بدت منطقة الحدود العراقية السورية تشهد منذ ثلاثة أيام ، تعزيز الحشد الشعبي قواته
هناك، على خلفية ما قيل إنها “معلومات حصلت عليها استخبارات الحشد عن حراكٍ لداعش”
في المنطقة، وسط تساؤلات عن النيات والأهداف الحقيقية لتحركات هذه الفصائل الموالية
لطهران، عند الحدود السورية ، في ظلّ حسمٍ متوقع قريب لمعارك “قوات سورية
الديمقراطية” (قسد)، ضدّ تنظيم “داعش” في معاقله الأخيرة قرب بلدة هجين، جنوب شرق
دير الزور، في المناطق المتاخمة للحدود السورية مع العراق، وتأكيد البيت الأبيض أنه
ماضٍ بتنفيذ قرار الانسحاب الأميركي من مناطق شرقي الفرات السورية .
وكشفت مصادر صحفية مطلعة في تصريح لها أنه ” وفي تطورٍ لافت في هذا السياق،
قال قائد عمليات الأنبار في الحشد الشعبي” قاسم مصلح ” إنّ قواته قصفت مواقع خاضعة
لـ”داعش” قرب قرية السوسة بريف دير الزور قرب الحدود السورية العراقية، وقتلت وجرحت
العشرات من عناصره “.
وأوضح ، في تصريحات نشرها موقع “الحشد الشعبي” الالكتروني ، أنّ “مدفعيتنا،
وبعد الحصول على معلومات استخبارية دقيقة، تمكّنت من تحقيق ضربات مركزة لمجموعة من
عناصر داعش، كانت تستعدّ لمهاجمة قطعاتنا في منطقة سوسة داخل الأراضي السورية”،
مُعلناً مقتل وإصابة 35 عنصراً من التنظيم بينهم قيادات فيه “بحسب قوله .
وهذه ليست المرة الأولى التي يتدخل فيها “الحشد الشعبي” لمحاربة “داعش” داخل
الأراضي السورية، ولكنها تأتي في وقتٍ يُعتبر فيه التنظيم بأضعف حالاته، ويتعرّض في
آخر معاقل صغيرة له، بجنوب شرق دير الزور، لهجماتٍ تشنها طائرات “التحالف الدولي”
جواً، وقوات “قسد” براً، بهدف القضاء النهائي عليه في الضفة الشرقية لنهر الفرات،
وهو ما قد يحصل قريباً، على اعتبار أن فلول التنظيم، باتت محصورة ضمن قرى صغيرة
جداً، شمال بلدة الباغوز، وبمساحةٍ تقدر بأقل من 15 كيلومتراً مربعاً.
ويأتي دخول “الحشد الشعبي” على خط المعركة ضد “داعش” الآن، ليثير تساؤلاتٍ
عديدة حول مغزاه وأبعاده، وبينما فسّر بعض المراقبين ذلك، بالقول إنّ “هذه القوات
تسعى لتصدر الصورة بأنها تشارك في القضاء على التنظيم في آخر معاقله، وبالتالي
تتقاسم نتائج النصر على “داعش”، فإنّ آخرين عبروا عن اعتقادهم بأنّ الحشد الشعبي
يعمل على تأسيس موضع قدمٍ له في سورية، استعداداً منها لمرحلة ما بعد الانسحاب
الأميركي من شرقي الفرات ” بحسب المراقبين .
الاثنين ١٥ جمادي الاولى ١٤٤٠هـ - الموافق ٢١ / كانون الثاني / ٢٠١٩ م