كشف تقرير حقوقي نشر مؤخرًا؛ عن تزايد حالات تعذيب المعتقلين العراقيين في
السجون الحكومية ولاسيما في العاصمة بغداد، وسط أنباء تتحدث عن مقتل أكثر من (400)
معتقل جرّاء ذلك على مدى الأشهر المنصرمة.
وأفادت المصادر الصحفية نقلاً عن مركز بغداد لحقوق الإنسان قوله في تقرير له
بهذا الشأن؛ إن تسعة معتقلين في سجن الرصافة الواقع داخل مجموعة سجون الرصافة، قرب
ملعب الشعب الدولي في بغداد، تم نقلهم إلى المستشفى بعد تعرضهم للتعذيب الشديد على
أيدي مدير السجن وضابط الخفر والقوات الحكومية الموجودة فيه.
وأوضح التقرير؛ أن المعتقلين أصيبوا بجروح بليغة جراء تلقيهم ضربات قوية بالعصي
والمقابض الحديدية والبلاستيكية وأعقاب البنادق، في مناطق الرأس والبطن والوجه
واليدين والرجلين والظهر، الأمر الذي سبب لهم نزفًا حادًا أسفر عن إصابتهم جميعًا
بالإغماء.
من جهته؛ أكد مصدر طبي في ما تسمى "دائرة الإصلاح العراقية"؛ نقل تسعة معتقلين
من سجن الرصافة إلى المستشفى الداخلي في مجمع الرصافات وهم في غيبوبة تامة، مبينًا
أن آثار الضرب بدت واضحة في مناطق الرأس والظهر والرجلين واليدين والوجه، ولفت
المصدر إلى أن منتسبي السجن ذاته والذين نقلوا المعتقلين المصابين إلى المستشفى
الداخلي أخبروهم بأن هؤلاء التسعة عادوا اليوم من محكمة الجنايات المركزية، وقد
أصدرت المحكمة ضدهم أحكامًا بالإعدام.
وفي سياق متصل، أكد المحامي (مشتاق الدليمي) في تصريحات أدلى بها؛ بأن قضية
تعذيب السجناء أخذت بُعدًا خطيرًا خلال فترة الحكومتين السابقتين، وأنها ما تزال
مستمرة حتى اللحظة، مبينًا أن التعذيب الممنهج أودى بحياة أكثر من (400) معتقل،
تكتمت الحكومة على قضاياهم وأغلقت ملفاتهم.
ويمضي الدليمي إلى القول؛ بأن هناك مئات من المعتقلين لم يتم التمكن من توثيق
حالاتهم نظرًا للتكتم والتستر الشديد من قبل الحكومة، مشيرًا إلى أن ضباط الشرطة
والجيش الحكوميين فضلاً عن السجّانين؛ يستخدمون مختلف وسائل التعذيب البشعة، كتكسير
الأطراف وقلع أظافر الأرجل والأيدي بالكماشات الحديدية الخاصة بقلع المسامير،
والضرب على الرأس بمقابض حديدية والصعق بتيار كهربائي عالي الشدة والضرب على
المناطق الحساسة، وتكسير الأسنان والأضلاع والحرق بالمواد الحامضية وأعقاب السجائر
وغيرها من الوسائل المثيرة للاشمئزاز.
بدورها؛ أكدت منظمات إنسانية أخرى أنها وثقت الآلاف من حالات التعذيب في السجون
الحكومية، وتحدثت في إحصاءات نشرتها عن أن المئات من المعتقلين توفوا تحت التعذيب،
وأن آخرين تم قتلهم بشكل جماعي من قبل أفراد الجيش الحكومي والميليشيات الطائفية
المتنفذة داخل السجون.
وفي هذا السياق؛ يشير رئيس مركز (كَشْف) الإنساني (صابر عبد الفتاح) إلى أن
الحكومة تتستر على التعذيب داخل السجون، وتغلق الباب أمام الصحافة، لكننا تمكنّا من
توثيق حالات وفاة لمعتقلين وقعت في عدد من المعتقلات، منها وفاة (97) معتقلاً في
سجن الكاظمية، جراء التعذيب الشديد خلال الأشهر القليلة الماضية.
|