استراتيجية البركان -   volcano strategy

الحرب القذرة -dirty war

رؤية استراتيجية عسكرية عراقية للحروب المعاصرة يعدها الباحث وفقا للمفاهيم والنظريات الاستراتيجية والتطبيقات العملية للحروب المعاصرة

 
 
 

شبكة المنصور

الباحث : الدكتور مهند العزاوي - مركز صقر للدراسات الاستراتيجية والعسكرية

الحرب الحرة الغير مقيدة تفقد الجيوش مهنتها وحرفيتها وقيم الجندية العالمية - الباحث

 

تعتبر الحرب شكل من أشكال الصراعات الدولية باستخدام القوات المسلحة، ومع استمرار ظاهرة خصخصة الحروب وما تخلفه من أثار مدمرة واكلاف بشرية ومادية, وتعاظم تأثيرها على تطور وبقاء الحياة البشرية ومصائر الدول والشعوب، كان من الطبيعي أن تكون الحرب موضع دراسة الكثير من الباحثين والمفكرين العسكريين في العالم وبيان تطبيقاتها.

 

 حدد المنظر الصيني  "صن تزو" (512ق م) "الإستراتيجية Strategy" هي حشد القوات الكبرى أو تعنى الهجوم أو تنظيم القوات المسلحة أو توجيه القوات على خطوط التقدم المنتخبة، للحصول على أحسن ميزة قبل المعركة, وعرفها " كلاوزفيتز" بأنهــا "فن استخـدام المعارك بصفتها وسيلة للوصول إلى هدف الحرب, وأن الإستراتيجيـة تضع مخططات الحرب، وتحدد التطورات المتوقعة لمختلف المعارك التي تتألف منهـا الحرب، كما وتحدد الاشتباكات في كل معركة",أما "فون مولتكه" عرفها "إجراء الملاءمة العملية للوسائل الموضوعة تحت تصرف القائد لتحقيق الهدف المطلوب",جميع تلك النظريات والمفاهيم سواء كانت في المدارس الاستراتيجية الغربية أو الشرقية أو العربية تنظر إلى الحرب من خلال ساحة المعركة وحرب الجيوش في مسارح العمليات, ولم تضع الإنسان الغير محارب  والبعيد عن ساحة المعركة هدف لنيران الأسلحة الفتاكة المختلفة المدمرة للبشرية, كما هو في فلسفة "الحرب الحرة الغير مقيدة" التي مابرحت تقتلع جذور الإنسانية كافة, وخلفت ملايين الضحايا, وتتناقض مع حسابات الكلفة والتأثير التي يفترض أن يضع ملامحها القائد السياسي والعسكري  لتجنيب المدنين نيران القتال ومراعاة القوانين الدولية؟ خصوصا أن نظرية "الجيش الذكي" والتي يفترض من فلسفتها إنها تحقق إصابة الأهداف العسكرية بدقة وتتجنب بذلك الخسائر بالمدنيين وهذا صلب النظرية كما روج لها دعاتها؟, ويبرر سدنة الفكر الاستراتيجي العسكري الشاذ هذا, إن الضحايا يدرجون تحت بند "الخسائر والأضرار المصاحبة للعمليات" ولذا أطلق الباحث تسمية "استراتيجية البركان- volcano strategy - الحرب القذرة dirty war على الحروب المعاصرة (الحرة الغير مقيدة) التي فتكت بالبشرية وتسير بشعوبها إلى الفناء.

 

يستوجب لتحقيق دينامكية الحروب المعاصرة, وجود قيادات عسكرية حرفية متطورة ومرنة قادرة على تهيئة المتطلبات الأساسية للحرب والقدرة على اتخاذ القرار الصائب لتحقيق غايات الحرب, وفي الغالب ينتخب القادة السياسيين والعسكريين الأهداف والغايات الاستراتيجية للحرب لتحقيق "الإنجاز الرئيسي-principal achievement" والذي يخضع لمعايير الربح والخسارة والكلفة والتأثير وكذلك لإعادة التقييم المستمر ولمقاييس النجاح والفشل ، ولتحقيق ذلك يتطلب وجود قوات مسلحة مدربة ذات مرونة عالية لها قابلية الحركة ويفترض إنها من الحداثة  تنتهج فلسفة نظرية "الجيش الذكي- smart army"[1] ويتميز الجيش الصغير الذكي بالقدرات الجوية والصاروخية الذكية, وخفة الحركة والقدرة على نقل المتفجرات جوا وبكافة الوسائل[2](مكننة الحرب) والهيمنة على الفضاء وباستخدام منظومة المعلومات المتطورة(ثورة المعلومات) التي تؤمن الإسناد ألمعلوماتي المباشر واللحظي لميدان المعركة ومسح دقيق لمسارح الحركات الأخرى الغرض منه تامين تنقل آمن للقوات الحربية إلى الهدف بأقل الخسائر وبأسرع وقت لتحقيق الانهيار الادراكي لقوات الخصم, مع تامين القدرات اللوجستية التي تلبي المتطلبات الحربية للقوات المسلحة في مسارح الحركات[3],ناهيك عن ضمان جاهزية قدرة الردع الاستراتيجي(النووية,البايولوجية,الكيماوية..الخ),وعلى سبيل المثال يمكن قياس ذلك من الناحية التقنية على القوة الحربية الأمريكية[4], خصوصا أن الولايات المتحدة الأمريكية  تتمتع بتفوُّق نووي"Nuclear Superiority" الأول في العالم، ولديها سلاح جوي متطور ومتفوق عالميا وقوات بحرية الأولى في العالم، وتسعى لممارسة النفوذ العسكري حول العالم عبر شبكة قواعدها وأساطيلها المنتشرة, وتتفوٌّق في استغلال التطبيقات العسكرية للتقنيات المتقدمة في مجالي الاتصالات والمعلومات[5]، وتمتلك قدرة على التنسيق ومعالجة المعلومات المتاحة عن مسرح العمليات، وكذلك القدرة على تدمير أهداف محددة عن بعد بدرجة فائقة من الدقة؟.

