حزب دعوة اسلامي أم دعاة عـلى طريقة الشـيـطان الأكبر ؟

﴿ الحلقة الاولى ﴾

 
 
شبكة المنصور
زامــل عــبــد

بقراءة للواقع العربي مابعد سقوط بغداد عام 1258 م وتلاشي الدولة العربية الاسلامية وظهور الامبراطورية العثمانية كوريث للدولة الاسلامية وحصول الشد والجذب فيما بينها والامبراطورية الفارسية المتحفزة للتمدد على حساب الوطن العربي بصراع حضاري تسوده عقد التاريخ  والكراهية للعروبة كونها وعاء الاسلام الذي هد كيانهم العدواني الاستبدادي وكان للسيف العربي الفعل المؤثر بانتشار الاسلام في بلاد الري ، من هنا كانت جملة الافعال التي قام بها الفرس بوجههم الجديد الفكر الصفوي على حساب الامة العربية ووحدة ترابها الوطني ان كان من خلال جملة الاتفاقيات الموقعه فيما بينهم ودولة الاحتلال العثماني او الحروب المتكرره ، كانت حصيلتها خسارة الامه لترابها الوطني في الاحواز ومناطق من التراب العراقي في بدايات القرن العشرين ومن اجل الحفاض على المصالح المتحققه وتعميق الصراع ضمن المجتمع الاسلامي وخاصه العربي وتحديدا" العراق لما يشكله من مكانة فاعله في الحفاض على الامن القومي  والوقوف بوجه الاطماع والنوايا المبيته

 

برزت على الساحة السياسية العراقية تيارات سياسيه تتخذ من الاسلام وجها لتمرير الاهداف الحقيقية من زرعها في الارض العربية ، حيث مثلت بالمقابل الوجه الأخر الأحزاب القومية اللااشتراكية والاشتراكية اللاقومية , فكلاهما كان لديهما تصورهما المثالي والنظري للواقع المجتمعي المعاصر في تلك الفترة ، سواء أكان مجتمعا شيوعياً أو اشتراكياً أو مجتمعا إسلاميا على غرار ما كان أيام الرسول الاعظم صلى الله عليه وأله وســلم أو أيام الخلافة الراشدة ، وهنا لابد من الاشاره الى الاثارة الفكرية التي يعتمدها  الفكر الصفوي من اجل الاثارة العاطفية واســــتثمار الاحداث بما يعزز عملهم واسلوبهم للكسب والتمدد , حيث أصبح الواقع السياسي في تلك الفترة بقواه المتعددة وتحولاته ومتغيراته يقيم ويتخذ المواقف بشانها من المنطلق الإيديولوجي أو العقائدي لهذين المنظورين دون الدعم للمواقف السياسية المبدئية والمقنعة إذا كانت صادرة عن الأحزاب أو الإفراد التي لا تتبنى هاتين الإيديولوجيتين مثال حزب البعث العربي الاشتراكي الذي كانت ولادته وانتشاره استجابه حية لحاجة الامه العربية وجماهيرها التي عانت ماعانت من الاحتلال والتجزئة والاستغلال ،  وتضمنت افكاره الحلول الايجابية للعلل والامراض التي زرعها المحتل في جسم الامه وصولا الى استشراق المستقبل من خلال العمل الدؤوب لبلورة المشروع النهضوي القومي الذي تبناه  الحزب وعمل منذ الايام الاولى لولادته لانه العلاج الشافي والوافي للواقع العربي والمقتدر على تمكين الامه من امتلاك ارادتها بنفسها ،

 

أما اذا أخذنا الأحزاب العراقية التي نشأت في العهد العثماني أو في عهد الاحتلال البريطاني والعهد الملكي لا بد أن نشير إلى الدور الفعال لرجال الدين في تأسيس الأحزاب الإسلامية أو الأحزاب الوطنية في بدايات القرن العشرين وما تلاه بعد ذلك ، من أمثال الشيخ محمد جواد الجزائري والشيخ محمد باقر الشبيبي والشيخ محمد جواد ألجواهري والسيد أبو القاسم الكاشاني والشـيخ عبد الكريم الجزائري والسيد محمد الصدر والشيخ محمد محمود الصواف ، والأخير واضع لبنات الأولى للحزب الإسلامي العراقي ( الأخوان المسلمين ) بدايات ثلاثين القرن الماضي      وتعتبر حركة الشباب المسلم التي تأسست عام1953 ومنظمة المسلمين العقائديين التي تأسست عام 1954 هي الأحزاب التي حصرت انتشارها بين ابناء الطائفة الشيعية العراقية وبهذا فانها احزاب لاتؤمن بالتوحد المجتمعي لانها اتخذت من الفئوية اساس لحركتها ومطالباتها وشعاراتها والاهداف التي تتطلع لتحقيقها التي تأسست منتصف القرن العشرين حيث يعتبر الشيخ عز الدين الجزائري من المؤسسين الأوائل لتلك الأحزاب الشيعية , وقد تبع بعد ذلك تأسيس حزب الدعوة الإسلامي في عام 1957  حيث انعقد الاجتماع الأولي  أي التأسيسي في مدينة كربلاء يوم 17 ربيع الأول سنة 1376هـ / 1957م في دار أقامة المرجع الديني  المرحوم محسن الحكيم والتي كان يقيم فيها عند زيارته لمحافظة كربلاء , حيث تأسست النواة الأولى لحزب الدعوة الإسلامية على صيغة هيئة مؤلفة من 8 أعضاء من ابرزهم  محمد باقر الصدر ومحمد باقر  ومهدي  ولدي المرجع الديني  محسـن الحكيم  ومهدي الاصفي ومرتضى العســـكري والمدرسي , لخلق نوع من حالة توازن على الساحة السياسية العراقية مع الأفكار التي كانت رائجة في تلك الفترة من الحياة السـياسية من الشــيوعية و العلمانية و القومية العربية اضافة الى  الادعاء بتكوين لجنة  التوعية لتحصين الشـــباب ضد الفكر الشيوعي ، وحزب الدعوة الذي أتخذ من الآية القرآنية (( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ )) , ميدان للتغرير والتضليل والظهور بمظهر الحاجة الماسة في المجتمع للفكر الديني المسيس ،

