بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

حزب البعث العربي الاشتراكي                                                             امة عربية واحدة   ذات رسالة خالدة

        قيادة قطر العراق                                                                            وحدة    حرية   اشتراكية

     مكتب الثقافة والاعلام

 

بيان إلى أبناء شعبنا الصامد

 في الذكرى السابعة عشرة للعدوان الثلاثيني الغاشم .. ومنازلة أم المعارك الخالدة

 

 ياأبناء شعبنا المقدام

تمُر َعلينا اليومَ الذكرى السابعة عشرة للعدوان الثلاثيني الغاشم ، واندلاع منازلة أمُ المعارك الخالدة .. وشعبنا الأبي يُواصل مقاومته الملحمية للاحتلال البغيض الذي قادته نفس القوى التي شنت العدوان الثلاثيني الغاشم أميركا وبريطانيا مع ثلاثة وثلاثين دولة وثمانية وعشرين جيشاً .. تدعمهم الصهيونية العالمية وكيانها المسخ في ارض فلسطين المُحتلة ، في السابع عشر من كانون الثاني عام 1991 تعبيراً عن حنق هذه القوى الشريرة مُجتمعة على مُنجزات ثورة البعث في العراق ثورة السابع عشر- الثلاثين من تموز العظيمة ، ونصر الأمة العربية الكبير الذي حققهُ العراق في دحر العدوان الإيراني الآثم في الثامن من آب عام 1988 ، وهذا النصر المؤزر المُبين الذي دق ناقوس الخطر للحلف الأميركي الصهيوني الفارسي بإجهاض أهدافه الشريرة فراح هذا الحلف الشيطاني الماكر يتربص بالعراق والأمة العربية الفرص ، فحرك بيادقة حكام الكويت الخونة ومن آزرهم في استهداف العراق وإفساد حلاوة نصره ونصر الأمة الكبير لشن حرب اقتصادية ضروس لاتقل إيذاءً وشراً عن الحروب العسكرية ، فأغرقوا السوق النفطية بالإنتاج النفطي بكميات إضافية كبيرة ماتسبب في تحطيم هيكل أسعار النفط وتدني هذه الأسعار إلى ما دون السبعة دولارات للبرميل الواحد ، وما ألحقه ذلك من أضرار فادحة بالعراق إضافة إلى سرقة النفط العراقي من آبار العراق النفطية الجنوبية .

واستمرت الولايات المتحدة الأميركية وبالتنسيق مع حلفائها بإعداد العدة للعدوان على العراق وخلق الذرائع لتبريره وحشدت لذلك كل قوى الشر في العالم فشنوا عدوانهم الثلاثيني الغاشم في فجر السابع عشر من كانون الثاني عام 1991 ، والذي بدأوه بما أسموه ويالمسخرة المُسميات بـ ( القصف التمهيدي ) وبأحدث أنواع الطائرات المقاتلة وأكثر الصواريخ قدرةً في الفتك والايذاء ولما يقرب من خمسة وأربعين يوماً ، وطال هذا القصف المدن العراقية من أقصى العراق إلى أقصاه وشملت بُناه الاقتصادية والتحتية كلها المصانع والمزارع فضلاً عن الدور السكنية والأسواق والجسور ودور العبادة . وكانت جريمة ملجأ لعامرية الذي قصفته الطائرات الأميركية عمداً والذي راح ضحيته 443 مواطن عراقي وقصف سوق الفلوجة ونسف جسر الناصرية على نهر الفرات بل شمل قصفهم هذا صحارى العراق فاستشهد بدو العراق في بيوت الشعر التي يسكنونها ، وهكذا تندّرَ المحللون العسكريون والستراتيجيون المُصنفون في العالم أجمع من بشاعة ( القصف التمهيدي ) الذي لايستمر على وفق مُعطيات العلم العسكري ووقائع الحروب الميدانية والإقليمية والعالمية إلا بضع ساعات وفي أسوأ الأحوال يوماً أو بعض يوم وربما أيام قلائل جداً .. ولكنه أستمر ما يقرب من خمسة وأربعين يوماً لتدمير العراق كله شعباً وأرضاً وحضارةً ، وحين أدى الحلف الأميركي مُهمته الشريرة تلك بادرَ المجرم بوش الأب بإعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد في فجر الثامن والعشرين من شباط عام 1991 .

لقد واجَهَ أبناء الشعب العراقي وجيشهُ الباسل وقواته المسلحة وقيادته ومناضلو البعث هذا العدوان الغاشم بجهادية عاليةٍ وبصلابة مُنقطعة النظير، بل دكت صواريخ الحق العراقية في الثامن عشر من كانون الثاني عام 1991 والطائرات الأميركية تلقي بحممها الحارقة على شعب وأرض العراق .. دكت تل أبيب حيث ضربت القوة الصاروخية العراقية البطلة تل أبيب بأمر من الرفيق الشهيد صدام حسين رحمه الله بـ 43صاروخاً فأحدثت الذعر والويل والثبور في صفوف جلاوزة الكيان الصهيوني الاغتصابي كما تناقلته وسائل الأعلام العالمية حينذاك ، وحصل هذا لأول مرة عبر ستة عقود من تاريخ حروب العرب مع الكيان الصهيوني والصراع العربي الصهيوني .


