بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

 صمودك الهوية و الأمل

 
شبكة المنصور
غفران نجيب
 

للنيل منـك حقـدا كـان سـعيهم و تحطيـم كـبريـاءك كـان اكبـر هـمهـــم

بك تاريخا مجيـدا مشـرقا استهدفـوا و حاضـرا ثـرا غـنيـا غالبـا ما أسـقـمهـم

حساب الخسارة لم يدر أبدا بخلدهــم وبأعـلى الكـلف كانت الحماقة ومن ثم وجومهـم

ببخـس الثمـن أشـباه للرجـال صفت جنبهـم ، و بـأرذل الخصيـان حظـر إمامهــم

سبوا و دمّـروا بكل آلات شــرهـم و دنســوا طهــور التــراب بأقـدامـهــم

لم يسلم مشـفا أو مصنعا من غدرهـم لـم يأمن شـيخا ولا رضيعـا مـن سـهامـهـم

بيوت الرحمن طالتها معاول فتنتـهــم ومحـو ما حفـظ من الذكـر شـرط قيامـهـم

الفاحشـة شاعـت بهـم و الرذيـلــة غـدت سـلعـة رائـجــة عنـد خـدامهــم
 

أرادوا قتلـك غـدرا بصبيانهـــــم أرادوا إزاحــة و جــودك مـن أمـامـهــم

عقبـة كأداء أنت بوجــه أطماعهــم قـلـعـة شـهبـاء أنـت تشـهد انهـزامهـم

ديدنهم , هـم ما فعلـوه بـك يا بغــداد فـالـقتـل و هتــك العـرض بلسـمهــــم

صمـودك لا يثيـر دهشــة عـــارف ولا يـهـزك أبــدا و قـع أقـدامـهـــــم

فبك الكرامة و الشـجـاعـة وجـــدت و أنـت من تصـديـت و بـك حطمت عظامهـم

عجبا أن لا يغار عليــك بـعـض بنيـك و حـزنا عليهـم و منهـم و من كـل أعمامهـم

و غريـب أن يهـجـرك بعـض مـن رضــع

من كريـم ضرعـك وعكــف عن اقتحـامهـم

و غـير معقولا أن لا يــدرك نفــــرا مـن دعـاة الزهـد و العلـم مـدى إجرامهــم

ومـن كّنا نحسبهم شجعانا تركـوا الـسيف في غمـده ، و طمعـا من هـتــف لقـدومهـم

وليـس قليـلا من آثـر النجـاة بالنفــس ورضـي بـالـخـنـوع لقـبـــح أزلامهــم

أ هـم صدقـا يا بغـداد مـن أبنــــاءك أم غـيّر عـزّك مـن طباعـهــم و أحـلامهـم

وهل للانتـماء لك غــير وصـف واحــد للبطولـة ، مقـدام شـجاع لا يهـاب حمـمهـم

و من تنكـروا لك جبنـا ولهـم تزلفــــا فـأي بـلاد تلـك الـتي تعــوض نعيـمهــم

و بأي هويـة يتلبــسوا و أي انتمــــاء سـيغطي عجزهـم و ذلهـم و يلملـم حطامهـم

 
 
 
 
 
 
شـبكـة الـمنصـور
الثلاثاء / 20 / تشرين الثاني / 2007