في محافظة ذي قار كما غيرها من المحافظات العراقية ، ارتفعت معدلات الجريمة بشكل
مخيف ، بسبب الانفلات الأمني والفشل الحكومي في التعامل مع هذا الملف منذ احتلال
البلاد ، كما ارتفعت أيضا في ذي قار معدلات الانتحار نتيجة الأوضاع المعيشية الصعبة
والإهمال الحكومي ، حيث أعرب أهالي المحافظة عن قلقهم الشديد من ارتفاع معدلات
القتل والانتحار ، فيما أرجعوا ذلك إلى زيادة نسب الفقر والبطالة والخلافات الأسرية
والنزاعات العشائرية.
وقالت مصادر صحفية إن “ناشطين وعدد من أهالي محافظة ذي قار ، عبروا عن قلقهم
من ارتفاع معدلات جرائم القتل والانتحار في المحافظة التي شهدت مقتل 3 أشخاص في
شجار عائلي وانتحار فتاتين خلال يوم واحد، وعزوا ارتفاع تلك الجرائم الى الفقر
والبطالة والخلافات الأسرية والنزاعات العشائرية ، فيما دعوا الى اعتماد برامج
اجتماعية واقتصادية وتوعوية فاعلة للحد منها”.
وأضافت المصادر أن “رئيس محكمة استئناف ذي قار الاتحادية القاضي محمد حيدر
حسين أشار إلى أن قضايا جرائم القتل والمنازعات العشائرية والنهوة ارتفعت في ريف ذي
قار ما بين 30 – 40 بالمئة ، وأضاف أنه كما شهدت الجرائم الجنائية هي الأخرى
ارتفاعا في الأعوام الأخيرة ، عازيا ذلك إلى انتشار السلاح وعدم السيطرة عليه والى
ارتفاع معدلات الفقر والبيئة الاجتماعية والعادات والتقاليد العشائرية المهيمنة على
مناطق الريف العر اقي”.
وتابعت المصادر أن “خلية أزمة الانتحار التي شكلتها الحكومة المحلية في ذي
قار من جانبها تشير ، لمواجهة تفاقم مشكلة الانتحار بين الشباب والفتيات الا أن، ذي
قار باتت تسجل حالة انتحار واحدة كل أسبوع، وإن معدلات الانتحار ارتفعت بنسبة 8
بالمئة خلال عام 2016 المنصرم”.
واشارت المصادر إلى أن “سكرتير خلية أزمة الانتحار التي يترأسها النائب الأول
لمحافظ ذي قار وتضم في عضويتها ممثلين عن دائرة الصحة ومديرية الشرطة وجامعة ذي قار
ومنظمات المجتمع المدني علي عبد الحسن الناشي قال إن عدد حالات الانتحار المسجلة
رسمياً في بيانات دائر صحة ذي قار، تشير الى تسجيل 52 حالة انتحار خلال عام 2016 أي
في كل أسبوع تحدث حالة انتحار واحدة. مبيناً أن، حالات الانتحار توزعت بواقع 27
حالة انتحار بين النساء و25 حالة للرجال”.
وأكدت المصاردر أن “الناشي قال أيضا إن اغلب حالات الانتحار ناجمة عن مشاكل
وخلافات أسرية ودوافع اقتصادية وبطالة وفشل عاطفي وفشل دراسي وتعاطي المخدرات،
فضلاً عن الأمراض النفسية. مشدداً: أن الخلافات العائلية كانت من أبرز دوافع
الانتحار نتيجة عدم تفهم رب الأسرة لمشاكل أبنائه من الشباب والمراهقين ومساعدتهم
على حلها”.
ولفتت المصادر إلى أن “الناشي أشار الى أن (35 %) من حالات الانتحار استخدم
فيها الضحية طريقة الشنق بالحبل أو الأسلاك، (30 %) استخدم اطلاق النار، فيما انتحر
(22 % ) حرقاً، في حين توزعت بقية الحالات بين استخدام الآلات الجارحة والغرق
وتناول السموم والعقاقير الطبية”.
الخميس ١٤ محرم ١٤٣٩هـ - الموافق ٠٥ / تشرين الاول / ٢٠١٧ م