 ياأبناء شعبنا المجاهد

لم يكتف المعتدون الاميركان والصهاينة وحلفائهم بما أحدثوه من دمار عبر ( قصفهم التمهيدي ) وضرب قوات الجيش العراقي البطل في ساحة العمليات ، بل أردفوه بصفحة الخيانة والغدر التي أوكلوها إلى النظام الإيراني الفارسي ومرتزقته وعملائه من قوات ( بدر ) العميلة وعناصر حزب الدعوة العميل فاستهدفوا جنود الجيش العراقي وضباطه وعناصر الأجهزة الأمنية وقوات الشرطة والمحافظين ومناضلي البعث بالقتل وخصوصاً في محافظات العراق الجنوبية ومحافظات الفرات الأوسط ( البصرة - ذي قار - ميسان - القادسية - المثنى - بابل - كربلاء - النجف - الكوت ) كما قام الحزبان الكرديان العميلان وعصابات ( البيشمركة ) بالدور ذاته في محافظات ( دهوك - اربيل - السليمانية ) وامتدوا إلى محافظة التأميم ، ولسخرية المسميات سمو هذه الأعمال الخيانية الغادرة والبشعة ( بالانتفاضة ) واليوم يُقدمون للمحاكمة مناضلي البعث وقادة الجيش العراقي الباسل لأنهم دافعوا عن وطنهم بوجه العدوان الثلاثيني وبوجه المتسللين الإيرانيين وعملائهم في صفحة الخيانة والغدر وهم الأولى بالمحاكمة لأنهم قتلوا أبناء الشعب ونهبوا أمواله ومنها مخازن الحبوب التي تُمول بطاقته التموينية كما دمروا المدارس والمستشفيات والمصانع والمعامل .

ولم يتوقف عدوان المعتدين عند هذا الحد بل فرضوا خطوط حظر الطيران في شمال العراق وجنوبه والتي وظفوها اليوم لتحقيق تقسيم وتفتيت العراق إلى دويلات طائفية وعرقية متقاتلة تنفيذاً لإرادات أميركا وإيران والتي تناغمت فيها مشاريع المحتلين الاميركان ( بايدن وغيره ) .. ومخططات العميل عبد العزيز الحكيم المُؤتمر بأوامر واشنطن وطهران ، وذلك بعد تحقيق عدوانهم الغادر الجديد في العشرين من آذار عام 2003 والذي أفضى إلى احتلال بغداد في التاسع من نيسان من العام نفسه ، مستفيدين من قرارات الحصار الجائر وإنهاك العراق بالقرارات الغاشمة وفرض طوق العزلة حوله واستخدام القواعد الأميركية المحيطة به لضربه وتدميره .

 يا ابناء شعبنا العظيم

ولكن ارادة القتال والدفاع عن المبادئ لدى قيادة العراق الوطنية ومناضلي البعث ووعي الشعب العراقي البطل فجر اعظم مقاومة شعبية مسلحة في التاريخ وتصاعدت العمليات الجهادية على نحو غير مسبوق من حيث العدد ونوعية العمليات فصدق وعد القائد الشهيد صدام حسين القائل بان الغزاة سينتحرون عند اسوار بغداد .

لقد مرت خمس سنوات على الغزو وشعبنا صامد ويقاتل الاحتلال ورسم بتضحيات شهداءه ملحمة خالدة حازت على اعجاب العالم كله وغيرت مجرى تطور احداثه ، فبعد ان كان غزو العراق ، كما خططت له امريكا ، تمهيد وخطوة لابد منهما على طريق السيطرة التامة على العالم من قبل امريكا ، اصبحت الاخيرة تواجه اخطر تحد في تاريخها وتبخرت اوهام اقامة امبراطورية عالمية . ولئن كانت امريكا قد قررت شطب العراق ارضا وشعبا من الخارطة بتقسيمه الا انه احبط المؤامرة وغير مجرى الصراع بفضل مقاومته الوطنية المسلحة التي ترسم اليوم للعالم طريق الحرية والاستقلال وتضع حدا لوجود قوة عالمية تنفرد بالسيطرة على العالم .

لقد اعاد حزبنا العظيم رسم دروب التحرر للعالم اجمع بتنظيمه للمقاومة المسلحة والاعداد لها وتفجيرها وادامتها وضمان تمثيلها لكل مكونات العراق ، فاستحق بجدارة مضافة صفة حزب التحرير والشهادة . اننا اذ نحتفي بذكرى العدوان الثلاثيني نجدد العهد لشعبنا بان البعث باق على عهد مواصلة النضال جنبا الى جنب مع كافة فصائل المقاومة العراقية من اجل تحرير العراق والتمسك برفض عقد مساومات مع الاحتلال والاحتكام للبندقية المقاتلة في حسم كل القضايا المرتبطة بالصراع المصيري .

ستبقى ذكرى العدوان الثلاثيني محفزا جبارا لنضال شعبنا للصمود وتحقيق الاهداف الوطنية والقومية التحررية .
الله اكبر.. والرحمة والغفران لشهدائنا الأبرار وفي مقدمتهم سيد شهداء العصر صدام حسين .
عاشت المقاومة الوطنية العراقية المسلحة امل شعبنا في التحرير
.

 

 

 

 

قيـــادة قطـر العـــراق

مكتــب الثقــافــة والاعـــلام

في السابع عشر من كانون الثاني 2008

بغــداد المنصــورة بالعــز بـاذن الله

 

 

 

شبكة المنصور

الاربعاء / 08 محـــــرم 1429 هـ الموافق  16 / كانون الثاني / 2008 م