تتجاوز أعداد العراقيين الذين لم يعثر لهم على أثر منذ عام 2003، إبان الغزو
الأميركي للبلاد، 60 ألف شخص، بينما أهالي نحو 21 ألفا اختفوا خلال السنوات الأربع
الماضية، لم يفقدوا بعد الأمل في العثور عليهم.
وأكد مصدر صحفي في تصريح له إنه “لا يوجد إحصاء رسمي حول أعداد المختفين
قسرياً في البلاد لأسباب تتعلق بالملف الطائفي، إلا أن نواباً في البرلمان ومنظمات
مدنية يؤكدون أن الأعداد لا تقل عن 21 ألف شخص في السنوات الأربع الأخيرة، وأن مدن
الأنبار ونينوى وديالى وصلاح الدين وبغداد وبابل تحتل الصدارة في عدد المختفين،
وسجلت بلدة الصقلاوية شمالي الفلوجة اختفاء أكثر من 800 مواطن في يوم واحد، وتتهم
ميليشيا “حزب الله” العراقي ومليشيا النجباء والعصائب بالوقوف وراء اختفائهم”.
ويقول رئيس منظمة السلام العراقية، “محمد علي”، في تصريح صحفي إن “المختفين
قسريا بالعراق يتوزعون على عدة أصناف، فمنهم المعتقلون في السجون السرية،
والمعتقلون لدى المليشيات، وأخرون تم قتلهم ودفنهم في مقابر جماعية، وهناك من قتلهم
داعش ودفنهم بشكل جماعي أيضا”.
ويتابع أن “هناك آلافا ما زالوا على قيد الحياة، لكن لا يمكن الوصول إليهم،
وأخرين تم قتلهم”، معتبرا أن “الدافع الطائفي والعرقي هو السبب الأول، فهناك فصائل
كردية تابعة للبشمركة متورطة بقتل واعتقال المئات من العراقيين العرب، الموصل
وحدها، فيها نحو 11 ألف مفقود، والمفقودون الأخرون يتوزعون على الأنبار وديالى
وصلاح الدين وبابل وبغداد، والحكومة لا تملك أي قاعدة بيانات دقيقة عنهم”.
بدوره، قال النائب في البرلمان “عبد الكريم عبطان”، في تصريح صحفي إن “عدد
المختطفين في مناطق حزام بغداد وحدها يبلغ المئات، وإن عددا محدودا منهم تحتجزه
الدولة، والعدد الأكبر مختطف من قبل جماعات مسلحة تتنكر بزي الدولة، ولا يعرف
مصيرهم أو مكان اعتقالهم لحد اللحظة”.
وتابع أن “الغالبية تم اختطافهم من قبل عناصر مسلحة ترتدي ملابس الجيش أو
الشرطة، وأرقام المختطفين فلكية في مناطق مثل الرزازة وجرف الصخر والصقلاوية وذراع
دجلة والمحمودية”.
وأوضح مقرر لجنة المفقودين في البرلمان، “أحمد السلماني” في تصريح صحفي أن
“عدد المختطفين في عموم العراق يبلغ أكثر من 7 آلاف شخص، قسم منهم في منطقة
الرزازة، وقسم آخر في سامراء، وقسم في شمال بابل وفِي عموم صلاح الدين، وفِي ديالى.
خرج من مختطفي الرزازة 65 شخصا قبل عامين، وقالوا إنهم كانوا محتجزين في جرف الصخر،
وهناك أعداد أخرى لا نعلم هل هم مختطفون أم تم قتلهم”.
وبين السلماني أن “أسباب الاختطاف طائفية بحتة، وبعضهم متهمون بالانتماء إلى
مسلحي ( داعش )، وهذا كلام عار عن الصحة، الحكومة لم تتابع الأمر بدقة، ومطلوب منها
أن تجعل هذا الملف بين أولوياتها لأننا نتحدث عن آلاف العائلات التي تنتظر الأب أو
الزوج أو الولد والمعيل، وحياتهم جحيم لأنهم لا يعلمون مصير أبنائهم”.
وأضاف أن “بين الجهات المتهمة بالخطف في الرزازة ميليشيا حزب الله، وفِي
مناطق أخرى ميليشيات الحشد الشعبي”.
السبت ٢٠ ذو الحجــة ١٤٣٩هـ - الموافق ٠١ / أيلول / ٢٠١٨ م