الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

أسباب تأخير الهزيمة العسكرية لقوات الاحتلال الأمريكي في العراق -  رؤية تحليلية

المحور الإعلامي -  الجزء الثاني

 

 

شبكة المنصور

الباحث اللواء مهند العزاوي

رئيس مركز صقر للدراسات العسكرية والأمنية والإستراتيجية

 

إن الهدف من إعلان الحرب على الإرهاب هو التحكم بمصادر النفط في العالميين العربي والإسلامي اللذين سيسيطران بحلول عام2010على60%من مجمل الاحتياط النفطي العالمي

افتتاح اكبر مزاد علني لشراء الذمم والضمائر

يتنافس قتلة مأجورين من الطراز الوحشي السادي الدموي, ممن باعوا أنفسهم بسعر بخس في مزاد شراء الذمم والضمائر, لقتلة محترفين وقراصنة دم عبروا البحار والمحيطات والقارات وخرقوا ابسط مقومات القانون والإنسانية, لغرض السيطرة على دم الشيطان الأسود( النفط) في بلاد الرافدين" العراق" ويقول الوزير البريطاني السابق"مايكل ميتشر"( إن الهدف من إعلان الحرب على الإرهاب هو التحكم بمصادر النفط في العالميين العربي والإسلامي اللذين سيسيطران بحلول عام2010على60%من مجمل الاحتياط النفطي العالمي), وكشفت مؤخرا شبكة"فوكس نيوز" الأمريكية(تأسست عام1996 وتابعة إلى مجموعة الأمريكي اليهودي الأسترالي الأصل روبرت مر دوخ) المعروفة بتعصبها القومي الأعمى ,ومعاداتها المكشوفة للعراقيين والعرب, عن بالون اختبار وجس بخبر مفاده ( تجري صفقات شراء الذمم والضمائر للموافقة على ما يسمى المعاهدة الأمريكية العراقية طويلة الأمد المزمع توقيعها وتعرض مبالغ من3الى5 مليون دولار على أعضاء البرلمان الحالي لتمرير الاتفاقية ) وهذا البالون لمعرفة أسعار الولاء وبيع النفوس والأوطان في سوق النخاسة!؟

 وتستخدم الدوائر الإعلامية الأمريكية (الحرب الإعلامية) بشكل واسع ومؤثر لغزو العقول والقلوب, وبوسائل وأدوات مختلفة-الملحق(أ), واستخدمت دوائر اللف والدوران الأمريكية والبريطانية والصهيونية الأكاذيب والمعلومات المزيفة المفبركة لاحتلال العراق, وبات الخطاب المزدوج وطرح المصطلحات والأسماء الرمزية المظللة التي أنتجها خبراء التلاعب, واللف والدوران الغربيين والأمريكيين سمة العصر, فعلى سبيل المثال(إنقاذ العالم,محور الشر يسلح نفسه لتهديد السلم العالمي, الأصولية الإسلامية,أسلحة الدمار الشامل ,الإرهاب الدولي, الحرب على الإرهاب, الحلفاء,الدول الشريرة,الدول المارقة, التحالف,تحرير , ديموقراطية ,العدالة المطلقة,الخير المطلق,الحرية الدائمة ,ضمان حقوق الإنسان,الدكتاتورية الاستبداد, نزع السلاح وأمريكا ترد, مشروع القرن الأمريكي الجديد, نشر قيم أمريكا ومُثلها ومبادئها في العالم , -مصطلحات قبل وخلال وأثناء غزو العراق) واستخدمت دوائر الاحتلال الأمريكي أسماء رمزية, ومصطلحات الخطاب المزدوج المظلل, المماثلة لإتمام مراحل الاحتلال والتطبيع بالقوة ومنها( العمليات العسكرية تعني الحرب المحدودة على المدن العراقية,الديمقراطية الأمريكية تعني القتل الدائم والأشلاء المتناثرة , الحرية تعني ملء السجون بالمعتقلين والأسرى العراقيين, حقوق المرأة تعني اعتقالهن والاعتداء عليهم واغتصاب القاصرات منهن,العملية السياسية تعني مراحل تقسيم العراق, الدستور قانون الإرادة الأجنبية الواجب اتباعه في العراق, قانون مكافحة الإرهاب الصلاحية المطلقة لقتل واعتقال وتهجيرالشعب العراقي ومن يعارض مشروع الاحتلال,حكومة الوحدة الوطنية تعني ما ترغب به الولايات المتحدة في العراق, المليشيات تعبير فضفاض يطلق على من يتمرد على سيده ,الموقف الأمني إلغاء الحقوق المدنية والقانونية والخدمات الضرورية للمواطن العراقي والقبول بالعيش ذليل عبداً تحت رحمة الجندي الأمريكي المهزوز والمريض نفسيا, ومن ذوي السوابق الإجرامية والمحكومين,التحسن الأمني إيقاف القتل الجماعي والاستعاضة بالقتل التخصصي والإيعاز إلى فرق الموت بإيقاف نشاطها لبرهة من الزمن, وممارسة سياسة التهدئة المبعثرة, حقوق الإنسان تعني الإذلال والإهانة, إطفاء ديون العراق تحويل أموال العراق إلى الخزائن الأمريكية لدعم آلة القتل الأمريكية في العراق,أعادة أعمار العراق تعني أعادة إملاء الأرصدة الترليونية للشركات الأمريكية والسياسيون والعسكريون دعاة القرن الأمريكي الجديد وغزو العراق, أية معاهدة في ظل الاحتلال استعمار دائم, دول الاعتدال العربي ودول الممانعة ) وغيرها الكثير من العناوين الفضفاضة البراقة التي تسر السامع والناظر أليها وتظلل من يجهل حقيقة الأمر في العراق والمنطقة, والمعروف حقيقته على نطاق دولي وعربي واسع , ويزيد تورط من تحالف مع الأجنبي ضد أمته ودولته ليكسب ود سيده , ويزيد من معاناة ومآسي العراقيين داخل وخارج العراق,

وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية -CIA

لعل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية -CIA هي من أكثر المؤسسات الأمريكية اهتماما بالدعاية بخلاف ما قد يتبادر إلى الذهن إذ يخطا من يظن إن الوكالة تكتفي في نشاطاتها في التجسس فقط, بل قد يكون التجسس اضعف هذه النشاطات بدليل فشلها المتكرر في هذا المجال , ولكن الوكالة معنية في بالدرجة الأولى بالدعاية والحرب الإعلامية والنفسية, ولها دور كبير وفعال في تشكيل فرق الموت عن طريق السفير نكروبونتي, ونشرت الفوضى (استراتيجية المحافظين الجدد), ونفذت الكثير من العمليات القذرة عبر وسائل القدرة المتيسرة والتابعة لها, وراح ضحيتها المئات من المدنيين الأبرياء لغرض تشويه صورة المقاومة المسلحة العراقية , وفك الالتحام مابين المقاومة المسلحة والمقاومة الشعبية الظهير ( الحاضنة أو ما يسمى المناطق المؤاتية في حروب التحرير) , ويعمل لحساب الوكالة مئات الآلاف من الموظفين والعملاء السريين والمجندين والواجهات المختلفة وكذلك مئات الصحفيين المنتشرين في مختلف أنحاء العام, وتشرف الوكالة على أكثر من 200جريدة ومجلة ودار نشر وتملك 12 دار نشر ونشرت أكثر من ألف كتاب , منها 150 كتاب باللغة الإنكليزية, وأرقام ميزانية الدعاية في الوكالة سرية, و ذكرت مجلة –covert action إن ميزانية الوكالة تبلغ عشرة مليارات دولار, وثلث المبلغ يخصص لدعاية, وفي زمن الحرب الباردة خاضت الوكالة حرب نفسية عصرية شرسة ساهمت في انهيار الإتحاد السوفيتي السابق,تستخدم الوكالة الجواسيس والعملاء, وتستعمل ما يعرف ب عملاء التأثير, وهؤلاء ليسوا من اختراع الوكالة وليس هو اختراع جديد, ولكن الجديد يكمل بتقنية الاستخدام لعملاء التأثير ونشاطاتهم, واستعمالها للعلوم والرياضيات معتمدة على نظريات العالم الأمريكي(فستنغر-festinger) حول "دينامية المجموعات",إذ يمكن لهذه الدينامية إذا ما استعملت بشكل علمي ولإغراض محددة إن تتحول إلى سلاح قوي في الحرب النفسية, وبذلك فان الحرب النفسية لم تعد فن حربيا فحسب, بل أصبحت تقنية حربية , ومهمة عملاء التأثير لا تنحصر بالجيل فحسب ولكن هؤلاء يشكلون أهدافا أساسية, وقد جندت الوكالة جمعيات شبابية كثيرة وفئات واسعة من الشبان الأمريكيين, الذين يطلب منهم السفر إلى الخارج في رحلات منظمة ومدفوعة, بهدف الاحتكاك بالجيل العربي والإسلامي , والتعرف عليهم ومعاشرتهم والتحدث معهم في أمور حياتهم ومعيشتهم, وإبراز الحياة الأمريكية بمظهر متميز ومشرق لتحسين صورة اميركا , والمهم هو الوصول إلى عقل وقلب هذا الجيل, وتطبيق" سياسة تغيير الفكر" كما جرى بعد احتلال العراق, ومحاولة غزو وتغيير الأفكار,والترويج للحياة على الطريقة الأمريكية وتطبيع الذل وهيمنة المستعمر وتطبيع رؤية القتل والأجساد المتناثرة والدم المسفوح على يد جنود الاحتلال, وتستخدم مصطلحات إعلامية براقة ( الخطاب المزدوج ), عبر الاحتكاك المباشر, والفلم السينمائي, والمسلسل التلفزيوني, والأغنية والموسيقى, والرواية, والصورة, والمجلة, والكتاب وأية وسيلة أخرى يمكن استخدامها لإغراض الدعاية, وهنا يأتي دور عدد من وسائل الإعلام التي سخرت لهذا الغر   ض, إذاعة سوا , تلفزيون الحرة, مجلة هاي- HI , وعدد من وسائل الإعلام العربية والعراقية ما بعد الاحتلال الملحق(أ) .

محاور الاهتمام الإعلامي ألمخابراتي

اتبعت الإستراتيجية الإعلامية الأمريكية محاور مختلفة في التصدي للمقاومة المسلحة العراقية وتقليل نشاطها أو التعتيم عليه, وارتكزت فيها على التظليل والتلفيق واللف والدوران, وحرب الصور والكلمات,وحرب الأثير,الحرب النفسية , والحرب الإعلامية, وجميعها تهدف إلى استخدام جميع الوسائل وأية وسيلة أخرى يلجا إليها العقل البشري, للتأثير على غيره وإقناعه, وبلبلته, أو تظليله, أو إخضاعه, أو الهيمنة على فكره وهدم شخصيته, وتحطيم معنوياته, وشل قدراته, وجعله تابعا له بشكل أو بأخر مباشرة أو غير مباشرة, ويجري ذلك من خلال استخدام التظليل وهو أمضى أسلحة الحرب الإعلامية, و الأمريكيين يتعاملون مع التظليل الإعلامي انطلاقا من إيديولوجية تقول ( انه ليس ثمة فروقات بين حالة الحرب وحالة السلم فالصراع قائم ودائم والحرب شاملة والتظليل هو ماكينة حرب ) ويوصف التظليل " شكل من أشكال العدوان وهو نشاط تخريبي سيكولوجي, انه سلاح العصر السري, وهو حرب الكلام والأفكار والمفاهيم", واستخدمت الدوائر السياسية والإعلامية الأمريكية وسائل التظليل من خلال الكذب, الخداع,الإشاعة,التشويش, إخفاء الحقائق والمعلومات,اختلاق وقائع ممسرحة ومفبركة,اغرق وسائل الإعلام بأكثر الأخبار تناقضا بحيث تفقد أي معنى عند استعمالها في ظل فوضى المعلومات والأخبار وكانت محاورا لمواجهه الإعلامية المضادة للمقاومة المسلحة عديدة أبرزها:

·        تشويه صورة المقاومة العراقية المسلحة على الصعيد العالمي

·        تشويه صورة المقاومة العراقية المسلحة على الصعيد العربي

·        تشويه صورة المقاومة العراقية المسلحة على الصعيد الإسلامي

·        تشويه صورة المقاومة العراقية المسلحة على الصعيد المحلي-الشعبي

·        التعتيم الإعلامي الكامل على نشاط المقاومة

·        الحرب النفسية

·        حرب الصور

·        حرب الكلمات

·        إرهاب الصحفيين والإعلاميين

·        تظليل الرأي العام حول عدالة ومشروعية المقاومة العراقية

·        تطبيع التعامل والعمل مع دوائرالأحتلال

·        إظهار الصورة البراقة للولايات المتحدة الأمريكية وإنجازاتها الدموية في العراق

·        إظهار جيش الاحتلال الأمريكي بصورة المنقذ المحرر وشرعنة عملياته العسكرية الدموية

·        إظهار المقاومة العراقية أنها فاقدة للتأييد والتأثير في الشارع العراقي

·        إظهار المقاومة العراقية على أنها مجموعة من الملثمين لا يتمكنون من قيادة دولة مستقبلا.

·   التعتيم الإعلامي الكامل عن الفشل التام لدوائر الاحتلال وتداعيات الوضع العام في العراق –الشهداء –المفقودين – الأمهات الثكلى – الأرامل- المعتقلين – المهجرين –النازحين – ( ونتكلم هنا عن أعداد مليونية مليون ونصف شهيد عراقي –ثلاثة ملايين أرملة-مليون مفقود-ستة ملايين مهجر-مليوني نازح-أكثر من350 ألف معتقل)-الخدمات العامة الأساسية الضرورية المعدومة –الفساد الإداري أول دولة في الفساد الإداري في العالم – ابرز الدول في العالم بانتهاك حقوق الإنسان- أكثر دولة تنهب ثرواتها – تجاوزات على الحدود البرية- فقدان السيادة الوطنية على ارض العراق_ وغيرها الكثير فالقائمة كبيرة لا تعد ولا تحصى ولا تغطى الشمس بغربال.

·   وفي دراسة أعدها مركز صقر للدراسات العسكرية والأمنية والإستراتيجية, اوجد أن ملايين الدولارات تنفق يوميا وأسبوعيا وشهريا لبث إعلانات مبوبة ومصورة من خلال القنوات العربية الإخبارية والمنوعة وعدد كبير من القنوات العراقية ,لتغيير الفكر ومحاولة تشويه صورة المقاومة, ولا تتطرق تلك الإعلانات والدعاية إلى حجم الدمار الذي سببه الاحتلال, والإذلال الذي يعاني منه شعب العراق, وكم من هذه المبالغ يمكن أنفاقها لتقديم الخدمات الضرورية للمواطن العراقي والتي تذهب إلى أرصدة ترليونية خارج العراق.

تقييم أداء عدوك وخصمك أمر ضروري, بل علمي ومنطقي والتعلم من الأخطاء أول مراحل النصر, ومن جيش جيوشه لغزو العراق وقتل شعبه وتجويعه وإذلاله هو عدو قطعا , و يقول ابرز قادة الفتح الإسلامي القائد البطل خالد بن الوليد  ( سيف الله المسلول) رضي الله عنه " اعرف نفسك ثم عدوك وخض مائة معركة أنت المنتصر فيها " وما ينشر في الإعلام وما يسمح به للنشر أي نتف المعلومات التي لا تؤثر على المحتوى الأمني والعسكري للإستراتيجيات والخطط العسكرية والأمنية تستخدم لغرض الجس أو الخداع والتمويه( مناورة استراتيجية باستخدام وسائل الإعلام) أو بالون اختبار أو لصرف الأنظار عن فضيحة أو كارثة ما , لقد استطاعت دوائر الاحتلال من حشد الموارد العسكرية وموائمتها مع الموارد الإضافية والموارد المكتسبة ودهاليزها (الفتنة السياسية), وتنفيذ استراتيجية مركبة سياسية عسكرية مخابراتية دينية عقائدية , وحشد كافة الموارد المتيسرة للمقامرة بها من اجل الوصول إلى تطبيع الاحتلال بالقوة( تهويد العراق), مع قبول نسبة15% من النجاح ليوصف تحسن امني, ويوظف إعلاميا لتحقيق أهداف إستراتيجية , إن جوهر الإستراتيجية الأمريكية يكمن باستخدام الإسلام والعرب هدف ووسيلة صراع في المنطقة ( اختلاق العدو الوهمي ضمن سياسة الخوف ) وقد تمكنت الدوائر الأمريكية إن تعكس للغرب والشارع الأمريكي صورة مشوهة عن الإسلام, وضعف العرب وتدجين مواقفهم السياسية والشعبية بالتلويح بالقوة أو استخدامها لصالح المشروع الأمريكي المستمر الذي بات ينهش بالجسد العربي والإسلامي بالتعاقب.

الباحث اللواء مهند العزاوي رئيس مركز صقر للدراسات العسكرية والأمنية والإستراتيجية

الملحق(أ)

إذاعة سوا-صوت أميركا

إذاعة صوت أميركا توقفت عن البث وكانت إذاعة تقليدية, تأسست عام1942 لعبت دورها في العقود الماضية وانتهى أمرها بخلاف إذاعتي الحرة, وأوربا, التين تواصلان البث من ميونخ في ألمانيا باتجاه البلدان الأوربية وغيرها, وبعد انهيار الإتحاد السوفيتي, أصبحت المهمة اليوم مخاطبة العرب والمسلمين أكثر من مخاطبة الأوربيين, فالدعاية الأمريكية بحاجة إلى إذاعة من نوع جديد قادرة على مخاطبة الجيل العربي والجديد والتأثير على أفكارهم( غزو العقول والقلوب), وهذه مهمة إذاعة سوا,التي بدأت البث في اذار2002, وباتت تعبر صوت واشنطن في البلدان العربية, وتبث سوا برامجها من العاصمة الأمريكية واشنطن, على مدار الساعة وعلى موجات قصيرة ومتوسطة واف أم تصل إلى معظم الدول العربية, في المشرق والمغرب, وتركز الإذاعة في برامجها على الأغاني الأمريكية والعربية الحديثة,والنشرات والبرامج الإخبارية, وترفع شعارات مختلفة من نوع (ننقل أليكم الأحداث شفهيا لكي تكونوا صوره وافية عن العالم, وتتجول الإذاعة في شوارع المدن العربية وكثير ما تطرح على مستمعيها أسئلة معدة سلفا لتغيير الفكر, ويصل متوسط رواتب الصحفيين في الإذاعة الى65الف دولار سنويا, وطلب من الصحفيين العاملين في الإذاعة الذهاب إلى السفارة الأميركية في الأمارات , وترك بصمات أصابعهم والرد على ستين سؤال عن حياتهم الشخصية, وأفكارهم السياسية, والتأكيد على أجوبتهم وتمحيصها يتم من قبل عملاء إل أف بي آي –FBI.

وللإذاعة قاموسها الخاص, وعلى سبيل المثال, الجيش
الإسرائيلي هو جيش الدفاع عن إسرائيل, قوات الاحتلال الأمريكي البريطاني في العراق قوات التحالف, عمليات المقاومة العراقية  حوادث, المقاومة العراقيون(متمردون- مسلحين),العمليات الحربية الشاملة لتدمير المدن العراقية والمجازر-فرض القانون, تعقب مسلحين, قتل العوائل, قتل خطأ,العرب والمسلمين المتشددين أو الأصوليين وغيرها من مصطلحات الخطاب السياسي والإعلامي المزدوج كما ورد أعلاه, وكان لها دور هام وفعال, في ترويج الدعاية البيضاء والسوداء, أثناء غزو العراق ضمن مراحل الحرب النفسية التي استخدمتها قوات الاحتلال الأمريكي ضد القوات العراقية والشعب العراقي .

فضائية الحرة

وحرص الرئيس الأمريكي بوش إن يعلن شخصيا عن أطلاق فضائية الحرة, الموجه إلى العالم العربي والإسلامي, وهذه الفضائية تنفذ سياسة تطبيع قيم الولايات المتحدة ومبادئها, وفق عقيدة بوش المعلنة(أمركة العالم) كدعاية موجهه , ويشرف على الحرة "مجلس البث إلى الشرق الأوسط" الذي يشرف أيضا على "إذاعة سوا", ويدير الصحافي اللبناني" موفق حرب" قسم الأخبار فيها, ويدير أيضا الأخبار في سوا, وقد استقطبت هذه الفضائية نحو مئتي صحافي وأعلامي من لبنان وعدد من البلدان العربية الأخرى, وتبلغ ميزانية السنة الأولى للفضائية, 62مليون دولار , وبدأت الحرة البث من واشنطن في13/2/2004 وتبث على مدار الساعة نشرات الأخبار, وبرمج سياسية, وأشرطة وثائقية, وتبث أيضا برامج خاصة نحو العراق حيث بنت استوديوهات مستقلة بكلفة42 مليون دولار, والمفارقة إن الأميركيين والعرب والمقيمين في أميركا لم تتاح لهم أمكانية مشاهدة برامج الحرة, لان القانون الأمريكي يمنع نشر أو بث الدعاية الأمريكية الموجهة نحو الخارج في أميركا, وقد ساهمت في غزو العقول العراقية والعربية وإظهار الحالة النرجسية الديمقراطية في عراق ما بعد الاحتلال ونفذت مفردات التسويق السياسي والإعلامي, للعناصر والورش التي تعاقدت مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية قبيل الاحتلال, وإظهارهم بثوب الوطنية والديموقراطية والحرية, واستخدمت هذه القناة مفردات ومصطلحات الخطاب السياسي والإعلامي المزدوج وحرب الأثير بشكل واسع, وتعد عنصر أساسيا ووسيلة إعلامية تحاكي العقول وتغزو القلوب, وكانت قد روجت من خلال برامجها تحسين سمعة الجيش الأمريكي في العراق, وتسويق مخططات الدوائر السياسية والمخابراتية والإعلامية في تطبيع الاحتلال, وتشويه صورة المقاومة العراقية , وزرع اليأس لدى المواطن العراقي,والتعتيم على الجرائم والمجازر اليومية التي ترتكبها قوات الاحتلال الأمريكي والقوات الحكومية ومليشيات الأحزاب الحاكمة .

مجلة هاي HI

مجلة هاي يمولها الكونغرس الأمريكي , ميزانيتها السنوية أربع ملايين دولار , تشرف عليها إدارة الدبلوماسية العامة, في وزارة الخارجية, تهدف مخاطبة الشباب والوصول إلى جيل 18/35 سنة وتفتح أمام هذا الجميل, نافذة على العقيدة البوشية(العالم كما يراه بوش) وسياسة الخضوع والخنوع للمخططات الأمريكية ضد الشعوب العربية والإسلامية,والمواضيع التي تتناولها هاي ساذجة وهناك من وصف مضمونها بالطفو لي, ولكن هدفها وسياساتها كبيرة وبإبعاد ترتبط بالمخططات الإستراتيجية الأمريكية,  قال المنسق الخارجي لدبلوماسية العلاقات العامة في الخارجية الأمريكية"كريستوفر رود" لصحيفة ""واشنطن بوست"" ((إن هاي وسيلة لكي نؤسس على المدى البعيد علاقات مع أشخاص سيكونون في المستقبل قادة العالم العربي)), من الذي تقوله هاي من طروحات  لقادة المستقبل العربي ؟؟؟؟ وترشدهم إلى الإجراءات المطلوبة إلى الدراسة في أميركا, وتحدثهم عن الموسيقى الأمريكية, ونجوم أميركا, وتحذر من مشكلة البدانة, وتتوسع بالحديث عن المجتمع الأمريكي ومثاليته,سياسة تغير الفكر تميدا لهيكلة العقل قبل الفعل, ولا تتطرق هاي إلى الصراع العربي الصهيوني, ومأساة الشعب الفلسطيني والمجازر التي ترتكب بحقه, والاحتلال الصهيوني, واحتلال العراق, ومأساة الشعب العراقي والمجازر اليومية التي ترتكبها قوات الاحتلال الأمريكي ومنظوماته السياسية والمخابراتية والإذلال , نظرة العرب إلى الاحتلال الصهيوني في فلسطين والاحتلال الأنكلو أمريكي في العراق,ارتفاع أسعار النفط, الغلاء العالمي,الإنهيار الاقتصادي والعجز المالي في الولايات المتحدة الأمريكية من جراء حربي العراق وأفغانستان, هذه مواضيع لا تتطرق إليها المجلة في مخاطبتها قادة المستقبل في العام العربي كما تسميهم, أهدافها سياسية وأغراضها سياسية منطلقاتها سياسية ولكنها لا تتطرق إلى ما يهم الشعوب العربية والإسلامية, وتكتفي بتطبيق الإستراتيجية الإعلامية الأمريكية والموجه إلى شعوبنا والتي تحاول فيه تسفيه وتسطيح ونخر مقومات الأمة التي تمتع بها شعوبنا العربية والإسلامية.  

القنوات الفضائية العربية والعراقية ووسائل الإعلام الأخرى

الإستراتيجية الأمريكية الشاملة تعتمد في تنفيذ أهدافها على عدة محاور ووسائل, وتعتمد اعتمادا كليا على القدرة المكتسبة والهجينة والمجندة, ومن المضحك إن عدد كبير من وسائل الإعلام العربية والعراقية وهم كثر ( ملكية أكثر من الملك) وهي بالتأكيد تتبع النهج السياسي  والإعلامي التي أسست لأجله, ووفق الأولويات المحددة سلفا ما لم يجري تغيير طارئ, وبنفس الوقت تتبع رغبات راس المال ومصادره معروف,وساهمت هذه الفضائيات ووسائل الأعلام من تأخير أو تأجيل الهزيمة العسكرية الأمريكية في العراق , وكانت عنصراسناد رئيسي ومباشر للسياسة الإعلامية والمخابراتية لدوائر الاحتلال, وقد انسلخ هؤلاء الصحفيين والإعلاميين من محيطهم المهني الحر ليوظفوا تلك الوسائل لتظليل الرأي العام, واستهداف المقاومة العراقية بعيدا عن الحيادية والموضوعية وشرعية وعدالة القضية العراقية, والتعتيم عن حجم المعاناة والمآسي التي يتعرض لها الشعب العراقي الجريح في ظل الاحتلال الأنكلو أمريكي للعراق والهيمنة على مقدراته وثرواته, واتجهت عدد كبير من وسائل الإعلام العراقية إلى (البباغواتية) في الانتهاج الأعمى للفكر الأمريكي وتبرير جرائم قواته , بل أصبح عدد كبير منهم يسلخ جلده كل شهرين, ليظهر بوجه جديد يتوافق ويتواءم مع النهج الإحتلالي ويسعى لنيل الرضا لتتدفق الملايين إلى أرصدتهم في ظل الديموقراطية الدموية الأمريكية في العراق.

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

السبت /  16  رجــــب  1429 هـ

***

 الموافق   19  /  تمــوز / 2008 م