حزب دعوة اسلامي أم دعاة عـلى طريقة الشـيـطان الأكبر ؟

﴿ الحلقة الثانية ﴾

 
 
شبكة المنصور
زامــل عــبــد

ولا نكشف سرا أن الإيراني محمد مهدي الأصفى الذي يدير مكتب ولي الفقيه الخامنئي في محافظة النجف الأشرف مابعد الغزو والاحتلال هو أحد مؤسسي حزب الدعوة العميل وهو الذي يقود الجناح المتطرف بالحزب الذي يؤيد مايسمى بالثورة الإيرانية ومبادئها وأدبياتها وضرورة نشرها خارج إيران حتى ولو بالقوة العسكرية  من خلال التطبيق الحرفي لشعار تصدير الثورة الاسلامية الذي اطلقه الخميني لتبريد شروعه بالتدخل المباشر بالشأن الداخلي للدول الاســـلامية وكان العراق بقيادته القومية وألوطنية هو المستهدف الاول فيه , وتأتي مسألة التركيز على ان المرحوم السيد محمد باقر الصدر بأنه المؤسس الأول لحزب الدعوة ووضع النص القرأني كقول يوصي فيه على الاهتمام بالدعوة لخداع المواطنين وخاصة الذين وجدوا في شخص السيد كرجل دين عربي ومن عائلة لها الارث الوطني وصولا الى  التمكن من الاتساع القاعدي ،

 

وعند صدور الفتوى التي  اوجبت ترك الحزب لخروجه على التحديد المرجعي كان  المرحوم محمد باقر الصدر في يمحص وتفكر وقد خرج منه بعد ثلاث سنوات عام 1960 بعد كشفه لحقائق عنطبيعة نشوء الحزب والجهة التي أمرت به  وخروجه على النهج المرجعي وهذا ما يؤكده أكثر من مصدر وعلى سبيل المثال هناك الوثيقة التي احتواها أحد الكتب المهمة جوابا على سؤال من السيد حسين محمد هادي الصدر ما نصه (( ما هو رأي سماحتكم في موقف الحوزة العلمية تجاه الأحزاب السياسية الدينية كحزب الدعوة وغيره فهل يجوز الانتماء إليها أو لا أفتونا مأجورين((  ، حيث أجاب السيد محمد باقر الصدر بما يلي (( لا يجوز ذلك لأننا لا نسمح بشيء من هذا القبيل وقد ذكرنا رأينا هذا مرارا إذ أوضحنا إن طالب العلم الديني وظيفته إن يعظ ويرشد ويعلم الإحكام الشرعية بالطريقة الواضحة المألوفة بين العلماء ومن الله نستمد الاعتصام وهو ولي التوفيق ... توقيع محمد باقر الصدر 1394هـ ــ 1974 م / ختم بختمه )) بهذه الوثيقة نستطيع أن نستدل بشكل قطعي بأن حزب الدعوة الإسلامي الذي يدعي جميعهم وعلى مختلف توجهاتهم الفكرية الآن أو في الماضي أن السيد محمد باقر الصدر هو الذي أسس الحزب  وهذا غير صحيح طبعا السيد الصدر الأول يقول صراحة لا يجوز الانتماء لهذا الحزب ولالغيره من الأحزاب الإسلامية للأسباب الواردةبجوابه أعلاه       

 

أما أذا أخذنا حالة الانقسامات والانشقاقات كما حدث عام 1969 نتيجة لتوسع القاعدة التنظيمية وكسب المثقفين وخاصة من الوسط الجامعي برز تيار من تلك الأوساط في حينها وفي بغداد تزعمه في حينها الدكتور سامي جابر ألبدري الذي طرح عدة أمور رفضها الحزب ومنها على ســــبيل المثال لا الحصر (( التوجه التام نحو التدين دون التأثير بمباهج الحياة , تولي طبقات الحزب ومنها الطبقات المثقفة وأبعاد رجال الدين والمعممين عنها لعدم خبرتهم وإلمامهم بالحياة السياسية والتي يتطلبها قيادة خاصة , التأكيد على ضرورة تكوين خط تنظيمي خاص بطلبة العلوم الدينية يسمى ــ خط تنظيم الحوزة )) .

