الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

البصرة تاريخ ومعاصرة

 

 

شبكة المنصور

منذر عبد الجبار البكر

 

البصرةُ العُظمى... أسماها ياقوتُ في مُعجمه(1)
مصرَّها الخليفةُ عُمر بن الخطاب (2)
فقال لأميرها عتبة بن غزوان(3)...
إنزلها... هذه أرضُ بصرة (4)
فكانت البصرة (5)
أولُ مُدنِ الإسلام
تأريخها يغورُ في الأعماق
أكتبُ للصغار حيثُ يوجدون
من ولّدوا منهم ومن سَيولدون
عن مدينتي طيبةُ الذكر... حزينة
حزينةٌ في نخلها
الذي حرقتَ الحروب سعفه وجذعه
حزينةٌ بما حل بها
حزينةُ في عسرِ أهلها وعيشهم
تُراثها الضخم ورجالها العظام... كانوا
عدةَ التأريخ والمؤرخين... كانوا
البصرة أوفى البلاد طهره (6)
وأزكاها فِطره
وأوسعَها دجلة
وأكثرها نهراً ونخله
لم تتدنس ببيوتِ النيران
ولا طِيفَ بها بالأوثان
لها آيةُ المدِ الفائض
والجزر الغائِض
منها من إستنبط علمُ النحو ووصفه (6-1)
والذي ابتدعَ ميزانُ الشعر واختراعه (6-2)
وما من فخرٍ إلا ولنا فيه اليد الطولى
وأجلُ أعمالها تنقيطُ القرآن (7)
والمؤرخُ لها تأخذهُ الحيرة!!
لا يدري من أينَ يبدأ!!
وأينَ ينتهي!!
وأياُ من تأريخَها يأخذ!
وأياً منه يدع!
ووصفها خالدُ بن صَفوان فقال …
نحن أكثرَ الناس ساجاَ وعاجاَ (8)
وخزاً وديباجاً (8-1)
وبرذوناَ هملاجاَ (8-2)
وخريدةً مغناجا (8-3)
بيوتَنا الذهب (8-4)
ونهرُنا العجب
أوله الرَطب (8-5)
وأوسطَه العنَب
وآخرهُ القصب
وقيل فيها
العراقُ عين الدنيا
والبصرةُ عين العراق (9)
***
البصرةُ أرست دعائمَ حَضارة …
سامقةٍ فريدة
وتراثٍ أصيل مميز
لم تكنْ عاصمةُ ملكٍ عظيم
بل كانت حاضرةُ... عقلٍ... وفهم ٍ... وحكمة
إليها تجنحُ سُفنَ البحار
وقوافلَ الإبل
فتفيضانِِ عليها الدورَرَ والغُرر
وتُغدقانِ النعمَ والطرف
جلبت من طَيب الرزق
وطَريفِ الرأي
ونضيجِ العلم
مرت بطورِ شبابِها...
عجلةٌ لا تلويّ على شيء
كانت أسرعُ من الحياة
فسبقت الحياة
كانت... مَرفأ أدب
وموئِلُ فكر
ومربد قوافٍ...
وكانت... وكانت
خرابها كان مضربُ الأمثال
بعد خراب البصرة
غُزاتها... كانوا
من الزنجٍ والقرامطة
وغيرهم... في هذا الزمن
فدمروا وأُحرقوا
نخيلَها وأهلَها
وجيشوا شبابها وشيبها وما بها
وجلبوا الطاعونَ والوباء
والوبالَ والعذابَ والخراب
فلملمت مدينتي عباءتِها الطويلة
وإستردت بعض أهلها
لأن فكرها مازال في المشرق والمغرب يضيء
جنة كانت من الجنان
كل نهرٍ تَحُفه النخيل والأعناب والرمال
(وحففناهما بنخلٍ وجعلنا بينهما زرعا) (11)
ماضيها... حضارة... عراقة أصيلة
من تأريخها إرتشفنا
ومن عِبقِ ماضيها نهلنا
الفكر والقرطاس
