بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

متى ينطق الصخر

 

 

  شبكة المنصور

 شاعر مدينة حديثه

 

ما للجراحات نشقيها وتشقينا
كأنها جذرت غرسا بوادينا
ما للجراحات لا تألو تطاردنا
حتى غدت من لهيب النار تكوينا
ما للجراحات عاشت في اضالعنا
ولم يعد غير حد السيف يشفينا
نبقى نيام ونار الغدر تحرقنا
والعزم يهجرنا والسهد يؤذينا
والبدر فارقنا والحزن صاحبنا
والهم اوجعنا والصمت يكفينا
وروضنا عافت الازهار ساحته
ضمآن يشكو لنا بلوى اعادينا
نجني من الزرع اشواك مهللة
والنبع للغير يستحيي اراضينا
ونشحذ السيف اكراما لقاتلنا
لكي يحز به احلى امانينا
ونستظل بذل في مضاربنا
ونستكين على كبرى مآسينا
والله ماحاقنا جبن ولا فزع
ولا بدرب الهوى كنا مقيمينا
ولا بعدنا عن الاوطان مفسدة
ولا عجزنا ولا كنا مساكينا
ولا شربنا كؤوس الماء عن كدر
ولا ثملنا فأودينا بساقينا
كانت لنا حكمة طالت جوانحها
وعانق النجم فحواها معالينا
وما غدرنا ولا تقنا لناقصة
ولا سقينا الاذى إلا اعادينا
ومن تقدم في خير يصافحنا
رحنا نمد له صدقا ايادينا
تفاخر البحر من امجاد منهلنا
والبر اينع من نجوى مغانينا
واليوم امست رياح البحر تعصفنا
وكوكب الارض لا يهوى روابينا
ضعنا ضحية ميراث لأنظمة
ما عاد يكفي بها كفر ولا دينا
تلبست بلباس الجبن واعتصمت
بالعرش والحكم والآهات تطوينا
ما سرها ان ترى للعرض مكرمة
ولا تراءى لها يوما تأسينا
قامت على الكفر مكفول حمايتها
فكيف واحسرتي يوما ستحمينا
عزاؤنا اننا ابناء ملحمة يا
يا ويح دهري متى الدنيا تعزينا
في كل صوب لنا بلوى تؤرقنا
فلا تقوم لها إلا معاصينا
في كل يوم لنا حمل نضيعه
من القطيع وجوف الذئب يبكينا
كم ضاع منا فلا حس ولا خجل
ولا ضمير شكا يوما لماضينا
وكيف نهتف ان صاعت لنا ابل
والخيل في سوحها امست تجافينا
انظر لبغداد كم دانت لها امم
وكم تغنت بها حور لها عينا
وكم انارت دنى الاكوان شعلتها
وكم أجادت وكم اعطت موازينا
واليوم نادت فلا صاغ لصرختها
ولا مجيب فقد نادت على طينا
أما فلسطين لا نروي حكايتها
وإن فعلنا فقد صرنا مرابينا
بيعت على دكة الانجاس رايتها
وهكذا الامر ضيعنا فلسطينا
تكالب الغرب مبهورا بثروتنا
ومن رزاياه طول الدهر يلهينا
يغذ منّا اساطيل مذهبة
ومن عصير الردى قطران يسقينا
فمن نقاضي على ظلم ألمّ بنا
ونحن احوج ان نلقى مقاضينا
سيوفنا اصبحت للرقص مشرعة
ونصلها فوق كتف العار مزيونا
فكيف نمضي الى عز نصاحبه
وبيننا قادة بالذل راضينا
نقلد البغي انوطا لخيبتنا
وهكذا البغي بالآلام يبكينا
الداء فينا وليس الداء من سقم
ويعجز الطب يوما ان يداوينا
لا نرتقي سلم الامجاد عن طرب
فالمجد بالسيف لا بالخدر واللينا

 

 

 

 

شبكة المنصور

الخميس /  14  صفر 1429 هـ الموافق  21 / شبـــاط / 2008 م