 

وقد أيد الطلبة الجامعيون الخط الذي سار عليه الدكتور ألبدري كما أيده خط تنظيم الكرادة الشرقية , واستمروا بالعمل ضمن حزب الدعوة إلى أن تفاقمت الخلافات بينهم وبين القيادة أثر حملة التشهير التي قادها الشيخ عارف البصري عام 72 ــ 1973 حيث خرج ألبدري مع مؤيديه من الحزب والتقى  بحركة المسـلمين العقائديين  وأطلقوا على تنظيمهم الجديد ( جند الأمام ) وتم إصدار نشرات منها ( المستقيم , الهدى , المجاهدين ) وانتقدوا فيها قيادة حزب الدعوة ، بعدها هرب الدكتور سامي ألبدري إلى الكويت عام 1975 ومنها إلى إيران  ، ولكن أخطر ما مر به حزب الدعوة ما حدث بعد عام 1980 من صراعات داخلية وانشقاقات واتهامات بين تياري محمد مهدي الأصفى الذي هو من اصول فارسيه , وتيار محمد علي الكوراني  لبناني الجنسية , بعد انقلاب كاظم علي الشيرازي الحائري على حزب الدعوة و الأصفى الذي تبرئ من الحزب في الواجهة فقط , وكان الساعد الأيمن لهذه المؤامرة وإنجاحها هو الدكتور إبراهيم الأشيقر ( الجعفري ) والذي كان مبعوثا شخصيا من طرف الكوراني والتمرد على قيادة الحزب والتي كانت وقتها متمثلة بأبو الحسن عبد الهادي السبتي مستغلين ارتباطهم بالشيرازي الحائري ووصل الأمر إلى مصادرة المال الخاص بحزب الدعوة مع العلم أن أغلب المحيطين حول إبراهيم الأشيقر كانوا كلهم من التجار وأصحاب المهن وليس لهم علاقة بالعمل الدعوي والعمل الحزبي وهذا مخالف لأبسط أدبيات الحزب , كذلك مسألة تبني ولاية الفقيه التي طرحها الأصفي و اعتبار الخميني نائبا ووكيلا عن الإمام المهدي المنتظر ومرشدا أعلى لكل الحركات الإسلامية , والتي أعترض عليها الكوراني باعتبار إن يكون الأمر للمرجع الأعلم والافقه والأتقى والذي يتمتع بصفات العدل والزهد وان هذه الصفات متوفرة في مجموعة من المراجع وليســــــــت في الخميني وحده ,

 

وكذلك عدم اعتراف الأخير بفقيه الدعوة وهو الشــــــــــيخ الشيرازي الحائري  وغيرها من الأمور الخافية و كذلك لا ننسى المشاركة الفعلية لمنتسبي حزب الدعوة  العميل في الحرب بجانب إيران أثناءحربها العدوانية ضد العراق وقتالهم ضد بلدهم العراق مما يعتبروه عمل بطولي وجهادي ، حيث شكل حزب الدعوة  العميل مجاميع قتالية في إيران عرفت حينها بقوات الشهيد الصدر واحتضنتهم إيران في معسكر أعد خصيصا في جنوب البلاد ولسهولة الدخول والخروج إلى العراق لتنفيذ المهمات , وعمليات التخريب والتفجيرات التي حدثت في بغداد باستهداف مبنى وكالة الانباء العراقيه  واع والجامعة المستنصرية ومبنى وزارة التخطيط وبعض المحافظات وذهاب ضحيتها عشرات المدنيين العراقيين بين جريح وشهيد حيث كان الجهاز ألأعلامي للحزب الدعوة  العميل في حينها يتفاخر بهذه الأعمال كما حصل في  التعرض لموكب القائد الشهيد صدام حسين رحمة الله عليه وارضاه في عليين  اثناء تفقده لقصبة الدجيل ، حيث يعتبرها عمليات بطولية مع العلم بأن الضحايا مدنيين ليس إلا .

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد  / ١٦ جمـادي الاخر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٣٠أيـــار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور