أبو ضرغام

شبكة المنصور

 

                                     

 في اطار ستراتيجية ( الفوضى البناءة ) الامبريالية الاميركية ، حولت الحضارة الغربية بوجه عام ، والامبريالية الاميركية خصوصا العالم كله – وان بدرجات مختلفة – الى بيئة مناسبة وأفق متلائم ، مع هذه الاستراتيجية بحيث يصبح العالم وبنيته الدولية والاقليمية وحتى الوطنية المحلية ، قابلا لاحتضان هذه الاستراتيجية ، وجعلها على اعلى درجة من الفعالية ، ( بناءة ) تماما للامبريالية من حيث النتيجة ، وتتحرك ( الفوضى ) للشعوب والدول والمجتمعات والامم .

وهذا بالضبط ، ما تتكفل به ( العولمة ) او ما تسمى احيانا ب ( امركة العالم ) ، بمعنى ان لاشيء يفعل في العالم سوى ( المصالح الذاتية ) الانانية الخاصة ، وهزيمة كل قيمة انسانية او دينية اخرى ، لاشرف ، لاكرامة ، لاتعاطف مع المظلوم المعتدى عليه ، ويتجه ( الذئاب الدوليين والاقليميين ) الى نهش وانتهاب شعبه ووطنه ، لكي لاتبقى للقوة المعادية للامبريالية ، أي قدرة على مواصلة الصراع وتطويره ، فتبقى مشغولة بالجروح التي ( انفتقت ) عليها نتيجة ( الفوضى الدولية ) فتضطر لان تقاتل دائما من مواقع اكثر ضعفا بالتدريج ومع مرور الوقت ، حتى تتآكل قوتها باستمرار ، ثم تسقط في النهاية .

والموقف العام ، الذي يشكل سقفا اعلى ، يجمع بين ( فوضى الشعوب والدول والامم ) وبين ( النتائج البناءة ) الامبريالية – كل امبريالية – بحسب تراتب موقعها في البنية القيادية الامبريالية الجماعية ، المستعمرة والمهيمنة على كل العالم ، وخصوصا عالم الفقراء ( دول العالم الثالث سابقا ) ، هذا الموقف العام ، يحكمه مفهوم ( العلاقة بين الكل واجزائه ) والقوانين الحاكمة المسيطرة على هذا المفهوم ، كما تحكمه ( تكون السياقات ) من الاجزاء ، وتكون ( الكليات العليا ) من السياقات ، بمعنى ( تحكم الكليات ) في رقاب ( السياقات ) في ذات الوقت الذي تتحكم فيه السياقات ( برقاب الاجزاء ) ، ولا فرق هنا سواءاً استخدمت تعبير ( السياقات ) للاشارة الى الاليات ، او تعبير ( الانسان ) للاشارة الى ( البنى ) المكونة لهذه المنظومة ، منظومة ( الفوضى البنائة ) .

في الواقع ان هذه العلاقة بين ( الاجزاء – السياقات – الكليات ) تحكم تنوع الكون كله في تناقضاته وتشابهاته ، وتداخلاته المتعارضة ، وأئتلافاته المنسجمة، ويحكم ايضا مسارات التاريخ والحضارة البشرية ايضا .

ففي الوقت الذي تشاهد انت فيه كل الكون والحياة ، وكأنها ( فوضى عارمة ) يصعب للغاية فهمها ، غير انه في النظرة العميقة العقلية التحليلية ، يظهر واضحا ، ان الكون والحياة يسيران بمنطق دقيق للغاية ( حتمي تقريبا ) لا تخرقه ابدا الا ( الصدفة ) وقوانين ( الاحتمالات ) .

في ( العولمة ) او ( امركة العالم ) ، وفق منطق ( الاستراتيجية الفوضى البنائة ) ( العالمية البنية والطابع ) كل شيء – بفضل الكومبيوترات الكبرى عالية الكفاءة – يحسب بموجب قانون ( الاجزاء – السياقات _ الكليات ) ، لكن دائما تبقى ( للصدفة ) غير السارية على أي مثال سابق ( دورها المهم ) في تغيير ، او حتى الاطاحة التامة بهذه الحسابات .

لكن ( علوم الرياضيات الاخيرة ) وصلت الى درجة عالية من القدرة على حسابات ( حتى الصدفة ) ، غير انه ما يجب الانتباه اليه وتذكره دائما ، هو ان  ( الرياضيات ) بكلتيها شكلا ومضمونا ، هي في الجوهر ( حسابات شكلية ) مجردة ، فلا جوهر ابدا في  ( الكم ) فكله شكلي ، فاذا ضبطت الامبريالية وتقدمها ( التقني العالي ) اشكال ( الفوضى البنائة ) وهذا يحقق فوائد كبيرة ، فانها لن تتمكن ابدا من ضبط ( الكيف ) الذي يمثل في نهاية المطاف ( الكينونات الاصلية ، وهوياتها ( او كيفياتها) اللاحقة ) .

اذن ، حسابات الفوضى البناءة ، تضبط حسابات ( الشكل )  وتحقق فوائد كبيرة ، لكن تبقى للشعوب والمجتمعات والدول والامم ، حصة عظمى في الكيف ( او الجوهر ) ، فتنقلب حسابات الامبريالية ،على الستوى الفردي الخاص ، لكن هذه الشعوب اذا استطاعت الصمود ، وضمت صفوفها الى صفوف بعض ، في مواجهة الامبريالية وحساباتها، تستطيع ان تغير كل البيئة العالمية ، وفق قانون ( تحول الكمية الى كيفية ، وبالعكس ) .

ان الصراع بوجه عام يجري بين الشعوب والامبريالية ، بين الانسانية ونهابيها ومستغليها السراق القتلة ، وفق هذا الاتجاه العام .

فلماذا تحقق ( الامبريالية الاميركية المعولمة بالذات ) سيطرتها شبه التامة على صندوق النقد الدولي ، والبنك الدولي ، ومنظمة التجارة العالمية ( الغات سابقا ) والامم المتحدة ومجلس امنها ( التنفيذي ) والاعلام العالمي ، والاقتصاد العالمي . اليس لان تكون ( الكلية العليا ) في العالم ، ومن ثم المستفيد الاكبر من ( الفوضى البناءة ) ، لكن ، جوهر التاريخ والحضارة ، وقوانين الكون نفسه ستنقلب في النهاية – لصالح الانسانية وشعوبها – كل حساباتها ، حتى لو تمكنت ان تحول – لابعض – بل كل شعوبها الى ( حطبة لحروبها ) العدوانية النهابة المستغلة الظالمة ، التي تجفف روح الانسان في كل مكان من العالم ، وتحوله الى ( سلعة ) قابلة ( للاختراق المخابراتي ) وتاليا قابلة للبيع والشراء .

ان كل ( كلية ) اقليمية او محلية ، اصغر من ( الكلية العليا ) الامبريالية الاميركية هي اشبه ( بالسياق ) الداخل في نطاق تلك الكلية العليا ، مثلما ان كل جزء بمفرده ، يدخل في نطاق الكلية السياسية الاقليمية . هي ( دوائر ) متصاعدة في التأثير والحجم ، بعضها يدخل في نطاق بعض ، لتقدم جميعها – في النهاية – فوائدها الكلية العليا ، الامبريالية الاميركية ذات استراتيجية  ( العولمة ) واستراتيجية الهيمنة على كل علاقة ( تبادل عالمي ) واستراتيجية ( امركة العالم ) واخيرا ( استراتيجية الفوضى البناءة ) .

باختصار شديد ، المستفيد الاول والرئيسي من كل هذه الاستراتيجيات هو الامبريالية الاميركية اساسا المهيمنة على العالم ثم بعدها بقية الامبرياليات الاخرى المسماة بالدول الغنية  ( السبعة ) ، ثم بعد ذلك الطبقات والحكومات الاخرى ذات الطابع ( الكوبرادوري ) أي التجاري جوهريا والخادم للامبرياليات العالمية في المسلك على حساب مصالح شعوبها ، وذلك كله ضد جميع الشعوب ، بما فيها شعوب الامبرياليات السبعة التي تحولت الى ( حطب في حروبها ) وموظفين عالميين ضمن ( شركاتها الامبريالية ) ومؤسساتها السياسية والاقتصادية والفكرية والاعلامية والتقنية الخادمة لاغراض الامبرياليات . في كل العالم ( الخاسر ) هو الشعوب التي تزداد فقرا باستمرار اما ( الرابح ) فهو الامبرياليات ( المتحدة عالميا ) رغم تنافسها حيث لايدوم النظام الرأسمالي المحلي والعالمي ، الا بالتنافس ، حتى ولو اعتمد ( منظومة الاحتكارات ) التكنلي الموحد .

فالربح – تقريبا – امبريالي موحد ، اما الخسارة ، فهي انسانية شعبية دولية قومية شاملة ، ذلك هو حال العالم اليوم بوجه عام ، في ظل سيطرة القطب الامبريالي الاميركي الاوحد . وكل ما يجري على الصعيد الدولي ، هو لديمومة نظام ( الاجزاء – الانسان – الكليات ) وملاحظة عدم الاخلال به عالميا ، واستجابة استراتيجية ( الحرب المسبقة ) الاميركية ، لتعطيل محاولات الاخلال بهذا النظام ، شاركت في هذه ( الحرب المسبقة ) الامبريالية الاميركية وحدها، او هي و ( حلف شمال الاطلسي ) او هي ( وقوى الأئتلاف ) من داخل وخارج حلف الاطلسي ، كما يحصل في العراق بعد احتلال عام 2003 .

فمعاداة الامبريالية الاميركية الجذرية الشاملة ، تقتضي معاداتها ومعاداة ( كل نظامها البنيوي ) الذي يحقق لها الفوائد في كل سياساتها بل وحتى معاداة ( حربها المسبقة ) والأتلاف العسكري الخادم لاغراضها ، كما حصل في ( يوغسلافيا السابقة ) وافغانستان - كرزاي ، وعراق – حكومة العملاء ، المخترقين ( مخابراتيا ) من قبل وكالة المخابرات المركزية الاميركية .

وذلك لطرد كل عداء جذري للامبريالية من ( النظام الدولي ) والابقاء عليه ضمن نظام ( الاجزاء –السياقات او الانسان –الكليات ) .

اذن كيف تعادى هذه الامبريالية المهيمنة ؟ اولا : بمعاداة الشعوب ، واتحادها ضدها . وثانيا : باعتماد هذه الشعوب على القيمة الانسانية العظيمة ، وهي ( الامر بالمعروف ) كل معروف ، و ( النهي عن المنكر ) كل منكر ، سواءاً حصل أي منهما في داخل حدودها هي او لدى أي شعب اخر ، من اجل ان تتمكن حقا من توحيد صفوفها في كل مكان ، ومواجهة الامبريالية بصورة منظمة مثلما ان الامبريالية نفسها هي على درجة مهمة من ( التنظيم ) فالشعب الانساني الحر يجب ان يرفض كل باطل اينما وقع ويساعد كل  خير لصالح الشعوب اينما وقع ايضا ، تصون بعضها حقوق بعض لا ان تنهبها لصالح ( الفوضى ) الخادمة للامبريالية ، وتتعاون بعضها مع البعض الاخر بجدية عالية لكي تخلق لنفسها ( سوق داخلي ) وكذلك ( نظام تبادل عادل ) في وجه السوق الموسعة العولمية ، ونظام ( تبادلها ) المختل ابدا في كل شيء ، من السياسة الى الاقتصاد الى الاعلام الى العلم والتقنية وغيرها ، وترفع دائما نسبة تبادلها البيني حتى تتمكن من قطع صلتها كليا او جوهريا بالتبادل مع الامبريالية المختلة المعوجة دائما لصالح الاخيرة ، وتنمي دائما سوقها الخاص المعزول عن السوق العولمية الامبريالية ، وحتى في مواجهة ( الحرب المسبقة الامبريالية ) يمكن ان توجد قواعدها عسكريا وحتى ( مخابراتيا ) كلما وجدت الى ذلك سبيلا وظروفا ملائمة .

ان الامبريالية تموت كليا اذا لم تجد احدا في العالم تنهبه .

ونحن لانجد في كل  هذه الافعال الا مطالب واقعية قابلة للتطبيق على الارض وليست مستحيلة ، صعبة ؟ نعم ، وتتطلب نضالا جديا قاسيا بل وخطيرا ومثابرا صامدا مهما غلت تضحياته ، فأصلاح الانسانية ، واستعادة حقيقة الانسان في العالم والحياة هدف كبيريتطلب جميع الكلف على طريق تحقيقه .

اذ ليس المهم ان نتحرر من ظلم الامبريالية لنقع في براثن ظلم اخر مختلف بل المهم ان نتحررمن ظلم لنحقق انسانيتنا، ونجعل لحياتنا معنى ذي قيمة سامية عليا . وبالتأكيد وعلى هذا  الطريق ، تتحمل الشعوب والقوى المبادرة الطليعية الصعوبات ذاتها التي تحملها اصحاب الرسائل العظام من الانبياء الكبار ، حيث يثبت تاريخ الانسانية كلها : " ان لا نبي صادق الا ورجم بالحجارة " لانه كان دائما اول الداعين لرسالته الاصلاحية الكبرى . من نوح وابراهيم حتى محمد ( صلاة الله عليهم جميعاً ) . فالايمان الذي لايتزحزح ، وقوة القيم والاخلاق المبنية على هذا الايمان والعاملة في سبيل خدمته وتقويته ابدا ، هي الطريق لهزيمة الباطل الامبريالي ، واستعادة انسانية الانسان ومعنى الحياة الجديدة بسمو الانسان ، وتنمية وتقوية سلطان روحه .

وبالنسبة لنا نحن ( العرب – المسلمون ) الموحدون أرومة ودينيا بل وحتى كل المسلمين في العالم ، لن ينقذنا ولا يحقق لنا ( العدل ) في الدنيا ولن يدفعنا الى طريق التقدم والنهظة سوى تجاوز ( الفقه الوضعي ) – الذي هو في روحه وجوهره – يبرر الوضع القائم وأفعال قادته وكبرائه – بعلمهم او بعدم علمهم – في الخضوع الذليل للامبريالية واستراتيجيتها ولقانون عملها ( الجزئي –النسقي – الكلي ) في العالم ، لن ينقذنا سوى تجاوز هذا ( الفقه الوضعي ) الى الفقه العظيم الثوري الانقلابي ابدا مهما تبدلت الظروف وتغيرت الازمان واشكال الحياة ، المتجدد دائما ( فقه المقاصد والغايات ) الذي يجعل من كل – الشريعة الاسلامية –وليس فقط –الفقه لوحده – مجرد طريق المسلم ( فردا وجماعة ) الى الله الواحد الموحد سبحانه .

ولسنا نأتي بجديد اذا قلنا ان ( فقه الوضع القائم ) هو بالاجمال فقه التمزق والاختلافات والصراعات وذهاب ( كل حزب بما لديهم فرحون ) وذلك لان التاريخ والحضارة ( العربية الاسلامية ) اثبتت بما لايدع شكا عند هذا ( الفقه الوضعي ) ان كل ( فرع عن الاصول الاسلامية ) يصبح ( اصلا ) عند فرقة او طائفة او مذهب او حزب ، فيبدأ الاختلاف اولا ثم الصراع واخيرا الاقتتال بواسطة تدخل ( السياسة ) التي تقلب كل الاسلام ، ولاتبغي سوى الهيمنة عليه واحتكاره والانغلاق على تفسيره ، حسب ارادة السياسي واجتهاده الذي يهيء له المصلحة المادية والاعتبارية ، وتأمين سلطته على فرقته وطائفته ودولته ومذهبه وحزبه . .

لقد انشطرنا نحن ( المسلمون ) منذ ( الفتنة الكبرى ) الى شطرين ، ثم الى عشرات الفرق ، حتى وصل العدد – حسب بعض الدارسين – الى اكثر من ( 354 ) فرقة ، بفضل السياسة التي توفر مصالح بعض القادة والكبراء ، على حساب مصالح الاسلام والمسلمين .

اما فقه ( المقاصد والغايات ) فلا اصل له – في الشريعة وليس العقيدة – سوى ( الطريق الى الله ) سوى التوجه الى الله افرادا وجماعات ، وفي كل مسلك او تعامل او علاقة او وجدان او تعبد ، تتحدد( الشريعة كلها ) التي هي اساس تحويل ( العقيدة ) الى واقع على الارض في اصل واحد ، هو التوجه بجماع شخصية المسلم الفرد ، وبكل علاقات الجماعة المسلمة ( صغرت ام كبرت ) الى الله الواحد الاحد ومرضاته وتجنب سخطه او غضبه ، الى اوامره ونواهيه ، والى ( الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ) من اينما صدر ، من القادة والكبراء او من المسلمين البسطاء ، واينما صدرا داخل الاسلام او خارجه .

" ان الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " وكذلك " من اجتهد فأصاب فله حسنتان ، ومن اجتهد واخطأ فله حسنة واحدة " .

ثم متى وفي أي زمان بعد سيدنا العظيم محمد بن عبد الله ( ص ) تعارضت ولو قيد شعرة واحدة ( وحدة العرب ) مع ( وحدة الاسلام ) ؟ فما بال العرب الموحدون أرومة وفكرا وقيما واخلاقا وحضارة وتراثا ودينا ، تصطرع بين حكامهم وقادتهم وكبرائهم وحتى فقهائهم، المصالح ،فيضلون ممزقين في عصرهم الحديث ، يخدمون المصالح الانانية المباشرة لهؤلاء الحكام والقادة والفقهاء ، ثم تبعا لذلك يخدمون الامبريالية والية علاقاتها وحركتها في العالم ، سواءاً في عهد الاستعمار الكولونيالي التقليدي ،  او في عهد من الاستعمار الجديد ، او في الوضع الارقى – المتطور عن ما هو نافع لها وقابل للحياة – من العهدين زمن ( الفوضى العولمية البنائة ) والاستراتيجيات المكملة الاخرى والمساندة لجوهر هذه الاستراتيجة التي توقع كل الانسانية في الفوضى ، وتستخلص لنفسها اعلى المصالح المادية التي تعتبرها ( مصالح مشروعة ) في كل العالم . اذا توجه المسلمون كلهم في كل العالم وبكامل وجماع شخصية كل مسلم على الارض فان مثل هذا ( الفقه ) لابد ان يوحدهم جميعا ، ومن ثم لابد ان يرفضوا كل ما يتعرضون له من ظلم ( اكبراو اصغر ) ومن اية جهة جاء هذا الظلم ، وبذلك يكونون مؤهلين لان يكونوا طليعة الانسانية كلها الباحثة عن العدل الرافضة لكل منكر ، التي تقيم سوقها الخاص وعلاقات تبادلها ( البينية الخاصة ) ولعل ذلك وحده – المكفول بالشرع السماوي والارضي – يقوض – حتى بدون قتال – نصف حياة الامبريالية والكثير جدا من قوة حضارتها ، ويمهد طريق خلاص الانسانية من ( الامبريالية ) التي لا تؤمن سوى مصالح ( 0000001 / 0 % ) من سكان العالم وحتى اقل من ذلك . وبطريقة غاية في البطلان تفقر الفقراء دائما وباستمرار وتزيد غنى الاغنياء . ولا يحتاج ذلك سوى التمسك الثابت المصر الذي لايتزحزح بالحق ، كما امرنا الله سبحانه ، مهما كان طريقه وعرا وصعبا . فليفك جميع الحكام والمتنفذين علاقة ( الاختراق المخابراتي ) بالامبريالية الجماعية ، فذلك هو اول الطريق الى محبة الله ، واول الطريق الى ( السلوك والتوجه والعلاقة به ) سبحانه وتعالى ، ولتتحد جميع القوى الشعبية المسلمة وتتعاطف جميعا في طول الارض وعرضها ضد هذا ( الاختراق المخابراتي ) لهؤلاء الحكام المتنفذين الاغنياء ، حتى لو كلف ذلك عزلهم بالكلية ، ففي ذلك عودة الى الاسلام الحق ، وخير كثير لصالحه ولصالح الشعب البسيط المسلم ، الذي لا يعرف الفذلكات والتبريرات والتنظيرات ، وانما يتمسك بالاسلام ، من حيث هو ( اخلاق وقيم ) تدعوا الى الله من الجميع وتستخلص النتائج باعلى درجة من الجدية ، فالمسلمون – مثلا – الذين دعوا الى محاربة العراق بأية حجة ( ظهر بطلانها ) وساعدوا اعدائه بالقضايا العسكرية واللوجستية والمالية والاعلامية ، وحولوه الى جحيم احمر ، هم وفق ابسط قواعد ( فقه المقاصد والغايات ) مخطئون – ان لم نقل آثمون – بحق شعب العراق المسلم بنسبة ( 96-97 % ) . اما ان يدعى ذلك ( ديمقراطية ) و ( فدرالية ) و ( حقوق انسان ) و ( حقوق اقليات ) الى اخر ( الاسطوانات المشروخة البائسة ) التي رافقت الاستعمار منذ اول وجوده ، واستخدمت منذ مئات السنين في كل العالم ، فتلك اولا وبالاصل ليست قيما اسلامية ، وانما هي قيم برجوازية امبريالية غربية ، وثانيا هي ( اكاذيب ) تظهر العباءة البراقة اولا ، ثم بعد ذلك تهوي على الفريسة بعشرات الخناجر لابخنجر واحد . فلا حول ولا قوة الابالله بأسم شعب العراق المسلم حامل الحضارة ( العربية – الاسلامية ) ومسؤليتها لستة قرون تقريبا ، من هذا ( الاسلام الوضعي ) خادم الملوك والكبار والقادة والفقهاء ، هاتك حتى اعراض الرجال والنساء من بسطاء المسلمين ، ابناء الشعب الرافض للظلم والغزو والعدوان .

لاحول ولا قوة الا بالله ، من كل المساعدين لهذا البطلان الصريح الواضح والمكشوف كالشمس في رابعة النهار ، في الداخل والخارج .

اللهم ، أعنا وانهض بنا ، على ان نظل عبيدك المتمسكين بدينك ، الملتزمين باوامرك ونواهيك ، الداعين الى قيمك واخلاقك ، الباحثين عن مقاصدك وغاياتك ، الثابتين على ( الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ) ياأعدل العادلين وأرحم الراحمين . . ياالله.    

                                                      

                                      شبكة المنصور

                                   05 /04 / 2007

                          في معالجة ( الفوضى البناءة )