المشهد العراقي نهاية اللعبة أم بدايتها ؟

﴿ الحلقة الثانية

 
 
شبكة المنصور
زامــل عــبــد

يبدو إن اللعبة الطويلة التي اسمها أزمة العراق لا تقترب من النهاية بعد ما يقارب أثنى عشر عاما أي منذ تشريع القانون الجريمة من قبل إدارة المجرم بوش والذي أطلق عليه قانون تحرير العراق ، ولا ادري من أي شيء يحرر ، هل من أهله وناسه ، أم من رجاله وعقولهم المبدعة التي أخذت تقترب من ناصية العلم والتكنولوجيا لتحول العراق إلى قاعدة انطلاق التوازن الفعلي والاقتدار ، أم من قيادته الوطنية القومية التي يمتد إيمانها إلى عمق التاريخ العربي بروحية الإيمان المتوثب لنصرت الحق ، هذه الأســــــئلة مشروعه وواجبة لابد وان يجيب عليها أصحاب الأيدي الخفية في الجريمة والتي لم تكل في تحريك خيوطها من وراء الستار أو بالمباشر ابتداء" من مؤتمر واشنطن وانتهاء" بمؤتمر الناصرية ما بعد وقوع الغزو والاحتلال ، نعم هي لعبة محترفي الخيانة والعمالة والتعيش على فتات موائد المخابرات الأجنبية الامبريا صهيونية الصفوية الجديدة ، أجادوا استثمار القضية لتحقيق مأرب وكل لاعب فيها يحمل من العقد والحقد الأعمى لشخص القائد الشهيد صدام حسين والتجربة العراقية التي يقودها حزب البعث العربي الاشتراكي الذي اسقط كل الرهان الطائفي والتعصب القومي وحقق الانبعاث الواعي في حياة العرب وسمو الرسالة الإنسانية التي حملتها ألامه بضلال الإسلام المحمدي ، الولايات المتحدة التي ساهمت في خلق الوضع الشاذ الذي استهدف العراق فيه أولا وبدون أي مبرر وتحديدا" شخص القائد الشهيد صدام والنظام الوطني منذ أن وقع التغير المعد مسبقا في إيران ووصول الملا لي للسلطة وبموجب وثيقة مستشار الأمن القومي الأمريكي بريجينسكي وإشعال نار الحرب الإيرانية العراقية لم تكن هي القوة الوحيدة واللاعب الأساس في القضية العراقية ، بل نرى بعض الدول ذات النفوذ دولي والإقليمي ومنها الصين وروسيا وفرنسا وألمانيا وتركيا ودول عربيه كلها قامت بادوار مختلفة محققة أما جزء من مصالحها أو التقاطع بوجه مصالح غيرها ،

 

وكل هؤلاء مع بالغ الأسف لم يتعمق في المأساة العراقية والوصول إلى جذورها الحقيقية بل استخدموها بلا رحمة ولا إنصاف على حساب معاناة شعب بأكمله ، العدوان الثلاثيني وما فرض من حصار ظالم وشامل على النظام الوطني كان ضحيته الشعب العراقي بكامله ويمكننا القول تحول العراقيين إلى سجناء الحاجة والحرمان وضحية الأمراض وحولته الدول الأخرى إلى مجرد عدد هامشي لا حول له ولا قوة وتصوره وصورته للعالم الخارجي انه شعب مسلوب الإرادة كليا فا قد لكل حقوق الحياة وهي فرصة للانقضاض على حقوقه وسلبه ثروته وتاريخه ورفاهية أجياله وهذا هو الذي حصل في جريمة الغزو والاحتلال ، الأمريكان يريدون تفصيل البدلة إلتى يجب أن يرتديها الشعب العراقي وفق مواصفاتهم هم ويعتقدون انه مجرد ارتداء هذه البدلة فسوف يستعيد الشعب الموجوع والمنهك والممزق حياته وصحته بفعل الحصار والأدوار التي لعبها من ارتضى الذل والهوان من خلال الاتفاق مع العدو على اجتياح العراق والتغيير المسلح لواقع الدولة التي عمرها ثلاثة وثمانون عام تحت يافطة الديمقراطية وتحرير الشعب العراقي وحقوق الإنسان ،

 

وثمن البدلة و حفلة الارتداء غالي ومكلف هو عبارة عن احتلال مهما كانت أشكاله وعن نهب لثروته النفطية والمال العام وإشاعة الفوضى وايقاض الفتنة وجعلها أساس لكل ما يلحق وباسم العملية السياسية ، ودول أخرى تستغل الوضع والقضية للفوز بالمكاسب التي تراود أحلامها فتركيا وإيران لا تزال أطماعهما التاريخية تتحكم بخطوات كل منهما على حساب قضية الشعب العراقي وأرضه وسيادته وحقوقه التاريخية والوطنية بل إن تركيا تذهب بعيدا وعلنا لاحتلال كركوك والسيطرة على منبع نفطي يضخ الدم في عروقها الميتة وينعش روحها المغمي عليها من ثقل الديون الخارجية أما إيران تحت راية حماية الشيعة تريد التوسع إلى الغرب وإعادتنا إلى معاهدات الحدود قبل مئة وثلاثين عاما مضت ولا تزال تكشر عن أنياب طائفيتها البغيضة التي ساهمت بغرزها في الجسد والعقل العراقي منذ أن طرد صدام إمامها المقبور الذي بإمكانه إنهاء الحرب العراقية الإيرانية بعد اندلاعها بأمد قصير وإنقاذ الشعبين في إيران والعراق من تلك المأساة القاسية التي استفادت منها الدول الأخرى أما بعض الدول المجاورة الأخرى فقد نظرت إلى القضية من منظار واحد هو مصالحها المادية فقط مثل السعودية والأردن وسورية ومصر ومارست هذه الدول كل فنون اللعب السري القذر في إيصال العراق إلى هذا الحال وألان استوعبت الدرس حينما شعرت إن الدور قد حان عليها فراحت تغطى رأسها بالرمال وتبقى مؤخرتها في العراء أما بعض دول الأقزام فان الشعب العراقي يعرف منذ زمن ليس بالقليل خسة حكامها وانحطاطهم الأخلاقي وأدوارهم التي نفذوها بكل دقة ليصل حال أبناء العراق على ماهم عليه ألان لكن كل هؤلاء اللاعبين الأغبياء نسوا وتناسوا أن الشعب العراقي أقوى من كل تلك المخططات الأجنبية الطامعة أو المستفيدة وانه لابد أن تشرق شمس الحرية على أرضه مرة أخرى بفضل جهاد أبنائه الميامين الذين تشهد لهم ساحات الوغى المواقف والصولات وان إستراتيجية القيادة العليا للجهاد والتحرير والخلاص الوطني والجبهة القومية والوطنية والإسلامية حددت الأفق المبدئية للتحرير والخلاص ، وبعقول أبناءه وإرادتهم ومهما تكالبت المحن والشدائد عليه فهو قادر أن يظهر للعالم إبداعه ومساهمته في إنشاء الحضارة المعاصرة وسيترك الأقزام خلف ظهره يمتطون إبلهم ويتأسفون على اليوم الذي ناصبوا فيه الشعب العراقي العداء أو المتاجرة بقضيته

للمرة الأولى ومنذ نهاية الحرب الإيرانية العراقية وبعد وفاة الخميني تتخلى السلطة الدينية الإيرانية عن خيارها الذي درجت عليه في إدارة الصراع مع العراق قيادة وشعب ، والذي تمثل دائما في دفع بعض أطراف ما يسمى بالمعارضة العراقية لتمثيلها في ذلك الصراع .تلك الإنابة أو التدخل غير المباشر الذي يتطلب بناء إستراتيجيات وتشكيل قواعد داخل جسد القوى السياسية العراقية تستجيب لنوازع وطموح السلطة الدينية الإيرانية وقد مثل الثقل الرئيسي في هذه المعادلة المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق وغيره من التنظيمات الشيعية الأخرى وأيضا استغلت العلاقة الخاصة لجلال الطالباني وأطراف دينية كردية أخرى مع بعض رجال السلطة الإيرانية في هذا الشأن ،

 

رغم أن تأثير الحضور الإيراني كان واضحا في مؤتمر ما يسمى قوى المعارضة العراقية الذي عقد في واشنطن و لندن وحضره عبد العزيز الحكيم نيابة عن شقيقة محمد باقر الحكيم رئيس المجلس الإسلامي الأعلى لكنه حافظ على ذات المستوى من أساليب اللعب في الخفاء وحقق ذلك للإيرانيين فسحة فاعلة للوصول الى أهدافهم المرسومة في تشكيل لجنة التنسيق والمتابعة مع الطرف الأمريكي من خلال أدواتهم وممثليهم ، يضاف الى ذلك ما ظهر عليه الملاليم نحرص على تحقيق الصلح الوطني أو التصالح بين المعارضة والسلطة العراقية بدت ظاهرة جديدة ولكن الحقيقة كانت الأكثر ألما" لما خطط له الصفو يون الجدد وليس أدل على نموذج تلك العلاقة الخفية غير وقائع حرب الخليج الثانية التي نأت إيران بنفسها بعيدا عن لعب دور مباشر في الأحداث أثناء هجوم التحالف على العراق أو خلال أحداث صفحة الخيانة والغدر وفضلت ذات نموذج التدخل بالإنابة تاركة الأمر لحلفائها بالمشاركة وتحقيق ما تصبو إليه والذي كان عاملا مباشرا في قيام عملية التخريب المتعمد الذي طال المؤسسات التي لم يتمكن منها التحاف ،

 

يضاف الى ذلك استيلائها على الطائرات المدنية العراقية التي تم نقلها الى مطاراتها وقسما من الطائرات الحربية وهذا كان وفق الأعراف الدولية إلا إنها كانت تتخذ المواقف المزدوجة للنيل من العراق كمؤسسة وشعب وان الهدف الأساس من المبادرة الإيرانية هذه العمل على ترتيب البيت العراقي بما يضمن المصالح الإيرانية وبذات الشروط التي تطرحها ولكن داخل أطر تنظيمات ما يسمى بالمعارضة العراقية ذاتها دون القائد الشهيد صدام حسين ولذا فأن مبادرة كانت من المفيد للإيرانيين طرحها إبراء للذمة ولربما لو قبلت من القائد الشهيد فأنها تقدم ما ينفع للجار المسلم وتجعل للإيرانيين حظوة وسطوة داخل تلك السلطة الجديدة وتمرر ذات اللعبة السياسية المرغوبة والمموه عليها بأقل التكاليف.ولكن الأساس في طرح المبادرة جاء مع قناعة الإيرانيين بأن الاحتلال الأمريكي للعراق بات مفروغا منه ولذا أريد من المبادرة أبعاد النظر و التمويه على جانب أخر من لعبة التدخل المباشر في الشأن العراقي وإيجاد مواقع القدم المؤثرة ووفق الدور الذي يعطى ما بعد الغزو والاحتلال



يتبع لاحقا"

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس  / ٠٦ جمـادي الاخر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٠أيـــار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور