المجتمع العربي الديمقراطي الاشتراكي الموحد ولحين الإعلان عن ولادته فكرا وممارسة نضالية جماهيرية في السابع من نيسان عام 1947 وقد تضمنها دستور الحزب  ونظامه الداخلي وهذه الحقيقة التي يعرفها أبناء ألامه العربية عامه وأهل العراق خاصة ، أما عملاء أمريكا الصغار فلهم رأي أخر ينبع من العقم الفكري  الشعوبي الذي هم فيه ، ففي مفاهيم البعث الخالد لا يوجد سلم اجتماعي في تمييز المواطنين يقوم على أساس الانتماء لدين أو طائفة معينة، لان منطق مواطن الدرجة الأولى والدرجة الثانية هو أمر مرفوض لدى الحزب الذي ليس في عرفه غير المواطن المخلص الذي يمثل الأســــــاس للجماهير الواسعة للآمة العربية ، وأفراد قلة معادين ، وعلى ذلك فأن التصدي للطائفية ألمستخدمه كسلاح سياسي بيد أعداء الأمة هو حق مشروع تقتضيه مستلزمات حماية الوطن من التمزق والحروب الأهلية  ، وهذه المهمة التي نهض بها حزب البعث الخالد ومناضليه الشجعان في العراق منذ لحظة تكوين أول خلية حزبية على ارض العراق ولحين تمكنه من تفجير ثورة 17 - 30 تموز 1968 المجيدة والدور الريادي الذي قامت به بقيادة القائد الشهيد صدام حسين رحمة الله عليه وأرضاه في عليين ،  فهي اليوم مهمة المقاومة الباسلة المتجسدة بالقيادة العليا لجبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني والقوى الحية في المجتمع للتصدي وبقوة لكل ما هو طائفي ، وأرى ومن الأمور المطلوبة لإسقاط رهان الطائفية وإكمال مشوار التضحية والفداء وتحقيق أهداف ثورة 17 – 30 تموز 1968 القومية الوطنية هوالعمل لحل العقد الطائفية التي زرعها  الغازي المحتل وأدواته بنظرة حكيمة وصبورة ومرنة وواعية ، لان اخطر ما يجابه ذلك من نتائج عندما تكون الخطوات غير مدروسة أو ردة فعل أني  ،  إن العمل الجماهيري أو النخبوي لمجابهة الطائفية كفكر وسلوك يتطلب إسقاط الذرائع الدينية التي تتخذها وسيلة للنفاذ إلى عقول المضللين المخدوعين  بشعاراتها عنها ، وإظهار حقيقة المتاجرين بشعاراتها لترويج سلعتهم في هذا المجال للجماهير وإثباتها هي لأغراض سياسية بعيدة كل البعد عن جوهر الدين أو أصالة المذهب الذي هم يدعون وان ما حصل ويحصل في العراق لبرهان صادق  على ذلك حيث تم توظيف الدين توظيفا دنيويا


