|
ان قدر امتنا
العربية، ان تتوسط العالم
جغرافيا... وان تتمتع بمقومات
تاريخية استثنائية ...وبتراث
حضاري عميق
يمتد
الى اكثر من عشرة الاف سنة، واصبح
شعبنا العربي يمتلك مؤهلات كبيرة
ومتقدمة في النهوض والتقدم على
جميع شعوب العالم الاخر من كل
النواحي التاريخية والثقافية
والاقتصادية والحضارية وغيرها،
وبسبب خيراتها الوفيرة وثرواتها
الهائلة وموقعها الجغرافي مما جعل
اطماع الاعداء تتسارع في العدوان
عليها.
واذا نظرنا
الى تاريخ امتنا وخاصة منذ عشرة
الاف سنة والى الان نجده زاهيا
يفخر باكتشافاتة وبراعته في
المجالات العلمية وخاصة الزراعية
والصناعية، واسهاماته في مختلف
العلوم والمعرفة،
ونجده
وقد ساهم في اغناء العالم
وتعليمه الكتابة والقراءة واسس
الزراعة الحديثة انذاك والصناعة
والعلوم المختلفة... وعلوم البحار
واكتشاف اسرارها،
وجاء نزول الرسالة المحمدية على
هذة الامة العربية المجيدة التي
اختارها الله سبحانه باعتبارها
خير امة اخرجت للناس تامر
بالمعروف وتنهى عن المنكر، مما
تعزز دورها بين الامم وبرز رجالها
الاشداء ومفكريها يربطون بين
ماضيها وحاضرها فساهموا في نشر
الرسالة السماوية المحمدية على
اكثر من نصف سكان الارض ، وساهموا
في نشر القيم والمفاهيم العربية
الاصيلة، وتعاملوا مع الامم
الاخرى باصالة لم يكن يعرفها
الاخرون.
فاصبحت الدول
الغربية تتكالب على وطننا العربي
الكبير من اجل فرض نفوذها
ووصايتها بشكل مباشر او غير مباشر
, وتبدو وكأنها مختلفة فيما بينها
للحصول على ثروات هذه الامة , الا
انها يجمعها هدف واحد وهو تفتيت
هذه الامة، والحصول على جزء من
خيراتها وثرواتها...
فكان الهجوم
المغولي عام 1258م بقيادة
(هولاكو) الذي صاحبه سقوط الدولة
العباسية وعاصمتها بغداد ،عاصمة
الخلافة الاسلامية انذاك , فتم
تدمير البناء الحضاري والثقافي
والعلمي وحصل التدهور الكبير
المعروف وما زالت اثاره السلبية
باقية لحد الان , وتم هذا بمساعدة
الفرس الانجاس كما هو معلوم.
واصبح
ابناء امتنا العربية يجاهدون من
اجل وجودهم , ومن اجل اعادة
البناء والرقي واستطاعوا النهوض
من جديد في زمن القائد العربي
الشجاع صدام حسين المجيد رحمه
الله الذي نهض ببغداد وارسى وبنى
القاعدة العلمية الحديثة ،
الزراعية والصناعية وغيرها،على
اسس حديثة ليس في العراق فحسب بل
وفي جميع الاقطار العربية، وخاصة
في مواقفه القومية الى جانب شعبنا
العربي
في كل اقطاره وبالاخص شعبنا
الفلسطيني الذي امده باسباب القوة
والمنعة والدعم مما اسهم في تسريع
العدوان على العراق, وكانت
النتيجة الحتمية ان اغتالته
امريكا الصهيونية بمساعدة الفرس
الانجاس ايظا في صبيحة عيد الاضحى
المبارك كما هو معروف.
