بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

مناجاة أخرى..
((لك وحدك لاشريك لك))

 
شبكة المنصور
مريم الراوي
 

 لطالما احببتك ايها الرب..

وصليت لعيون الربيع حين كان يغزوني الشك ,

ويرتطم بامواج أيماني عبرات اللحظات المهلكة..

لطالما وشوشت لك بأسراري,

 وتَمَزقتُ خجلاً امام يقيني بخلودك في روحي..

لكنك لم تعد ملكاً لي!!!

ولن تكون خيمة لأحزاني ,

ولا بئراً اواظب الوصول اليه كل يوم ,

لألقي في محراب عشقه كل عذاباتي واوجاعي,

واتعمد من خطاياي وعبثي وجنوني,واغتسل ببسماته,

واتشبث بدخان البخور هاربةً الى بيادر من سحب وبلور!!

إستليت وجهك الحبيب من ذاكرتي,ورميته حيث نسيان النسيان,

وإدمان اللامبالاة.وانا التي اعلم جيداً ان سمائي ستشهق لرحيلك,

وتنتحب نجوماً لطالما استجابت لندائاتك حين اللقاء بالكف عن الدوران,

والإستلقاء عند أ قدام الشوق!!

وها هي اليوم تشاركني حزني,ومناجاتي السقيمة..

وها هي اليوم ترثي بداية النهاية لحكاية الأمس,

وحلم لم يكتمل إلا في أساطير الاولين والضائعين الواهمين.!!

لم يعد مهماً كم بكينا,وكم سنشعر بالوحدة حين نقضي الليل الكئيب بلا رفيق..

لم يعد مهماً كم من الوقت يلزمنا للكف عن ترديد اسمه في داخلنا المشتاق,

 له حد التمني ان يلاقيه للحظة,وبعدها ليحل الفراق والوداع..

لم يعد يهم!!

/

/

/

 بل,,, هو أهم الاشياء...

وسر انبثاق الضياء من الفؤاد,

وهو صلواتي التي لاتنقطع,,

وخشوعي الذي يحتويني بعيداً عن الكون,

ومناجاتي التي لاتملّ..

فمن ينقذني الان من نفسي؟

ومن اشتعال الحسرة في القلب؟

وضجيج الدموع يناديني كقافلة القادمين من الأحزان والقهر؟!!

من ياترى سيوقف اسفار التمني من الولوج من شباك عمري,

 طيلة الاوجاع الآتيه؟؟

من ياترى سيربت على جرحي حين انهار خفية عن عيون مرآتي,

 التي لطالما كابرت امامها وتبرأت من كل غضبي ووجعي؟!!

من ياترى سيحسب كم دمعة دقت على لوحة الانتظار,

 وازهرت عيوناً عند عتبات القادم؟!!

من ياترى سيكون المشجب لعيوني حين البكاء,,

ومن سيكون الحرز المعلق في قناديل الروح؟؟

مـــن؟؟

مـــن؟؟

 

والان....

والان وانا مذبوحة من الحنين الى الإشتياق,

 وحيدة الا من قيود تبعدني وانا التي تأبى الانعتاق!!

يتفتت القلب مابين يدي,وتسقط روحي وتُحرق اصابعي.

أتشظى بلا استئذان من نفسي,ويغشى على آمالي وأحلامي,

فأقع وما من يدٍ تسندني ولا من عين تنظر لي بمحبة..

وقعت,وغرقت مع الأوراق في دوامة الأشتياق..

أصرخ الان ليس كما اي مرة صرخت فيها,

أصرخ,, أحتاجك أيها الظل المورق حياةً في بساتيني القاحلة..

أحتاجك والصرخة تشق دربها من الروح والفؤاد والفم,

ترى النور فتصم آذان الكون,وتستنجد بك,, لاغيــرك..

الان الان انجدني..

الان الان انقذني..

ماعدت احتمل,

والصبر زهر محترق,

والوحدة موت بطئ....

انظر لعيوني الان,

سماوات مغبرة,وكتاب الف طلسم فيه,

وكل الطلاسم تشير للتعب والانهيار..

انظر لعيوني الان,

ترى فيها انكسار غريب وشوق اكيد,

وبسمة تاهت في مجرات الحلم..

إنقذني,

 فإن لم تنجو بي أنت ,

سأموت وأهلك,

عند اول حرف يكتب,واخر حرف يقال..

فإقرأ بإسم الشوق,,

بسنوات الغربة,

واوجاع اللجوء..

إني مغرمة بك ياعراق...

 لـ المقاومة ــكــ ياوطن ــ..

 
 
 
 
 
 
شـبكـة الـمنصـور
الإثنين/ 19 / تشرين الثاني / 2007