هل تذكرني البصرة وأهلها الطيبون
كذكري لها
شناشيل مدينتنا القديمة
بيوت أهلها الكرام... لفها النسيان
جامعها الكبير... حلقاته... كانت
جامعة للفكر... والعلم... والبيان
مكتباتها... مخطوطاتها.. تراثها
علماؤها الأعلام كانوا
عدة الحاضر والماضي
***
ويأخذنا شطها الكبير
شط العرب بأنهاره المائتين ويزيد
لندخل المدينة وأنهارها
عشارها والخَندق (12)
رِباطها والمَعقل (12)
والسرّاجي فيها والخورة (12)
أهوارها... وبواديها
مدنها … وقصباتها
مطارها الجديد والقديم
والجبلٌ الوحيد فيها سنام (13)
سبختها المَشوبَة بالملح زحفت على أراضيها
بوجهَها المالحِ الأبيض البغيض
حيث لا زرعٌ
ولا ماءٌ
ولا حتى المسير
هل تذكرنيّ البصرة... وأهلها الطيبون
في القلب لوعة
وفي الصدر حسرة
كنت راعيها... وكنتُ بها (14)
لمدةٍ قصيرة من تأريخِها الطويل
عَشقتُها منذُ الصِغر
أحببتُ نَخلها ونهرها
وأهلها الطيبينَ... أحببت
أحببتُ ما فيها وما بها
ومن مدتِها أرتويت (15)
أنهارُها الكثيرةُ العديدة
جُزرها العائمةُ في... شطها الكبير (16)
شطُ العرب...
مدينةُ الزبير... وما إحتوت (17)
أأذكر كَشتاتَها والأثل؟ (18)
أبو الخصيب... يسرِ أهلها... ضيافتهم...
نخلها ونهرها
كيعانَها... والذكر
ووقعُ خشابتها الراقصُ الرخيم في المساء(19)
القرنة... ملتقى دجله والفرات
في جنة عدن (20)
والمزار فيها لشجرة آدم
المدينه أهوارها والسلف... (21)
طيورها المهاجرة... جاموسها... أسماكها الوفيرة
والفاو... البرحيُّ منه والحناء
وأسماكهُ الوفيرة الأنواع
ومركزُ النفطُ والتصدير...
ورأسُ البيشه المطلةُ على الخليج
وأم قصر... وخورَها الوحيد
الموصلُ بالخليج
فريدة مدينتي... بكلِ ما أحاطها
شِمالها جنوبَها... وغربَها وشرقها
نعم... نعم
إحتويتُ حبَ كلَّ من فيها وما بها
في المدةِ القصيرة من تأريخِها الطويل
نعم قرأتُ عن مسجدها الجامع الكبير (22)
جامعةٌ شامله...
للعلمِ والفكرِ والبيان
من أولِ الأزمان
في الفقهِ والتفسيرِ مدارسٌ مذاهبٌ كثيرة
مربدُها... مازال منبراً للشعر والشعراء
أكرمها الله بالعشرة المبشرة... شواهد وصحبة
الزبير وطلحة الخير فيها... (رحمهم الله) (23)
ومائه من الصحابة الكرام... (رحمهم الله) (24)
والحسنُ البصريُّ مازال صوته يدوي (رحمه الله)
ورابعه العدويه
زهدها... وعشقها الإلهي (رحمها الله)
أحِبُك حُبين
حبُ الهوى
وحبٌ لأنكَ أهلٌ لذاك
حتى زار جامعها الشيوخ والخلفاء
من أول الزمان
أهلها الكرامِ كانوا وما زالوا
مَضرب الأمثال
من داخلِ العراق... ومن خارج العراق
لأنها عطاءٌ... عطاء
في أرضها ومائها وزرعها
وما إحتَوت
تمرٌ ونفطٌ... وثغرٌ وحيدٌ للعراق
