انتكاسة امنية كبيرة شهدتها العاصمة بغداد ، يوم امس الاثنين ، من خلال تفجيرات
نوعية طالت مناطق مكتظة بالمدنيين البسطاء ، راح ضحيتها نحو 150 شخصا بين قتيل
وجريح ، ما يثير التساؤلات حول اسباب وقوع التفجيرات الدامية في هذا التوقيت بالذات
، الذي يشهد مساع محمومة من قبل ساسة العراق كافة بالتحضير للانتخابات القادمة ،
ومايصاحبها من خلافات متصاعدة بينهم حول تحقيق المكاسب الشخصية والحزبية ، في عراق
يغرق بالفساد المالي والاداري ، حيث سلطت صحيفة الشرق الاوسط اللندنية في عددها
الجديد الصادر ، صباح اليوم الثلاثاء، الضوء على اهم تلك الاسباب ، مبينة ان هناك
ثلاث عوامل تقف وراء عودة التفجيرات للعراق ، ومن اهمها الفساد الذي يعشعش في
البلاد ، وحرب التسقيط السياسي التي تسبق اجراء الانتخابات .
وقالت الصحيفة اللندنية في تقرير نشرته في عددها الجديد ، الثلاثاء ، ان
“هناك ثلاث نقاط ممكن أن تقف وراء محاولة عودة التفجيرات الى العراق، أبرزها
استعادة مدن كانت خارج السيطرة منذ عام 2014” بحسب تقرير الصحيفة .
واضافت الصحيفة في تقريرها ايضا ان “النقطة الثانية تبرز في الفساد المستشري
بكل مفاصل الدولة والذي من نتائجه هذه التفجيرات التي يشهدها العراق”، مرجحة ان
“هذه التفجيرات ربما تكون السعي للعودة الى المربع الأمني الأول ومحاولة إشغال
وإلهاء عن نية الحكومة ورئيس الوزراء حيدر العبادي عن فتح ملفات الفساد ومحاربة
الفاسدين”.
وتابعت الصحيفة بالقول ان “النقطة الثالثة فتكمن بقرب إجراء الانتخابات
البرلمانية التي هي عنوان لمواصلة العملية السياسية في العراق وبتعطيلها ستكون هناك
نتائج سلبية كبيرة على الوضع العام في العراق لا سيما الوضع الأمني والسياسي”.
وذكرت الصحيفة ان “على الحكومة في بغداد ان تختار العمل على ثلاثة مسارات من
أجل تلافي العودة الى التفجيرات الارهابية، أولها محاربة الارهاب “، لافتة الى ان
“المسار الثاني فيتضمن المضي قدما بمحاربة الفساد وتذليل جميع العقبات لفضح
الفاسدين وتجريمهم وتخليص الدولة منهم ومن تبعاتهم” ، موضحة ان “المسار الثالث فهو
المضي في الانتخابات مع ضمان نزاهتها “، موضحة ان “هذه المسارات مجتمعة تتطلب قوة
وجهدا كبيرين لتنفيذها” بحسب الصحيفة .
يشار الى ان بغداد شهدت ، خلال اليومين الماضيين ، في منطقتي الكاظمية شمال
العاصمة بغداد وساحة الطيران وسطها ، تفجيرات دامية بسيارات مفخخة اسفرت عن مقتل
واصابة قرابة 150 شخصا ، اضافة الى الحاق اضرار مادية كبيرة ، مااثار غضب وامتعاض
الشارع العراقي من استمرار التدهور الامني في البلاد على مدى اكثر من 15 عاما اعقبت
احتلاله ، وسط عجز حكومي واضح على توفيره .
الثلاثاء ٢٩ ربيع الثاني ١٤٣٩هـ - الموافق ١٦ / كانون الثاني / ٢٠١٨ م