بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

   بـغـداد,,
      وموعدنا الوطن...

 

 

شبكة المنصور

مريم الراوي

 

اليوم الاول:

اطل الصغير من نافذة الغرفة وراسه العاري يتدحرج صوب النور ككتلة نار تغري المكان كي يتركها تأتي على كل شئ..فزع الحاضرون,وهم والده لضربه لولا انه قال على حين دمعة:"أبي تعال,فهنالك من دمر حديقتنا,وداس على ورودي التي بالأمس زرعتها.أبي اني اراه مسخاً يحمل حقداً...

أبي انه لايحبنا,فقد سرق الحلوى من جيبي,ومزق دفاتري وصفع اختي,وسرق دميتها"..

خرج اباه فزعاً ينادي أعزة القوم والعربا:"ياحسرتي,انهم الطغاة,ولجوا حديقة الله,ودمروا اسوار الذهب"..

اليوم الثاني:

تتعالى أصوات الرفاق,يجتاح الغضب صدورهم,تتسمر جميع الروايات عند ناصية الجسر..

يخرج فتيان الحي الى الشوارع,يتناقلون الف حكاية عن مسخ بعيون زرقاء,يلبس بسطالاً ,تحمله دبابة,وبيديه سلاح,قطيع من مرتزقة يساندهم "سلابة"يجوبون "الفردوس" النازف..

كل شئ كان قد مرسريعاً,والحزن يكبر في نفس الطفل,والغضب يأكل القلوب,وكل الأزقة تصرخ في وجع واحد:"اغتصبوا العذراء".

اليوم الثالث:

تمتم الفتية وهم  يخرجون الفرح من ابواب حياتهم"لارجوع لك,حتى موعد النصر,وإنا نراه لقريب..

وداعاً ايها العمر,فإنا سوف نقيم ربيعاً اخر عند حدود الشمس,وسنعتلي قمم البطولة حينها"..

"ياحبيبتي" قالها عاشق فتى لطالما قبل ثغر الليل عند الإشتياق"سألقاكِ عما شهادة,فلا تهجري الى مواطن الخوف ومدن الحنين,إني عائد الى بغداد ساعة المغرب,فكوني متأهبة,فموعدنا الوطن"..

تلقي عليه العتاب وتسأله"أمن يجيب بغداد اذا دعتنا؟؟ انا قبلك,وانا لها,وان شئت اتخذني رفيقا"..

اليوم الرابع:

افواج العشاق القادمين من "اعظمية" التيه,يناجون نبضات اولئك الزاحفين من "نجف"الثوار..

يتوافدون غراماً كأسراب الوالهين,فخروا ركعاً للوطن عند ساحة التحرير..

وغدى الاوغاد سراباً مبثوثاً..

جرفتهم رياح الصمود في ساعات الفجر ,ومابقي منهم احدا..

تهاووا جميعهم,كأوراق صفراء ماتت حتى قبل ان تورق ,وتبعثر سمها الموؤود في رحم احقادها..

اليوم الخامس:

رجل يحمل قلماً, يعتلي منصة النصر,يهزج مع المقاومين:

"قادمون يابغداد العرب قادمون"..يصمت ثم يتابع قائلاً:

" كان صغيراً حتى ناجاة الموت,فكبر حزيناً من الفقد..

كانت فتاة حين اختطفوها,فإستصرخت أجراس السماء,ومنارات الخلود,وبإعلى الحزن نادت:..

اني جائعة ياامي.."

اليوم السادس:

ذات الطفل الصغير الشقي يخرج من بين الجموع حاملاً مفتاح البيت وتراباً من أرض الصبر..

تجاوره اخته,يعلوها صليب وتشد ضفائرها قماشة خضراء كتب عليها"آمنا بك وطناً لاشريك لك"..

وصيحات الصغار ترافقهم:"بغداد أتيناكِ,بالروح فديناكِ"..ويضحك الصبية فتشرق بغداد من خلل عيونهم الباسمات قمراً لاينام ابدا,ونخيل لاينحني مهما طال الزمنا..

اليوم السابع:

حديث اليوم السابع,حروف من عزم وقصائد من غدٍ ميمون..

ونهار ينساب كيوم عيد,يتلالئ ورايات العراق خفاقة زاحفة صوب فلسطين..

يتقدم الفرسان جحافل النور,يتسلق الفرح كاللبلاب هودج الشهامة,فتتغنى اجمل الأيام واسعدها بالمقاوم العربي الغيور الثائر..

جندي اللحظة الحاسمة,وقائد ميادين النهضة,لايوازيه فارس ولايفوقه ساعد..

"ادخلوا فلسطين ثائرين,منتصرين..ولاتنسوا ماقاله الرجل الحكيم:

"اني جائعة ياامي"

فهبوا هبة رجل واحد,اقتلعوا قلوبكم واهدوها نجوماً لطلاب الحرية وعطاشى النصر..

وحين المغرب.....

والوطن كان قد أسدل جفونه على الاحرار..

كان موعد اللقاء.....

\

\

\

\

\

هاهو العاشق ,,,

وقد أتى حاملاً نبضات قلبه,وجورية حمراء بلون الدم..

ينتظر علياء الروح كي تسامر مابقي من العمر..

وهي.....

 لم تأت بعد...

انتظر,,

وانتظر,

وطال الإنتظار..

ولم تأت...

ذبلت زهرته كما عيونه فبكى,وبكى..

واشتعل القلب فخرا,

حين وجد كتاب قرب القدس مُلقى..

(الكتاب):

باحثة عن وطن..

الاهداء:

الى ذلك الذي ينتمي اليّ واليه انتمي ....

الى احلامي الصغيرات وهي لاتزال تداعب

بسذاجتها أمواج الواقع ,والف مستحيل ومحال..

الى روحي التائهة مابين عهد ووعد ولا فعل..

الى كل المشاعر الجميلة التي تنتابني حين

رغبة لقاء,واحتياج صديق واشتياق عاشق...

اليه...

****

لهمـ:

فلتصمتوا قليلاً ودعوني اخلد الى الحزن,

فأمطار البعد تضرب نوافذ الحنين,

وعليً ان اغلق كل بوابات الإتي بوجه القادم ,الحاقد,الغريب..

لن  ادع له اي مسلك ولا منفذ,كي يطيل التمني والانتظار.

ولن يجد اي ظل يأويه حين تعب,ولا بيت يحويه حين غدر..

وموعدنا الوطن..

(الوطن العربي كله)....

 

 

 

 

شبكة المنصور

الجمعة / 27  ذو القعدة 1428 هـ  الموافق 07 / كانون الأول / 2007 م