وجّه رئيس الحكومة العراقية، عادل عبد المهدي، أمس الأربعاء، بسحب قوات مكافحة
الإرهاب من محافظة التأميم ( المتنازع عليها بين بغداد وأربيل )، واستبدالها بقوات
خاصة، بينما أكد مسؤولون أنّ هذا الإجراء جاء وفقًا لتفاهمات للتهدئة في المحافظة.
وأجرت القوات العراقية، مطلع الأسبوع الجاري، عمليات انتشار عسكري في
التأميم، أثارت المخاوف الكردية، وقد اتهم مسؤولون كرد إدارة محافظة التأميم
الحالية بإحداث تغيير ديموغرافي ضد الأكراد.
وقال مركز الإعلام الأمني العراقي، في بيان صحافي، أنّ “جهاز مكافحة الإرهاب
كُلّف قبل عام في العديد من المهام في محافظة التأميم، مبينًا أنّه “حصلت موافقة
رئيس الحكومة عادل عبد المهدي، على إستبدال الجهاز باللواء 61 من الفرقة الخاصة”.
وأكد أنّ “استبدال القوات، جاء ضمن حركة القطعات المستمرة”، مشيرًا إلى أنّ
اللواء الجديد يجري حاليًا عمليات استطلاع واسعة في المحافظة، بهدف ممارسة واجباته
المكلف بها، وفق الخطط المعدة لهذا الغرض، من قبل قيادة العمليات المشتركة لإعادة
الانتشار”.
وكان مسؤول كردي كشف أمس، عن وساطة أميركية للتهدئة في محافظة التأميم،
والتمهيد لحوار بين أطراف النزاع فيها.
من جهته، أكد مسؤول في الحكومة المحلية في المحافظة، أنّ “هذا الحراك
بإستبدال القوات، جاء بعد تفاهمات بين بغداد وأربيل، نحو التهدئة”، مبينًا أنّ
“جهات كردية اتهمت الأجهزة الأمنية، ومنها جهاز مكافحة الإرهاب، بالتضييق على
العائلات الكردية، وتهديدها”.
وأشار إلى أنّ “عبد المهدي أراد من خلال ذلك، أن لا يصعد الأمور، ووجه
بسحبها”، مؤكدًا “وجود شكاوى من الكرد أيضًا بشأن تواجد فصائل مليشيات الحشد
الشعبي، وينتظر أن يتخذ عبد المهدي قرارًا لاحقًا بشأنها”.
وعبّر أهالي محافظة التأميم، عن مخاوفهم من “الاتفاقات المشبوهة” بخصوص
المحافظة، وقال عضو مجلس النواب عن محافظة التأميم “أرشد الصالحي”، في تصريح صحافي،
أنه يجب على بغداد وأربيل أن لا تجعلا المحافظة ( الضحية الثانية ) بعد الموصل، من
خلال الاتفاقات المشبوهة”.
وشدّد على أنّ “كركوك تتعرض إلى تحديات أمنية وسياسية، وعلى حكومة الإقليم
وبغداد عدم خلط الأوراق فيها، محذرًا من أنّ “أي فوضى في كركوك تكون نتائجها
كارثية، ويجب أن لا تكون ساحة صراع سياسي”.
وكانت قوات عراقية دخلت محافظة التأميم أخيرًا، على خلفية رفع حزب الاتحاد
الوطني الكردستاني علم كردستان على مقاره في المحافظة.
وأثار دفع الحكومة العراقية، وفصائل “الحشد الشعبي”، أعدادًا كبيرة من
قواتهما إلى كركوك مخاوف الكرد من أجندات جديدة في المحافظة.
الخميس ١٨ جمادي الاولى ١٤٤٠هـ - الموافق ٢٤ / كانون الثاني / ٢٠١٩ م