 

الفن الإستراتيجي Strategic art

  أصبح "الفن الإستراتيجي Strategic art " أكثر اتساعاً وشمولاً، ليشمل المجالات التخصصية  السياسية ,العسكرية ,الاقتصادية ,الاجتماعية،الإعلامية..الخ, وظهرت مستويات مختلفة للإستراتيجية تنفرد بمصطلحات تخصصية ترتبط بالإستراتيجية الشاملة/ القومية/ العليا، أو سياسة الأمن القومي للدولة، والسياسات والإستراتيجيات التخصصية متعددة ومنها الإستراتيجية العسكرية, ومع ظهور المتغيرات العالمية في  ساحة الصراع ، ودخول العالم في حرب الهيمنة على الذرة والفضاء الخارجي والمعلومات وحرب الموارد والطاقة، ظهرت أساليب إستراتيجية جديدة مثل إستراتيجية الردع، الردع الشامل والانتقام الجسيم،الرعب, الحصر والاحتواء،  الرد المرن، الردع والدفاع الوقائي، الحرب الشاملة ، القضمات،الحروب الاستباقية الخ , وتغيرت نظريات الإستراتيجية العسكرية بتطور الأفكار الإستراتيجية  بما يتناسب مع متغيرات الصراع, ولا يزال البعض من مفاصلها يستند على نظريات الإستراتيجية العسكرية التقليدية وخبرة الحروب السابقة رغم تغيير المعطيات. ومن البديهي أن لكل دولة إستراتيجية عسكرية موائمة لسياستها وأهدافها وغاياتها القومية. وفي مطلع القـرن الحادي والعشرين ساد فكر عسكري حديث ينتهج خصخصة الحرب يغلب عليه منحى شمولية الحرب"الحرب الحرة الغير مقيدة" وتوسيع مسارح الحركات لتشمل المجتمعات والشعوب دون تمييز, باستخدام أسلحة الحرب الحديثة والمتطورة تكنولوجيا والتي تلقي بظلالها على الفكر الإستراتيجي العسكري وتفقده القييم العسكرية التقليدية وتهشم شرف الجندية الذي طالما اتسمت به القيم العسكرية في العالم.

 

صناعة الاستراتيجية- making strategy

 يناقش الباحث صناعة الاستراتيجية''making strategy'' بشكل عام وعلى سبيل المثال يشير إلى صناعة الاستراتيجية الأمريكية كونها الدولة المحورية في العالم ولاعب جيواستراتيجي مؤثر في مسرح الصراع الدولي, وتملك القدرة العسكرية الكبرى وقد استخدمت عناصر الحرب القذرة بشكل واسع ومركز ومنظم مطلع القرن الحالي,لذا ليس هناك استراتيجية أمريكية واحدة شاملة ولكن هناك مجموعة من النظم الاستراتيجية , واستراتيجية عليا تتصف بالثبات النسبي, واستراتيجيات وسيطة أقل ثباتا وأكثر تعرضا للمراجعة والتقييم, وخطط أساسية وبديلة, ويضطلع بوضع الاستراتيجيات منظومة واسعة , تتكون من دوائر القرار الملحقة بالبيت الأبيض ,ومستشارية الأمن القومي  ,وزارتي الدفاع والخارجية, ودوائر أوسع تتضمن مراكز البحوث الاستراتيجية والجامعات والمنتديات المشتركة (تضم مدراء شركات ومسئولين كبار سابقين ومسئولين حاليين وأكاديميين)، ويعمل ذلك الجهاز الضخم بتناسق وفعالية رصينة باستخدام أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا المعلومات والعلوم  السياسية العسكرية والاجتماعية والإنسانية لرسم الملامح الاستراتيجية للسياسة الأمريكية.

