انتقدت منظمة العفو الدولية في تقرير جديد لها صدر ، اليوم الثلاثاء ، الانتهاكات
الانسانية المرتكبة من قبل القوات الحكومية المشتركة في العراق وميليشيات الحشد
الشعبي ، بحق نساء واطفال ، بحجة وجود صلة بينهم وبين مسلحين من ( داعش ) ، حيث
يعاني هؤلاء الضحايا من فرض تلك القوات والسلطات الحكومية بالعراق “عقابا جماعيا”
عليهم ، مشيرة الى ان هذا العقاب يشمل خصوصا الحرمان من المساعدات الانسانية والمنع
من مغادرة مخيمات النازحين وممارسة العنف الجنسي والجسدي في حق النساء ، بحسب
المنظمة .
وقالت المنظمة في تقرير بعنوان “المدانون: نساء وأطفال عراقيون معزولون
ومحاصرون ويتعرضون للاستغلال في العراق” إنها رصدت “تفشي التمييز ضد المرأة في
مخيمات الأشخاص النازحين داخلياً من قبل قوات الأمن وموظفي إدارات المخيمات
والسلطات المحلية التي تعتقد أن هؤلاء النساء ينتمين إلى ( داعش )”.
وأكد التقرير الصادر عن المنظمة الدولية أن “الاستغلال الجنسي كان يحدث في كل
مخيم من المخيمات الثمانية التي زارها باحثو المنظمة الحقوقية “.
وقالت “لين معلوف”، مديرة البحوث للشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية، في
التقرير “ربما تكون الحرب ضد ( داعش ) في العراق قد انتهت، لكن معاناة العراقيين لا
تزال أبعد ما تكون عن الانتهاء ، فالنساء والأطفال الذين لهم صلة مفترضة بالتنظيم
يعاقَبون على جرائم لم يرتكبوها”.
وأضافت معلوف إن “هذه العائلات المطرودة من مجتمعاتها لا تجد مكاناً أو أحداً
تلجأ إليه ، فهي عالقة في المخيمات ومنفية ومحرومة من الغذاء والماء وغيرهما من
الأساسيات” ، مشددة على أن “هذا العقاب الجماعي المهين ينطوي على خطر التأسيس للعنف
المستقبلي، ولا يمكن أن يُرسي سلاماً عادلاً ودائماً يريده العراقيون الذين هم
بأمسِّ الحاجة إليه”.
وأعربت معلوف عن أسفها لأن “النساء يتعرضن للتمييز ونزع إنسانيتهن من قبل
الرجال المسلحين الذين يعملون في المخيمات ، والاشخاص الذين يُفترض أن يتولوا
حمايتهن يتحولون إلى وحوش مفترسة” ، مضيفة انه “يتعين على الحكومة في العراق أن
تُظهر جديَّتها في وضع حد للانتهاكات التي تُرتكب ضد هؤلاء النساء، وذلك بإخضاع
جميع الجناة للمساءلة ومنع جميع الرجال المسلحين من دخول مخيمات النازحين داخلياً”.
وسرد التقرير “تفاصيل محنة آلاف العائلات التي تعيلها نساء تُركن ليتدبرن
أمورهن لوحدهن في مخيمات النازحين داخلياً بعد مقتل الذكور من أفراد العائلات أو
اعتقالهم تعسفياً واختفائهم قسراً أثناء فرارهم من المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة
( داعش ) داخل الموصل وحولها”.
وأضاف التقرير أن “النساء والأطفال في مخيمات النازحين داخلياً في مختلف
أنحاء العراق محرومون من الحصول على الغذاء والرعاية الصحية “، وان “هذه العائلات
تُمنع كذلك بشكل معتاد من الحصول على بطاقات هوية وغيرها من الوثائق التي يحتاجها
أفرادها للعمل والتنقل بحرية”، مشيرا الى انه “في مخيم واحد على الأقل مُنعت
العائلات من مغادرة المخيم الذي أصبح بمثابة مركز اعتقال بحكم الأمر الواقع”.
وكانت الامم المتحدة أعلنت في شباط أن حولى 2,5 مليون شخص لا يزالون في
مخيمات النازحين، بعد ان تمكنت القوات المشتركة مدعومة بالتحالف الدولي من استعادة
بعض المدن العراقية التي كانت خارج السيطرة لسنوات عدة .
الثلاثاء ١ شعبــان ١٤٣٩هـ - الموافق ١٧ / نيســان / ٢٠١٨ م