الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

سنعود إليك يا عراق ... عائدون

 

 

شبكة المنصور

منذر عبد الجبار البكرالعين – أبو ظبي

 

يتساءلون متى نعود ؟ ؟ ؟
قل عسى ان يكون قريبا
إليك يا عراق ... عائدون
الى بغداد ... الجريحة
والبصره ... مدينتي طيبة الذكر حزينة
والى العراق كل العراق
والى دجلة ... والفرات
والشط الكبير ... شط العرب
لقد آلمنا الفراق
وأضنتنا الغربة والوحدة
ولكن عراقا واحداً وموحداً
بكل أطيافه وفيافيه و فسيفساءه
هو الأصل .... و الزرع ... والبنيان
مهما فرقتنا دول
وشتتنا بلدان
وتشعبنا في هذا العالم الواسع الأركان
لكن جذورنا راسخة فيك يا عراق
عميقة عمق تأريخك الطويل
وعراق الرافدين ... رقم صعب
لا يقبل القسمة
رغم أنف أمريكا ومن والاها
حلفاء ... وعملاء
لنتوحد يشد بعضنا بعضا
ونكون صفا كالبنيان
لإحباط المؤامره
وتمزيق العراق وما أجمع
أجعل من الجسد النحيل قذيفة
ترج أركان الضلال
فالارض تركع تحت أقدام الشهيد وتنحني
وأنت أنت يا شهيد ... من فتح للتحرير باب
ولا تسمع سماسرة الشعوب
وباعة الأوهام ... والمتأمركين
سنعود إليك ياعراق ... عائدون
ولن نترك الأرض عارية
يضاجعها الدعيُّ ... و المخنث ... والعميل
وسوف يولد من ثراها ألف غد
سنعود إليك يا عراق ...عائدون
*****
ومعالم التأريخ ما زالت يا عراق شاخصه
فالارض لا تنسى صهيل جيادها
حتى ولو غابت سنين
مع السومريين انطلقنا الى العالم المجهول
بمراكب القصب والبردي مغلفة بالقار
وحررنا حروف كتابة ... مسمارية للعارفين
ومسلة حمورابي سطرت دستور عدل للعاملين
وما زالت قيثارة سومر
تعزف اللحن الحزين
وأور شامخة تحكي لأجيال قادمين
تحكي لنا بناء بيت أبو العراقيين
أبراهيم الخليل... من العراق أبتدأ
ومنه سار أبو الأنبياء والمرسلين
و أنّا ذهبنا ... تـجولنا وسرنا …
شماله و جنوبه ... شرقه وغربه
تجد ما لا عد له من العصور والازمان
ومن نمرود ... وسفينة نوح سلكنا الطريق
وفي الموصل الحدباء
أرض الأنبياء والصالحين
ومن جنائن بابل ... ونبو خذنصر ... هتفنا
الله اكبر من كل كبير
علا وتجبر ... وحكم وتغطرس
وطالعنا طاق كسرى وما حل بكسرى
أن الملك لله الواحد القهار
وأن كل من عليها فان
وان دامت لك ... ما أنتقلت لغيرك
وإعذروني ان لم أُوف كل ما في العراق
من شواهد حضارة وقيم عتيده
فيطول بنا المقام
والعراق مركز الخلافة ... لسنين وسنين
دانت الدنيا لبغداد
من بغداد الى ... الصين
ومن قرطبة ...الى أذربيجان
وكانت البصرة من أوائل مدن الاسلام
لم تكن مملكة لملك عظيم
لكنها كانت مؤل ... فكر ... وعلم ... وأدب
إليها تجنح سفن الصحاري والبحار
ٍسنعود إليك يا عراق ...عائدون
وقررت أن أتزوج
مليون نخلة ... و نخله
لأنها شواهد التاريخ
تعطي ... ولا تاخذ ... في هذا الزمان
سنعود إليك يا عراق عأئدين
*****

يتسائلون لماذا أنت ... غاضب
وكل هذا في العراق كان وما زال
أخي في الله كيف لا ...أغضب
إذا نسفت معالمنا
إذا انتهكت محارمنا
إذا قامت قيامتنا
إذا هدمت مساجدنا ... كنائسنا
إذا نهبت مواردنا
إذا نكبت معاهدنا
رأيت هناك أهوالا
رأيت الدم شلالا
عجائز شيعت للموت أطفالا
رأيت القهر ألوانا وأشكالا
فأخبرني كيف لا ...أغضب
إذا لاحت امامك أمة مقهورة خرجت من التأريخ
باعت كل شيء
كل أرض
كل عرض
كل دين
كيف إستباح المجرمون أرضك
وأستباح العهر عرضك
واستباحك في الورى
ظلم الطغاة ... الطامعين ؟؟؟
على المناصب جائعين ... متزلفين
إذا شاهدت كهان العروبة كل محتا ل تخفى في نفق
ورأيت عاصمة الرشيد رماد ما ض يحترق
ورأيت أطفالا ماتوا جائعين
سترى زمان العهر يغتصب الصغار اليافعين
ويفسد الأجيال ... جيلا بعد جيل
والأرض لا تنسى رجالا
ركبوا الصعاب ...
حتى وإن غابوا سنين
وأبصق على الشاشات
في وجه كل ... المارقين
ولا تستثني منهم عميل أو زنيم
سنعود إليك يا عراق ... عائدون
رغم الصعاب
رغم كل العابثين
سنعود إليك يا عراق... عائدون
*****
العراق اليوم ميدان
يتصارع الموت مع الأحياء
أم أسال الدم
على الشوارع والجدران ما كتبا
وبان العتق واضح
وهد التعب إنسانه و أركانه
وهو يحكي قصص من العذاب وآلا مه
ولكل عراقي تجاربه المريرة و أحزانه
فخزنّت في نفسي أهات وجروح
وأنا المحمل بأ لوان الكآبة
وظِلالا من الهموم والأوها م
مما أصاب أهلك يا عراق
حتى القمر ما عا د
يتمشى في السماء كما كان ...
أضحى باهت الوجه
مغبر اللون
والنجوم تتوارى خجله ... خلف الغيوم
والسماء حتى السماء ... مخنوقة
بغمام القتل والدمار
فما بال إنسان العراق
أحسست ببرودة الدار... والأهل والجار
وعتمتها تختزن عظامي
وفي الأعماق نوازع جارفة
مرتبكة متشابكة متشعبة
وسرت غيوم من الكآبة والحزن
تلتحف وجداني وقهري وصبري
وشعرت بالغربة ... يا عراق... وآنا في الغربة
وشعرت بالوحشة... يا عراق ... وأنا في الغربة
ِشيء غامض مجهول
أبحث عنه ولا أراه
وافتش عنه ولا أجده
وأتسائل !!!
كيف تعود الأخلاق ؟؟؟
عندما تضيع ...
ولم يبق في أرضنا غير النخيل
لقد ماتت بسمة الازهار
ولم تغرد الطيور بعد الآن
فلا ماء ولا كهرباء ... ولا غاز ولا أمان
والكلُّ عاطلون... مُتعبون... مُرهقون
فهل يتنفس الانسان ؟؟؟
سنعود إليك يا عراق ... عائدون
لا... لابد أن تبعث الحياة ثانية
وأن تبعث أشعة الحياة بدفئها
وتذيب جليد بغداد المعتم
وسنعود إليك يا عراق ...عائدون
*****
وإعذروني فالعراق موشح بالسواد
ليله ونهاره ,,, صبحه ومسائه
أحزننا هجرة العقول ... منك يا عراق
حيث كانوا أهدافا لكل حقود ولئيم وخبيث
وتؤرقنا أحوال المهجرين والمهاجرين والمنفيين
مجبرون لا مخيرون
لكننا ...
سنعود أليك يا عراق ... عائدون
كالطيور المهاجره
الى حيث دفئك والحياة
وإن بلغت المسافة أميالا وأميال
وتعددت المنازل والبلدان
ستعود إليك يا عراق ... عائدون
الى العش القديم الذي بنيناه
الى البيت الجميل الذي سكناه
الى الأهل والاحباب ... والأخوان والأصحاب
لنبني العراق ... لنبني العراق
ليس كأمسه ...
ولكن كغد باسم وضاح
سنعود إليك يا عراق ... عائدون

 

 

 

 

كيفية  طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                             الاحد  /  21  ربيع الثاني 1429 هـ   ***   الموافق  27 /  نيســـــــان / 2008 م