الاهتمام الدولي بالشأن العراقي هذه الأيام التي تسبق الانتخابات، ولاسيما دول
الجوار وفي مقدمتهم ايران ، التي تسعى لخلق نفوذ كبير لها داخل العراق من خلال
حكومة بغداد الموالية لها ، جسدت الاهتمام من خلال توافد المبعوثين والمسؤولين
الأجانب لبحث تطورات الأوضاع في العراق والمنطقة ، فقد شهدت العلاقات بين الجانبين
مؤخرا تطورا جديدا في العلاقات العسكرية، من خلال زيارة وزير الدفاع الإيراني “أمير
حاتمي” إلى بغداد ولقاءاته بالساسة في العراق ، وبحث معهم مواضيع وتوقيع عدد من
الاتفاقيات في التعاون العسكري بين البلدين، ومنها مساهمة إيران في إعادة هيكلة
الجيش في العراق ، مؤكدا على مااسماها أهمية تشكيل (
لجنة مشتركة عليا ) للتعاون الدفاعي بين إيران والعراق، كما حضر اجتماع (اللجنة الرباعية ) التي تضمّ إيران والعراق وروسيا وسوريا.
واكدت مصادر صحفية مطلعة ان ” مراقبين للشان العراقي ربطو بين اجتماع اللجنة
الرباعية وبين دعوات لتشكيل جيش إسلامي برعاية أمريكية للعمل في سوريا، وعزز ذلك
إعلان مستشار الأمن الوطني فالح الفياض بالقول «ان موقف
بغداد سيكون ضد ارسال قوات عربية إلى سوريا، وان هناك تنسيقا بين الحكومتين
العراقية والسورية وترابطا في الساحتين» “.
من جانب ليس ببعيد، فقد وصل إلى بغداد المبعوث الرئاسي الخاص للتحالف الدولي
لمكافحة الارهاب “بريت ماكغورك “، ونائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى
“أندرو بيك”، للاجتماع مع كبار الساسة في العراق للإطلاع على أوضاعه وتعزيز
الإجراءات على الحدود مع سوريا ، في وقت كان “ديفيد ساترفيلد” مساعد وزير الخارجية
الأمريكي، أعلن «أن بلاده ستعمل على الحد من التدخل
المتفاقم لإيران ليس فقط فى سوريا ولبنان بل فى أماكن أخرى أيضًا» بحسب قوله .
وتأتي هذه الاجتماعات بالتزامن مع قيام المقاتلات العراقية الحربية بتوجيه
ضربات جوية استهدفت مواقع داخل الأراضي السورية واسفرت عن مقتل نحو 40 شخصا ،
ووصفها مكتب رئيس الوزراء “حيدر العبادي”، انها تأتي «
لوجود خطر على الأراضي العراقية» ، بحسب قوله .
الاثنين ٧ شعبــان ١٤٣٩هـ - الموافق ٢٣ / نيســان / ٢٠١٨ م