لا تزال مفزعة للغاية ، هي أعداد الجثث التي لم تنتشل من أحياء الموصل القديمة
غربي مدينة الموصل بساحلها الايمن ، حيث أن الأرقام الحقيقية لهؤلاء الضحايا غير
معلنة، ويتم تحديثها بشكل يومي ومستمر، نظراً لاستمرار إخراج الجثث من تحت الأنقاض
، فضلا عن وجود احياء في المدينة القديمة لم يتم دخولها حتى الآن خوفاً من أن تكون
مزروعة بالالغام ، ما تسبب بتفسخ الجثث وتحللها ، مااثار مخاوف من انتشار الأوبئة
والأمراض التي باتت أعراضها واضحة في بعض مناطق الموصل .
ولفت مصادر محلية نقلا عن شهود عيان قولهم إلى أن ” فرق الدفاع المدني تفتقر
للأدوات والآليات المناسبة لاستخراج الجثث، حيث أنهارت أغلب المباني بشكل كامل فوق
ساكنيها، وأصبح من الصعب جداً رفع أنقاض آلاف المنازل المهدمة واستخراج الضحايا ،
مشيرة الى أن “ما تبقى من الجثث هو عدد كبير جداً إذا ما قورن مع عدد الذين يقدمون
بلاغات عن وجود جثث أقاربهم الذين لايزالون تحت الأنقاض ولم يتم استخراجهم بعد “.
واوضحت المصادر ان ” مديرية الدفاع المدني في محافظة نينوى، قد أعلنت أول أمس عن
تمكنها من انتشال 22 جثة جديدة من تحت أنقاض المنازل وسط الموصل القديمة، مبينة أن
أغلب الجثث تعود لمدنيين بينهم نساء وأطفال قضوا جراء القصف والعمليات العسكرية
داخل منطقتي” الميدان وعمو البقال” وسط الموصل القديمة ، ليرتفع عدد ماتم انتشاله
خلال الاشهر الماضية الى اكثر من 2000 جثة “.
وبينت المصادر ان الناشطين يعتبرون أن “هناك تقصيرا واضحا من الجانب الحكومي في
عملية انتشال جثث الضحايا، وفي أغلب الأحيان يتم إخراج الجثث من قبل الفرق
التطوعية، التي لا تمتلك الخبرة الكافية في طريقة التعامل مع مثل هذه الأمور، وقد
تحتاج الجثث إلى معاملة خاصة في انتشالها خصوصا وأنها أصبحت متفسخة بعد مرور أشهر
على قضائها تحت الأنقاض”.
وشهدت مدينة الموصل خصوصاً المدينة القديمة، منها عمليات عسكرية عنيفة بين
القوات المشتركة وميليشيات الحشد الشعبي المسنودتين بطيران التحالف الدولي من جهة ،
ومسلحي ( داعش ) من جهة اخرى ، راح ضحيتها آلاف الضحايا
من المدنيين الذين غالبيتهم نساء وأطفال، ولاتزال جثثهم تحت أنقاض المباني والبيوت،
حيث لم يتم انتشالها بعد أن تم إغلاق ملفهم، واعتبرت المدينة خالية من الجثث بعد
عمليات الاستعادة .
|