اثار بيئية قريبة وبعيدة المدى ، تصل حد الكارثة الكبرى في العراق ، بسبب الحرائق
التي اندلعت في ابار النفط خلال بدء العمليات العسكرية على مدينة الموصل واطرافها
في محافظة نينوى ، حيث حذر مسؤولون أميركيون درسوا الدمار والأضرار البيئية ، من
نتائج إشعال النيران في تلك الآبار في شمال العراق من المستقبل القريب إلى البعيد ،
من خلال إرث سام يسبب وفيات كثيرة للماشية، وإفساداً لحقول لم تعد تنتج محاصيل
صالحة للأكل، ومضاعفات تنفسية مزمنة للأطفال وكبار السن.
ونقلت مصادر صحفية مطلعة على لسان احد المسؤولين الامريكين انه ” تابع مصير
المنشآت النفطية خلال الثلاثة أعوام الأخيرة من المعارك في العراق والتي أثرت
بالأضرار على منطقة تعتبر “سلة الخبز” في كل من العراق وسوريا”، موضحا ان “المنطقة
تلوثت بسبب ممارسات صناعية تخريبية متعمدة ” ، مؤكدا اننا “شاهدنا خنادق مليئة
بالنفط، وشاهدنا نفطاً انسكب في النهر، وشاهدنا رماداً من النفط المحروق وقد لوث
الحقول”، وان “كل ذلك سيجعل من الصعب توفير الغذاء النظيف والمياه النظيفة ، لاسيما
وان السموم استقرت في المناطق المأهولة بالسكان، وفي حقول المزارعين في منطقة يبلغ
عدد سكانها 100 ألف شخص تقريباً “.
واوضحت المصادر من جانب اخر ونقلا عن تقرير أصدرته الأمم المتحدة عن الموضوع
نفسه، إن “تخريبات النفط في العراق تسببت خلال عام واحد بداية من صيف عام 2016، في
فقدان مليوني برميل نفط تقريباً هناك بعضها حرق، وبعضها تسرب إلى باطن الأرض”،
مشيرة الى أن “بعض النفط اختلط بماء نهر دجلة الذي يعتبر عماد حياة ملايين
العراقيين، والذي يمتد لأكثر من ألف ميل حتى بغداد، ثم بعدها حتى البصرة” بحسب
تقرير المنظمة .
وتابعت المصادر نقلا عن الامم المتحدة انه ” تم احراق مصنع كبريت شمال
القيارة الواقعة جنوب الموصل ، ما أدى إلى تسرب 35 ألف طن من المواد الكبريتية في
الهواء” ، حيث “تعتبر المنطقة واحدة من أكبر مواقع مخزون الكبريت في العالم، فضلا
عن حرائق في منطقة القيارة في مصانع ومنشآت أخرى”.
وبينت المصادر ان ” أنواعاً مختلفة من التخريب والتدهور البيئي نفذت في منطقة
شاسعة تمتد شمالاً إلى جبال حمرين في العراق، وغرباً إلى المزارع والحقول النفطية
القريبة من نهر الفرات، ومن مدينة دير الزور في سوريا “.
الثلاثاء ٢٠ جمادي الاولى ١٤٣٩هـ - الموافق ٠٦ / شبــاط / ٢٠١٨ م