مستقبل النفوذ الايراني في العراق و تأثيره على دول المنطقة

 

د. عبد الكريم الحسني

شبكة المنصور

 

 

 



نبذة تاريخية..

من المعلوم لكل متابع أن الامبراطورية الفارسية قد احتلت العراق قبل الاسلام بفترة طويلة تزيد على الف عام، حيث تعاون ( كورش الاخميني ) مع اليهود الذين سباهم ( نبوخذ نصر ) في بابل، وبهذا التعاون بين الفرس و بين اليهود تمكن الفرس من احتلال العراق، حيث أن ( نبوخذ نصر ) حاصر أورشليم ( القدس) في سنة ( 597 ق.م ) و انتصر على ملكها ( يهو ياقيم ) الذي اضطر الى الاستسلام و بذلك عين نبوخذ نصر ملكا جديدا اسمه ( صدقيا ) على أورشليم، و سبى نبوخذ نصر كل يهود أورشليم و تم جلبهم الى العراق و أسكانهم في منطقة تدعى ( نهر الخابور ) في شمال العراق و بذلك مكن اليهود من التجمع في المنفى و الاستمرار في ممارسة تقاليدهم و تكوين مجتمعهم المنعزل الخاص بهم...
و تبعه السبي الثاني سنة ( 586 ق.م )على اثر نقض الملك ( صدقيا ) لعهده بالولاء لـ ( نبوخذ نصر ) حيث دخلت جيوش نبوخذ نصر أورشليم مرة ثانية في ( 4/تموز/586 ق.م ) و تم اقتياد اليهود الى العراق ايضا، و استمر التعاون قائما بين الفرس المجوس و بين اليهود و لحين ظهور الدين الاسلامي.
و عند مجيء الاسلام و بالتحديد في زمن الخليفة الثاني ( عمر بن الخطاب ) تم دحر و اسقاط الامبراطورية الفارسية و طردها من أرض العراق على يد القائد العربي المسلم ( سعد بن ابي وقاص ) في معركة القادسية، وبقوة السيف دخل الفرس في الدين الجديد ( الدين الاسلامي ) على انقاض دياناتهم المجوسية السابقة. و حينها قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه – بخصوص الفرس: ( يا ليت يكون بيني و بين الفرس جبل من نار )، و هذا يدل دلالة قاطعة بأن خليفة المسلمين كان يدرك آنذاك ما يحمله الفرس من أحقاد في أعماقهم و من الشر القادم الذي يحملونه، خاصة وأن الفرس عقدوا مؤتمرا برئاسة ( يزدجرد ) الامبراطور الفارسي آنذاك تحت شعار ( الاسلام هو الذي قضى على الامبراطورية الفارسية و لاعادة مجد الامبراطورية يجب القضاء على الاسلام ).
واستمر هذا الشعار قائما منذ ذلك التاريخ و لحد الآن*.
ومن المهم ذكره هنا هو أن اليهود استفادوا كثيرا في بابل حيث اقتبسوا الكثير من حضارة البابليين في مختلف ميادين الحياة، و كان السبي البابلي عاملا قويا في تطوير الدين اليهودي في القرون التالية..
وهنا لابد من ذكر أن اليهود في بابل تعاونوا مع الفرس الاخمينيين آنذاك، و هم الذين مكنوا الملك ( كورش – الاخميني الفارسي ) من احتلال بلاد بابل ( العراق، سورية و فلسطين و عاصمتها القدس).
وبذلك عقد الفرس واليهود حلفا سمح بموجبه لليهود ( أسرى نبوخذ نصر ) بالرجوع الى فلسطين، و مكن الملك الفارسي كورش اليهود من بناء ( هيكل سليمان ) في أورشليم على نفقته.
وقد عين كورش الفارسي المدعو ( زربابل ) كأول حاكم تابع للدولة الفارسية على اليهود في أورشليم.
وهكذا فان التعاون و التحالف بين الفرس و بين اليهود قائما منذ ذلك الزمن البعيد و استمر و حتى عند ظهور الاسلام و بعده و الى يومنا هذا ...
ان الأقوام الفارسية دخلت الاسلام بالسيف خلاف جميع أقوام الأرض التي دخلت الاسلام بالايمان به و القبول به، فالمسلمون في الصين و المسلمون في دول جنوب الاتحاد السوفيتي السابق في أوزبكستان و أذربيجان و كزاخستان و دول القوقاز و غيرهم، دخلوا في الاسلام دون حروب تذكر بل بعد الايمان و القبول بهذا الدين الجديد حتى أصبح مجموع المسلمين حوالي مليار و نصف المليار من مجموع سكان الأرض البالغ ستة مليارات نسمة.
ان في أعماق الفرس نظرة توسعية على حساب الشعوب الأخرى وان اعتدادهم بتسمية الدولة الفارسية يفسر ذلك، رغم سقوطها في بدايات ظهور الاسلام ولكنهم اسنمروا بهذه التسمية لغاية عام ( 1937 ) حيث تم تغيير اسمها من (الدولة الفارسية) الى (ايران) نتيجة احتجاجات القوميات الأخرى المكونة لهذه الدولة و هم العرب والبلوش والاذريين و الاكراد و غيرهم.


* لقد تم ابداله في زمن الخميني بـ ( تصدير الثورة الاسلامية ) لكنه بنفس المعنى، لا أدري ما هو الاسلام الذي يصدرونه الى الخارج .. حيث أن الاسلام فرض عليهم بالسيف.
حيث ان هؤلاء يمثلون الاكثرية الساحقة من الشعوب الايرانية الى جانب القومية الفارسية التي استأثرت بالسلطة بحيث لا يمكن أن يكون الرئيس الايراني الا من القومية الفارسية و لثلاثة أجداد وفق دستورهم.

التعاون السياسي و العسكري بين الفرس و بين البرتغاليين

ما بين عامي ( 1252 – 1343 م ) تم التحالف القوي بين الفرس من جهة و بين البرتغاليين من جهة أخرى ضد الدولة العثمانية و تضمن التحالف تقسيم المشرق العربي الى مناطق نفوذ بينهما تكون فيه مصر للصفويين و تكون فلسطين للبرتغاليين، وقد استطاع الفرس من احتلال (البحرين) في الخليج العربي.
وقد تصدت الدولة العثمانية للدولة الصفوية الفارسية و انتصر العثمانيون على الجيش الصفوي في معركة (جالديران) و دخل العثمانيون (تبريز) منتصرين وبذلك انتصر (سليم الأول) على الفرس بعد أن استولى على الكثير من الأقاليم التي كانت بأيديهم.
وقد نشبت حروب كثيرة بين الفرس وبين العراق بعد الاسلام و كانت معاهدة (أرضروم) عام 1847 م خير شاهد على عدم التزام الفرس بالمعاهدات التي يعقدونها مع العراق وكذلك بروتوكولات الاستانة عام 1913 م حيث حنثت دولة الفرس بجميع معاهداتها مع العراق.

التعاون السياسي و العسكري بين الفرس وبين الكيان الصهيوني

أدناه بعض يسير من حقائق التعاون:-
1. ذكرت صحيفة الاوبزرفر اللندنية عام 1980 (( أن اسرائيل ترسل قطع غيار طائرات ( F-14 ) و أجزاء مروحيات و صواريخ على متن سفن متوجهة الى ايران ))، وهنا لا يخفى على أحد أهمية التعاون العسكري بين اسرائيل و ايران ضد العراق العربي المسلم آنذاك.
2. التقرير الأمريكي الذي أعدته مصلحة الأبحاث التابعة للكونغرس الأمريكي المنشور في الصحف عام 1981 م حيث أكد فيه (( اسرائيل تهرب الأسلحة و قطع الغيار الى ايران )).
3. تقرير المركز الدولي للابحاث السلمية في ستوكهولم جاء فيه (( زيادة الانتاج الحربي لاسرائيل و بنسبة 80% من الصادرات الاسرائيلية هي صادرات أسلحة و قطع غيار الى ايران )). والمصدر هنا هو ( جريدة لوبانا الفرنسية ).
4. ذكرت صحيفة الوطن الكويتية في 3/6/1985 معلقة على المجزرة التي قام بها (أعوان ايران) في لبنان في 2/6/1985 وهم يهتفون (لا اله الا الله و العرب أعداء الله) محتفلين بمجزرتهم في مخيم صبرا الفلسطيني حيث خلفوا أكثر من (3000) بين قتيل و جريح.
5. حافضت ايران الفارسية على موقفها من اسرائيل اثناء الحروب العربية – الاسرائيلية الثلاث ، حيث واصلت ايران تزويد اسرائيل بالنفط في فترة الحظر النفطي الذي فرضه العرب في السبعينات من القرن الماضي. وقد ساهم اليهود البالغ عددهم (100 ألف) يهودي ايراني بالمحافظة على عافية حركة التجارة الايرانية الاسرائيلية النشيطة.
6. صرح وزير الخارجية الاسرائيلي (ديفيد ليفي) لجريدة ها آرتس الصهيونية عام 1997 (( أن اسرائيل لم تقل في يوم من الايام أن ايران هي العدو )).
7. أثبت العميل السابق في جهاز الاستخبارات البريطانية (ريتشارد تملس) في كتابه (الموساد) وثائق تدين جهاز الموساد الاسرائيلي بأنه زود ايران بكميات كيميائية (أي من الاسلحة الكيمياوية).
8. ذكرت جريدة (السياسة) في عددها الصادر بتاريخ 24/4/2006 ما يلي (( عاد الى اسرائيل في الاسبوع الماضي ثلاثة مهندسين بعد أن عملوا لمدة عشرين يوما في ترميم بنى تحتية قريبة من المنشأة النووية في مدينة بوشهر الايرانية تضررت من هزات أرضية سابقا، و نقلت صحيفة يديعوت احرنوت عن أحد المهندسين ــ لقد أدهشنا حجم الفجوة بين المواجهة العلنية الاسرائيلية-الايرانية و بين عمق التعاون التجاري بين الدولتين اليهودية والايرانية ــ .
9. نشرت جريدة الغارديان في 30/6/2006 للكاتب البريطاني (سيمون تيسدال) مقالا بعنوان (التاريخ يزود رؤية ايران للعراق بوقودها) و قال (( ان الزعماء الايرانيين و ان اختلفوا مع ادارة بوش فهم ممتنون لها لانها خلصتهم من حكم صدام.
10. التواطؤ الايراني مع الامريكان عند احتلال افغانستان والعراق حيث صرح الكثير من المسؤولين الايرانيين البارزين و منهم علي خامنئي عندما قال (( لولا ايران لما استطاعت امريكا من احتلال افغانستان و من احتلال العراق )).


الأحلام التوسعية للفرس الجدد

بعد سقوط شاه ايران (محمد رضا بهلوي) في عام (1979) و مجيء الخميني الى السلطة في ايران ... فان أول عمل قام به الخميني هو عدم اعترافة باتفاقية عام 1975 و التي وقعت في الجزائر بين العراق وبين ايران لتنظيم العلاقات الحدودية، و لذلك فاستمرت ايران احتلالها الأراضي العراقية التي كانت محتلة أصلا و التي التزمت ايران بالانسحاب منها .. و هي مناطق في شط العرب، و منطقة (سيف سعد) الحدودية و منطقة (زين القوس)، فها هو بني صدر (أول رئيس جمهورية ايرانية في زمن الخميني) يتساءل لماذا يطالب العراق ببضع كيلومترات على الحدود مع أن العراق كله جزء من ايران ... ! و هاهو رفسنجاني يعلق :- اذا طالب العراق باستعادة أراضي حدودية فاننا سنطالب ببغداد ... ! . و لقد جاء في خطبة الجمعة لخامنئي أنه لايعتبر التدخل في شؤون العراق تدخلا في شؤون بلد آخر، لأن الخميني هو امام الايرانيين و العراقيين على السواء ... !. و استمر الفرس الجدد في تجاوزاتهم على العراق رغم أن معظمهم ومنهم الخميني كان يقيم في العراق لمدة 14 سنة قبل أن يزف كالعروس من باريس الى ايران لاستلام السلطة.
ان أعمال و تصريحات الفرس الجدد مهدت كثيرا لقيام الحرب الايرانية العراقية التي نشبت في 4/9/1980 و استمرت ثمانية سنوات الى أن توقفت في 8/8/1988 بالرغم من صدور ستة قرارات من مجلس الأمن الدولي تدعو لوقف القتال ووافق العراق عليها جميعا و رفضتها ايران حتى أرغمت بسبب التفوق العراقي على القبول بقرار مجلس الأمن رقم (598) بعد صدوره بفترة، حيث قال الخميني في وقتها (كان أفضل لي أن أتجرع السم على أن أقبل بقرار وقف اطلاق النار) و مات حاقدا و ملعونا.
لقد أطلق الخميني ستراجيته المعروفة و هي :
1. (ولاية الفقيه) و الهدف منها اختصارا نشر التشيع بين المسلمين في كل العالم حيث أن الفرس الجدد و هم يروجون للطائفة التي ينتمون اليها يعتقدون بأن الولاية العامة على المسلمين منوطة بأشخاص معينين (الأثنا عشر)*، قد اختارهم الله كما يختار أنبياءه و هؤلاء أمرهم كأمر الله و عصمتهم كعصمة رسل الله، لكن آخر هؤلاء الأئمة حسب اعتقادهم غائب منذ عام 260 هـ ، أي قبل أكثر من 1200 سنة، وهو ( محمد بن الحسن العسكري ) حيث غاب في (سرداب) بمدينة سامراء في العراق و كان عمره خمس سنوات و هم الآن ينتظرون خروجه. ولذلك فأن الفرس يحرمون أن يلي أحد منصبه في الخلافة حتى يخرج من مخبئه، و لهذا فأن الولاية العامة التي تشمل (السياسة، الاقتصاد، اقامة الدولة، الافتاء ..... الخ)، تكون من خصائص الغائب و هي موقوفة حتى يرجع من غيبته التي طالت كما ذكرنا أكثر من 1200 عام، و قد تطول أكثر من ذلك بكثير، وهنا يقول الخميني (أنه يرى ضرورة تولي الفقيه منصب الغائب في رئاسة الدولة و تسيير شؤونها).وقد ألف كتابه المسمى بـ (ولاية الفقيه) أو (الحكومة الاسلامية) و هو عبارة عن محاضرة القاها الخميني (عندما مقيما في النجف بالعراق) ،القاها على طلاب كلية الفقه بالنجف أواسط السبعينات من القرن الماضي. و رغم وجود معارضين كثر ينتمون الى نفس الطائفة في العراق وايران لمبدأ (ولاية الفقيه) الا أن ايران ملتزمة به منذ مجيء الخميني الذي نصب نفسه (فقيها) لايران ولكل أتباع طائفته في أرجاء المعمورة... و بعد وفاته تم تنصيب (علي خامنئي) فقيها لايران و مستمرا لحد الآن وهو المرجع الأعلى في جميع الأمور (السياسة، الاقتصاد، اقامة الدولة، الافتاء .... الخ).
2. تصدير الثورة الاسلامية .. ان مشكلة الفرس بعد القضاء على امبراطوريتهم المجوسية تكمن في انهم دخلوا الاسلام بالسيف أي في عدم ايمانهم بالاسلام كرسالة و دخلوه مرغمين. وقد قاموا بقتل رموز الاسلام حيث تم قتل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب ( ر ) على يد فيروز ابو لؤلؤة المجوسي (حيث كان قد دخل الاسلام)، وتم قتل الخليفة علي بن ابي طالب (كرم الله وجهه) على يد عبد الرحمن بن ملجم. وقتلوا الكثير من رموز الاسلام الاخرين. وقد أدخلوا و حرفوا و فسروا الكثير من الآيات القرآنية و الاحاديث النبوية الشريفة حسب رغباتهم و أهوائهم وشككوا في الكثير من الثوابت.


*الخليفة علي بن ابي طالب (ر) ثم ولده الحسن ثم ولده الحسين ثم علي بن الحسين (زين العابدين) ثم
محمد الباقر ثم جعفر الصادق ثم موسى الكاظم ثم علي الرضا ثم محمد الجواد ثم علي الهادي ثم الحسن العسكري و آخرهم لاوجود له ولم يخلق أصلا وهو محمد بن الحسن العسكري ( المهدي المنتظر ).

ولذلك بدأ الفرس* يعملون (و منذ سقوط امبراطوريتهم الفارسية) على اعادة مجد الامبراطورية الفارسية وفي معتقدهم أن هذا لا يتم الا بالقضاء على الاسلام. كذلك ان عقيدتهم تقول و تزعم أن الرسول (ص) أوصى بالخلافة لعلي بن ابي طالب (ر ض)، فلما مات رسول الله تآمروا عليه و أغتصبوا منه الخلافة...!
ولذلك أصبح (تصدير الثورة) أي التوسع الاقليمي همهم الشاغل حيث أنهم يريدون الانتقام للامبراطورية الفارسية.
ومما يجدر ذكره هنا هو الدور الفارسي في اسقاط الدولة العباسية في بغداد عام (1258 م) الموافق (656 هـ) على يد هولاكو، حيث اتخذ الخليفة العباسي (المستعصم) وزيرا له من الاصول الفارسية و اسمه (ابن العلقمي) الذي عمل على اضعاف الدولة العباسية و استطاع أن يقنع الخليفة بتقليل اعداد الجيش ثم اتصل بالتتار يشجعهم على غزو بغداد وبذلك تم سقوط الدولة العباسية وانهاءها فقتل الخليفة والقادة والعلماء و أحرقت بغداد بمكتباتها العامرة آنذاك و تم احراق كل شيء تمكنوا منه و أصبح عدد القتلى على يد هولاكو نحو مليونين من أبناء العراق و هذا معروف و كتب عنه الكثير من الأدباء و الباحثين منهم (ابن كثير) في كتابه (البداية والنهاية) و (ابن خلدون) في كتابه (تأريخ ابن خلدون).
و في عام (1503 م) قامت الدولة الصفوية (الفارسية) على يد مؤسسها (اسماعيل بن حيدر الصفوي)بقتل أكثر من مليون شخص عربي مسلم لا لشيء الا لكونهم رفضوا الدخول في طائفته بعد أن غير انتماءاته الطائفية (لسبب شخصي). وقد حاول الصفوين ومازالوا تغيير مراسم الحج الى مكة المكرمة وابدلوها بالحج الى (مشهد) لكنهم فشلوا في ذلك.
والآن فأن التدخل الايراني الواسع النطاق في جميع مجالات الحياة السياسية والعسكرية و الاقتصادية والاجتماعية في العراق جعل لعاب الفرس يسيل حول طموحاتهم (اعادة مجد الامبراطورية الفارسية) مستخدمة هذه المرة وجودها في العراق للانطلاق نحو الدول المجاورة والاقليمية وخاصة جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق و خاصة (أذربيجان، أوزبكستان، كزاخستان، .... الخ) والتي فيها أغلبية مسلمة أو أقلية مسلمة لبناء علاقات طائفية وايجاد موطيء قدم يسمح لها بالتحرك المستقبلي.
ان الفرس يستخدمون الظروف الجديدة التي تمر بها المنطقة لخدمة طموحاتهم التوسعية ومنها :-
1. سعيهم المتواصل للحصول على السلاح النووي، وهناك مؤشرات تدل على أنهم يعملون بسرعة للوصول الى هذا الهدف.
2. نفوذهم الكبير في العراق.
3. تسترهم بالدين الاسلامي كغطاء.
4. عداؤهم المزعوم والخادع للامبريالية الامريكية و للحركة الصهيونية.
حيث ظهر جليا لكل متابع بأن النفوذ الفارسي في العراق كبيرا و في قيادة الحكومة العراقية الحالية ويسمونهم بـ (النفوذ الصفوي)، فايران تسيطر بشكل شبه كامل على وزارة الداخلية العراقية بواسطة المليشيات العديدة التابعة لها، وقد استخدمت هذه بامتياز باشعال نار الفتنة بين الطوائف في العراق وخاصة بين المسلمين مستخدمة البعض (ممن لهم ولاءات طائفية وجذور تابعة لايران) وبالرغم من أن النظام العراقي السابق حاول تسفير البعض من التبعية الفارسية الى ايران لكنهم عادوا بعد احتلال العراق بأعداد مضاعفة، وكانت النتيجة خطيرة جدا على المجتمع العراقي حيث استطاعت ايران من تفكيكه وهي تحاول الآن بقطع جنوب العراق بالكامل ليستقل في ما بعد بما يسمى (فدرالية الجنوب) تمهيدا لضمه اليها مستقبلا، مستفيدة تأريخيا من ضم (امارة الأحواز العربية) التي كان يحكمها الشيخ خزعل وضمها الى الأراضي الفارسية بالكامل عام 1925 م ، بعد التواطؤ البريطاني مع الفرس آنذاك وتم تغيير اسم هذه الامارة العربية الى (الأهواز). وكانت هذه الخطوة الأولى باتجاه الأطماع الفارسية في محاولة منها لاعادة مجد الامبراطورية الفارسية السابقة.
وليس بعيدا تصريح (بني صدر) أول رئيس جمهورية ايرانية عام 1980 عندما كان يتفقد الجيوش الايرانية المحتشدة على الحدود الايرانية العراقية قبيل بدء الحرب المعروفة بايام حيث قال (( لو اتجهت جيوش ايران غربا فاننا لا نستطيع ايقافها الا بعد استرجاع كل الاراضي التي وطئتها أقدام الجنود الفرس ))،وهنا فلا يخفى على أحد بأن المقصود بكلمة غربا هو العراق و أراضي الدول المجـاورة في تركيـا و سوريـا و الخليج العربـي رغم أن ايران

* تم تغيير اسم الامبراطورية الفارسية الى (ايران) في عام 1937 م اثر الاحتجاجات العارمة للأقليات الايرانية الأخرى غير الفارسية (العرب، البلوش، الأذريين، وغيرهم).
أصبحت بالفعل محتلة للعراق اضافة الى الاحتلال الامريكي، وأصبحت ايران الان على حدود دول جوار العراق وسيكون تأثيرها كبيرا على الدول المذكورة وعلى جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق أيضا.
ان الأطماع الفارسية تجاوزت الأراضي العراقية و العربية ووصلت الى أفغانستان حيث تعمل الآن جاهدة على ايجاد موطيء قدم لها هناك واستطاعت أن تجد بؤرا طائفية تدين لها بالولاء وكذلك في باكستان أيضا.
وان وجودها على بحر قزوين يجعل من السهولة انطلاقها الى جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق مستغلة وجود أغلبية مسلمة في بعض هذه الجمهوريات لتستخدمها في نشر أفكارها الطائفية ومن ثم تنفيذ مخططاتها التوسعية المعروفة. ورغم أن الموقف الايراني كان ( منحازا الى أرمينيا المسيحية ضد أذربيجان المسلمة ) في الصراع الدائر بينهما حول أقليم ( نوكارنوكرباخ ) الا أن هذا الموقف يوضح تماما المساعي التوسعية لايران حيث انها مستعدة للتعاون مع الشيطان في تنفيذ مخططاتها وبلوغ أهدافها وذلك بخلق بؤر توتر في تلك الجمهوريات أولا ثم تسخدمها لاحقا لخدمة أهدافها.
وحتى في موسكو العاصمة الروسية فان ايران تسعى ومنذ سنوات للعمل بين الأقلية المسلمة هناك حيث أن وجود السفير الايراني في صلاة الجمعة في جامع التتار في ( براسبكت ميرا ) الى جانب امام الجامع يشكل دليلا واضحا على المحاولات الايرانية البائسة لنشر مبادئهم الطائفية بين المسلمين ( حيث أن في ايران يوجد أكثر من عشرين مليون مسلم من الطائفة الكبرى ولا يوجد فيها مسجدا واحدا لهم يؤدون فيه صلاتهم في يوم الجمعة )، وبعد أن أنشأت ايران سفارتها في اللينينسكي براسبكت ( شارع نافاتروف ) الحقت بسفارتها بناء ( حسينية ) لتستخدمها في نشر أفكارها الطائفية بين المسلمين الروس. حيث تقوم بتوزيع منشوراتها ومطبوعاتها على المسلمين.

مخططات الفرس التوسعية في المنطقة العربية
لقد أصبحت ايران الآن محتلة للعراق بشكل فعلي حيث تقوم ( اطلاعات ) بتنفيذ السياسة الايرانية في العراق في مجمل المرافق وهذا يعني أن ايران أصبحت على حدود الدول العربية وخاصة سوريا، ورغم أن النظام السوري كان ( محتويا ) لايران ابان الحرب الايرانية العراقية الا ان ايران الآن أصبحت ( محتوية ) للنظام السوري لاسباب معروفة، وان أصابع الاتهام هنا تشير الى أن النظام السوري هو المسؤول عن ادخال النظام الايراني الى المنطقة العربية وخاصة الى لبنان، وقد تمكن النظام الايراني من تمويل بعض المنظمات السورية واللبنانية ماديا وخاصة الجمعيات والمدارس الدينية وغيرها في محاولة لاستغلالها وتغيير انتماءاتها الطائفية وذلك بنشر مؤلفات الفرس وبالذات مؤلفات الخميني التي تدعو الى ( ولاية الفقيه ) والى ( تصدير الثورة الاسلامية في ايران )، وهناك محاولات تجري من بعض الايرانيين الشباب للحصول على الجنسية العربية السورية وتوجد محاولات أخرى على بعض الشباب لتغيير مذهبهم طائفيا، وكذلك فان زواج الشابات الايرانيات من الشباب السوريين العرب جارية على قدم وساق وخاصة في محلة السيدة زينب الكائنة قرب العاصمة دمشق (حيث تأتي العوائل الايرانية للزيارة) والهدف الايراني منها هو تهجين المجتمع العربي السوري.
كذلك فان البعض من الايرانيين قد استخدموا جوازات سفر عراقية ( لسهولة الحصول عليها كون الداخلية العراقية منظوية تحت تأثير اطلاعات الايرانية )، واستخدموها للدخول في معظم الأقطار العربية وخاصة مصر ودول المغرب العربي (تونس و الجزائر وليبيا التي فيها جالية عراقية كبيرة)، وبدأوا محاولاتهم بنشر أفكارهم الطائفية لقاء اغراءات مادية من ناحية والتأثير على الشباب هناك مستفيدة من الحرب الأخيرة بين لبنان والكيان الصهيوني و التي دامت اربع وثلاثون يوما، حيث فجر هذه الحرب (حزب الله اللبناني)، وهو تنظيم تموله ايران ماديا وتؤثر عليه ثقافيا وسياسيا وعسكريا.
ان هذه الأمور الخطيرة ستصبح خارج السيطرة اذا لم تنتبه الاقطار العربية بأجمعها وتقف بوجهها خاصة وان ايران تتمتع بنفوذ كبير في الخليج العربي فهي تحتل جزيرة في الخليج تابعة اداريا للكويت وتسيطر على حقل نفطي تحت مياه الخليج العربي وتدعي ان هذا الحقل مشترك مع الكويت ولم تعمل الكويت شيئا حتى على مستوى الاعلام، وكذلك تحتل ومنذ عام 1970 ثلاثة جزر عربية هي (طنب الكبرى و طنب الصغرى وابو موسى) في وسط الخليج العربي تابعة للامارات العربية المتحدة ولم تعمل الامارات شيئا هذا اذا ما علمنا ان جالية فارسية مؤثرة سياسيا موجودة في الامارات، وكذلك في البحرين حيث ان عملية ابتلاعها من ايران جارية على قدم وساق. وكذلك في المملكة العربية السعودية وبالذات في منطقة الاحساء حيث يوجد نفوذ ايراني محسوس.
ان أقطار الخليج العربي بأجمعها يصعب على الانسان العربي دخولها ويصعب ايضا على الكفاءات العلمية العربية من دخولها والعمل فيها لكنها في نفس الوقت تفتح ابوابها مشرعة امام العمالة الآسيوية تحت شتى المبررات.
وعلينا أن لا ننسى الحقد الفارسي المتأصل على العرب فهم يظهرونه كل ما كانت الظروف مؤاتية. ويجب أن نتذكر هنا العرض الايراني على واشنطن بعد احتلال أمريكا للعراق مباشرة حيث ذكر تلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية ( بي.بي.سي) أن ايران عرضت على الولايات المتحدة بعيد غزو العراق في ابريل – 2003 :- ( وقف دعم ايران لحزب الله اللبناني، ولحركة المقاومة الاسلامية ـ حماس ـ )، مقابل تخلي أمريكا عن العقوبات المفروضة من قبلها على ايران. وقد ورد هذا الاقتراح الذي رفضته واشنطن في (رسالة سرية غير موقعة) سلمتها سويسرا الى واشنطن ... هذا هو الخداع الايراني للعرب.
ومعروف أن التواجد الايراني في الأقطار العربية يتم تنظيمه وقيادته وتوجيهه من قبل (قوة القدس) وهي شبكة تنتمي الى (الحرس الثوري الايراني) ومهمتها هي ممارسة النشاطات الارهابية خارج الأراضي الايرانية، وقد استطاعت هذه القوة من تأسيس (حزب الله في العراق) والذي بدأ يمارس أعمالا ارهابية بشعة لم تعرف سابقا مثل عمليات ثقب الأجساد بــ (الدريل) وهو جهاز كهربائي يستخدم في ثقب الصخور والجدران، وقد استخدم في ثقب أجساد الطيارين العراقيين الذين تم اغتيالهم بسبب مشاركتهم في الحرب الايرانية العراقية سابقا، وكذلك استخدم ضد العلماء العراقيين وأساتذة الجامعات وحملة الشهادات العليا من العراقيين.
وتعتبر (قوة القدس) هي القوة المميتة داخل الحرس الثوري الايراني وينسب اليها تنفيذ مجموعة الانفجارات في بغداد بتأريخ 16/1/2007 والتي طالت طلبة الجامعة المستنصرية والاحياء السكنية في شارع حيفا وفي حي الدورة وفي شــارع الشيخ عمر حيث بلغ مجموع القتلى من العراقيين أكثر من( 203 ) شخص وجـــــرح أكثر من ( 250 ) في يوم واحد، كذلك ينسب اليها انشاء ( معسكر مكة ) حاليا في الصحراء العراقية قرب منطقة (عرعر) السعودية، وينسب اليها أيضا احتجاز موظفي السفارة الأمريكية في طهران سابقا.

دور الفرس في العراق

ان المشهد العراقي يغرق بالدماء أكثر فأكثر وان موجة العنف اشتدت واتسعت بشكل لايمكن لأي قوة أن تحتويها لأن الوضع في العراق أصبح خارج السيطرة تماما، وان البلد افتقد الأمن والاستقرار وهيكل الدولة... الخ.
ويبدو أن العرب العراقيين أدركوا قبل غيرهم بأن الطوفان قادم وستكون أضراره ونتائجه أكبر وأخطر من (طوفان تسونامي) الذي أحدثه زلزال (سومطرة) في المحيط الهادي. ولا أعتقد أن الوقت ببعيد الذي يدرك فيه العرب، كل العرب بل وكل العالم حجم الخطيئة التأريخية التي ارتكبت بالصمت أو التواطؤ على احتلال العراق وهو الوقت الذي لاينفع فيه الندم... ولهذا بدأ البعض من العرب يدرك أن المقاومة العراقية هي خط الدفاع الأول عن الهوية العربية وعن المصالح العربية وعن المستقبل العربي، حيث أصبح العراق ساحة حرب تتصارع فيها المصالح العربية ضد المصالح المشتركة لأمريكا و ايران و اسرائيل، هذه الحرب التي لايعرف الكثيرون متى تتوقف أو متى تنتهي بسبب غباء السياسيين الأمريكان وعمى الألوان الذي أصيبت به واشنطن.
ان تحريك مئات الألوف من الفرس عبر الحدود من ايران الى العراق (حيث أصبح عددهم يزيد عن المليونين ايراني) والعمل على اصدار شهادات الجنسية العراقية لهم وهويات الأحوال المدنية ومن بعدها اصدار جوازات السفر لهم وبطاقات الحصة التموينية وشراءهم للعقارات والأراضي في العاصمة بغداد وفي محافظات الوسط والجنوب وتهجير العرب الأصلاء بشكل رئيسي من بغداد بالارهاب والقتل والاختطاف واغتصاب أملاكهم بحجج واهيه كالارهاب ودعم المقاومة من جهة أو بحجج أنهم من البعثيين، هذه السياسة والتصرفات الايرانية هي نفس السياسة التي اعتمدها الصهاينة في فلسطين سابقا ومازالوا، لتصبح أرض العراق أرضا فارسية، وهذا ما طالب به بعض أعضاء لجنة كتابة الدستور بأعتماد (القومية الفارسية) كاحدى القوميات الأخرى في العراق ليكون واقعا يجب التسليم به لاحقا.
واليوم نشهد الاستيطان الفارسي في العراق ومنذ احتلاله في 9/4/2003 ساري على قدم و ساق، ويعتبره الفرس انتقاما من (التنظيف الكبير) الذي قام به بحق النظام السابق وذلك عندما أشرف على تنظيف العراق من الخونة والجواسيس من الصهاينة ومن الفرس.
وبدأت ايران بتنفيذ مخططها التوسعي السريع والذي حذرت القيادة العراقية السابقة منه في مناسبات عديدة. وتعاونت ايران مع الكيان الصهيوني في ذلك لأنهما تجمعهما فكرة واحدة تأريخية للاستيطان.
ان الكيان الصهيوني أنشأ أكبر شبكة تجسس صهيونية في شمال العراق (كردستان)، وان جميع الصهاينة دخلوا من ايران تحت حماية (الحرس الثوري الايراني) وتحت مسميات عديدة منها (فيلق بدر المسمى بفيلق غدر بزعامة هادي العامري، وما يسمى بجيش المهدي بزعامة مقتدى الصدر، وقوة القدس التابعة للحرس الثوري الايراني وتحت مسميات كثيرة أخرى).
والمهم هنا أن هناك في ايران (مجلس سري) يشرف عليه الرئيس الايراني نفسه وبتوجيه من الآيات الفارسية وهو (مجلس الاستيطان الفارسي في العراق)، ومن أعضاءه العاملين في العراق من حملة الجنسية الفارسية هم :-
1. عبد العزيز طبطبائي وابنه الأرعن، المسمى (عبد العزيز الحكيم).
2. ابراهيم الأشيقر، المسمى ( ابراهيم الجعفري ).
3. هادي عامري، المسمى (هادي العامري - قائد فيلق غدر).
ويعمل تحت مجلس الاستيطان هذا ( خلية العراق ) عدد من الخونة ممن منهم الآن أعضاء في ما يسمى (مجلس النواب). ومن ضمن قرارات المجلس المذكور هو تحويل بغداد تحت الحكم الفارسي الكامل وهذا يجري تحت مسامع الأمريكان الأغبياء، حيث صرح (روبرت غيت) المسؤول الأمريكي أثناء مقابلته للعاهل السعودي الملك عبد الله في يوم الأربعاء 17/1/2007 بأنه (( يجب العمل سوية لأن يكون العراق حاجزا منيعا أمام التوسع الايراني في المنطقة ))، متناسيا تحالف المصالح بين أمريكا وايران وان امريكا هي التي أدخلت ايران الى العراق وهي التي تتحمل مسؤولية ذلك.
ورغم أن ايران مشغولة الآن ببرنامجها النووي (حيث ادعت بأنه برنامجا سلميا) فانها أكدت على لسان رئيسها بأن (سلاحها النووي لم يوجه نحو اسرائيل مطلقا) ونحن نتساءل:- لمن سيوجه اذا ؟ هل سيوجه الى العرب؟ أم هل سيوجه الى المسلمين؟ وفي كل الأحوال فان نصيب دول تركيا، جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق سيكون كبيرا ... وهذا ما يجب الانتباه منه ولذلك يجب العمل بكل الطاقات على منع ايران من تصنيع سلاحها النووي.
اننا في هذه الأيام الحالكة نفتقد خط الدفاع الشرقي عن هذه الأمة ممثلة بالعراق الذي أهدر دمه وأستبيح دم شعبه حتى تجاوز عدد قتلاه سبعمائة وخمسون الفا من أطفاله و شبابه وشيوخه ونساءه لحد الآن وفق احصاءات دولية رسمية.
ان ثلاث كيانات رقصت طربا على أشلاء العراق وعلى اغتيال الشهيد البطل صدام حسين الذي تم اعدامه في صبيحة عيد الأضحى المبارك في الثلاثين من ديسمبر 2006 ... الكيان الأول في طهران حيث كان الموقف الايراني مخزيا وطائفيا حاقدا ولم يراع مشاعر وأحاسيس هذه الأمة العربية المسلمة، لقد عبرت ايران عن أحاسيس الانتقام والثأر و الحقد ... الكيان الثاني في واشنطن، فاذا كانت ايران قد فرحت وزغردت فان واشنطن بوش التي احتلت واستباحت العراق سوف تجد من يرد للعراق كرامته وسوف تهرب ملعونة مهزومة من أرض الحضارات، أرض العراق الذي علم البشرية الكثير الكثير، وسيكون لها درسا مرا وقاسيا لقرون طويلة قادمة...
والكيان الثالث هو الكيان الصهيوني الذي فرح طربا بازاحة المارد الأول.
ان الشهيد البطل صدام حسين كان يضع دائما الهم الفلسطيني على سلم أولوياته وكان يقول (( اذا انهار هذا السد سوف تبتلع ايران الوطن العربي كله )) ويؤكد (( ان هناك برنامجا فارسيا،صهيونيا،أمريكيا يسعى لتهويد المنطقة )) وكان يعلم تماما أن ايران سوف تعمل ما عجزت عنه ادارة الشر الأمريكية.
ان شعب العراق الأصيل وشعب المقاومة التأريخية الشريفة التي تسيطر على كل العراق (باستثناء المنطقة الخضراء) أسقطت كل الحسابات الأمريكية والصهيونية والفارسية ولطخت وجوه الأقزام الصغار (بوش وبلير وفارس) بالويل و الهزيمة.. وسيدفع الخونة والجواسيس الثمن غاليا يوم الثورة الكبرى من الشعب العراقي البطل.



 

شبكة المنصور

11/04/2007