المشهد العراقي نهاية اللعبة أم بدايتها ؟

﴿ الحلقة الاولى ﴾

 
 
شبكة المنصور
زامــل عــبــد

المشهد العراقي  بكامل صورته يمكن أن  نحدده من اللحظة التي تمكنت فيها الصفوة القومية الوطنية الانتصار على أدواة قوى الشر والضلالة بالثورة البيضاء  التي فجرة بإرادة شعبية  تعاضد فيها كل الشعب صبيحة 17 تموز 1968  وتم إكمال المشوار للوصول إلى الهدف الأساس المتصل بحقيقة الصراع المرير الذي تخوضه امة العرب مع أعدائها منذ سقوط بغداد عام 1258 على يد هولاكو وتعرض تأريخها وفكرها وسيرة رجالها إلى التزوير والتحريف خدمة للفكر  والحركة الشعوبية التي اتخذت من الإسلام برقعا يتسترون به  ،  انتصار ابن ألامه ووليدها الشرعي مساء يوم 30 تموز 1968 وإعادة  الوجه الحقيقي للثورة ليعود الأمل وينهزم اليأس والقنوط جعل  جمع الأشرار يعقدون العزم بالتصدي والتعرض المباشر وغير المباشر لها من اجل تطويعها  أو القضاء على الولادة ، وهنا تم استنفار كافة الادواة والدمى الضالعة في الخيانة والعداء للفكر القومي الثوري لما يشكله من ضمانة حقيقية لحقوق الجماهير ومستقبلها الذي يتجسد في المجتمع العربي الديمقراطي الاشتراكي الموحد ، فكانت من أولى أفعالهم  الهستيرية المؤامرة التي توحد فيها الرجعيون والشعوبيون والعملاء عام 1969 والتي استهدف فيها أمل الجماهير العربية وجذوة القيادة الميدانية القائد الشهيد صدام حسين رحمة الله عليه وأرضاه وتعاقبت الإحداث بالتمرد الخاسر في شمل الوطن الحبيب وولوج إيران بالمباشر في الشأن الداخلي العراقي من خلال إمداد المتمردين بالمال والسلاح والدعم اللوجستي  لكن إرادة الله الواحد الأحد كانت مخيبه لكل أمالهم وتطلعاتهم فانهار الجيب العميل وذهبت أحلامهم أدراج الرياح تلاحقهم لعنة التاريخ والشعب ، وللوصول إلى أهدافهم الإستراتيجية كان المتغير المدبر في طبيعة النظام الإيراني فما كان من الملا لي إلا الإعلان المباشر باستهداف القاعدة المحررة من الوطن العربي برفع شعار تصدير الثورة الإسلامية كمدخل للموضوع أتوقف عند حديث وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس في 15/9/2008 أمام لجنة الخدمات المسلحة في مجلس النواب الأميركي عن الوضع الأميركي في العراق جاء في معرض تقييمه للوجود الأميركي في العراق قوله(( أعتقد أننا دخلنا الآن نهاية اللعبة )) لكنه أكمل المعنى بقوله إن الولايات المتحدة “يجب أن تتوقع أن تبقى ضالعة في العراق لسنوات مقبلة ،

 

رغم أن ذلك سيكون بطرق متغيرة ومحدودة بشكل متزايد وبهذا هناك غموض في الرؤية الأمريكية بالرغم من ما تدعيه من انجازات أمنية هي وحكومتها الرابعة  القابعة في المنطقة السوداء التي يدعونها خضراء ، لكن بعض التوضيح جاء على لسان الجنرال بترايوس حيث قال إن الوضع الحالي في العراق آخذ في التحسن لكنه يبقى هشاً ، وإن المكاسب الأمنية التي تحققت مؤخراً ليست مضمونة إلى الأبد وزاد على ذلك ما هو أهم عندما قال إن الولايات المتحدة أمامها كفاح طويل ، معتبرا أن هناك في الأفق “سحباً وعواصف قد تسبب مشكلات حقيقية وان تحذيرات بترايوس والتطورات السياسية الجديدة في العراق خاصة ما أفرزته الانتخابات النيابية والاخيره والتمرد الذي يقوم به ألهالكي على الدستور الذي يتباهون به وتقدم القائمة العراقية بالرغم من مامورس من تلاعب وتزوير وحملة إعلامية