 

تعتبر الحروب الاستباقية احد محاور الحرب القذرة- dirty war وعلى سبيل المثال انتهجت الولايات المتحدة الأمريكية "استراتيجية الحروب الاستباقية" لحرق واختزال مراحل "استراتيجية الوصول" إلى الشرق الأوسط  ومنابع النفط عبر استراتيجيات وسيطة مركبة,خصوصا بعد اختفاء التهديد السوفيتي وانفرادها بالعالم كقوة عسكرية كبرى "القطب الصلب الأوحد في العالم",وكانت قد تمكنت من حشد مايقارب33دولة في حرب الخليج الثانية عام 1991ضد العرق[6] , وحققت في حينها المرحلة الثانية من "استراتيجية الوصول" إلى المنطقة والهيمنة على منابع النفط وتعزيز قواعدها العسكرية في الخليج[7] تمهيدا لغلق المنطقة عسكريا خصوصا بعد غزو العراق عام2003 وحرق المحور الجيوسياسي الأهم في العالم العربي, وهناك وثائق سرية لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية قدمها "جيمس شلينزنجر" وزير الدفاع الأمريكي في السبعينيات وهي من اخطر الوثائق التي تشير إلى الاستراتيجية الأمريكية العليا توضح عدد من الاستراتيجيات التخصصية [8] تجاه العالم العربي بصورة عامة وتشمل الوثائق:- خطط تامين منابع النفط- استراتيجية استخدام القوات المسلحة- حجم القوات المقترحة لإدارة العمليات العسكرية في الخليج والهيمنة على منابع النفط- إيجاد السبل والمبررات لتواجد القوات العسكرية الأمريكية في منطقة الخليج والشرق الأوسط, وتفتيت دول الطوق العربي وإخراج العرب كلاعب جيواستراتيجي من معادلة الصراع في العالم.

 

استراتيجية البركان-  volcano strategy

 اعتمد الباحث تسمية القيم الاستراتيجية الحربية الجديدة بما يتطابق مع  التطبيقات الحربية المعاصرة بـ "استراتيجية البركان- volcano strategy - الحرب القذرة dirty war -"[9] مستوحيا الظاهرة الطبيعية للبركان volcano- - بدء من مرحلة الهيجان مرورا بقذف الحمم وانتهاء بـ"ثورة البركان volcano- " التي تجتاح كل شيء حي, وتجعل من الأرض الصالحة ارض مدمرة ومهدمة ومحترقة غير صالحة للحياة, وهذا يتطابق مع واقع الأحداث للحروب المعاصرة وأثارها المدمرة على الدول والشعوب, , ويستعرض الباحث العناصر الاستراتيجية الحربية التي تشكل في حشدها وتلاحكها وتأثيراتها ونتائجها بما يشابه "ثورة البركان volcano- " مع الفرق أن البركان ظاهرة طبيعية والحرب صناعة بشرية وكلاهما يخلف دمار كاسحا, كما أن القيم الحربية الحديثة تعزز شهوة القتل السادي وتجعل من الشعب الأعزل وقودا  للحرب وحقل تجارب لشركات السلاح , وبذلك تسقط المهنية والحرفية العسكرية في فخ السقوط الأخلاقي والإنساني واغتيال قييم الجندية ومنهجيتها العسكرية التي يفترض أنها تنصر الضعفاء وتحمي الشعوب من التهديد وتحقق الاستقرار النفسي؟ خصوصا أن إدراك حجم التعشيق للمخططات والاستراتيجيات تصنع مع سبق الإصرار والترصد عبر منظومات وأنظمة وشركات تشترك في تهيئة البيئة والمناخ المناسب للحروب القذرة  وبالتالي تؤدي إلى فناء الدول والشعوب الضعيفة, ولبيان ابرز الملامح الاستراتيجية والتطبيقات المركبة لـ "استراتيجية البركان- volcano strategy - الحرب القذرة dirty war " يتناول الباحث ابرز العناصر وهي :-

 

1.     الحرب الإيديولوجية(حرب الأفكار والعقائد)

تشير تعاليم الدين الإسلامي الحنيف وفي عصر النهضة الفكرية إلى مفاهيم أساسية عامة، تحقق إمكانية الوصول إلى القوانين الحاكمة لشتى ظواهر الحياة الاجتماعية والنشاط البشري وحالة الحرب والسلم ,وتقر جميع الأديان بقدسية الإنسان في نصوص الكتب السماوية والتشريعات الوضعية ,على العكس من ذلك انطلق عدد من دعاة "صدام الحضارات" وسماسرة الأفكار والأيديولوجيات لإعلان حرب التبشير الديني من على ظهور الدبابات وباستخدام استراتيجيات مركبة لإذكاء احتراب الأفكار والعقائد والأديان والحضارات وبمنحى اقتصادي, واستخدم جنرالات الحرب مفاهيم حربية معاكسة تماما نابعة من أيديولوجية دينية متشددة, أبرزها احترابا ودموية في هذا العقد أفكار التشدد الديني والتي جعلت الإنسان والمجتمعات والشعوب وقود الحرب سواء باستخدام فلسفة "الصادم والمريع"[10] والقتل الشامل القاسي باستخدام القدرات الذكية والفضائية والنووية المحدودة لتحقيق حالة الانهيار الادراكي للشعوب والمجتمعات وتفتيت البني التحتية الاجتماعية عبر الحروب الأهلية .

 

2.                حرب الموارد والسوق

يخضع العالم لشبكة المصالح الاقتصادية الجشعة والتي تحدد بوصلتها الشركات القابضة العملاقة في مجال المال , النفط , السلاح,المعلومات, الخدمات العسكرية الخاصة,الإعلام ..الخ وتمسح بذلك بؤر الموارد في بقع العالم وتضع أسبقيات الوصول أليها سياسيا واقتصاديا وعسكريا وعند الضرورة الوصول باستخدام القوة الصلبة أو الناعمة أو كليهما معا لتحقيق السوق وفق النظام الاقتصادي الرأسمالي ويوّصف بالغالب بمصطلح الأنظمة الديموقراطية .