لقد فرضت
امريكا الصهيونية الهيمنة على
العراق في عدوانها في عام
1991م
عندما قادت جيوش
34
دولةغربية وغيرها من دول المنطقة
ومن اعتى جيوش العالم وتوجهت نحو
بغداد لاحتلالها لكنها
توقفت
عند اسوار العراق وعلى حدوده، في
الكويت الخائنة والعميلة
للامريكان والصهاينة، وتوقفت جيوش
الشر والحقد نتيجة للمقاومة
العراقية الباسلة من شعب و جيش
العراق البطل، وبذلك فرضت امريكا
واعوانهاحصارا جائرا على العراق
برا وجوا وبحرا استمر حتى الهجوم
البربري الغاشم والعدوان على
العراق في
09/نيسان
ابريل/2003،
بعد ان انفردت امريكا الصهيونية
بالقرار الدولي ومارست الكذب
والرذيلة والخديعة والتزويرلجميع
الحقائق لتبرر غزوها واعتدائها
على شعب العراق , حيث انكشف وتبين
خداعها للعالم على لسان وزير
خارجيتها( كولن باول) في مجلس
الامن الدولي الذي اعترف بكذبه
وافتراءاته على العالم .
فامريكا ومن ورائها الغرب ، نحرت
العراق لانه عربي مسلم بحق، ولانه
الخطر الاكبر على الصهاينة ولان
قوته قوة للعرب من المحيط الى
الخليج.
وايضا
كان الفرس المجوس يعتبرون الساعد
الايمن للامريكان الصهاينة في
عدوانهم على العراق وسمحت امريكا
الصهيونية واباحت للفرس المجوس
مااباحته لنفسها بل واكثر فتدخل
الفرس المجوس بشكل فاضح في العراق
وسيطر الفرس على معظم مرافق
الدولة وعلى تشكيل الحكومة
العميلة واصبحوا هم المسيطرين
الفعليين علىمايجري في داخل
العراق وخاصة على عمليات القتل
البشعة للكوادر العلمية من
العلماء والاطباء والضباط
والطيارين واساتذة الجامعة وغيرهم
من خيرة ابناء العراق بحيث اصبح
عدد الشهداء من العراقيين اكثر من
مليون ونصف المليون من ابناء شعب
العراق ومن الكوادر العلمية التي
بناها العراق خلال اكثر من خمس
وثلاثين عاما من الجهد والعرق.
وهنا يتوجب على الاقطار العربية
ان تدرك بان دولة الفرس لها مصالح
متشابكة مع دول الغرب دون استثناء
وانها خطر كاذب على الصهاينة في
فلسطين وانها تظمر العداء للعرب
لا للصهاينة .
وان الحركتين الصهيونية والفارسية
لهما نفس العوامل المشتركة في
التوجه الفكري ضد القومية
العربية.
كذلك استغل
الصهاينة المحتلين لفلسطين هذا
الظرف بسبب هيمنة امريكا
الصهيونية على العراق , فنجح
الصهاينة في فرض تنازلات قاسية
وقاتلة في بعض الاحيان على
الحكومات العربية بشأن قضيتنا
المركزية في فلسطين السليبة، وهنا
ايظا كان للفرس المجوس دورهم
القذر مثلما هم دائما فساعدوا
الصهاينة في لبنان ودمروا البنية
التحتية فيه وانشأوا المنظمات
التي تخدمهم وتخطط معهم فاصبح
لبنان مسرحا للجريمة لهم يصولون
ويجولون فيه ,وتدخل الفرس في
اليمن ايظا وحالوا العبث فيه،
كذلك اصبح جنوب السودان ميدانا
للتدخلات الاجنبية , وخلقوا له من
المشكلات التي تهدد مستقبله وتهدد
وحدة اراضيه وثرواته. وتم احتلال
الصومال من قبل اثيوبيا , واصبح
الكثير من اقطارنا العربية مهددة
اما بالتجزئة او الاحتلال...والان
في العاصمة الخبيثة( لندن)ومثلما
بدأ التخطيط فيها لتقسيم الامة
ولغزو واحتلال فلسطين بعد المؤتمر
الصهيوني الذي عقد في بازل
بسويسرا عام 1897م وما اعقبه من
مؤامرات والتي عقدت باجمعها في
لندن عاصمة التامر والدجل والخبث.
والان وفي بداية هذا الاسبوع بدأ
المؤتمر الصهيوني في لندن ايضا
تحت شعار(( المطالبة بتعويضات
الصهاينة المهجرين من الاقطار
العربية قبل واثناء وبعد تقسيم
فلسطين عام 1948م)) يالها من
مهزلة... والمؤتمر مازال منعقدا
في لندن ايظا... والهدف الرئيسي
من انعقاده هو طمس حق العودة
للفلطينيين المشردين منذ عام
الاحتلال والتقسيم 1948م ومنعهم
من العودة الى وطنهم والى بيوتهم
والذين مازالو يحتفظون بمفاتيح
ابوابها لحد الان ولا يخفى ابدا
على الانسان البسيط ماهو الشر
القادم الذي سيأتي على العرب من
بعد مؤتمر لندن الخبيث هذا ,
مثلما جاء الشر الى العراق بعد
مؤتمر لندن ( لاشباه الرجال من
التبعية الفارسية وممن اصولهم
ليست عراقية وممن كانوا ومازالوا
عملاء مزدوجين للامريكان والفرس ,
او للصهاينة والفرس , او
للبريطانيين والفرس) ومن الذين
وصلوا ارض العراق على ظهور
الدبابات الامريكية المحتلة
للعراق واستمروا يخدمون المحتل.
وهنا نريد ان
نذكر الاخوة بمأساة فلسطين لتكون
لنا درسا قاسيا ومؤلما لفهم
مخططات الاجنبي, وما يعانيه ابناء
شعبنا الفلسطيني ...
..
كانت فلسطين*
تمثل الهدف الاساسي في مشروعات
(هرتزل) لاستيطان الصهاينة وتاسيس
دولة صهيونية في فلسطين الا ان
محاولاته المباشرة وغير المباشرة
في محاولة اقناع السلطان
عبدالحميد الثاني بالموافقة على
هجرة الصهاينة الى فلسطين باءت
جميعها بالفشل , وكان اتصال
(هرتزل) بالسلطان عبد الحميد
الثاني يتم عن طريق وسيط يدعى _
شيفاليه دي نيولنسكي _ والذي كانت
له صلة بالباب العالي في اسطانبول
, ففاتح السلطان عبد الحميد في
طلب منح اليهود بعض الاراضي في
فلسطين بغية انشاء مستوطنة
مستقلة على نمط جمهورية (فينيسيا)
فكان الرد القطعي من السلطان
عبدالحميد بان قال: (( انصحوا
الدكتور هرتزل بان يحجم عن اية
خطوة اخرى في هذا الموضوع لاني
لااستطيع ان افرط بقدم مربع واحد
من الارض لانها ليست ملكي وانما
هي ملك الشعب الذي قاتل من اجلها
وهي معجونة بدمه ... ليحتفظ
الصهاينة بملايينهم ... فاذا قدر
لمملكتي ان تتبدد فعندئذ قد
يحصلون على ارض فلسطين مجانا ,
اما قطع اي شبر من ارضنا فهو
بمثابتة قطع قطعة لحم من جسمنا
.))
وقد اشار
الجنرال التركي رفعت اتيلفان في
كتابه _ الخطر المحيط بالاسلام_
بحثا مفصلا عن دور الصهيونية في
خلع السلطان عبدالحميد الثاني
والمؤامرات التي دبرت لاسقاطه
بسبب عدم رضوخه لمطالب الصهاينة
لمنحهم امتيازات في فلسطين حيث
يقول ( ان الشخص الوحيد في تاريخ
الاتراك عموما الذي عرف حقيقة
الصهيونية وقرر مقاومتها وكافحها
مدة طويلة لتحديد شرورها هو
السلطان عبدالحميد الثاني ، حيث
ان هذا السلطان التركي العظيم
كافح هذه المنظمات الخطرة مدة
ثلاث وثلاثين عاما بذكاء وعزم
وارادة مدهشة جدا كالابطال.) .
ففكر (هرتزل)
ان يتجه الى الحكومة البريطانية
التي كانت تظهر العطف على الحركة
الصهيونية منذ نشوئها بغية حصوله
على معونتها في استعمار العريش
وشبه جزيرة سيناء كبداية لتحقيق
المشروع الاصلي الذي يرمي الى
استعمار فلسطين. فجعل من مدينة
لندن سنة1902
م المقر المالي للحركة الصهيونية
, وقد لاقى هرتزل تشجيعا من
المسؤولين البريطانيين فقابل
المستر جوزف تشمبرلين وزير
المستعمرات البريطاني وفاتحه في
موضوع العريش وشبه جزيرة سيناء ,
ويروي هرتزل انه في نهاية
المقابلة سأل الوزير البريطاني :
هل يوافق على انشاء مستعمرة
صهيونية في شبه جزيرة سيناء ؟
فاجابه نعم اذا وافق اللورد
كرومر مندوب بريطانيا السامي في
مصر .
وفي اليوم
التالي قابل هرتزل اللورد لانسدون
وزير الخارجية البريطاني فاعرب له
الوزير عن تاييده لفكرة اقامة
مستعمرات يهودية في منطقة العريش
وشبه جزيرة سيناء وعن استعداده
لكتابة رسالة الى اللورد كرومر
يوصيه باستقبال ممثل هرتزل وتسهيل
مهمته الاستطلاعية . وقد اسفرت
زيارة ممثل هرتزل المدعو(
جرينبرج) لمصر عن تاييد اللورد
كرومر ورئيس وزراء مصر حينذاك
للاقتراح الرامي الى استعمار
الصهاينه لشبه جزيرة سيناء,
واقترح اللورد كرومر ايفاد بعثة
دراسية من الخبراء لبحث هذا
المشروع والطريقة التي يمكن
بواسطتها ري الصحراء من مياه
النيل , ولكن خبراء الري عارضوا
مشروع ارواء الصحراء من النيل ,
مما اضطر هرتزل الى التخلي عن
المشروع كلية ...
وبعد فشل
مشروع سيناء تقدم وزير
المستعمرات البريطاني باقتراح الى
هرتزل يرمي الى استيطان الصهاينة
اوغندا في افريقيا , وقد جرت
اتصالات حول الحصول على موزمبيق
من حكومة البرتغال , كما ورد ذكر
امكانية استعمار اجزاء من الكونغو
, ولكن هرتزل قال :(( ان هذه
المشاريع كلها لن تغير من
المخططات الصهيونية الاصلية بشان
استعمار فلسطين , واضاف ان امالنا
في تحقيق هدفنا النهائي لم تكن في
يوم من الايام اقوى مما عليه
الان. وسيقوى نضالي من اجل - ارض
صهيون- ويعظم ويشتد بفضل القوى
الجديدة التي اصبحت في جانبنا .))
ويموت هرتزل في الثالث من تموز
1904
وماتت معه جميع المشاريع
الصهيونية المتعددة , اذ اتخذ
المؤتمر الصهيوني السابع قرارا
بالتخلي عن جميع المشاريع
الاستعمارية الصهيونية خارج
فلسطين .
وانصرفت
القيادة الصهيونية الجديدة في
السنوات التالية الى مشاريعها
الاستعمارية في فلسطين بزعامة
الدكتور ( حاييم وايزمن) الذي وجد
في بريطانيا خير حليف للصهيونية
ومما شجعه على ذلك هو انتصار
الحلفاء بعد الحرب العالمية
الاولى وفرضت السيطرة البريطانية
على فلسطين ..
وقد استطاع
مكتب فلسطين الذي انشأته (المنظمة
الصهيونية في يافا) عام
1908
م وبمساعدة الصندوق القومي
الصهيوني من بناء منطقة سكنية
جديدة عام
1909م,
والتي اصبحت نواة مدينة الربيع(تل
ابيب) .
وقد نشطت
المؤسسات الصهيونية المالية في
بناء (الكيان الصهيوني في فلسطين)
وذلك باغتصاب الاراضي وتدريب
المستوطنين وانشاء المدارس
المهنية الصهيونية حتى تمكنت من
توطين نحوا من اربعين الف صهيوني
في فلسطين في فترة ماقبل نشوب
الحرب العالمية الاولى .
وبدأت الحرب
فتوقفت اعمال المؤسسة الصهيونية
مؤقتا عن العمل بسبب الحرب ولم
تكد الحرب تنتهي حتى بادر
الصهاينة الى اعادة تنظيم الحركة
الصهيونية على نطاق عالمي .
وتم عقد المؤتمر الصهيوني في لندن
عام 1919م الذي اعلن عن قيام اول
تنظيم للحركة الصهيونية داخل
فلسطين الذي مالبث ان تحول الى
الوكالة الصهيونية بدوائرها
السياسية , والتنظيمية, والمالية
, والدعائية وكذلك مكتبها المتخصص
في شؤون الهجرة.
وبذلك استكملت الحركة الصهيونية
في هذا المؤتمر وفي المؤتمر الذي
تلاه في لندن ايظا في عام 1920
وفي مقدمتها الصندوق الصهيوني
الجديد للاسكان والاستعمار.
وقد برزت
محاولات لتوطين الصهاينة في
العراق حيث كتب الدكتور (غروبا)
وزير المانيا المفوض في العراق
يقول: (( وقد حاولت بعض المنظمات
الصهيونية الانكليزية والفرنسية
مرات عديدة ان توطن في العراق
مجموعات من الفلاحين الصهاينة من
اوروبا الشرقية , لاتساع الارض
ووفرة المياه في العراق مع قلة
السكان الذين يقومون بزراعتها ,
وفي سنة
1907
اوفدت (جمعية التوطين الصهيونية)
التي مقرها لندن والتي كانت
تتعاون تعاونا وثيقا مع ( جمعية
الاتحاد الصهيوني) في باريس,
الصهيوني الفرنسي ( نييغو ) الى
بغداد لدراسة موضوع التوطين . وقد
بقي ( نييغو) قرابة خمسة شهور في
بغداد واقترح توطين خمسين
الف يهودي
، روسي وبولوني فايد المشروع وزير
مالية تركيا( جاويدبك) ولكن
السلطان عبدالحميد الثاني رفضه
ايضا...
وكذلك تسلم
الملك فيصل الاول خلال زيارته الى
لندن بتاريخ ايلول/1933
اقتراحا بتوطين مائة الف صهيوني
في العراق في دجلة السفلى , في
المنطقة المحصورة بين العزيزية
وكوت الامارة وعرضت على الحكومة
العراقية التي تم اغرائها حيث في
حالة قبولها، تحصل الحكومة
العراقية بعض الفوائد المالية ،
وخاصة تسهيلات في الحصول على قرض
كبير.
وكان
المفروض ان يكون قسم من هؤلاء
المائة الف صهيوني من المهاجرين
من المانيا،فارسل الملك فيصل
الاول هذا الاقتراح الى الحكومة
العراقية للنظر فيه وهذا مااكده
الدكتور خيري حماد في كتابه
(الصهيونية) في الصفحات (
43
-49).
وقد نشطت
الصهيونية بعد الحرب العالمية
الاولى وعملت على تحقيق اهدافها
باسناد وتشجيع من بريطانيا. واصبح
الباب مفتوحا على مصراعيه امام
الصهيونية بعد احتلال الحلفاء
لفلسطين في اواخر الحرب العالمية
الاولى وراحت تعمل بكل نشاط في
سبيل تحقيق مخططها الرامي الى
اقامة الكيان الصهيوني في فلسطين
.
وقد غدا
وعد بلفور (( وهو عبارة عن خطاب
موجه من وزارة الخارجية
البريطانية سنة
1917م
الى –لورد روتشيلد- بوصفه ممثل
اللجنة السياسية التابعة للمنظمة
الصهيونية وفي هذا الخطاب يعلن
وزير الخارجية البريطانية باسم
حكومته انهاتنظر بعين العطف الى
اقامة وطن قومي للصهاينة في
فلسطين )) غدا وعد بلفور هذا و
بعد قبوله في مؤتمر سان ريمو عام
1920
دستور السياسة البريطانية في
فلسطين وخاصة بعد ان اقر مجلس
عصبة الامم في
24/تموز/1922انتداب
بريطانيا على فلسطين , وقامت
الصهيونية تركز جهودهاعلى تنظيم
الهجرة الصهيونية الى فلسطين
واقامة المستعمرات الصهيونية فيها
لوضع اسس الكيان الصهيوني حتى
ارتفع عدد الصهاينة في فلسطين من
40
الف قبل نشوب الحرب العالمية
الاولى الى
55
الف في عام
1948.
وقد تمكن
وايزمن من اقناع البريطانيين بان
يكون فرقة يهودية تقاتل الى جانب
الحلفاء ، وكانت تلك الفرقة
الصهيونية هي نواة( الجيش
الصهيوني)لاول مرة وهي التي حاربت
خلال الفترة التي تلت اعلان قيام
الكيان الصهيوني. وكان لهذه
الفرقة علمها والذي اصبح فيما بعد
علم الكيان الصهيوني .
وهكذا نفذت الجريمة ، الخطة
الجهنمية المنطوية على طرد اكثر
من مليون عربي فلسطيني من وطنه
ومن ارضه فلسطين واحلال بدلا منه
شرذمة من شذاذ الافاق من المجرمين
من مختلف انحاء العالم محلها
بالاستناذ الى حراب الانكليز
ودعمهم وادعاءات وهمية زائفة بحق
بني صهيون في فلسطين.
وبعد ذلك
انتقل النشاط الصهيوني الى امريكا
،حيث ادركت الصهيونية ان نجم
انكلترا اخذ بالافول ولذلك قلا بد
للصهيونية ان تنقل مركز نشاطها
الى امريكا، بعد ان اصبحت لاتامن
جانب بريطانيا التي كانت سياستها
ترمي الى تحديد الكيان الصهيوني
وتسخيره لمصالحها الاستعمارية ،
فاتصلت الصهيونية باتحادات
ونقابات العمال واعضاء الحزبين
الجمهوري والديمقراطي في امريكا.
ولم يات
عام
1944 حتى كانت برلمانات
33
ولاية امريكية قد اصدرت توصيات
تؤيد فيها المطالب الصهيونية ، ثم
تحولت نشاطات الاجهزة الصهيونية
الى كسب تاييد الكونجرس الامريكي
للصهيونية وتمكنوا خلال اعوام
قليلة من تحقيق هذا التاييد
مستغلين في دعايتهم جهل وغباء
الرأي العام الرأي العام الامريكي
للقضية الفلسطينية . وهكذا اخذت
الصهيونية تلعب دورا مهما في
الانتخابات الامريكية وتستخدم
نفوذها للحصول على اكبر المكاسب
في مصلحة الصهيونية وتحقيق
اهدافها.
ومن ناحية
اخرى فقد وجد الصهاينة ظروفا
ملائمة في تسامح العرب تجاه
الاديان السماوية لنشر دعايتهم
ومفاهيمهم داخل الوطن العربي
والذي كان معظم اقطاره خاضعة
للنفوذ البريطاني ، فكانت مصر
المركز الرئيسي للحركة الصهيونية
والملاذ الحر لطبع منشوراتها فيها
. واغرب هذه المنشورات كتاب الفه
باللغة العربية كاتب صهيوني يدعى(
ايلي ليفي ابوعسل) عنوانه ( يقضة
العالم اليهودي) طبع بالقاهرة سنة
1934 وان مؤلفهذا الكتاب
يعتبر(هرتزل) صنوا لموسى(ع) وانه
ظهر لاتمام مهمة موسى. وهكذا
يجعل هرتزل في مصاف الانبياء
الذين يجب تقديسهم.
ولم تكن حياة الصهاينة في العراق
باقل استمتاعا واستقرارا فقد
تغلغلوا في جميع نواحي الحياة
العراقية السياسية والاجتماعية
والاقتصادية ، وعندما تشكلت حكومة
العراق المؤقتة في سنة 1920 كان
اول وزير للمالية في اول حكومة
وزير صهيوني هو (ساسون حسقيل)
وقد حدد تعيينه في كل الوزارات
التي تعاقبت على الحكم بعد تبؤ
الملك فيصل عرش العراق وكان
للصهاينة مقعد في كل من مجلس
النواب ومجلس الاعيان.
وقد حظي
الصهاينة بنفس المكانة والمعاملة
في البلدان العربية الاخرى ، فكان
منهم الوزراء مثل
الدكتور(بنزاكين) في المغرب
و(اندريه بسيس) و(اندريه باروخ)
في تونس.
وقد روى
المستشرق الفرنسي(جاك بيرك) انه
لما حاولت حكومة فيشي الفرنسية
الخاضعة لالمانيا الهتلرية ان
تضطهد صهاينة المغرب وقف
محمدالخامس ملك المغرب يدافع عنهم
ويحذر من ان يمسوا بسوء مؤكدا
انهم مواطنون عرب مغربيون.
هذه نماذج
عابرة عن تسامح العرب والمسلمين
مع الصهاينة وحمايتهم لهم.
ومن جملة
الجرائم التي ارتكبتها المنظمات
الصهيونية في سبيل حث اليهود على
الهجرة الى فلسطين والتي قامت بها
احدى المنظمات الصهيونية في
العراق سنة1951م
قامت بالقاء قنابل يدوية على
اماكن اليهود لارغامهم على الهجرة
الى فلسطين فقتل من جراء ذلك
يهوديان وجرح عدد اخر من اليهود
فهاجر بسبب ذلك
115
الف من يهود العراق الى فلسطين.
وقد اكتشفت الشرطة العراقية هذه
المنظمة الصهيونية السرية، فحكم
بالاعدام على اثنين من اعضائها
كما صدرت احكام تتراوح بين خمس
سنوات وثمان سنوات على صهاينة
اخرين وعلى اثر ذلك نشر مديرشرطة
بغداد كتابا بعنوان (سموم الافعى
الصهيونية) تضمن وقائع المحاكمة
والاحكام الصادرة وصور المجرمين
الصهاينة والاسلحة التي وجدت
معهم.*
والان ، وبعد مضي 60 عاما على
تقسيم فلسطين ، ونحن في منتصف عام
2008 بدأت الصهيونية تتخبط وتأمل
حل مشاكلها فتارة تقترح (حل
الدولتين) اي اقامة دولتين على
الارض الفلسطينية ،دولة للكيان
الصهيوني ... واخرى على جزء من
ارض فلسطين (كدولة فلسطينية).
وتارة تقترح الصهيونية
اقامة(اتحاد فدرالي
صهيوني_فلسطيني) كحل بديل بشرط
تخلي الصهاينة عن الحرم القدسي
الشريف للفلسطينيين مقابل تخلي
الفلسطينيين عن (ممارسة حق
العودة) .
وما زال الصهاينة ،يتخبطون...
يقترحون...يصرحون...ويكتبون في
الصحف، مثلما كتبت (هاارتس
الصهيونية في25/حزيران/2008)
وتدعوا الفلسطينيين للتخلي عن حق
العودة للاجئين مقابل التخلي عن
الحرم القدسي ، وعلى النقيض يكتب
صهاينة اخرون مثل(توماس فريدمان
في النيويورك تايمس في
04/حزيران/2008) ويقول ان الوقت
قد فات على حل الدولتين...!!!
يالها من مهزلة. حيث لايختلف
اثنان على ان فشل حل الدولتين
وكذلك حل الدولة الواحدة ، يخلق
حقيقة سياسية جديدة وهي ان
الصهيونية تهدف للترويج لحلول
اقليمية للقضية الفلسطينية ترحل
المسؤولية عنها لتحيلها الى دول
الجوار العربي وخاصة الاردن ومصر
رغم مافيها من مخاطر على القضية
وعلى الاردن ومصر.
ان الصهاينة وهم اليد الامريكية
الطولى، وهم في صلب الستراتيجية
الامريكية في المنطقة وان امريكا
لاتتخذ قرارا الا بتخطيط وبمباركة
وبمصلحة صهيونية ، عليها ان تدرك
ان المقدرة ليست لها بل ان القدرة
هي للمقاومة العراقية الباسلة
التي لقنتها درسا قاسيا، وما زالت
تفعل فعلها في كل شبر من التراب
العراقي،هذة المقاومة التي اجهظت
المشروع الامريكي وهي فعلا الممثل
الشرعي والوحيد للشعب العراقي.
واختصارا نقول ان امريكا تهدف و
تريد اسقاط العراق في قبضتها وفي
قبضة الصهاينة والفرس المجوس ،
فاذا كانت القضية الفلسطينية ليست
قضية الفلسطينيين بل هي قضية كل
العرب والمسلمين فلا نعتقد ابدا
ان شعبنا العربي وشعوب العالم
الاسلامي ستنسى قضيتها وتضعها على
الرف
اما قضية العراق ... فنقول ان
المحتل سيهرب وسينتهي و معه جميع
اذنابه ... وان العراق
وهوعظيم امته وكبيرها وسيفها
وهو الداعم لامته العربيه
والمحارب من اجلها سيبقى شامخا
برجاله الابطال.
ان موقف العراق المميز والمعروف
من القضية الفلسطينية، ان موقفه
هذا هو الذي اوصله الى هذا الحال
من الغزو والاحتلال ..والكل يعي
ويعرف ذلك..
ان العراقيين لايرتضون الذل ولا
يسكتون عن الحق وافعالهم يشهد لها
التاريخ ليس الان فقط بل ومنذ
عشرة الاف سنة
، وسيبقون اعزاء شامخين متمسكين
بالقيم العربية الاسلامية،
سيحيلون ليل العراق الى فجر يشع
بنوره على الدنيا باسرها وكما كان
دائما.
ورغم ان دولة الفرس المجوس قد
غدرت بالعراق واجرمت بحقه عندما
شاركت في جريمة غزو العراق
واحتلاله ، فانها اكدت لكل العالم
وبالاخص للحكام العرب الجهلاء
الذين يدعون بانهم(عقلاء) ولخونة
العراق ، اكدت ان الفرس هم اعداء
الداء حاقدين وجبناء وغادرين
للعراق ولامة العرب.
ولذلك فان الفرس المجوس يوظفون
قضية فلسطين لاجل اختراق الامة
العربية وتمزيقها للحصول على نفوذ
، والفرس ليسوا اعداء للصهاينة
ولا الصهاينة اعداء للفرس مهما
بلغت حدة الحروب الكلامية بينهما،
لذلك فان الصهاينة يريدون تقسيم
العراق وتقسيم الاقطار العربية
الى مجموعة من الدويلات الضعيفة
ليتمكنوا من الغائها متى شاءوا
ولا يريدون تقسيم دولة الفرس.
ان الفرس الذين استباحوا العراق
واستغلوا العراق وساهموا في تسهيل
مهمة الاحتلال في العراق قبل
واثناء وبعد الاحتلال ومازالوا ،
ووقعوا المعاهدات السرية مع
الصهاينة ومع المحتلين الامريكان
لتكبيل العراق والى عقود طويلة
قادمة ، عليهم ان يعرفوا ان ثقتنا
بشعبنا العظيم، هذا الشعب الجبار
الذي صنع الحياة وقاوم المستحيل
عبر اكثر من عشرة الاف سنة لم
ينكسر يوما وكان دائما هو المنتصر
في كل المعارك التي خاضها مع
الاعداء خلال هذا التاريخ الطويل،
وانتم ايها الفرس تعرفون ذلك جيدا
فلا ينفعكم التحالف مع الصهاينة
ولا مع الامريكان فشعبنا العظيم
لاتهزه رياح الحقد ولا تثنيه عن
صنع الحياة التي يريدها لنفسه
ولاجياله القادمة.
وان اية قوة مهما تعاظمت فان
صفحات تاريخنا المشرف تزخر
بالاحداث التي عصفت بالعراق ،
ونهض العراق معافى واصبح رقما
صعبا وخاصة في زمن الشهيد المجاهد
صدام حسين المجيد رحمه الله.
*
العرب واليهود في التاريخ
_الدكتور احمد سوسة
عاشت امتنا العربية المجيدة من
المحيط الى الخليج.
عاش العراق موحدا ارضا وشعبا .
عاشت فلسطين حرة عربية من النهر
الى البحر.
عاشت المقاومة العراقية البطلة .
عاش رجال البعث الابطال . |