 

وقد ادعى مؤسسي الحزب إن أسم الدعوة الإسلامية هو الاسم الطبيعي والتعبير الشرعي في دعوة الناس إلى الإسلام , ولا مانع أن يعبرون عن أنفســـهم بالحزب أو الحركة والتنظيم فورد في ادبياتهم ((  فنحن حزب الله , وأنصار الله , وأنصار الإسلام , ونحن الدعاة حركة في المجتمع والتنظيم في العمل , وفي كل الحالات نحن دعاة إلى الإسلام , وعملنا هو الدعوة إلى الإسلام )) , ويتبع حزب الدعوة في نشاطه وعمله السرية والكتمان حيث يعتبرها من أولويات العمل والقضية الأساسية في نجاح العمل ونمو الحركة الحزبية الإسلامية وسط الجماهير والمجتمع والعمل المسلح لتحقيق الاهداف والبرامج التي يراها الوسيلة التي يحقق من خلالها المجتمع الذي هم يهدفون ومن هنا فان الحزب مارس العمل الارهابي بالمباشر  من خلال استهداف البنى التحتية لمؤسسات الدولة بدعوى بناء المجتمعات الديمقراطية المعاصرة ،

 

إذ إن أساس حزب الدعوة العميل هو مشروع طائفي مذهبي عنصري بشكل أساسي ، مما يجعل تصعيد الطائفية والمذهبية وتشديدها وبناءها أمر لا مفر منه اليوم لتصبح تهمة  التكفيرية  ممارسة إرهابية واقعية . يعطينا المثال العراقي الآن صورة واقعية عن مدى التمزق والتشرذم الذي يقدمه النموذج الديني (( باسم الله والإسلام براء منهم )) وذلك بعد انبثاق حزب الدعوة في العراق , بمباركة ودعم النظام الشاهنشاهي في إيران عام 1959 ومنذ ذلك العام كان حزب الدعوة نقيض تطلعات العراقيين والعراق عامة , وكان الإعلان لانبثاق حزب الدعوة في العراق , هو أول مسمار في نعش ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 وكانت يد المخابرات المركزية الأميركية ــ البريطانية , الدور الأســــاسي في ذلك والمنفذ المباشــر لإعلان انبثاق حزب الدعوة هو نظام شـاه إيران , فحزب الدعوة برئاسة إبراهيم الأشيقر ( الجعفري ) سابقا والهالكي حاليا تنص كراسة نظامه الداخلي في أحدى فقراته صراحة  على (( وكما من الله على المسلمين بإقامة الحكم الإلهي المتمثل في إيران الجمهورية الإسلامية بقيادة روح الله الخميني (قدس سره) فلذا وجب علينا لزاما دعمه بكل الوسائل المتاحة لقيادة الحزب وتنظيماته ليكون نواة الدولة الإسلامية الحقيقية لتحرير البلاد الإسلامية من الســـيطرة الاســتعمارية الكافرة وضمها إلى الدولة الإسلامية الكبرى إيران (( ولا بد أن نتساءل كم من الشباب العراقي ذهب ضحية خداع أفكار وصراعات حزب الدعوة والتي استهدف ارض العراق الطاهرة نيابة عن اسيادهم الحقيقين الذين  يتطلعون الى انبعاث امبراطوريتهم التي هد طغيانها وعدوانيتها الاسـلام المحمدي بمعركة نهاوند ( فتح الفتوح )   وبفعل السيف العربي  الذي امتشقه المقاتل العراقي .

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت  / ١٥ جمـادي الاخر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٩أيـــار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور