رغم الجهود الحثيثة لارجاع النازحين الى ديارهم ، من قبل ساسة في العراق للحصول على
اصواتهم في الانتخابات المقبلة ، لاتزال حكومة العبادي وميليشيا “حزب الله العراقي”
المنضوية في ميليشيات الحشد الشعبي ، تفرضان شروطا تعجيزية بهدف منع نازحي جرف
الصخر شمال محافظة بابل من العودة الى مناطقهم ، رغم مرور سنوات على انتهاء
العمليات العسكرية والمعارك البرية فيها .
وقالت مصادر صحفية مطلعة نقلا عن محلية من داخل الناحية ان ” مليشيا “حزب
الله العراقي” ، ابدت موافقتها على إعادة أهالي جرف الصخر في بابل إلى منازلهم لكن
ضمن شروط” ، مبينة أن “المليشيات التي تُحكم قبضتها على المدينة منذ أكثر من عامين
فرضت عدداً من الشروط على أهالي المدينة مقابل عودتهم إلى منازلهم” ، حيث أن أبرز
الشروط هو “تسليم 5 آلاف شخص من أهالي جرف الصخر متّهمين بالإرهاب ، وتعويض قتلى
المليشيات الذين سقطوا خلال المعارك، مع وعود بعدم عودة الإرهاب ” بحسب المصادر .
وأشارت المصادر إلى أن ” مليشيا الحشد الشعبي ترفض عودة الأهالي إلى المدينة
إلا بشروطها التعجيزيّة، في حين تعهّد رئيس الوزراء “حيدر العبادي” ، بعودة كافة
النازحين إلى منازلهم قبيل الانتخابات، في 12 مايو المقبل ” بحسب قوله .
وبينت المصادر نقلا عن اهالي جرف الصخر قولهم أن “مليشيا حزب الله تعاقب
أهالي المدينة أطفالاً وشباباً ونساء ورجالاً دون وجه حق “، لافتة إلى ان ” اهالي
الناحية شهدوا اعتقال الرجال واغتصاب النساء وترميلهنّ، فضلاً عن تيتيم الأطفال،
وفوق كل هذا تطالب ميليشيا حزب الله بعقاب اكبر لاهالي جرف الصخر “.
وأشار المصادر إلى نقلا أن “أكثر من 2000 شخص من عشيرة الجنابيين وحدها
فُقدوا خلال عمليات الناحية العسكرية ، عُثر على جثث بعضهم وعليها آثار تعذيب بعد
أيام من اقتحامها ، في حين لا يزال مصير أعداد كبيرة منهم مجهولاً إلى الآن”.
وجرف الصخر مدينة عراقية تربط العاصمة العراقية بغداد بمحافظة الأنبار من جهة
الغرب، وبابل جنوباً، ويبلغ عدد سكانها 125 ألف نسمة، أغلبهم من عشيرة الجنابيين ،
واضطرّ سكانها لمغادرة المدينة في 12 أبريل 2014، قبل أن تستعيدها القوات المشتركة
مع ميليشيا الحشد الشعبي مسنودة بالطيران الحربي الدولي ، لتبدء صفحة معاناة اكبر
لسكان الناحية .
الثلاثاء ٦ جمادي الاولى ١٤٣٩هـ - الموافق ٢٣ / كانون الثاني / ٢٠١٨ م