 الصيغ المتبعة في مقاومة السلوك الطائفي أن تكون مبدئية ومتوازنة مع نفسية المواطنين واستعدادهم الذاتي وكذلك درجة وعيهم ، كما يجب التفريق بين الطائفية كوجود سياسي والطائفة كوجود اجتماعي له الدور في عملية البناء والتضحية والفداء من اجل  الوطن وآلامه وان معركة قادسية صدام المجيدة رغم كثافة الشعارات والدجل الذي مارسه الملا لي كان الانتماء إلى الوطن وصلابة المواقف من أهم الأسباب التي أدت إلى النصر وإجبار  خميني تجرع كأس السم الزؤام بإقراره ، كما لابد من الانتباه بان الخصوم السياسيين أو الغزاة المحتلين قد يستثمرون إجراءات ألقضاء على الطائفية أو التصدي لها بهدف البلبلة والتشويش  ولهذا من الضروري استيعاب حقيقة وهي إن هذه الإجراءات يحب أن تفوت الفرصة على الأعداء للنفاذ  إلى عواطف البسطاء من المواطنين وان يجري انتباه شديد لاستغلال التعامل مع الطائفية من قبل متنفذي الطائفة الأخرى ومحاولتهم بتعميم الخطأ الذي يرتكبه التيار الطائفي المضاد على مجمل الطائفة ، أو أن يكون هذا التعامل وسيلة للتشفي والشماتة ومن ثم توجيه الاتهامات لا إلى الطائفية وإنما إلى الطائفة ذاتها ، إن الطائفية بكل تياراتها هي مظهر من المظاهر التي يلجأ إليها الغزاة والعملاء في التأثير على المقاومة الباسلة ، لكن الحقيقة الثابتة التي يجب أن تقف بصلابة بوجه الطائفية المقيتة المسيسة هي أن طائفة حزب البعث العربي الاشتراكي هي الأمة العربية وجماهيرها المناضلة ، وإن الاستنتاج الذي يقودنا إلى القول بأن الطائفية هي سلاح بيد القوى المعادية لطموحات أبناء امتنا العربية المجيدة لا ينطلق من أحكام متسرعة ، أو نظرة مغالية فالتجربة التي مر بها العراق أثناء العدوان الثلاثيني عام 1991 بصفحته الثانية الغدر والخيانة وما فعله الوافدين من خلف الحدود إرهابي غدر وحزب الدعوة العميل والتيارات والحركات المنشقة منه والمنضوية تحت مسمى المجلس الأدنى اللااسلامي الإيراني وما ارتكبوا من جرائم بحق الوطن والشعب والاعتداء على المال العام وقتل وســلب وحرق للمؤسسـات الحكومية وإتلاف الوثائق التي تحدد الحقوق والهوية الوطنية لمواطني العراق وما يحصل اليوم ومنذ لحظة وقوع الغزو والاحتلال عام 2003  يثبت استنتاجنا الذي أصبح يقينا فالمغول الجدد جمع الكفر بزعامة رمز الشر وقيادته الإدارة الأمريكية وبالتعاون مع القوى الشعوبية المعادية لكل ما هو عربي توظف الورقة الطائفية في إطار المخطط المناهض لمسيرة امتنا العربية وبؤرتها الثورية في العراق المحرر بإذن الله الواحد الأحد ، إن القوات الغازية في العراق ومن ورائها الكيان الصهيوني والحركة الشعوبية التي يمثلها اليوم عملاء صغار حملتهم الدبابات الأمريكية أو منحوا تأشيرة الدخول  من وراء الحدود الإيرانية وتحت حماية الطيران والحراب الأمريكية ودولة السوء إيران لا يمكن أن تغيب عنهم مسألة تمزيق الوحدة الوطنية العراقية ، فمثل هذا الهدف يؤمن لمخططاتهم مجالات رحبة لإمرار ما يريدون أو الاسـتفادة من النتائج المتمخضة عن الصراع الطائفي في إيجاد أغطية ملائمة تجري من تحتها عمليات طبخ ونســــــج المؤامرات المعادية لكل ما هو عربي في العراق ، وأن وضع الطائفية كغطاء اجتماعي بمثابة مفتاح للتآمر بالطائفية لا يتحدد عند إطار فئة معينة دون سواها ، بل أن المقصود بذلك هو مجمل التيار الطائفي الذي يتكون من جميع المراتب الاجتماعية التي يمثل تفكيرها ومصلحتها والنتائج التي تسعى من خلالها إثارة النعرات الطائفية بشتى الأساليب والصيغ وتحت مؤثرات متباينة تبدو من خلال الشكل متناقضة في حين أنها تلتقي في المضمون واحد فالاستعمار والصهيونية والشعوبية وجوه لعملة واحدة في معاداتها لتطلعات امتنا العربية المجيدة ووحدتها المنشودة  ومشروعها النهضوي ، إن أبرز العوامل التي تجعل القوى المعادية للعرب تستميت اليوم من اجل توظيف الظاهرة الطائفية في مخططاتها للهيمنة على مقدرات امتنا هي نقل الولاء للطائفة وبذل المحاولات لتحقيق التطابق بين التيار السياسي الطائفي وبين الوجود الاجتماعي والروحي للطائفة و تقسيم وحدة الشعب الوطنية بالفعل الطائفي المقصود وهنا أشير إلى الأهداف والنوايا الخفية وراء تأسيس البيت الشيعي وإيكال المهمة إلى  العميل المزدوج أحمد ألجلبي ، وبرد الفعل المعاكس تكون هناك التصرفات التي تتعارض مع القيم الوطنية وإيجاد دوائر اجتماعية تنهي في حدودها المصلحة الوطنية والقومية وتعتبر دائرتها هي الأساس الدفاع عن مدن محدده بذاتها ومن هنا يكون الاجتزاء في  الفعل الوطني ولا تغيب عن ذاكرة الفرد العراقي الشعارات المشبوهة التي تم رفعها من الأحزاب والتيارات والحركات المتخذة من الإسلام السياسي منهجا وسلوكا على اثر جريمة  تفجير مرقد العسكريين عليهما السلام ومنها الدفاع عن المدن المقدسة النجف وكربلاء والكاظمة وسامراء ، و بقابل ذلك شعارات الدفاع عن الرمادي وليس الدفاع عن العراق والأمة العربية ، وتأجيج حالة الصراع انطلاقا من ذلك لا يجاد التوتر الطائفي في العراق والهاء الشعب بفعل طائفي ورد فعل طائفي مغاير كاغتيالات علماء الدين وأئمة المساجد ، وتصريحات نماذج طائفية من أمثال القبنجي في النجف والعميل المزدوج كريم شاهبوري المدعي موفق الربيعي والمدبوغ علي لتمرير جريمة الإبادة الجماعية في منطقة الزرقة وما سبقها في بغداد والبصرة ، كما أخذت تبذل الزعامات الطائفية جهودا مركزة لتعزيز سلطتها من خلال الأمور عدة تراها أساس لترسيخ هيمنتها من خلال التركيز على الخصوصيات المذهبية والتأكيد على الافتراضات العقائدية المتصلة بجوهر الدين والنظرة إليه إيجاد طقوس وتقاليد بعيدة عن الدعوة المذهبية ، وشد القاعدة الشعبية إليها وبذل الجهود لتصوير هذه العادات المصطنعة وكأنها المظهر الذي يعبر عن جوهر الإيمان بالطائفة وحقوقها


فأقول أين أنت ياهالكي ضنت هذا الانحدار الرخيص الذي  اتخذتموه مجالا رحبا للتعبير عن ذاتكم وحقيقة جوهركم المتنكر  لروح المواطنة والوفاء للأرض التي أدرت عليك وعلى أمثالك من خيراتها حتى وانتم في قمة عقوقكم لها ومد أيديكم إلى من يريد تدنيسها وذبح أبناءها ونهب ثرواتها كي تنعم ببهرجة الجاه الزائل بزوال أسيادكم مطرودين مهزومين تلاحقهم تكبيرة الأحرار المجاهدين الذين وجدوا في الشهادة  عنفوان الخلود وبالملاحقة صلابة الالتصاق بالأرض والسجون تجربة مريرة لصقل الذات لتكون أكثر ربطا" ويقين بالفجر الذي لابد وان يشع ضيائه عن قريب


أين أنت ومن سلك مسلكك وارتكب الجريمة بقبحها أنسيت ما فعلت في البصرة الفيحاء في صفحة الغدر والخيانة ولكي تشبع غليلك كررت الفعل الخسيس بصولة الفرسان لتزيد القتل والتهجير والحرمان والتشريد ، ولا غرابة بذلك  لان الشعوبيون  هذا هو ديدنهم ومسلكهم والفتنة الرعناء ملبسهم ، فيالها من درك انتم له  سائرون وقبح به تتصفون لأنكم  بغير الغزو والاحتلال لا ولن تتمكنون ولعنة التاريخ  تلاحقكم أينما تذهبون والى مزبلته تركنون

 
 
ألله أكبر          ألله أكبر             ألله أكبر
المجد والخلود للأكرم منا جميعا شهداء الأمة والعراق المفدى يتقدمهم القائد الشهيد الخالد صدام حسين رحمة الله عليه وأرضاه في عليين


العزة والكرامة لكل من شمر عن ساعده وتوشح براية  العراق كفننا" حتى النصر والتحرير لكامل ألتراب الوطني  واثق الخطى خلف شيخ المجاهدين وعز المناضلين خادم الجهاد الرفيق المحروس بعين الله التي لا تنام عزت إبراهيم خليل الدوري
وألا لعنة الله على الظالمين

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين  / ٠٣ جمـادي الاخر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ١٧ / أيـــار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور