علاء الزيدي

شبكة المنصور

 

 

حديث يدور في كل مكان ، في اروقة السياسة ، في المنتديات الثقافية والسياسية ، في الاماكن العامة والخاصة ،

يدور بين السياسين ، وهواة السياسة ، بين المثقفين ، بين كل الاطراف المتصارعة والمشتركة بالنزاع الدائر على ارض المعمورة .

نحن بالعراق ، ماذا يمكن ان نتحدث ، ونناقش او نتوقع ،

بعضنا يسال عن مستقبل حكومة المالكي ، واخر يسال عن مستقبل الاحتلال الامريكي ، واخرين يناقشون موضوع الخطة الامنية ، وهل ستنتصر المقاومة الوطنية ام تتغلغل ايران اكثر وتتوغل بمخططاتها اكثر ، هل ستقوم امريكا بضرب ايران ، هل يتوغل العدوان الايراني وينال من مصالح امريكا في الخليج العربي ، وهل ارتكبت امريكا خطا فادحا عندما سمحت لايران ان تاخذ هذا القدر الكبير من اعمال التخريب في العراق ، ماهو مصير السياسين المستوردين من الخارج ، هل يستمر حال العراق من سيء الى اسوء ، وهكذا عشرات الاسئلة المتتابعة في هذا النقاش الدائر .

 والسياسي هنا يتعمد على المعطيات السياسية الموجودة على الساحة والمصالح المشتركة بين العالم الخارجي والعراق ، وعلى الترابط الجدلي بين هذا وذاك .

 المثقف العراقي ، شاهد منذ سنوات طويلة المخطط الامبريالي الامريكي الموجه على العراق خصوصا بعد اصدار قرار تاميم النفط وقانون الحكم الذاتي الذي يضمن حق الاكراد في العراق ، وبعدها الدور الفاعل والايجابي في دعم حركة عدم الانحياز ، وقيادة العراق البارزة واللامعة في هذا الميدان بالاضافة الى الدور البارز في جامعة الدول العربية والامم المتحدة وعلى مستوى دولي بشكل عام ، جعلت مؤشرا احمر يوحي بخطر كبير يهدد الاستتراتيج الامريكي ولاسيما وانه تمكن من اسقاط القطب الشيوعي الروسي المنافس والاستحواذ على مقاليد العالم .

 العراق ، بصغر مساحته ، وحداثت الجانب السياسي فيه ، لانه بلد غني يجعله من اهم الاهداف الاقتصادية في العالم لما يحتويه من خزائن ربانية من نفط ويورانيوم وزئبق و... و... و...

 بالاضافة الى قيادته الشابة الفتيه الجريئة التي افرزتها ضرورة الواقع السياسي المرير والتي جائت معبرة عن طموحات وامال الشعب العراقي وبحزب قومي تقدمي علماني ، يدعو الى وحدة الامة العربية وتحريرها من العبودية وتوزيع واستثمار الموارد الاقتصادية بشكل عادل ومحسوب منذ نهاية السبعينات وبدأت الموامرات تحاك على العراق وقيادته ، وبشتى الاساليب ، والمخططات بعضها مباشر او غير مباشر ، وكانت الحرب العراقية الايرانية ، وسرقت نفط العراق وخيراته ، واستفزاز العراق لغرض المطالبة بضم الكويت الى الوطن الام ، بعدها القرارات الجائرة من الحصار الاقتصادي والسياسي والاجتماعي على العراق وعزله عن العالم بشكل عام ، وضرب المفاعل النووي ، وتوجيه الضربات المتلاحقه الجوية المدمرة على العراق ، عدا الموامرات والفعاليات التي تقوم بشكل مخابراتي مباشر والتي كانت تستهدف العراق وقيادته ، كل هذا كان بتوجيه المخابرات المركزية الامريكية ، غايتها اضعاف العراق والسيطرة على خيراته بعد استهداف قيادته السياسية الحكيمة .

 ان ماحصل في 9/4/2003 لم يكن سقوط بغداد وانما احتلال بغداد ، وهذا يعني ولادة المقاومة الوطنية الشريفة التي تتحمل عبئ القتال على الساحة وحمل راية الجهاد ، والواقع فرز لنا مفاخر عظيمة ، وصور جهادية جميلة ، وقصص وروايات عن ملاحم ومأثر بطولية لاتوصف .

 تمكنت المقاومة الوطنية الشريفة ان تدحر اقوى قوة عسكرية في العالم ، وتنتصر على اكبر مخابرات في العالم ، وان تحطم اكبر واحدث تقنية في العالم ،

 تمكنت المقاومة الوطنية الشريفة بامكاياتها الضعيفة واليتيمة ، وبارادتها وايمانها المطلق بعدالة قضيتها وشرعيتها بالدفاع عن الارض والعرض ، ان تدحر قوى البغي والاستكبار العالمي ، وان تكبد العدو الخسائر الفادحة ، وان تحقق الانتصارات المتلاحقه يوم بعد يوم يتعزز النصر في عيون ابطال المقاومة بينما يتبدد الذل والهزيمة والخسارة في قلوب قوى الاحتلال الغاشم .

 المخطط الامريكي اعتمد في تنفيذ استتراتيجيته على محاور عديدة يبتغي منها تحقيق اهدافه في العراق مستغلا الاختلاف الشكلي ، والتباين بين اطياف الشعب العراقي ، والورقة الدينية التي هي دائما البطاقة الناجحة بيد المستعمر حيث يعمل تحت شعار فرق تسد ،

 لذلك نراه من جانب استغل مجموعة من الخونة والعملاء بعد ان اشترى ذممهم ورباهم وكبرهم ودربهم في مدارسه الخاصة وطيلة سنوات عديدة ، علمهم ماذا يقولون ، علمهم ماذا يصرحون ، وماذا يجيبون ، وماذا يتحدثون ، وحتى كيف يتصرفون ويلبسون وهكذا كل شي .

استغل مجموعة اخرى كانت موجودة في ايران بالاتفاق معه باعتبارهم ورقة ضغط او فئة معارضة للنظام العراقي ، وايضا هيأهم ودربهم بشكل غير مباشر .. من خلال المخابرات الايرانية ، وايضا هيأهم ورسم لهم برنامج خاص بهم .

 استغل الدعم المادي الذي قررت حكومة الكويت والسعودية بشكل خاص وبعض البلدان العربية الذي خصصته للتخلص من النظام العراقي ، لتحقيق مأرب شخصية ،

 وهكذا يمكن ان نتحدث بصفحات كثيرة عن المخطط الامريكي اتجاه العراق ، وكيف استخدم كل تكنلوجيا العالم ، وكل اجهزة العالم ، واخر التقنية العسكرية والعلمية في العالم ، بينما العراق المحاصر لمدة خمسة عشر سنة تقريبا ، والذي خضع لاقسى واعتى حالات الضلم والاضطهاد السياسي والاجتماعي ، لم يكن يملك غير مبادئه وشرفه وتاريخه وقيمه ليس الا .

ولنا ان نتصور هذا الصراع بهذه التقنية العالية جدا بين طرفيه قوى العالم مقابل العراق والعراقيين ، وسبحان الله تعالى ناصر عباده المؤمنين تمكن ابناء العراق بسلاحهم اليتيم وقوته الوحيدة الفريدة بدون دعم واسناد من اي جهة او بلد تمكن ان يحقق الانتصارات المتلاحقه ،

 ولنا في اربع سنوات من الاحتلال خير دليل على الانكسارات الكبيرة التي تكبدتها قوات الاحتلال الامريكي ، حيث سمعنا العديد من العمليات العسكرية والخطط وما يتزامن معها من ترويج اعلامي ، ولكنها باءت بالفشل جميعا .

 بدأو بحاكم عسكري ، ثم حاكم مدني ، ثم الحكم الانتقالي ، بعدها حكومة انتقاليه ، ثم حكومة منتخبة ، وبعده وبعدها حكومات ، ولكن دون جدوى ، جميع هذه الحكومات تتحطم منذ الصدمة الاولى لها مع المقاومة الوطنية .

 المخطط الامريكي ، وحسب الستتراتيج المرسوم له يجب ان يتحقق ، ليس لديهم علاقة يحققه المجرم بوش او غيره ، الديمقراطيين ام الجمهوريين ، المهم يتحقق ، ليس لديهم علاقة يحققه علاوي او المالكي او غيره ، وهكذا بدأ اصحاب القرار الامريكي يشعرون ويتاكدن يوم بعد اخر وخصوصا بعد ان تكبدوا الخسائر الفادحة ، انهم مهزومون وان فيتنام ثانية ستحصل في العراق ، ارسلوا بطلب المالكي وعدو العزيز الحكيم وغيرهم ، والتقوا مع اعوانهم من حكام العرب العملاء ، وعملاءهم في العراق وخارجه ، ونصحوهم مانصحوا ، قد يكونوا هم ومقترحاتهم وراء الاسراع بتنفيذ حكم الاعدام بحق شهيد الحج الاكبر صدام حسين المجيد رحمه الله او مخططهم كان يعتمد على ذلك ، ولكن هذا القرار كان هو القشة التي قصمت ظهر البعير ، اصبح هذا القرار انذار لايمكن تجاوزه ، وتوهج الضوء الاحمر الذي لابد وان يقف المخطط والمبرمج الامريكي لاعادة تقينه لان بوادر الهزيمة اصبحت على وشك .

 حكومة المالكي تتلفض انفاسها الاخيرة وايامها الاخيرة ولكن لكي لا تموت ويحكم عليهم بالقتل عرضت عليهم ان ينفذو شروط المحتل من خلال تنفيذ بعض عمليات القتل والاغتيال لبعض رموز الخيانة والعمالة الذين خدموهم وانتهى دورهم وكان اخرها محاولة اغتيال المجرم عادل عبد المهدي الذي اتهم عن لسانه مسؤول شيعي كبير وراء المحاولة ، والا كيف يصلون اليه وهو محاط بمئات الاشخاص وعشرات السيارات للحماية .

 حكومة الائتلاف ايضا هي الاخرى تتلفض انفاسها الاخيرة ، لانهم نفذوا دورهم المطلوب ، واصبح وجودهم خطر على المحتل ، وما توقيف كتكوت الحوزة عموري الزنيم حكيم لمدة 11 ساعة الامؤشرا جديد استوعبه جيدا هو ووالده ، بانه دورهم انتهى خلاص ، وامامهم خيارين الموت ، او الهروب من العراق ، بعد ان ينفذوا مايطلب منهم ثمن هروبهم من العراق ،

 ومايطلب منهم ليس غريب او صعب وانه هو تصفية فيما بينهم وبين ميليشيات مقتده القذر وبكل الاحوال يصفون الاثنين ويقضون عليهما .

 وما عملية هروب مقتده القذر من العراق الاهي نهاية صفحة مخربين مجرمين اسمهم مليشيات جيش المهدي ، ونداءه اليوم لقيادته من وزراء ووكلاء ومدراء عاميين وعناصر قيادية يدعوهم بالهروب الى ايران الا اقرار رسمي بانه اصبح غير مرغوب فيه في العراق من قبل قوة الاحتلال والقوى الاخرى ، وانه لايمكن له وليميلشياته البقاء في العراق ، ولايمكنه العودة مستقبلا ، وممكن ان تستفاد منه المخابرات الايرانية لصد عدوان امريكي محتمل على ايران .

 كل هذا الدعم الامريكي للمخابرات الايرانية ، الحكومة الايرانية ، لم يكن اعتباطا وانما مدروس ايضا ، في الوقت الذي كانت تستفاد من ايران في خرق واضعاف العراق ، وحدوده والعمل معه امنيا وعسكريا ، سمحت لهم بالتدخل والتوغل والتسلل والقتل والخطف وارتكاب ابشع الجرائم في العراق والعراقيين ، الا انه لايمكن للسياسي الامريكي ان يسمح لايران ان تصبح دولة نووية ممكن ان تهدد يوما ما حليفها الستتراتيجي الكيان الصهيوني ، او ان تهدد اي من مصالحها في الخليج العربي او المنطقة ، ولذلك كانت امريكا وبشكل مقصود تدعوها الى ذلك لكي تجعلها في منطقة قتل جيدة .

 والمطلع على السياسة الامريكية وما يدور في كواليسها او قاعاتها المفتوحة يشير الى عدوان امريكي على ايران ، ويؤشر الى ضربة جوية  قاصمة موجعه على ايران ، قد يتبنى الكيان الصهيوني القيام بها او هي وامريكا بشكل مباشر ، وهذا ليس بعيد اوانما اصبح قاب قوسين او ادنى .

ورب سائل يقول كيف يمكن ان تقوم امريكا على ضرب ايران وهي تعاني ماتعاني في العراق وانها سوف تعرض نفسها الى هزيمة نكراء وان ايران سوف تدمر امريكا ومصالحها في العراق ، نقول ان امريكا من اولوياتها نهاية حكومة المالكي ، وتشكيل حكومة الانقاذ الوطني المزمع تشكيلها هو الضمان بان تسيطر على الحدود العراقية الايرانية ، وان تتخلص من كل القوى الموالية الى ايران ، وتسمح لمن ينوي الهرب اليها وبالتالي جعل العراق منطقة امنه وقد يكون نقطة توجيه الضربة اتجاه ايران مستغلين الحقد والكراهية الذي تولد لدى العراقيين طيلت هذه السنوات لما عاناه الشعب من التدخل الايراني على الساحة العراقية .

واحتمال ان يقول السائل طالما امريكا تحسب للامور كما يبدوا وانها تعرف ماذا تعمل فهي تعرف كيف تمسك زمام المبادرة في العراق ، وانها ممكن ان تسيطر عليه وتجعله تحت سلطتها وهنا لابد ان نكون واقعيين ، ان امريكا ممكن ان تسيطر على الاجهزة والتقنية وما يمكن التعامل المادي والبشري معه الا انها لايمكن ان تسيطر على المبادئ والقيم والشهامة الموجودة لدى العراقيين ، والمتمثلة لدى ابناءه من المقاومة الوطنية الشريفة ،

 المقاومة الوطنية الشريفة التي تشكلت من كل اطياف الشعب العراقي ، اديانه وطوائفه ، توحد الجميع بهدف واحد وهو القضاء على المحتل وتحرير العراق ،

 وهنا نجد من جميع المعطيات على ارض الواقع ان المقاومة الوطنية قد حققت الانتصار وهو اصبح قريب جدا ، وان هروب المحتل ومن خدمه من عملاء وخونة وجواسيس واقع لامحال ان شاء الله .

 المجد والخلود لشهيد الحج الاكبر صدام حسين المجيد رحمه الله

المجد والنصر لقائد المقاومة الوطنية الشريفة المعتز بالله عزت ابراهيم الدوري

المجد والنصر لجميع فصائل المقاومة الوطنية الشريفة

المجد والخلود لشهدائنا الابطال

 

 

 

                                      شبكة المنصور

                                   28 / 02 / 2007

دراسة تحليلية عن واقع العراق