حِزْبُ البَعْثِ العَرَبي الاشْتِرَاكي   أُمةٌ عرَبِيةٌ وَاحِدَة   ذاتُ رِسالَةٍ خَالِدَة
القيادة القومية   وحدة    حرية   اشتراكية
     
 
 
 

 ليكن وعينا الثوري سلاحنا في حماية الانتفاضات الوطنية العربية من الاختراقات الامريكية والصهيونية

 
 
 
شبكة المنصور
 

يا جماهير أمتنا العربية المجيدة

أيها المناضلون الأحرار والمفكرون في الأمة والعالم

أيها المناضلون البعثيون في وطننا العربي الكبير

 

في بياننا السابق يوم الثاني عشر من فبراير- شباط  2011 م أكدنا أن ما يجري في الأقطار العربية من انتفاضات شعبية وطنية هو تعبير عن ثورة انتظرها شعبنا العربي منذ عقود بعد أن عانى من الاستبداد والفساد والفقر والدكتاتوريات والتبعية للأجانب، لذا فإن الواجب الوطني والقومي يحتم علينا دعمها وتطويرها لتصبح ثورات شعبية جذرية وطنية وقومية. وإننا ونحن نؤكد على أهمية هذا الدعم لا بد لنا من التنبيه إلى خطورة المحاولات الصهيوامريكية المتناغمة مع إيران ، التي تحاول السطو عليها من خلال التظاهر الإعلامي والتغطية الإعلامية المركزة بدعمها ، مسخرة الإعلام التابع لها عربيا وإقليميا وعالميا، وبما لديها ( من قوى ثورة مضادة ) من أجل تحويل الانتفاضات الشعبية إلى فوضى وعواصف عاتية تدمر كل شيء وتحرق الأخضر واليابس، لتعيد كافة الأقطار العربية إلى ما قبل قرن من الزمن .

 

لذلك فإن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي تدعو كل الوطنيين ومن كافة الاتجاهات والتنظيمات السياسية الوطنية والقومية والإسلامية الى الانتباه لضرورة المحافظة على وحدة حركة المواجهة وعدم تشجيع الاتجاهات التقسيمية الفوضوية التي تسعى لتحويل الانتفاضات إلى (فوضى خلاقة) حسب الخطة الأمريكية المعلنة، وهي خطة صهيونية بالأصل، مؤكدة  أهمية التزام الجميع بإستراتيجية وطنية لكل قطر، وقومية وإسلامية على المستوى العربي، يتم الاتفاق عليها بين كافة القوى القومية والوطنية والإسلامية من أجل منع السطو على الانتفاضات ومحاولة تحريف خطها والسعي لتحويلها إلى (فوضى منظمة) مسيطر عليها، لا تخدم إلا أعداء الأمة، وإن ما حدث و يحدث في تونس ومصر بعد الإطاحة ببن على ومبارك يثبت أن من يحاول قطف ثمار الانتفاضتين الثوريتين الوطنيتين ليس من قام بها بل نفس النظام السابق بعد تغيير رموزه. وهذه الحقيقة بقدر ما تقلقنا وتدعونا لتعظيم العمل لدعم الجماهير المنتفضة فإنها تلزمنا جميعا بالمحافظة على الهوية الوطنية والقومية للانتفاضات ورفض أي محاولة لاحتوائها واستغلالها للوصول إلى بديل ليس وطنيا ولا شعبيا ولا قوميا وإنما يخدم أمريكا والكيان الصهيوني والقوى المعادية للأمة العربية.

 

أيها المناضلون في كل مكان

إن القيادة القومية وهي تقف أمام الإحداث المتتابعة في مختلف أقطار الأمة لا يمكنها إلا أن تقف موقفا مبدئيا تؤكد فيه انحيازها إلى جانب حقوق الجماهير الشعبية الدستورية والقانونية وحقها في التعبير والتظاهر السلمي إلى جانب حقها في الغذاء والصحة والتعليم والقضاء العادل. إنها وهي تقف هذا الموقف فإنها ترفض رفضا قاطعا التدخل الأجنبي بمختلف أشكاله وأنواعه بل وتدين محاولات الاستغلال الأمريكي للاحداث العاصفة وزج الامم المتحدة لتكرار سيناريو إحتلال العراق في ليبيا باستثمار الأخطاء والسلبيات التي اقترفها نظام ألقذافي لتفرض امريكا مشروعها لتقسيم ليبيا إلى ثلاثة كيانات حتى تضمن الشركات الأمريكية السيطرة على النفط والغاز ، وذلك في سياق سيطرتها على النفط والغاز العربي وتوسيع مجال حماية "الكيان الصهيوني" في فلسطين وفرض الهيمنة الكاملة على الوطن العربي من خليجه العربي إلى المحيط الأطلسي في إطار تنفيذ إستراتيجيتها القديمة الحديثة والتي وضعتها بعد الحرب العالمية الأولى وجددت فصولها وبعض تفاصيلها بعد الحرب العالمية الثانية والقائمة على تقسيم كافة الاقطار العربية .

