لا يزال مصير آلاف المدنيين من أبناء محافظة نينوى مجهولا بعد مضي ستة أشهر على
انتهاء العمليات العسكرية التي شنتها القوات المشتركة والميليشيات التابعة لها على
المحافظة، حيث أقر عضو البرلمان عن المحافظة “زاهد الخاتوني” بأن آلاف الجثث ما
زالت تحت الأنقاض وسط صمت حكومي تام عن هذه المأساة.
وفي تصريح نقلته (عربي 21) أقر عضو البرلمان عن محافظة نينوى “زاهد الخاتوني”
بأن “الكثير من أبناء المدينة ما زالوا في عداد المفقودين، ولم نجد أمكنة وجودهم
وعلى الأغلب أنهم تحت الأنقاض، ونتوقع أن الأعداد بالآلاف ولا تزال تحت الركام”.
وأضاف الخاتوني أن “المدينة أصبحت كومة من الركام بعد تدمير أكثر من 80
بالمائة منها، وأن ما يزيد على 25 بالمائة من جثث الضحايا ما زالت تحت الأنقاض”.
وبين الخاتوني أن “الحكومة لم تبدأ بأي عمليات تنظيف لمخلفات الحرب ورفع
الأنقاض وانتشال الجثث حتى الآن، رغم مخاطباتنا المتكررة للحكومة، لرفع الأنقاض حتى
يتمكن النازحون من العودة إلى المدينة، ولا توجد أجوبة ومبررات كافية من الحكومة،
والكل يتحدث عن عدم وجود إمكانية مادية للبدء بإعادة إعمار المدينة”.
وتابع الخاتوني أن “المشكلة الكبيرة أيضا هي الانتخابات المقبلة، وسيكون هناك
تهميش للمحافظة، لأن أغلب أهل محافظة نينوى لا يستطيعون المشاركة في الانتخابات
بسبب نزوح أكثر من مليون و800 ألف نازح من مختلف المناطق”.
وبين الخاتون أنه “لا توجد إجراءات حقيقية للإعمار وإعادة النازحين، لأن
إعادة النازحين يحتاج إلى تقديم الخدمات وتوفير القوة التي تمسك الأرض”.
وبين الخاتوني أن “من يمسك الأمن في المحافظة اليوم هم الحشود السياسية،
والمقاتلون التابعون للأحزاب والعشائر، منتشرون في أغلب محافظة نينوى، وهذا أمر
مقلق أيضا في العملية الانتخابية”.
وأشار الخاتوني إلى أن “الخدمات غير متوفرة والحكومة المحلية (المحافظ) تخلت
تماما عن إعادة النازحين والخدمات للمدينة، ولذلك فإن الموضوع يحتاج إلى وقفة دولية
للوقوف مع أهالي هذه المناطق وخاصة محافظة نينوى التي نالت النصيب الأكبر من الضرر،
محذرا من أن الأمر خطير وينذر بكارثة خاصة في العملية السياسية، وسيكون هناك إقصاء
كبير لأهالي المحافظة في ظل هذه الظروف”.
وكانت فرح السراج، عضو البرلمان عن محافظة نينوى قالت في تصريح سابق إن
“أربعة آلاف جثة ما زالت تحت أنقاض المدينة القديمة في الموصل، والحكومة لم تقم
بإزالة الأنقاض حتى الآن”
الجمعة ٢٥ ربيع الثاني ١٤٣٩هـ - الموافق ١٢ / كانون الثاني / ٢٠١٨ م