عمَّ خيرها لأهلها...
وللعراق وما جاورها...
وأكثر من هذا وذاك
فكرٌ ومربدٌ ودين
تشريعُ بناءِ المُدن... منها ابتدأ
المركزُ كان المسجدُ ودار الإمارة
شعاعيةٌ كانت شوارعها
دائريةُ التكوين إسلاميةُ الهدف
خطها عاصم بن دلف بأمر من الخليفة عمر
ورأيٌّ من سعد بن ابي وقاص
مفاهيمٌ كبار...
قالها الخليفةُ عمر قبل ألف من السنيّن ويزيد
لا يزيدنَ أحدُكم عن ثلاثة أبيات
ولا تطاولوا بالبنيان
والزَموا السُنة
تلزمُكم الدولة
أجازَ بناءُها باللبن... بعد حريقها الكبير
الزمَ أشرافَ مكة للسكن بها...
منها أبتدأت ثانيّ هجره...
بعد هجرةِ المصطفى ً(صلى الله عليه وسلم)
من مجتمعِ الوبر... إلى مجتمعِ المدر
وتدفقت بعدها القبائلُ العربيه من كلِ حدبٍ وصوب
وعتبةُ بن غزوان... أولُ أمير فيها
وأولُ مولودٍ ولدَ فيها عبد الرحمن بن أبي بَكرة (25)
وأبو بَكرة أولُ مَن غرسَ النخل
وقالَ هذه أرضُ نخل
وغرسَ الناسُ بعده
وشقَ بها أولُ نهرٍ... نهرُ معقِل بن يَسار
وكانت دارُ نافع بن الحارث أولَ الدور (27)
البصريُّ كنخلتهِ خلقاً وقامة
إن ألقمتها حجراً
ألقت إليكَ رِطباً جنياً
طويلةٌ نخلتي طولَ السنين
رشيقةٌ لكنها... لا تنحَني للعاديات
تحكي لنا عزَّ الرجال والسنين الغابرات
لا زلتُ أذكر
دقَ القهوةَ الرتيب
في ديوانيتنا في أبي الخصيب
أبو الخصيبُ ولا مثيلَ لها حتى غدت جنةُ الأكوان (28)
وفي (بلد سلطان) بين النخيلِ والأنهار
شبَ الوالدُ والأعمامُ والأجداد (رحمهم الله)
جارفٌ حُبها في صدورِ أهلها
شوقاً إليها... وتعلقاً بها
الكلُّ يلهجونَ بحبِ مدينتهم
ويشربُ البصريون مياهُ مدتهم
حلوة مذاقها
وجزرها زعاق
والبصري مشهورفي العراق
بانفتاحِ يدهِ وطيبتِه...
ودماثةِ أخلاقهِ ونُبله...
ودفءِ مشاعره
ومازلتُ أردد...
صدى مشاعري...
لأهلها الطيبين
(وهم ملاجئُ أفكاري كلّما إغتربت وهم مياهي وهم زرعي وبنياني)
ويردد البصريون ما قاله السلف
من شرب من ماء مدتها فله رده
وما زالت الدموع تسيل لذكرها
أمنيات من القلوب... عودةٌ إليها
عند أهلها الطيبين...
أين ما كانوا في العالم الكبير
***
بالوفاءِ والعِرفان
ساكنةٌ في الضميرِ والوجدان
لواسطةِ العِقد في هذه الدنيا … أكتب
بحورٌ مبتدعةٌ من داخل الذات... أكتب
لا صدرَ فيها ولا عجزٌ ولا قافية
لم تَحدها ضوابِط ولا حتى لوازم
لم يترُك لها الدهرُ مصيراَ واضحاَ وبيانا
ماذا جنتْ؟
لماذا كلَّ ما حلَّ بها؟
واللهُ انه لكثيرٍ كثير …
ألدفءِ أهلها الطيبين... جنت براقش؟
تحيةٌ لك مني...
من موغلٍ في حبكِ حتى السُقام
تحيةٌ إلى كلِّ أهلكِ الطيبين
المهاجرينَ منهم
والساكنين
وإلى كلِّ المُحبين …

 

أبو ظبي 10/ 4 /1997

المصادر
ياقوت الحموي في معجم البلدان.

نفس المصدر (1) وأبو الفداء في تقويم البلدان(مصرت عام 14هـ).

نفس المصدر (كان أميرها عتبة بن غزوان).

نفس المصدر وزاد عليها هذه أرض بصرة قريبة من المشارب والمرعى والمحتطب.

نفس المصدر واختطها عاصم بن دلف بأمر من الخليفة عمر بن الخطاب ورأي من سعد بن أبي وقاص.

أبو محمد القاسم الحريري.

6-1 الأصمعي.

6-2 الخليل بن أحمد الفراهيدي.

أبو الأسود الدولي بتوجيه من الحجاج بن يوسف الثقفي حيث كان أميرها.

خالد بن صفوان وصف البصرة أمام الخليفة مروان بن عبد الملك في الشام.

8-1 الأحجار الكريمة والقماش الفاخر.

8-2 الدابة القوية.

8-3 المرآة المغناج أو المتغنجة.

8-4 البيوت كانت سقوفها من الصرائف: وهي عبارة عن قصب مفروش يسقط

شعاع الشمس عليه فينعكس اللون الذهبي.

جعفر بن سليمان الهاشمي.

كاع: يعني البستان في لغة البصريين.

قرآن كريم.

أنهار مدينة البصرة الجارية وهي ستة وتنفرد أصالة وتميز هذه المدينة.

سنام هو الجبل الوحيد والذي حدد موقع البصرة (شمال وغرب جبل سنام).

كنت رئيسا لبلديتها (1976-1980) و مهندسا للمباني، ومديرًا للأشغال، ومديراَ لمستشفى البصرة التعليمي وكلية الطب ومديراً للبلديات ومديراً لإنشاء مطار البصرة الدولي، ومديرًا لمختبرات المنطقة الجنوبية منذ عام 1965 ولغاية 1988.

فيها ظاهرة المد والجزر وتتأثر مدينة البصرة بذلك ويبلغ ارتفاع مياه الأنهر حوالي 5 متر في أيام معينة ويكون ماؤها جيدًا لأنه يمنع مياه دجلة والفرات من الذهاب إلى الخليج حيث مياه الجزر تكون مجة.

يوجد ست جزر في البصرة وفي شطها الكبير (شط العرب)، المحمدية، أم الفحم (السندباد حاليا)، والعجيراوية والطويلة وأم الرصاص والبلجانية.

الكشتة : سفرة مرح في الأثل : منطقة في الزبير يكثر فيها أشجار الأثل الصحراوية وكل محلة في البصرة تذهب إلى منطقة معينة فيها. ففيها ساحة باريس لأهل الزبير وساحة العشار لأهل مدينة البصرة وكذا يتخذون موقعا في كل شريان.

مدينة الزبير : من أقضية البصرة وأقيمت على مقربه من مدينة البصرة القديمة بنيت بطابوق جامعها الكبير وبيوتها قديمة وتعتبر مدينة الزبير من المدن العربية القديمه المبنية باللبن حيث ما زالت غرفها من اللبن معقودة على هيئة قبب ليس فيها حديد.

وجاءت أمطار غزيرة عام 1980 فسقط من دورها القديمة العديد ومازال البعض شاخصا يحكي عز السنين.

أبو الخصيب : من أقضية البصرة ومعروف بضيافته ومن أكثرها بساتين ونخيلاً ويعتبر عين البصرة ويقع على طول شط العرب وأهلها من بيوت البصرة الأصيلة

الخشابة : مجموعة من قارعي الطبول و الأخشاب وتستعمل هذه الجلسات للأعراس والأفراح.

منطقة التقاء دجلة والفرات تسمي جنة عدن ويوجد بها(شجرة آدم) وهي منطقة سياحية يقصدها الكثير من الزوار

السلف : وهي عبارة عن مجموعة من البيوت المبنية بالقصب في الاهوار

مسجد البصرة الكبير. مازال موجودا ولم يبق منه إلا ركن تم صيانته ويقصده الناس للتبرك

مازال قبر سيدنا الزبير قائما وعليه جامع كبيرو متولي وسيدنا طلحة الخير وقد أنشئ بجانبه مسجد في معركة الجمل سقط في البصرة عدد من الصحابة ودفنوا فيها إضافة إلى أمرائها من الصحابة

قال الأصمعي : لما نزل عتبة بن غزوان الخريبة ولد بها عبد الرحمن بن أبي بكرة وهو أول مولود ولد بالبصرة فنحر أبوه جزورا أشبع منها أهل البصرة

الأصمعي أبو بكرة أول من غرس النخل بالبصرة وقال هذه أرض نخل ثم غرس الناس بعده

أبو المنذر : أول دار بنيت بالبصرة دار نافع بن الحارث ثم دار معقل بن يسار المزني

مازال أهالي أبي الخصيب يرددون بهذا البيت ولا يعرف قائله

 

 

 

كيفية  طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                         الاثنين  /  22  ربيع الثاني 1429 هـ   ***   الموافق  28 /  نيســـــــان / 2008 م