واستهداف مناصريها ومرشحيها بالاعتقال والملاحقة والاجتثاث والإبعاد وغيرها من الأفعال التي تعبر عن إرادة قوى أجنبية  تتطلع لاحتواء العراق  إضافة إلى الحراك  بين أركان التحالف الحاكم بالرغم من تناقضهم تنفي جدية قول روبرت جيتس بأن اللعبة قد انتهت إذ ربما يكون ما هو قادم هو البداية الحقيقية للعبة بمعناها الحقيقي ، فاتجاه الإدارة أميركية التمسك بسحب عدد من القوات وذلك للظهور بمظهر احترام الاتفاقات الجارية فيما بينها وحكومة الاحتلال الرابعة من جانب  والحقيقة الاضطرار  وتردي الأوضاع في أفغانستان  يدعوها إلى تركيز الجهد خشية الانهيار الكارثي لها ، الأهم من ذلك هو تزايد حدة الخلافات بين أركان الائتلاف الطائفي الجديد بالرغم من حداثته واهتمام نظام الملا لي به لأنه الوسيلة التي تمكنهم من  إبقاء وتيرة التدخل في الشأن العراقي على حالها إن لم تتصاعد ، يضاف إلى ذلك التصدع الكردي الحاكم وانتصار إرادة البار زاني على الغريم الحليف الطالباني بسبب الانشقاق الحاد الذي تعرض له الاتحاد الوطني الكردستاني  وتمكن جماعة التغيير من حصد أغلبية الأصوات التي كان يتمتع بها الطالباني  لصالحها  حيث أصبح الموقع السياسي للطا لباني مهدد يضاف إلى ذلك التصدع فيما بين أطراف الحلف الرباعي  المجلس الأدنى  وحزب الدعوة العميل والحزبين الكرديين حول قضايا مهمة منها الخلاف حول وضع كركوك والانقسام حول المادة 24 من قانون انتخابات مجالس المحافظات خاصة بعد قيام رئيس مجلس النواب السابق محمود المشهداني بحل اللجنة المصغرة التي شكلت للبحث في حل توافقي لقضية كركوك بعد فشلها في التوصل إلى حل ، وان هذا الفشل أرجعه النائب عن الكتلة العربية للحوار الوطني محمد تميم  إلى التحالف الكردستاني حيث أشار إلى أن الأكراد بالإصرار على زج قضايا ليست لها أي علاقة بالانتخابات في النقاشات الجارية أدى إلى فشل اللجنة ، هذه الخلافات بين أركان التحالف الحاكم تتفاقم وتتعمق بسبب قضايا أخرى بدأت تثير الريبة في تصرفات القادة الأكراد لدى حلفائهم من الذين يدعون أنهم يمثلون  الشيعة، وخاصة ما يتعلق بالتحفظات الكردية على تسليح الجيش العراقي والتوسع الكردي في بلدات عربية مجاورة لقرى وقصبات كرديه  ،

 

ورفض ما يسمى بالقيادات الكردية تضمين الاتفاق الأمني المذل الذي وقعه ألهالكي مع الولايات المتحدة أي مادة تنص على السماح بعقد اتفاقات مماثلة مع دول مجاورة وذلك للخشية من المستقبل والتوافق الذي قد يحصل مع تركيا وإيران  وسوريا  حول الدور الكردي في عدم الاستقرار ، وان الأيام الأخيرة وعلى ضوء ما أقدمت عليه حكومة إيران بإعدام خمسة من الأكراد الإيرانيين أثبتت التطلع الذي يراود هؤلاء الذين ينادون بحقوق الأمة الكردية ومطالبة الطالباني بقطع علاقاته مع الحكومة الإيرانية لاقدانها على  تنفيذ الحكم ، ومن  المثيرات في المشهد العراقي تحذير مسعود البارزاني من احتمال حدوث انقلاب عسكري يطيح بحكومة المالكي ليفا قم من مخاوف ما هو قادم في العراق ، وليؤكد إن اللعبة الحقيقية لم تبدأ بعد وبالتحديد لعبة الاقتتال الداخلي والحرب الأهلية

 
يتبع لاحقا"

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس  / ٠٥ جمـادي الاخر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ١٩ / أيـــار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور