حِزْبُ البَعْثِ العَرَبي الاشْتِرَاكي                                                                أُمةٌ عرَبِيةٌ وَاحِدَة   ذاتُ رِسالَةٍ خَالِدَة

        قيادة قطر العراق                                                                              وحدة    حرية   اشتراكية

 

سيبقى استشهاد القائد صدام حسين رمزا لعظمة الامة العربية وبعثها الخالد

 

يا أبناء شعبنا المجاهد 

 

تمرُ علينا اليوم الذكرى الثانية لاستشهاد الرفيق القائد صدام حسين الذي اغتالته أيادي  الغدر الأميركية  الصهيونية الفارسية صبيحة أول أيام عيد الأضحى المبارك ، فكان رحمه الله بحق شهيد الحج الأكبر وعنواناً كبيراً للتضحية والفداء من اجل المبادئ والذود عن السيادة الوطنية والهوية الوطنية والقومية .

 

إن اغتيال الشهيد القائد صدام حسين كان تعبيرا حاسما عن والتلاقي الأمريكي – الإيراني وخلفهما ومعهما الصهيونية العالمية ، والإصرار على تدمير تجربة النهضة القومية العربية الناجحة في العراق ، والتي كان البعث وفارسه المقدام صدام حسين مهندسها ،  لذلك استهدف المُحتلون وصنائعهم ثورة البعث في العراق ، منذ تأميم النفط عام 1972 وتحقيق التغيير الجذري في العراق ممثلا في إزالة الفقر والأمية وبناء قاعدة علمية تكنولوجية متينة وجيش عظيم مقتدر ووصول العراق الى عتبة النادي العالمي لدول الدرجة الاولى ...الخ ، في محاولة إجرامية لإجهاض مشروع النهضة القومية العربية في العراق ، كما اجهضو من قبل تجربة محمد علي باشا والقائد المرحوم جمال عبد الناصر في مصر .

 

لكن البعث وقيادته التاريخية استوعبت دروس تجربة مصر فأعدت العراق شعبا وإمكانات لأجل إحباط المخططات الاستعمارية الدولية والإقليمية فكانت ملحمة أم المعارك الخالدة ، المستمرة منذ عام 1991 وحتى الآن ، التي أكدت أن الإنسان العربي قادر على المقاومة الناجحة وعلى دحر الأعداء مهما كانت قوتهم وإمكاناتهم .

 

لقد سجل التاريخ بأحرف من نور أن شعب العراق ، بقيادة البعث وفارسه الشهيد صدام حسين ، قد أعاد كتابة تاريخ العالم مرة أخرى وأضاف إلى سجله العريق مأثرة عجزت قوى  عظمى عن تسجيلها وهي جعل أمريكا تغرق في رمال العراق بعد أن تم غزوه ، وبدء معركة الحواسم ، الفصل الختامي في أم المعارك الخالدة ، التي لعبت وتلعب فيها المقاومة العراقية المسلحة بقيادة شيخ المجاهدين ( عزة ابراهيم )  دور المحطم لآمال الاستعماريين كلهم والمحبط لمخطط تحويل العراق إلى منطلق لغزو المنطقة كلها من اجل السيطرة المنفردة على العالم .

 

لقد نجحت المقاومة العراقية الباسلة بكافة فصائلها ، والتي اعد لها قبل الغزو بسنوات وأطلقها ووفر لها مستلزمات الاستمرار والنصر حزبنا العظيم ، نجحت في تمريغ انف أمريكا في وحول الهزيمة العسكرية والتي قادت إلى هزيمة ستراتيجة مدوية ووضعت أسس تفكك النظام الامبريالي الرأسمالي الأمريكي من داخله ، وتجلى ذلك في الانهيارات المالية والتي ما كان لها أن تقع لولا الاستنزاف المميت في العراق . من هنا فان العداء للبعث وقائده الشهيد تعزز بتبلور حقد اسود على من تسبب في هزيمة أمريكا وإحباط مشروعها الكوني الاستعماري وهو البعث وقائده صدام حسين . وكان أوضح مظاهر هذا الحقد والعداء هو توكيل إيران وعملاءها في العراق مهمة تصفية القيادة العراقية الشرعية تحقيقا لهدفين مترابطين هدف الانتقام وهدف تصفية القيادة الوحيدة في العراق التي نجحت في تأهيله ليعيد صنع التاريخ الإقليمي والعالمي .  

 

إن قرار ( اجتثاث البعث ) سيء الصيت وقرار حل الجيش العراقي وملاحقة قادة البعث وكوادره وفي مقدمهم الرفيق الشهيد صدام حسين رحمه الله هو تعبير دقيق عن تلك الحقيقة ، خصوصا بعد أن  تصدوا للاحتلال وباشروا عمليات المقاومة الباسلة ، وحين  تمكن المحتلون من أسر القائد الشهيد صدام حسين أحالوه ورفاقه إلى محاكم صورية باطلة أستطاع  بمبدئيته العالية وشجاعته الفائقة أن يحاكم هو المحتلين وعملائهم وكانوا صغاراً أمام قامته العملاقة  بقوة الحق والجهاد فزاد ذلك من دعم الجماهير للبعث وقيادته وتوفرت فرص اكبر لتحرير العراق ، مما حدى بهم إلى الاستعجال بعملية اغتياله .

 

لقد جسد القائد الشهيد صدام حسين مشهداً بطولياً فريداً أثناء اغتياله فقد وقف شامخا عظيما لا يرهب الموت ورفض وضع غطاء على وجهه فيما كان جلادوه جبناء غطوا وجوههم ، ونطق بالشهادة مرتين بصوت جهوري هادر ورباطة جأش وقوة بأس ، وهُتف عاشت فلسطين حُرةً عربية في رمقه الأخير ، فمثل مآئرة جهادية عَزَّ نظيرها في الإيمان بالله والثبات على المبادئ الوطنية والقومية ، وكان بحق الابن البار للبعث والشعب والأمة .

 

لقد كان استشهاده عامل إلهام كبير لرفاقه المناضلين البعثيين ولمجاهدي المقاومة الأبطال لتصعيد العمليات الجهادية بوجه المحتلين وعملائهم وحتى يتحقق الظفر الحاسم المُبين ، كما كان محفزا لكل أحرار الأمة العربية للانخراط في النضال المقدس ضد العدو الثلاثي أمريكا وإيران والكيان الصهيوني .

 

ورغم اغتيال الشهيد ورغم حرمة جثث الموتى فان العملاء الجلادين رقصوا بخسه ودناءة حول جثمانه الطاهر ، ومارسوا الطقوس الصفوية الفارسية بإيعاز من أسيادهم في  طهران خصوصا التمثيل بجسده الطاهر وطعنه بالسكاكين وأعمدة الحديد من قبل المالكي شخصيا ومقتدى الصدر والحكيم وغيرهم فسجلت إيران موقفا هو العار بذاته .  

 

يا مجاهدو العراق وأحرار العرب والمسلمين الشرفاء وأحرار العالم اجمع

لقد استهدف المحتلون الاميركان متعمدين باغتيال القائد الشهيد صبيحة أول أيام عيد الأضحى المبارك استفزاز مشاعر العرب والمسلمين كلهم ، كما كشف هذا الفعل الدنيء طبيعة الحلف الأميركي الصهيوني الايراني الذي استهدف الشهيد صدام حسين ليس لشخصه فحسب وإنما ايضا لانه مثل البعث بمبادئه وعدالة قضاياه وضمير الشعب والأمة الحي وصورة إنبعاثها الحضاري الجديد . لقد سجل التاريخ بصفحات سود أن قرار اغتيال الشهيد كان قرارا أمريكيا أما التنفيذ فقد عهد به إلى عملاء إيران تأكيدا للتلاقي الستراتيجي الأمريكي الإيراني ضد الأمة العربية ونهضتها ووحدتها القومية .

 

لكن البعث كما في كل مراحل تاريخه المجيد حول الاغتيال إلى محرك جديد ومضاف لتصعيد النضال الشعبي المسلح والسياسي من اجل التعجيل بتحرير العراق ، ويدفع بمناضلي البعث للتمسك أكثر فأكثر بهويتهم البعثية المشرفة ، والتي جسدتها حقيقة أن قادة البعث في الأسر أو في سوح القتال اكدو أنهم الطليعة الباسلة للأمة العربية في معارك التحرير والوحدة العربية . كما ان الاغتيال ومشهد صدام البطل الاسطوري الذي طغى فيه ، ادى الى ظهور جيل جديد من المجاهدين الشباب الذين انخرطوا بالالاف الى الحزب بعد الاغتيال .

 

سيبقى استشهاد سيد شهداء العصر صدام حسين  المنار الهادي للمجاهدين البعثيين ولفصائل المقاومة الوطنية والقومية والإسلامية ولكل أبناء العراق والأمة العربية لمواصلة الجهاد وتصعيده وتوسيعه حتى بزوغ صبح التحرير والنصر المبين والاستقلال الناجز خصوصا في العراق وفلسطين والاحواز .

 

المجد لسيد شهداء  العصر صدام حسين ورفاقه الابطال الشهداء طه ياسين رمضان وبرزان التكريتي وعواد البندر السعدون ، وكافة شهداء العراق والأمة .

المجد لبندقية المقاومة المسلحة الاداة الاساسية للتحرير .

وعاش العراق حرا عربيا واحدا تتعايش فيه كل مكوناته بمساواة وعدالة .

وعاشت الأمة العربية المجيدة هويتنا ومجد انتماءنا .

تحية لرفاقنا الابطال الصامدين في سجون الاحتلال .

 

 

 

 

قيـــادة قطـر العـــراق

في الثلاثين من كانون الأول / ٢٠٠٨ م

بغــداد المنصــورة بالعــز بـاذن الله

 

 

 

شبكة المنصور

الاثنين  / ٠٢ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٣٠ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م