 

3.                الحرب الدبلوماسية

يجري حشد بيادق الدفاع في لوحة الشطرنج الخلفية للسياسة العليا (المنظومة الدبلوماسية والعمل المؤسساتي)  باستخدام  استراتيجية "الاقتراب الغير مباشر" وتعشيقها مع بيادق المناورة (التحالفات الدولية والإقليمية وفق تقاطع المصالح) واستخدام فعال للقوة الناعمة ومفاصل الحرب الدبلوماسية لحشد التأثير, عبر عملاء التأثير المنتشرين في أروقة ومفاصل المنظمات الأممية ذات الاختصاص, لتسويق الأهداف والغايات السياسية للحرب القذرة بمنظر زاهي يستند على مصطلحات الخطاب المزدوج والتي اعتادت تلك المؤسسات على تسويقها وأبرزها الخير المطلق والشر والإرهاب,الديموقراطية, حقوق الإنسان..الخ,وتشرع المنظومات القانونية الأممية الحرب باستخدام بنود القانون الدولي بشكل مجتزأ وفق معايير مزدوجة تتواءم مع فلسفة "استراتيجية البركان- volcano strategy - الحرب القذرة dirty war دون الأخذ بنظر الاعتبار حجم الدمار والضحايا التي ستخلفها الحرب, كما أن الحرب الاقتصادية احد تلك المحاور التي تستخدم لحصار الدول والشعوب المستهدفة.

 

4.     حرق القدرة الصلبة(الاقتراب المباشر)

يجري استخدام استراتيجية الاقتراب المباشر من خلال حشد بيادق الهجوم في لوحة الشطرنج العليا للسياسة وتستخدم استراتيجيا وتكتيكيا عناصر القوة الصلبة عبر المناورات العسكرية, وافتعال الأزمات,وإذكاء النزاعات الطائفية والعرقية المسلحة, وشن الحملات العسكرية المحدودة, والتصعيد لحافة الحرب, والغزوات ضمن استراتيجية الاقتراب المباشر لتحقيق المكاسب السياسية بعد محاصرة وانهيار الهدف المراد اخضاعة واستدراجه للحرب وتحقيق حالة الإعياء والملل والاستنزاف والاستهلاك في صفوف القوات المسلحة للخصم,باستخدام استراتيجية "الاقتراب الغير مباشر" مع الحفاظ على توازن القضايا العسكرية التقليدية الأخرى بين الدول وفقا للمصالح المتبادلة وباستخدام "استراتيجية الرعب" أحيانا , مع ضرورة الحفاظ على ديمومة القوة العسكرية النوعية وعلى سبيل المثال القوات المسلحة الأمريكية هي الأولى في العالم, وتحتكر الميادين الذكية والنووية والفضائية والمعلوماتية[11],وهذا هدفا استراتيجيا عسكريا وسياسيا بل وتحديدا عسكريا ذو منحى سياسي استراتيجي يتوجب تحقيقه بغض النظر عن حجم الضحايا في الجانب الآخر, ويعتبر هذا أمر لا أخلاقيا وبعيدا عن منظومة القييم الإنسانية الدولية وأخلاقيات المهنة العسكرية ولكنه مطلب استراتيجي ضمن فلسفة "استراتيجية البركان- volcano strategy - الحرب القذرة dirty war".

 

5.     الحرب الإعلامية

تستند "استراتيجية البركان- volcano strategy - الحرب القذرة'' dirty war بشكل محوري على المنظومة الإعلامية الضخمة والتي توجه البوصلة السياسية والفكرية للرأي العام في قبول فكرة العدو المقبل(صناعة العدو),وأصبحت الاستراتيجية الإعلامية كونها احد الاستراتيجيات التخصصية تهدف إلى تحقيق الأهداف والغايات المخصصة في الاستراتيجية العليا/ الشاملة,وتشارك في جميع الحروب القذرة وتبرزها وكأنها حرب إنقاذ وتظهرها بالمظهر الزاهي في اكبر عملية تضليل مصنعة ومنحوتة في الأروقة والمؤسسات الإعلامية ذات الاختصاص, ويجري توظيف الخبرات الواسعة في مجال التلاعب والتضليل والتزييف والخداع والتأثير, وتسندها بالعمق بقوة ما يسمى "سينما الأمن القومي" التي تنحت العدو وترسخه في عقول الرأي العام وتغزو القلوب وتسخرها لشرعنة الحروب دون إظهار الجانب الأخر من الصورة الذي يتعرض للابادة البشرية تحت وطأة الأسلحة المدمرة الفتاكة والتي تظهرها وسائل الإعلام بمنظر زاهي, أصبح الإعلام صفحة محورية ورئيسية في الصراع والحرب, ويلعب الإعلام دوراً مهماً في خفض الروح المعنوية للخصم، وإفقاده الثقة في نظامه السياسي وقواته المسلحة، وبث التفرقة في صفوفه، ويأتي ذلك من خلال تناول الإعلام الدعاية السوداء والرمادية والبيضاء عن القضايا السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية وتوجيه الأفكار بشكل غير مباشر لتحقيق أهداف  استراتيجية مباشرة.

 

6.                الحرب المخابراتية

تعتمد فلسفة"استراتيجية البركان- volcano strategy - الحرب القذرة dirty war" على الصفحة المخابراتية  من خلال الخداع والتمويه، والإحباط ، والتشتيت والتفتيت وتحقيق انهيار الهدف بأسلوب غير مباشر، " وضع السم في العسل"، وعلى أن تبدأ بكسب الثقة والاحترام المتبادل، ثم تجزئة القضية وتفتيتها إلى أجزاء أو مراحل، ثم اتخاذ الأسلوب المناسب بعدها، مثل "الإغراء، وإخفاء قضايا وإبراز أخرى أو إغراق المشهد بفوضى المواقف، والتشويه والتضليل، وقلب الحقائق، والمناورة بالمواقف وأن لكل شئ ثمناً، وهناك ثمن لكل شيء، والحلول الوسط ، وإجهاض المبادرات والمطالب المقدمة" وإثارة المشاكل والفتنة الطائفية، أو الصراعات الحزبية، أو الصراع الطبقي بين الأغنياء والفقراء، واستغلال الخلاف  لصنع الصراع.

 

7.     الحرب الديموغرافية وحرب الأشباح

تستهدف "استراتيجية البركان- volcano strategy - الحرب القذرة dirty war"البنية التحتية الاجتماعية للهدف المراد إخضاعه أو تدميره,عبر إثارة الفتن وإذكاء الاحتراب العرقي والطائفي من خلال تصنيع ورش ومنظومات بوشاح عرقي وطائفي وديني وأخر حزبي لتكون أدوات صراع واحتراب معدة لهذا الغرض, وباستخدام خطاب منحوت بعناية في دهاليز المؤسسات المخابراتية والإعلامية ومكاتب العلاقات العامة لهيكلة العقول وإثارة نزعة الاحتراب المسلح, ليمزق النسيج الاجتماعي وإلغاء منظومة القييم الوطنية والدينية والأخلاقية, ويجري ذلك قبل وبعد الحرب, وتدخل ضمن فلسفة استراتيجية "الاقتراب الغير مباشر"وتستخدم كذلك "حرب الأشباح" بشكل واسع قبل وأثناء وبعد الحرب وفي الغالب تستهدف الجهد المدني لإحداث التأثير وتوظيف رد الفعل واستثماره بما يتواءم مع عناصر الحرب الأخرى. أو باستخدام تكتيك "فرق تسد" بمنحى ديني وطائفي وعرقي لتفتيت المجتمع باستخدام الحرب الديموغرافية العرقية والطائفية وإذكاء النزاعات المختلفة عبر الطابور الخامس والأفواج الشبحية وألوية العمليات النفسية بأسلوب التقطيع الناعم والقاسي.

 

8.     إدارة الحرب

تنتهج فلسفة"استراتيجية البركان- volcano strategy - الحرب القذرة ''dirty war تقسيم إدارة الحرب إلى عدة مراحل متداخلة، تشمل خطة الخداع الاستراتيجي قبل الاشتباك ولها منظومات وأدوات واسعة, وكذلك استخدام تقطيع الأوصال عسكريا باستهداف كافة المرافق الخدمية الإنسانية ضمن فلسفة "الصادم والمريع",وقطع الاتصالات والمواصلات الجسور والطرق الرئيسية لقطع طرق الإمداد المختلفة عبر الحملات الجوية والصاروخية التجريدية المركزة وتشمل أهداف مثل, الصناعات الحيوية، والبنية التحتية، والتجمعات السكانية، وأخيراً القوات المسلحة ومراكز القيادة. وتعتمد فلسفة الحرب على أهمية الأسلحة الدقيقة الموجهة، ونظم الحصول على المعلومات والاستشعار عن بعد، وأهمية استغلال التطور التكنولوجي في نظم التسليح ونظم المعلومات والفضاء الخارجي، لتوسيع طبيعة ورقعة الحرب في مسرح العمليات, ويجري أيضا الهيمنة على الفضاء وتطوير قائمة الأهداف المنتخبة كوسيلة للرعب، ويتم أيضا إجراء سلسلة من التحركات للقوات ضمن أعمال المناورة وخطة الخداع الاستراتيجي مستغلاً القابلية على الحركة والقدرات المتطورة ،والسعي المستمر لإجبار الخصم على التوقف في رقع منتخبة معزولة وفي ظروف غير مناسبة له ضمن فلسفة التجزئة وعزل وتطويق القوات, وتتبعها عمليات تثبيت وتشتيت تمهيدا لشن الهجوم الرئيسي .

 

9.     الحرب المزدوجة

تستخدم"استراتيجية البركان- volcano strategy - الحرب القذرة  ''dirty war ضمن تركيبتها الحربية استراتيجية "الحرب المزدوجة" شكلين مختلفين من الحروب، شكلاً خاصاً بالموجة الثانية بما تحمله من أسلحة تقليدية وبما تحدثه من خسائر مدمرة واسعة، وشكلاً آخر خاصاً بالموجة الثالثة بما تحمله من أسلحة ذكية ذات قدرات إصابة دقيقة للأهداف عن بعد وأكثر تدمير، إضافة إلى استخدام نظم متقدمة للاستطلاع والمخابرات، واستخدام مركز للبعد الفضائي ، ونظم التسليح الحديثة, والتركيز على الاستخدام الفعال للحرب الإلكترونية البرية والبحرية والمحمولة جواً  لتقطيع الأوصال وفقدان القيادة والسيطرة وحجب القوات الجوية للخصم، ووسائل دفاعه الجوي، ومراكز الاتصالات.الخ.

 

10.           حرب المعلومات

تستخدم "استراتيجية البركان- volcano strategy - الحرب القذرة  ''dirty war ضمن تركيبتها حرب المعلومات في كافة المفاصل السياسية والمخابراتية والحربية والاستخبارتية واللوجستية, وأبرزها في المراحل التمهيدية التي تؤسس قاعدة المعلومات الواسعة عن الهدف الاستراتيجي والأهداف التكتيكية الأخرى, ويجري تطوير وتحديث أنظمة المعلومات باستمرار عبر منظومات عملاقة , شركات, مؤسسات, أنظمة, طواقم,أجهزة ومعدات..الخ ,وتعتمد قدرة المعلومات على استعمال الأسلحة وأجهزة الاستشعار والمنصات والأنظمة العسكرية الأخرى معا وتوفير عناصر تجمع بين الذكاء والقوة في منظومة القيادة والسيطرة والاتصالات والحوسبة والاستخبارات والمراقبة والاستطلاع (C4ISR), ويستطيع الجانب الذي يتفوق في امتلاك المنظومات أو كما يعرف اليوم "ثورة المعلومات" أن يقتفي اثر كل تحركات الخصم وان يرى قواته ويهاجمها وان يحدد بوصلة الصراع, وتعمل تقنية المعلومات على استئصال علاقة التناسب العكسي بين المدى والدقة وصولا إلى القوة التدميرية, حيث تتمكن هذه القوة عند جمعها  من العثور على قطعات الخصم, وتتبعها وسرعة تدميرها, وكذلك سرعة تدمير بنيته التحتية العسكرية والمدنية, وتستطيع الوحدات البرية الصغيرة والخفيفة بترسانتها الكبيرة من الذخائر الدقيقة التوجيه(الذكية) والمحمولة على منصات بعيدة أن توجه هجمات مركزة ثقيلة باستعمال تكتيك "الحشد", الذي سيؤمن سرعة الانتشار وتقليل الترهل اللوجستي, وزيادة القوة التدميرية الذي تقدمه تقنية المعلومات مما توسع نطاق قوته وإمكانية في توجيه الضربات تؤمن التفوق في المسافة والاتجاه, وتجريد الخصم من قدرته على استخدام الدفاعات, لتحقيق نصر سريع وحاسم وبأقل خسائر ممكنة, إضافة إلى تنفيذ العمليات التكتيكية من مسافات استراتيجية, وتسعى الدول لامتلاك هذه القدرة بما يؤهلها لفرض إرادتها السياسية والعسكرية وتحقيق أهدافها الاستراتيجية والهيمنة على مسرح الصراع الدولي.

 

11.                        الدعاية والحرب النفسية

 تستخدم الحرب النفسية والدعاية ضمن الهيكلية الرئيسية لـ "استراتيجية البركان- volcano strategy - الحرب القذرة ''dirty warويعد الغرض الأساسي من استخدام الدعاية بأنواعها ومستوياتها المختلفة للتأثير على الخصم وتدميره وانتزاع إرادته، وهي أحد الطرق الرئيسية التي يستغلها المخطط في تنفيذ الحملات النفسية الساندة لخطط العمليات العسكرية، لغرض التأثير في أراء وانفعالات واتجاهات الخصم في سلوك أفراد القوات المعادية في المقام الأول، وباستخدام الوسائل المختلفة، (مقروءة ـ مسموعة ـ مرئية)، لإقناع الهدف المخاطب وتوجيهه أو الإيحاء له بإتباع سلوك محدد يخدم هدف المخطط  وعادة ما يكون خفض الروح المعنوية وتحطيم إرادته القتالية (إقناعه بعدم جدوى المقاومة) , والتأثير المباشر على الشعب والمجتمع قبل وأثناء الحرب، وإفقاد القوات المسلحة الرغبة في القتال، وذلك من خلال خطة‍ إستراتيجية للحرب النفسية دقيقة تستخدم  فيها كافة الوسائل المتاحة والملحقة والتابعة لتحقيق ذلك[12].  

 

هناك عدد أخر من العناصر الثانوية التي تدخل ضمن الهيكلية الاستراتيجية لمفاهيم وتطبيقات "استراتيجية البركان- volcano strategy - الحرب القذرة  ''dirty war مثل:- توليف وتوظيف القدرة المكتسبة, الحركة,الإزالة , تنظيف المخلفات,توزيع وتبادل الأدوار,الحوافز,التعايش ألظرفي..الخ,  وليمكن التكهن كيف ستكون شكل الحرب في ظل التطور المستمر وسباق التسلح أو كيفية صناعة الاستراتيجيات العسكرية في ظل استمرار التطور التكنولوجي العالمي، لذا لم يستقر في الأذهان حتى الآن سيناريوهات للحروب القادمة, وهناك حروب غير مباشرة تحقق نتائج مباشرة على سبيل المثال:-  حرب القيادة والسيطرة ـ C2W, حرب الاستطلاع ـ IBW, الحرب الإلكترونية ـ EW, العمليات النفسية ـ Psyops, حرب التحكم الآلي ـ Cyber War, الحرب في مجال الفضاء الخارجي, الحرب من الداخل ـ Inside Warfar ,أو مهاجمة برامج النظم الآلية, وهناك حروب من نوع أخر مثل حرب العقائد والأفكار, الحرب البيئية، وحروب أسلحة البيئة المتطورة، التي تحقق إحداث زلازل وبراكين، وأعاصير، أو تغير طبيعة الأحوال الجوية، أو إرسال الحشرات المعدلة جنسياً لتدمير محصول زراعي معين,حرب الأوبئة, حرب المياه, حرب الطاقة والتي تؤدى إلى تلويث وقود الدبابات والعربات؛ لشل قدرتها على الحركة، وهو ما أطلق عليه الأسلحة المضادة للجر والحركة أو باستخدام مواد أخرى تؤدى إلى هشاشة المعدن Liquid Metal Embitterment، والتي بنثرها على أي منشأة أو معدة معدنية تجعلها هشة، قابلة للكسر، وغير صالحة للاستخدام أو "الحرمان من الاستخدام".

 

تستنزف تطبيقات "استراتيجية البركان- volcano strategy - الحرب القذرة  ''dirty war البنية التحتية للشعوب والمجتمعات والدول التي لا تمتلك القوة أو فقدت خيار القوة بإرادتها أو أجبرت على ذلك, ومن البديهي أن القوة هي المعيار الأساسي في معادلة الصراع والحرب والسلام , وأحيانا القوة تصنع السلام؟

 
 

الهوامش

1.     -[1] . مطلع التسعينيات جرى تغيير على العقيدة التنظيمية والتسليحية للجيوش المتطورة في العالم ,حيث غادرت فلسفة الجيوش الجرارة الكبيرة وتحولت إلى فلسفة الجيوش الصغيرة الذكية التي تعتمد على التطور التكنولوجي لأدوات الحرب وتعشيق القدرات الفضائية ومنظومة المعلومات المتطورة الحديثة لتحقق أفضل وأدق استخدام للأسلحة بقدرات تدميرية واسعة,وسلكت كل من أمريكا,,بريطانيا,فرنسا,روسيا,الصين ,إسرائيل هذه الفلسفة, واستطاعت بيع أسلحتها السابقة القديمة على دول أفريقيا وأمريكا الجنوبية وعدد من الدول الآسيوية وتدخل فلسفة الجيش الصغير الذكي ضمن "أبجديات خصخصة الحرب" الباحث.

 

2.       [1] .تطوير القاذفات الاستراتيجيةB1,B2,B52 وتوسيع قدراتها التدميرية باستخدام أنظمة المعلومات الدقيقة.

 

3.     [1] منطقة متسعة من الأرض، وما يجاورها من بحار وشواطئ وجزر، وما يعلوها من فضاء جوى، يحتوى على أهداف إستراتيجية واقتصادية وعسكرية، ومراكز سياسية وإدارية. ويصلح في حشد القوات وبناء الحشود الإستراتيجية والعملياتية , وبإجراء الانفتاح الإستراتيجي  لها استعدادا لبدء القتال، بما يتمشى مع الخطة العامة، لاستخدام القوات المسلحة للدفاع عن أراضي الدولة. وهي كقاعدة، تتضمن، أيضاً، أراضي الدول المعادية. وتقسم إلى مسارح عمليات برية، وأخرى بحرية، وثالثة جوية، طبقاً لنوع نشاط القوات الرئيسي. كما تُقسّم إلى مسارح رئيسية، وأخرى ثانوية، طبقاً لأهمية الأهداف الموجودة فيها وحجم قوات العدو العاملة داخلها.

 

4.     [1] . ميزانية البنتاجون (وزارة الدفاع الأمريكية) تساوي الميزانيات العسكرية المجتمعة للدول الاثنتي عشرة أو الخمس عشرة التي تلي الولايات المتحدة، بعبارة أخرى، فإن الولايات المتحدة تشكِّل 40-50% من الإنفاق الدفاعي في دول العالم ألـ (189) كافة.

 

5.     [1] . في أولى هجمات حلف الأطلسي عام 1999 على يوغسلافيا حدث أمر غريب أدى إلى توقف الاتصالات. لم ترصد قنابل أو صواريخ في الأجواء، حتى الدوى لم يكن مسموعا., إلا أن تفاصيله وضحت بعد فترة مع إعلان وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن سلاحا جديدا استخدم في أول أيام الحرب لخلع الرئيس "سلوبودان ميلوسيفيتش." الهجوم كان في أولى ليالي الحرب على يوغسلافيا والسلاح كان جديدا وتمت تجربته للمرة الأولى في أرض معركة حقيقية. ويستهدف هذا السلاح شبكات الاتصالات ويعطلها ما يؤدي تلقائيا إلى توقف شبكات الجيش عن العمل، وهذا ما حصل مع الجيش اليوغوسلافي الذي تعطل نظام كومبيوتر أساسي لديه نتيجة ما أسماه الإعلام اليوغسلافي يومها "صاعقة كهر بائية دخلت شبكة الاتصالات وانتشرت في كل نقطة تتصل بها ومن ضمنها الكومبيوترات العسكرية".

 

6.     [1] . قام الرئيس "جورج بوش الأب"بعمليات الحشد العسكري في الخليج بعد اجتياح الكويت المعد له مسبقا في أروقة البنتاغون الأمريكية, وقد أدارها عبر حشد قوات33 دوله إضافة إلى القوات المسلحة العسكرية الأمريكية وجيوش عربية استدرجت وساهمت بالعمليات العسكرية كغطاء وتم بالفعل تنفيذ ما يسمى عملية (عاصفة الصحراء) لإخراج القوات العراقية من الكويت وهذا الهدف المعلن, والحقيقة تواجد القوات الأمريكي في الخارطة النفطية وفقا لاستراتيجية تامين منابع النفط .

 

7.     [1] "يجب سفك الدماء من أجل الوصول إلى نظام جديد في المناطق الغنية بالثروات". وهي فكرة تم تكريسها باعتبارها سياسة أمن قومي أمريكية من قبل مستشار الأمن القومي السابق "هنري كيسنجر" في عهد الرئيس ريتشارد نيكسون. وقدم كيسنجر دراسة تم اعتمادها عام 1974 من قبل الإدارة الأمريكية بعنوان "مذكرة الأمن القومي 200" (NSM 200)ومن بين ما تقوم عليه الفكرة: استبدال الدول القائمة بدويلات أصغر تتسم بأحادية الطابع العرقي، وتحييد هذه الدويلات بجعل كل واحدة منها ضد الأخرى على نحو مستمر. ، فالفكرة تتضمن تدمير الدول القائمة من أجل إنشاء كيانات ضعيفة يسهل توجيهها والتلاعب بثرواتها ومقدراتها.

 

8.       الاستراتيجيات التخصصية : الاستراتيجيات السياسية, العسكرية,الاقتصادية,الإعلامية..الخ التي تشكل الاستراتيجية العليا.

9.     [1] . رؤية استراتيجية عسكرية  للباحث  قيد الإنجاز , يتناول الاستراتيجيات المركبة القديمة والمستحدثة بما يلاءم النظريات والطبقيات العسكرية التي اتسمت بها  الحروب الحديثة ومفاهيمها وأطلق عليها تسمية  (استراتيجية البركان-الحرب القذرة).

 

10.   [1] . يشير تقرير (إعادة بناء السياسة الدفاعية الأمريكية, الإستراتيجيات والقوات والمصادر للقرن الجديد), نشر عام2000 ضرورة السيطرة على المساحات الدولية المشتركة في الفضاء ومنها فضاء الاتصالات وتمهد الطريق لخلق وحدات عسكرية جديدة/القوات الفضائية الأمريكية التي ستتكون مهمتها السيطرة على الفضاء وان سلاح الفرسان الأمريكي يجب إن يصبح جيش احتلال دائم في الشرق الأوسط كما أوصى التقرير بتأسيس قواعد عسكرية أمريكية دائمة في الشرق الأوسط وفي مناطق أخرى من العالم ويجب إن يكون جنودنا هناك بحيث يمكننا السيطرة على نفطهم.

 

11.   [1] . استخدام واسع لكافة الأسلحة التدميرية الذكية والمتطورة ضد المدنيين لخلق الصدمة والإرهاب والرعب في صفوف المدنيين مما يولد هيجان واستياء شعبي من جراء الخسائر البشرية في صفوف المدنيين الأبرياء, ليجري استثماره من قبل منظومات الطابور الخامس ومفاصل الحرب النفسية وانتزاع روح التصدي والقتال وفرض الاستسلام على الدولة المحاربة سياسيا وعسكريا وهذا ما يعارض التعاليم في الكتب  السماوية وكذلك القوانين الوضعية التي تحرم استهداف المدنيين في الحروب.

 

12.   [1] . استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية الحرب الإعلامية بشكل واسع وقد عسكرت الإعلام الأمريكي والإعلام التابع لها في الحرب"المراسلين المدمجين" لتحقيق الحرب النفسية عبر حرب الصور وصور الحرب , حيث ألحقت المراسلين التابعين  لشبكات التغطية المرئية والمسموعة والمقروءة مع الجيش الأمريكي لنقل الحرب  وفقا لإرادة الوحدة العسكرية المرافق لها  وإظهار الحرب للرأي العام الأمريكي بالمنظر الزاهي  تعزز القدرة الإعلانية التسويقية للأسلحة.

الباحث: الدكتور مهند العزاوي-  saqarc@yahoo.com

يعد الباحث رؤية استراتيجية عسكرية نظرية وتطبيقية للحروب المعاصرة في كتابه قيد الإنجاز أطلق عليه الباحث تسمية"استراتيجية البركان- volcano strategy - الحرب القذرة ''dirty war والبحث الحالي موجز مختصر لعناصر "استراتيجية البركان- volcano strategy - الحرب القذرة ''dirty war وسيتم مناقشتها بشكل موسع في الكتاب مع التقدير.

مركز صقر للدراسات الاستراتيجية والعسكرية -saqr_v@yahoo.com

كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

السبت / ١٣ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٩ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م