 

إن القيادة القومية  وهي تؤكد على  خطورة الموقف في القطر الليبي فإنها تلفت الانتباه إلى خطورة المؤامرة على وحدة اليمن وأمنه واستقراره مما يجعلها تؤكد على ضرورة احتكام كل القوى الحية في مجتمع اليمن إلي الحوار السلمي الديمقراطي والاصطفاف الوطني في وجه المؤامرة على الوحدة اليمنية وزعزعة الأمن والاستقرار وعدم تمكين القوى المعادية لليمن  شعبا ووحدة من اقتناص الفرص لتوسيع دائرة الفوضى والتمرد والتخريب وإحياء فتن العهود التي سبقت الثورة والوحدة المباركة. اننا عندما نؤكد على هذا الموقف المبدئي فإننا نشير الى أن هناك أخطاء وسلبيات  رافقت مسيرة الوحدة والتجربة الديمقراطية ولكننا لا نقبل مقايضة الوحدة والتفريط بها مقابل السلبيات والأخطاء بل نرفض رفضا قاطعا العودة إلى الوراء مع تأكيدنا على أهمية التعامل الجاد مع قاعدة الحوار السلمي الديمقراطي والتعامل الجدي مع مبادرة الرئيس علي عبد الله صالح المعلنة في الثاني من فبراير2011م ومعالجة قضايا الوطن والمواطن بروح المسئولية التاريخية التي تحقق للمواطنين  في اليمن مطالبهم المشروعة وتحفظ  لليمن وحدتها وترسخ أمنها واستقراها وسيادتها الكاملة متحررة من أية ضغوطات خارجية .

 

وإذا كنا قد أكدنا على تأييدنا لحقوق الجماهير الشعبية في تونس  ومصر وليبيا فأننا نعود فنؤكد وقوفنا مع حق جماهير البحرين وعمان الدستوري والقانوني وكافة الحقوق التي تكفلها كافة ألقوانين والتشريعات التي أقرتها المواثيق والمعاهدات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان. وإننا نطالب كافة الأنظمة احترام ذلك والإقرار بها وتجنب اللجوء إلى العنف واستخدام القوة في مواجهة المواطنين في إي قطر من أقطار الأمة مؤكدين دعمنا وتأييدنا لجماهير شعب العراق المقاوم للاحتلال الأمريكي الإيراني في انتزاع حقها الدستوري والقانوني والإنساني من أيدي المحتلين الأمريكان والإيرانيين وعملائهم الجلادين المنصبين حكاما على العراق العظيم بقوة الحديد والنار , وندين استخدام حكومة العملاء للذخيرة الحية في مواجهة المظاهرات السلمية في مختلف المدن العراقية متجاوزين كافة الأعراف وقوانين منظمات حقوق الإنسان في العالم.

 

أيها المناضلون الأحرار

 

إن التناقض الآن ليس فقط بين الجماهير المنتفضة والحكام الفاسدين والمستبدين فقط بل هو أيضا تناقض بين خطين يعملان في إطار الانتفاضات، وهما خط وطني تحرري وديمقراطي يريد إنهاء الدكتاتوريات المستغلة والتابعة، وخط مدسوس يريد تنفيذ خطة أمريكا والكيان الصهيوني بتقسيم الأقطار العربية وتقاسمها واجتثاث الهوية العربية وإقامة نظام شرق أوسطي وفق النموذج الأمريكي.

 

لذا لا بد هنا من إعادة التذكير بحقيقة يسهل نسيانها الوقوع في فخ امريكا وهي أن أمريكا والغرب كانا الداعمان الرئيسان للأنظمة والمشجعان لها، على الفساد والتبعية ولذلك ليس من الممكن تجاهل التساؤل الطبيعي عن الدوافع الحقيقية لقيام أمريكا بدور المحرض الأول على إسقاط الأنظمة، آخذين بنظر الاعتبار أن الإمبريالية الأمريكية القائمة على سحق ومعاداة حركات التحرر الوطني والقومي بشكل خاص والأنظمة الوطنية  بشكل عام، وشواهد هذه الحقيقة نجدها في وطننا العربي بدءً في فلسطين والعراق بشكل خاص وموقفها في الصومال وفصل جنوب السودان، مما يجعل الموقف الأمريكي الحالي في تعامله الإعلامي والسياسي والدبلوماسي تجاه ما يحدث في ألاقطار العربية ، مثار شكوك عميقة بدوافعه البعيدة وبوجود اهدف معادية للامة العربية ، لأن الإمبريالية الأمريكية لا يمكن أن تكون داعية ثورات وطنية حقيقية ولا داعم حقيقي للديمقراطية الحقيقية، فأمريكا بطبيعتها ، وكما يؤكد تاريخها الامبريالي وواقعها الحالي ، معادية للوطنية والقومية والاشتراكية والتحرر والديمقراطية الشعبية، ليس في الوطن العربي وحسب، بل في العالم الثالث كله، ومواقفها في أمريكا اللاتينية تجاه حركة الجماهير شاهد حي على ذلك.

 

أيها الأحرار في الأمة العربية

 

إن القيادة القومية تكرر دعوتها لكل الوطنيين والقوميين والإسلاميين لليقظة والحذر والانتباه إلى الدور الأمريكي والإعلامي العربي الخبيث التابع لأمريكا في محاولة واضحة لتحويل الانتفاضات إلى فوضى كارثية تمهد لإيصال أنظمة ليست وطنية وفق طموح الجماهير الشعبية التي قدمت التضحيات بسخاء متميز، فتضيع  هدرا دماء الشهداء والجرحى والمعذبين في السجون والمحرومين اقتصاديا.

 

لنقف بوعي ثوري متحدين لدعم الانتفاضات الشعبية ومنع اختراقها واستثمارها لخدمة أهداف القوى المعادية لأمتنا.

 

لنقف بجدية مبدئية وبوعي تاريخي ضد اية محاولة تستهدف وحدة  كل قطرمن أقطار الأمة العربية في سياق استهداف الهوية القومية للأمة العربية وشرذمتها .

 

المجد والخلود لشهداء انتفاضات تونس ومصر والعراق وكل الأقطار التي تحركت فيها الجماهير مطالبة بحقها الدستوري والقانوني المشروع .           

 
 

القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكيِ

٢٨ / شبــاط / ٢٠١١

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين  / ٢٥ ربيع الاول ١٤٣٢ هـ

***

 الموافق ٢٨ / شبــاط / ٢٠١١ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور