حِزْبُ البَعْثِ العَرَبي الاشْتِرَاكي                                                                أُمةٌ عرَبِيةٌ وَاحِدَة   ذاتُ رِسالَةٍ خَالِدَة

        قيادة قطر العراق                                                                              وحدة    حرية   اشتراكية

    مكتب الثقافة والاعلام

 

الانهيار المالي والاقتصادي وهزيمة المحتلين الاميركان في العراق

 
يا أبناء شعبنا المجاهد

 

منذ انهيار القطبية الثنائية في العالم بَعدَ انهيار الاتحاد السوفيتي وأميركا تُمارس هيمنة القطب الواحد على العالم وقد استهلت هذه الهيمنة بشنها العدوان الثلاثيني الغاشم على العراق عام مع 1991 مع حلفائها وفرض الحصار الجائر وشن عدوان العشرين من آذار عام 2003 واحتلال العراق في التاسع من نيسان من العام نفسه .. وقبل ذلك احتلت أفغانستان وما زالت تواصل احتلالها للعراق وأفغانستان .

 

بيدَ ان المقاومة العراقية الباسلة أجهضت مخطط الاحتلال الذي أراد أن يجعل العراق منصة إنطلاق لتنفيذ ( مشروع الشرق الأوسط الكبير ) واستمرار هيمنة أميركا على العالم كله ، وقد أسهمت هزيمة أميركا المنكرة في العراق بخسائرها المادية والمالية والبشرية الباهظة في تقويض وضعضعه القدرات العسكرية والمالية الأميركية فضلاً عن تمرغ سمعتها السياسية في الوحل .. وقد بان ذلك ناصعاً في أحداث جورجيا الذي عبرت فيها روسيا عن موقف مستقل جديد يرفض الهيمنة الأميركية على العالم والكيل بمكاييل مُزدوجة إزاء مصائر الشعوب . كما بانت المواجهة الساخنة للعديد من دول أميركا اللاتينية فنزويلا وبوليفيا وهندوراس والاكوادور لأميركا. وقد ترافق ذلك كله بالارتفاع الكبير في أسعار النفط وانخفاض قيمة الدولار على نحو تدريجي مقابل العملات العالمية . كما برزت على نحو لافت للنظر أزمة الرهن العقاري عام 2007 والتي تفاقمت عام 2008 وترافق معها إفلاس العديد من البنوك الأميركية الرئيسية وانخفاض البورصات والأسهم على نحو دراماتيكي ، وقد برزت تداعيات الانهيار المالي والنقدي والاقتصادي الأميركي على أوربا والعالم كله بفعل الهيمنة الاحتكارية الرأسمالية الأميركية على اقتصادات العالم كلها تحت أغطية ( العولمة ) و ( النظام العالمي الجديد ) ، ولم تنفع محاولات بوش في ضخ الأموال وإستحصال موافقة الكونغرس الأميركي على رصد 750 مليار دولار في تفادي الانهيار الذي يُعبر عن عمق أزمة النظام الرأسمالي الاحتكاري العالمي في أعنف دورة كساد وركود لم يشهدها منذ أزمة الكساد الكبير عام 1929 .

 

وقد بانَ إنحسار الهيمنة الأميركية الرأسمالية على العالم في بروز الموقف الأوربي المُستقل عن الموقف الأميركي والذي عبرت عنه المانيا وروسيا عبر قمة دول ( مجموعة اليورو ) في باريس وبعدها قمة الاتحاد الأوربي في بروكسل وتصريحات الرئيس الفرنسي ساركوزي والمستشارة الالمانية إنجيلا ميركل عن عدم بقاء أميركا القوة الاقتصادية والمالية المهيمنة على العالم وضرورة قيام نظام مالي ونقدي جديد .


كما انعكست أزمة الانهيار المالي والنقدي والاقتصادي الأميركي على سباق انتخابات الرئاسة الأميركية وبرزت في تفوق باراك اوباما المرشح الديمقراطي على المرشح الجمهوري جون ماكين في استطلاعات الرأي .. وفي تزايد السخط الشعبي الأميركي ضد استمرار الوجود الاحتلالي للقوات الأميركية وعَدَّها عاملاً أساسياً من عوامل الانهيار المالي والاقتصادي في أميركا والذي يُنذر بعواقب خطيرة على الاقتصاد الأميركي واقتصاد العالم كله .. وعبر هذا الخضم من مسلسل هذا الانهيار الاقتصادي - الأميركي فأن ادارة المجرم بوش تحاول استثمار الانخفاض في أسعار النفط الى ما دون نصف الأسعار الذي بلغته في منتصف العام الحالي نتيجة الانكماش المالي والاقتصادي بمحاولة تعزيز المخزون النفطي الأميركي الذي دأبت عليه أميركا لادامة نظامها الاستغلالي العالمي .. ومن هنا تأتي ضرورة تضامن بلدان العالم الثالث وخصوصاً النفطية منها إتباع سياسات مالية ونفطية مُستقلة وحازمة لتفادي انعكاسات الانهيار المالي والاقتصادي وتداعياتها على اقتصادات شعوب هذه البلدان ومستقبلها ومصائرها .


يا أبناء شعبنا المقدام


ان اما يجري الان من انهيارات في النظام الراسمالي الامريكي بشكل خاص يثبت ان حزبنا كان سباقا في توقع ما يحصل الان خصوصا منذ عام 1991 ، ولهذا فَعلت مقاومتكم الباسلة مستندة الى فهم عميق لواقع العالم فعلها المؤثر الكبير في هزيمة المُحتلين الاميركان وبُروز النهج المستقل والايذان ببروز الأقطاب الجديدة في العالم بديلاً لنظام الهيمنة الأميركية على العالم . ومن هنا يبَرز استثماركم الفاعل لتداعيات الانهيار المالي والاقتصادي الأميركي بتصعيد عملياتكم الجهادية الباسلة لكي تبلغوا النصر المبين الذي بُتم على قاب قوسين او أدنى منه ، وما محاولة أميركا توقيع إتفاقية الاذعان التي تسميها ( الاتفاقية الأمنية البعيدة المدى مع العراق ) إلا محاولةً بائسة ويائسة لتغطية هزيمتهم المُدوّية وليَس أدل على ذلك من تصدع وتشرذم أطراف عمليتهم السياسية المخابراتية والصراعات الحادة بينهم ولم تفلح محاولات نغروبونتي مساعد وزيرة الخارجية الأميركية في تفاديها عبر جولته وطوافه في منتجع دوكان واربيل ، بتنسيق مع عملائهم الأذلاء طالباني وبرزاني والمالكي ، وبغداد ونينوى والبصرة والانبار والتي تعامل فيها مع ما يَعدّه كيانات مُجزئة لا رابط بينها بغية التمهيد الفعلي لتفتيت العراق قبل رحيل القوات الأميركية المحتوم في أمد غير بعيد .

 

ان ضربات المقاومين المجاهدين والثوار الاحرار تتصاعد في بقاع العراق كلها من أقصاه الى أقصاه وتبرز بشكل واضح وجَلي عمق الترابط بين هزيمة المُحتلين الأوباش في العراق وإنهيارهم المالي والاقتصادي و يعني ذلك فشل النظام الرأسمالي وسقوط الامبريالية الأميركية ونظامها العدواني بل صَيرورتهما وجهان لعملية واحدة تؤذن بتحرير العراق واستقلاله ونهوض الامة العربية كلها وصيرورتها قطباً فاعلاً ورئيسياً مع أقطاب العالم المتنامية في روسيا والصين والهند وأميركا اللاتينية وأوربا ، في البناء المتوازن للعالم الجديد واستئناف دور الامة العربية المعهود في بناء صرح الحضارة الانسانية وتقدمها المنشود .

 

عاشت المقاومة العراقية الباسلة .
وعاش العراق الأبي والامة العربية المجيدة وأرادتها في النهوض القومي والانساني الجديد .
ولرسالة امتنا الخلود .
المجد والخلود لشهداء الامة العربية الاكرم منا جميعا وعلى راسهم شهيد العصر القائد صدام حسين .

 

 

 

 

قيـــادة قطـر العـــراق

مكتب الثقافة والاعلام

٣٠ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م

بغــداد المنصــورة بالعــز بـاذن الله

 

 

 

شبكة المنصور

الخميس  / ٠١ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٣٠ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م