رغم مرور نحو 5 أشهر على إعادة افتتاح، المنفذ البري بين العراق والأردن لأغراض
التبادل التجاري وحركة المسافرين، إلا أن المنفذ البري المعروف باسم معبر طريبيل ما
زال خاضعاً لسيطرة مليشيا “حزب الله” العراقية، أحد أبرز فصائل مليشيا الحشد الشعبي
والتي تقوم بتقاضي مبالغ كبيرة وابتزاز مالي، فيما يعتبر وجود الجيش وحرس الحدود
شكليا فقط.
وبحسب (العربي الجديد
) فقد كشف مسؤولون محليون في محافظة الأنبار وضباط في الجيش عن سيطرة كاملة لمليشيا
“حزب الله” على المعبر الدولي مع الأردن من جهة العراق، مؤكدين أن وجود الجيش وحرس
الحدود وشرطة الجمارك شكلي في المعبر، والإدارة كلها بيد ميليشيا “حزب الله” الذي
يتقاضى مبالغ مالية كبيرة، كعائدات يحصل عليها جراء سيطرته على المعبر”.
وافتتح العراق والأردن في 30 أغسطس/آب الماضي المعبر المعروف عراقياً باسم طريبيل، وأردنياً باسم الكرامة، ويقع
بين مدينة الرطبة العراقية ومدينة الرويشد الأردنية.
من جانبه كشف مسؤول في مجلس محافظة الأنبار (
الحكومة المحلية) عما وصفه “بالسيطرة شبه الكاملة”
لمليشيا “حزب الله” العراقية على معبر طريبيل، داخل المعبر، فضلاً عن مهمة انتقال
الشاحنات من الشطر الأردني إلى العراقي.
وأوضح المسؤول أن “المليشيا تدير ملف الأمن داخل المعبر، بدءاً من نقطة دخول
الشاحنات ومرحلة التفتيش اليدوي وانتهاءً بانتقالها إلى ساحة التبادل أو الانتظار
قبل أن تتوجه الشاحنة إلى بغداد”.
وبين المسؤول أن “المليشيا متورطة بتمرير شحنات وبضائع فاسدة أو منتهية
الصلاحية، وأخرى غير قانونية، مقابل مبالغ مالية كبيرة دفعها متنفذون في بغداد لها
لتخليص تلك البضائع من مقصلة جهاز السيطرة النوعية في المعبر” .
وأضاف المسؤول أن “المليشيا تقوم أيضاً بمرافقة الشاحنات التي تحمل مواد
ثمينة من المعبر إلى بغداد، أو أي مدينة في جنوب العراق، من خلال عربات عسكرية،
مقابل مبالغ مالية لا تقل عن 10 آلاف دولار تتلقاها من التاجر، وهي بمثابة حماية
لها، وبعض التجار يضطرون للدفع خوفاً من أن يؤدي رفضهم لهذه الخدمة لتعرض بضائعهم
في المرات المقبلة إلى ما لا يتمنون”.
وتابع المسؤول أن “الميليشيا متهمة بإدخالها، الأسبوع الماضي، أربع شاحنات
محملة بمادة الأسبستوس، التي تدخل في صناعة المنازل منخفضة الكلفة، رغم منع العراق
استيرادها، كما في دول أخرى، بعد توصيات منظمة الصحة العالمية بأن المادة المستخدمة
في البناء تسبب سرطان الرئة والجلد ومشاكل صحية أخرى، مؤكدة أن ميليشيا “حزب الله”
تدخل للإفراج عن الشحنة من مخازن الحفظ بعد مصادرتها، و”المؤكد أنه تلقى عمولة جيدة
على ذلك”.
وشدد المسؤول على أن ” دور الشرطة المتواجدة في المعبر، كالجيش وحرس الحدود
وشرطة الجمارك، ضعيف للغاية، والسلطة الحقيقية على كافة المفاصل هناك بيد قيادي في
الحزب، يكنى بـ”الحجي”، يتواجد في مبنى الإدارة داخل المعبر”.
الاثنين ١٢ جمادي الاولى ١٤٣٩هـ - الموافق ٢٩ / كانون الثاني / ٢٠١٨ م